الحلقة (5): سلمنا برنامجنا النووي للغرب كي نتجنب مؤامرة كبيرة ضدنا.. ولم نسدد مستحقات ضحايا لوكيربي بالكامل

أحمد قذاف الدم يروي لـ {الشرق الأوسط} مسيرة نصف قرن مع معمر القذافي

قذاف الدم مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في سنواته الأخيرة
قذاف الدم مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في سنواته الأخيرة
TT

الحلقة (5): سلمنا برنامجنا النووي للغرب كي نتجنب مؤامرة كبيرة ضدنا.. ولم نسدد مستحقات ضحايا لوكيربي بالكامل

قذاف الدم مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في سنواته الأخيرة
قذاف الدم مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في سنواته الأخيرة

يكشف أحمد قذاف الدم في هذه الحلقة، ضمن حديثه مع «الشرق الأوسط»، عن ملابسات تسليم ليبيا برنامجها النووي عام 2003 وتوقف بلاده عن برنامجها لصناعة الصواريخ العابرة للقارات، التي قال إنها كانت وصلت فيها إلى مراحل متقدمة، ويُرجع سبب كل ذلك للغرب «الذي كان يجهز لمؤامرة كبيرة ضد ليبيا»، ويكشف أيضا عن أن بلاده لم تسدد مستحقات ضحايا تفجير طائرة لوكيربي بالكامل حتى الآن، وأنها توقفت عن سداد الدفعة الثالثة لأسباب قانونية بعد تسليم الدفعة الأولى وجزء من الدفعة الثانية.
وبينما كانت بلاده تستقبل القرار الدولي بالحظر عام 1992، تسببت طائرة ياسر عرفات التي سقطت بالصحراء الليبية في ذلك الوقت، في زيارة الطين بلة.. فليبيا تعهدت للغرب بغلق معسكرات التدريب الفلسطينية، لكن عرفات بعد أن نجا من الحادثة «فضح كل شيء»، حين قال أمام وسائل الإعلام إن معسكرا فلسطينيا بجنوب ليبيا شارك في إنقاذه.. ويؤكد قذاف الدم أن القذافي كان مستَفَزا من الحصار الدولي، لكنه كان «يزداد حيوية ونشاطا وطاقة، في حالة وجود نوع من التحدي».
يقول إن قضية لوكيربي كانت مزورة وملفقة من أساسها، وتأتي في إطار محاولات محمومة لجر ليبيا إلى مواجهات تهدف إلى إسقاط النظام.. «نعم، لدينا صراع مع الغرب ولدينا عداء مع الغرب، لكن حتى هذه الساعة ثبت أنه لا علاقة لنا بـ(لوكيربي)».
لكن، لماذا دفعت ليبيا تعويضات لأسر الضحايا ما دامت متأكدة أنها لم تكن ضالعة في العملية؟ يجيب قذاف الدم عن هذا السؤال قائلا إن التعويضات جزء من الحرب.. وكذلك «الحوار والتفاوض جزء من الحرب أيضا. ليبيا وقعت تحت ضغوط كبيرة اقتصادية.. حصار وحظر ساهم فيه حتى بعض إخواننا العرب. وكان لا بد أن نجد مخارج سياسية لمواجهة لا نستطيع أن نقوم بها عسكريا. ومن ثم، حين جرى طرح حل ليكون مخرجا لهذه القصة وافقنا عليه، وكان يقضي بموضوع التعويضات في حال الإدانة».
ويضيف موضحا: «لعلك تفاجأ إذا قلت لك إننا لم ندفع المبلغ كله، لأنهم لم يلتزموا بعض البنود، ومن ثم توقفنا عن عملية الدفع بعد أن مضت المدة الزمنية، وسددنا دفعة أو دفعتين.. وفرضنا إتاوات على الشركات الأميركية المعنية بالقضية لإرجاع ضعف المبلغ إلى ليبيا، ومن ثم ما قدمناه باليد اليمنى نأخذه باليد اليسرى. وما دفع أقل من المبلغ المعلن، لأنه كانت هناك جدولة للدفع لم تجرِ، لأنهم لم يلتزموا الوقت المحدد». ويشير إلى أن موضوع الخلاف على سداد المبلغ «بدأ منذ بداية الاتفاقية. هذا جانب.. أما الجانب الآخر، فيتعلق بقيامنا بفرض إتاوات على الشركات الأميركية.. إذا أرادت أن تعمل في ليبيا، فعليها أن تسدد ما عليها من إتاوات، وهذه الإتاوات ضعف المبلغ الذي دفعناه، على أن يجري إغلاق الملفات كافة بيننا وبين بريطانيا وفرنسا وأميركا في قضيتي طائرة الـ(يو تي إيه) الفرنسية، وقضية لوكيربي. وانتهى هذا الملف وقفل نهائيا».
وتعود قضية الطائرة الفرنسية إلى عام 1989 حين انفجرت وسقطت في النيجر، أثناء رحلتها بين برازافيل وباريس عبر أنجمينا، مما أسفر عن مقتل 170، بينهم 54 فرنسيا. أما قضية لوكيربي، فتخص انفجار وسقوط طائرة ركاب أميركية أثناء تحليقها فوق قرية لوكيربي باسكوتلندا عام 1988، مما أدى إلى مقتل 259 هم جميع من كان على الطائرة و11 من سكان القرية التي سقطت فوقها.
وكان الاتفاق يقضي، وفقا لما جرى نشره في ذلك الوقت، بأن تدفع ليبيا 4 ملايين دولار لعائلة كل ضحية بعد رفع العقوبات المفروضة عليها منذ 1992، ثم تقوم بدفع 4 ملايين لعائلة كل ضحية بعد رفع العقوبات الثنائية التي فرضتها واشنطن على ليبيا عام 1986. كما تدفع مليوني دولار لعائلة كل ضحية بعد رفع اسم ليبيا من قائمة وزارة الخارجية الأميركية الخاصة بالدول التي تساند الإرهاب. ويبلغ إجمالي المبلغ نحو 2.7 مليار دولار، بخلاف التعويضات الخاصة بالطائرة الفرنسية.
وعن أسباب الاتهامات الغربية المتكررة لليبيين بالوقوف وراء تفجيرات وأعمال من هذا النوع، منها الاتهام بالوقوف وراء تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية عام 1986؟ يقول قذاف الدم إن هذه الاتهامات تعود إلى «الصراع بيننا وبين الغرب الذي بدأ منذ طرد القواعد الأجنبية من ليبيا بعد ثورة 1969. وخسارة الغرب ليبيا كمجال عسكري، كما أن ليبيا ذات موقع مهم ومغرٍ، ولديها إمكانات هائلة، وكان لا بد أن يعودوا إليها بأي ثمن»، خاصة أن «مبادرات القذافي بشأن أفريقيا كانت دائما مقلقة للغرب إلى حد كبير، لا سيما بعد تبنيه مشروع الولايات المتحدة الأفريقية والحكومة الأفريقية الواحدة».
وبالإضافة إلى اتهام ليبيا من قبل دول غربية بارتكاب أعمال إرهابية حول العالم، شهدت مرحلة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي توترا كبيرا بين ليبيا والغرب، وقعت فيها الحرب مع فرنسا في تشاد والحرب مع الولايات المتحدة على سواحل ليبيا قبالة البحر المتوسط، إلى أن بدأ فرض الحصار الأميركي أولا ثم الدولي ثانيا. ويؤكد قذاف الدم أن «فرض الحصار على بلاده لم يكن بسبب لوكيربي فقط، ولكن كانت هناك موضوعات أخرى تخص أنشطة بلاده، مثل مشروع الطاقة الذرية الذي كانت تقوم به، إلى جانب مشروع أسلحة الدمار الشامل والصواريخ عابرة القارات، وغيرها من ذرائع».
ويوضح فيما يخص المفاعل النووي الليبي، الذي كان موقعه في منطقة تاجوراء قرب طرابلس، أن «عملاء الغرب أعطوا للدول الغربية كل وثائق الصواريخ والبرنامج النووي السلمي الليبي.. وحين جلسنا مع الأميركيين ومع الأطراف الغربية الأخرى، اكتشفنا أن كل المعلومات كانت لديهم، وأنهم كانوا جاهزين لتدمير ليبيا وسحقها.. لكن، بالحوار جرى تأجيل هذا العمل الذي قاموا به فيما بعد، أي في 2011. وكانت الخطة تستهدف تدمير كل هذه المنشآت منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وكانوا يريدون مبررا، وكان هذا المبرر القوي لديهم، على عكس المبررات الواهية التي استند إليها الغرب في غزو العراق».
ويضيف: «في مرات كثيرة، حضرت نقاشات مع الأخ معمر حول كيفية الخروج من أزمة الحصار»، مشيرا إلى أن «العقيد رأى أنه لا بد في تلك المرحلة الخطرة من تاريخ ليبيا أن يتخذ قرارات جريئة، لكن بعض المقربين منه لم يكن متحمسا. على أي حال، كان الوضع كالآتي.. أنت لا تستطيع أن تكمل المشروع، وفي الوقت نفسه تريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتفويت الفرصة على العدو من أن يدمر بلدك. فقامت ليبيا بخطوة جريئة وتخلصت من هذه الأسلحة مقابل رفع الحظر ومجموعة أخرى من الاتفاقيات التي كانت منصفة لنا إلى حد كبير في تلك الظروف العصيبة، وهذا ما كان».
ويتابع قذاف الدم موضحا أنه «قبل التخلص من المفاعل النووي، كان العمل فيه يسير على ما يرام.. كان لدينا علماء ليبيون أكفاء، وكان معنا علماء عرب أيضا.. كما أن عددا من علماء العلوم النووية الليبيين، للأسف، تعرضوا للاختطاف، وقتل منهم كثيرون عبر سنوات.. واختفت منهم مجموعات بأكملها. وكان هذا بطبيعة الحال شغل مخابرات دولية تقاوم المضي قدما في البرنامج النووي الليبي، خاصة أن معدات المشروع كان جرى تجميعها من مناطق مختلفة من العالم. وكان هناك تعاون كبير بين ليبيا وباكستان منذ بداية المشروع.. ولا تنس أننا كنا دفعنا أيضا أموالا كبيرة من أجل البرنامج النووي الباكستاني. كنا متحمسين وكانت ليبيا متحمسة. وكنا نبحث عن القنبلة النووية الإسلامية، من باب الردع، والرغبة في الدفاع عن النفس».
ويقول بالنسبة إلى برنامج تصنيع الصواريخ العابرة للقارات، «لقد وصلنا إلى أرقام هائلة في هذه التقنية.. وأنت تعرف أنك حين تصل إلى رقم معين في مسافة الكيلومترات التي يقطعها الصاروخ، فأنت تستطيع بعد ذلك أن تصل لأي رقم من المسافات التي تريدها». أما فيما يتعلق بـ«السيئات الأخرى» التي تسبب فيها الحصار الدولي الذي استمر نحو 10 سنوات على ليبيا، فقد جرى تحريم استيراد ليبيا الأسلحة العسكرية للدفاع الجوي، ويقول: «ومن ثم، لم يكن لدينا أي دفاع جوي، بعد أن انتهى العمر الافتراضي لسلاح الدفاع الجوي الذي كان لدينا. وكان لدينا بعض أسلحة أصبحت من جيل قديم ولا بد من تحديثها. واجهنا عقبات كثيرة على الصعيدين العسكري والاقتصادي أيضا».
«وفي المناقشات التي كنت أحضرها في وجود القذافي حول المشاكل الدولية التي نواجهها وفي القلب منها الحصار بما فيه من حظر للطيران، كنت دائما في أقصى اليمين، ولا أزيد على معمر.. وأنا، في الوقت نفسه، أزعم أنني أعرف هذا العالم، وأننا لا نستطيع أن نتحدى هذه الدول الكبرى أو نقف في وجهها، لأنه في النهاية نتيجة المعركة ستكون لمصلحتها، مهما كنا على حق ومهما كانت لدينا القدرة على الصمود، وكنت أرى أن علينا أن ننحني للعاصفة، وأن نعبر ببلدنا ونناور. لكن، في نفسه الوقت نفسه.. كان هناك جناح عكس هذا الكلام تماما، جناح من المقربين من القذافي يسعى للتحدي، ولا أريد أن أذكر أسماء لأن بعضهم في الأسر وبعضهم في المعارضة وبعضهم مع وبعضهم ضد».
ويقول: «بعد تدخل بعض زعماء الدول الصديقة والشقيقة، بدأنا محاولات حثيثة لفتح صفحة جديدة مع الغرب وطي كل الملفات العالقة بأي وسيلة. وبدأت الأمور تتجه إلى الأفضل حين قرر القذافي تحسين أوضاع الليبيين وظهور مشروع (ليبيا الغد) الإصلاحي بقيادة سيف الإسلام.. ومع ذلك، لم تفارق الأخ معمر بساطته ولا عاداته التي أعرفها.. ورغم شعوره بحال الليبيين الذين كانوا مستاءين من موقف العرب خلال أيام الحصار، ورغبتهم في الاهتمام بأفريقيا، فإن معمر كان يغضب على ما آلت إليه الأمور في الأمة العربية. وكان، على سبيل المثال، كلما خرج من قمة عربية وتوجه لركوب السيارة يأخذ في التمتمة مع نفسه بكلمات يقول من خلالها إن هذه أمة جاء أجلها! كان يرددها وحده هكذا كمن يكلم روحه. وأنت تعرف ما يظهر للناس في لقاءات القمة العربية، ما هو إلا قشور للوضع البائس الذي يعيشه العرب.. السطحية والتناقضات وعدم الجدية. شيء مؤلم».
«وأتذكر حين كنت في اجتماع بالجامعة العربية في شهر أبريل (نيسان) عام 1992 لمناقشة موضوع لوكيربي، جاءتني برقية في الاجتماع تقول إن طائرة عرفات فقدت في الأجواء الليبية بالجنوب.. طبعا، نحن كانت لنا علاقة بالرئيس عرفات وكل قيادات المقاومة الفلسطينية. كانوا يأتون إلينا في ليبيا ويقيمون معنا ولديهم معسكراتهم التي يتدربون فيها.. إلا أنه في ذلك الوقت، أي حين جاءت برقية عن فقد طائرة عرفات، كانت علاقتنا به متوترة، ولذلك فقد كان الأمر خطيرا، خاصة أننا كنا نناقش موضوع يتهم ليبيا بتفجير طائرة (بان أميركان) في اسكوتلندا. وكان الدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام للجامعة، هو رئيس الجلسة، وبدا أن الكل يتأهب للدفاع عن ليبيا. ومضى من الاجتماع نحو ربع الساعة، ولم يكن هناك مبرر لرفع الجلسة، لكن لم يكن أمامي أي خيارات.. كتبت رسالة بشكل سريع وأرسلتها إلى عبد المجيد ورجوته فيها أن نرفع الجلسة لدقائق، لأمر مهم».
وكان المتوقع أن يستاء غالبية ممثلي الدول العربية من رفع الجلسة مبكرا، إلا أن قذاف الدم يقول: «للأسف، فرح معظم الموجودين بإنهاء الاجتماع مثل تلاميذ المدرسة الذين كانوا ينتظرون انتهاء الحصة مبكرا.. وتقدمت من عصمت عبد المجيد، فبادرني بالسؤال وقد بدا عليه القلق: ماذا هناك؟ بينما كان عمرو موسى، وزير الخارجية المصري وقتها، اقترب وعلى وجهه علامات الاستفهام. فقلت للدكتور عبد المجيد: موضوع خاص أريدك فيه أنت والسيد عمرو موسى».
«وأبلغتهما الخبر عن طائرة عرفات، حيث انتشر النبأ بين ممثلي الدول العربية. وسادت حالة من الانزعاج والتساؤل عما يمكن أن يكون حدث، والتداعيات المتوقعة. وسألني عبد المجيد: ما إمكانية أن يكون عرفات ما زال على قيد الحياة؟ فقلت له: الإمكانية 5 في المائة، لأنه سقط في منطقة نائية، وإذا نجا من اصطدام الطائرة بالأرض، فمن الصعب إنقاذه حيث توجد عاصفة رملية في تلك المنطقة المعزولة».
«وكان عرفات يستقل طائرة روسية قديمة، وفي طريقه من العاصمة السودانية (الخرطوم) إلى تونس. وكان خط سير الرحلة يتضمن هبوط الطائرة في مطار بشرق ليبيا للتزود بالوقود، إلا أن العواصف الرملية أجبرتها على الهبوط في تلك المنطقة. وبعد ساعات طويلة من الانتظار والقلق في الجامعة العربية، أي قرب الفجر، جاءت برقية جديدة تقول إنه نجا بأعجوبة وبمعجزة إلهية، وأن الاستطلاع الليبي وصل إليه ووجده حيا، والحمد لله».
ويضيف أن «ليبيا كانت في ذلك الوقت متهمة بالإرهاب، بسبب معسكرات الفلسطينيين وغير ذلك، وكنا أكدنا للدول الغربية في مذكرة رسمية أننا قطعنا علاقتنا تماما بموضوع معسكرات الفلسطينيين في ليبيا، وكنا بطبيعة الحال نخفي بعض المعسكرات للإخوة الفلسطينيين التي تعمل بعيدا عن الأنظار في الصحراء. لكن تصادف أن المنطقة التي سقطت فيها طائرة عرفات كانت قريبة من أحد هذه المعسكرات السرية التي علمت من الاستطلاع الليبي بنجاة عرفات، فتوجهوا إليه لتهنئته في مكان الحادثة والمستشفى الميداني الذي وصل للموقع، وكان في منطقة الصارة قرب واحة الكفرة».
ويضيف قذاف الدم أن «عرفات يبدو أنه لم يكن يعلم بموضوع سرية وضع المعسكرات الفلسطينية لدينا أمام الغرب، أو أنه نسي بسبب الحادثة، وأراد أن يتفاخر بأن أبناءه الفلسطينيين في كل مكان، فقال وهو يتحدث لوسائل الإعلام، عقب نقله للمستشفى وزيارة الأخ العقيد له: الحمد لله، وجدت أبنائي الفلسطينيين في معسكر هناك، وساهموا في إنقاذي». ويشير قذاف الدم إلى هذه الواقعة بقوله: «طبعا بالنسبة لنا كانت مشكلة، لأننا كنا أكدنا للغرب أنه لا توجد معسكرات فلسطينية على أراضينا، لكن الموضوع مر دون أن يعلق أحد، لأن الغرب كان يعرف، ولهذا لم يرفع الحظر ولا الحصار عن ليبيا».
لكن في ذلك الوقت، أي عقب توقيع اتفاقية أوسلو (اتفاقية بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن الحكم الذاتي عام 1993)، جرى طرد الفلسطينيين من ليبيا، مما أدى إلى انتقادات للقذافي. ما حقيقة هذه الأزمة؟ ويجيب قذاف الدم قائلا: «الأخ معمر بعد أن قالت اتفاقية أوسلو إن الفلسطينيين أصبحت لهم دولة، أحب أن يرسل رسالة يقول فيها إنه إذا كان هذا الاتفاق صحيحا فليرجع الفلسطينيون إلى دولتهم.. هو لم يطرد الفلسطينيين، وإنما طلب منهم العودة إلى أرضهم.. وكان عملا إعلاميا أكثر منه عملا واقعيا على الأرض. وكان بذلك يرد على الادعاءات التي كانت تقول إن فلسطين تحررت، فقال الأخ معمر: خلاص.. أصبحت لهم دولة.. وما دام الأمر كذلك فليعودوا إلى دولتهم». وهو أراد أن يبين للعالم أن هذا الاتفاق لم يكن إلا مسلسلا من معاناة الفلسطينيين المستمرة.
سواء في هذا الموضوع أو غيره، مما جاء في السنوات التالية، بشأن القضية الفلسطينية، كان اسم قذاف الدم يتردد في بعض الأوساط مقترنا باسم رئيس المخابرات المصري الراحل عمر سليمان الذي تولى موقع نائب الرئيس في آخر عهد مبارك. ويقول قذاف الدم: «نعم.. تعاملت كثيرا ولمدة طويلة مع عمر سليمان.. وهو رجل عسكري نبيل.. كان بيننا تعاون منذ كان في الجيش، ثم استمر هذا التعاون بعد أن انتقل إلى المخابرات العامة، وكان هو من الجانب المصري مسؤولا عن الملف الليبي، وأنا مسؤول من الجانب الليبي، عن الملف المصري».
ويضيف: «كان الراحل سليمان رجلا صعيديا، بسيطا وواضحا، ورزينا، وواثقا بنفسه، وأمينا ومخلصا للرئيس مبارك، وبقي على هذا.. وكان مخلصا للقضية الفلسطينية أيضا، وكان يكره الغرب والعدو الصهيوني. هو رجل وطني يحمل في داخله مشاعر قومية.. كان مدركا كل ما تواجهه الأمة من مخاطر، ويحذر كثيرا مما يحدث في المنطقة.. كما كنا نذلل كل الصعاب في العلاقات، وتجاوزنا كل الخلافات، وتعاونا في مجالات كثيرة في أفريقيا وفيما يخص القضية الفلسطينية، وفي موضوع العلاقات مع سوريا ومع بعض الدول الأخرى».
على أي حال، وفيما يتعلق بحادثة طائرة الرئيس الفلسطيني، فإنه لو كان عرفات لقي مصرعه في تلك العاصفة، لأصبحت ليبيا متهمة بتدبير العملية.. فبالإضافة إلى الاتهامات الغربية بشأن الإرهاب، كانت الشبهات تدور حول طرابلس في قضية اختفاء الإمام الشيعي اللبناني، موسى الصدر، عام 1978.
ويقول أحمد قذاف الدم عن اختفاء الإمام الصدر: «والله، هذا لغز حصل فيه لغط كثير.. وأعتقد أن ليبيا كانت مستهدفة في ذلك الوقت، لأنه لم يكن بيننا وبين الإمام أي خلاف.. نحن من أصول شيعية.. جد معمر القذافي، وجدنا، هو الإمام موسى الكاظم، ومحسوبون أقرب إلى الشيعة من المذاهب الأخرى. إذن، لم يكن هناك خلاف. نحن ضد العدو الصهيوني ومع المقاومة، وليست هناك مبررات للخلاف بيننا وبين موسى الصدر، ولو كان هناك خلاف ما كان زار ليبيا أصلا».
وعن المكان الذي كان يوجد فيه أثناء توجه الصدر إلى ليبيا، يقول قذاف الدم: «كنت في تلك الفترة أدرس خارج ليبيا، ولم أكن مطلعا على ملابسات القضية. وكل ما لدينا من معلومات أن الإمام الصدر غادر إلى روما، واختفى هناك.. ثم علمت بالرواية التي تقول بأن تلك كانت مسرحية استخباراتية. وطوال سنوات، كان كثير من القيادات الفلسطينية واللبنانية تحاول أن تتواصل من أجل إزالة هذا الغموض.. وعلى ما أذكر في أواخر التسعينات، وكان ذلك بعد لقاء مع السيد أبطحي المقرب من الرئيس خاتمي والرئيس بشار».
ويضيف: «زارنا الأخ أبطحي والتقى الأخ معمر، وزرت أنا بعد ذلك طهران والتقيت الرئيس خاتمي، وبعد أن مدح طويلا دور القذافي وثورة الفاتح في دعم الثورة الإيرانية، قال لي: نحن حريصون على علاقات متميزة مع ليبيا، وما زال موضوع الإمام يلقي بظلاله على دور ليبيا الفاعل في لبنان، ونظرا إلى علاقتي مع عائلة الصدر أريد أن أساهم في إزالة هذا الغموض، وأقترح تشكيل لجنة لفتح التحقيق مرة أخرى».
ويقول قذاف الدم: «وبعد طهران، وصلت إلى بيروت والتقيت هناك الرئيس لحود، والرئيس الحريري، وعرضت الموضوع ثم ذهبت للقاء الرئيس الأسد.. وفعلا، اتفقنا على تشكيل اللجنة، مثلت أنا فيها ليبيا.. وأبطحي مثل إيران.. وأبو وائل مثل سوريا، وكلف الرئيس لحود مدير الأمن اللبناني تمثيله». ويتابع موضحا: «جرى إحضار الملفات اللبنانية وكل ما يتعلق بهذا الموضوع، وطلب الجانب الإيطالي إنابة قضائية لمحققين طليان، لاستجواب الأطراف الليبية المعنية.. أكدت الرواية الليبية، وجرى الطعن فيها من السيد نبيه بري، واتهم ليبيا بشراء القضاة».
ويقول قذاف الدم: «وقد قمنا بعدها بعقد اجتماعات في بيروت وطرابلس (الغرب) ودمشق، ووصلنا إلى طريق مسدود، وكذلك حاول سيف الإسلام القذافي - فك الله أسره، ولم يصل إلى نتيجة للأسف.. وبعد تدخل الحلف الأطلسي واستشهاد القذافي، لم يعد هناك مبرر لعدم معرفة هذا اللغز.. وهذا ما يزيد علامات الاستفهام عن المستفيد. وندعو الله أن يأتي يوم قريب يماط فيه اللثام عن الحقيقة التي نحرص عليها جميعا».
ويضيف قذاف الدم قائلا: «الحقيقة.. يفترض الآن أن تكون الوثائق متاحة وموجودة كلها وأن يكون الشهود موجودين، وأعتقد أنه لو كانت القضية طبيعية لكان ظهرت تفاصيل.. لكن، أظن أن هذه القضية جزء من المؤامرة علينا وعلى الإمام. هذا تقديري.. إلا أنه، للأسف، ليست هناك أي معلومات، ومن المؤلم أن يستمر الغموض كل هذا الوقت».
وهل هذا الغموض ما زال قائما بشأن اختفاء وزير الخارجية الليبي الأسبق، منصور الكيخيا في تسعينات القرن الماضي من القاهرة، خاصة أنه جرى العثور على جثته في طرابلس عقب سقوط نظام القذافي؟ يجيب قذاف الدم، ويقول: «حسب الروايات التي تروى الآن، قالوا إنهم وجدوا جثته، ومن ثم هذا لم يعد لغزا.. هو كان في القاهرة واختفى في القاهرة، ومن ثم، وبالتأكيد هناك عملية حدثت، لكن من وراءها؟ فبالتأكيد التحقيقات ستثبت ذلك. والكيخيا لم يكن رجلا شريرا ولم يكن معارضا عدائيا. وحسب ما يقال من بعض زملائه، وهو أمر جرى الحديث عنه بعد سقوط ثورة الفاتح (بعد 2011)، أنه كان هناك اجتماع في دولة عربية أثناء أزمة لوكيربي، وأنه جرى تكليف الكيخيا تجميع كل المعارضين الليبيين وأن يوضع هو على رأس هذا التجمع. وأعتقد أنه لهذا السبب استهدِف.. أما كيف؟ وأين؟ فهذا في الحقيقة يجب على التحقيقات الآن أن تخرج هذه الحقائق. وأنا للأسف في تلك الفترة كنت في طبرق. ولم أكن في مصر». وهل يخشى قذاف الدم من أن يتعرض لعملية اختطاف من خصومه وهو في القاهرة؟ يرد قائلا إنه «بالفعل جرت محاولات من هذا النوع منذ العام الماضي وخلال الشهور الماضية. وقبل موضوع الهجوم على شقتي في الزمالك في 2013.. حاولوا اختطافي في مصر عن طريق شركات، أو بالأحرى عصابات دولية، من تلك الشركات التي تعمل في هذا المجال.. وعرضت مبالغ مالية.. وشارك في هذا كثير من المسؤولين الليبيين، ولدينا الكثير من الحقائق التي سيأتي وقت لمقاضاتهم بها».

الحلقة (4): تعاملت مع إخوان مصر بالحسنى فباعوني لإخوان ليبيا بملياري دولار
قذاف الدم يتذكر الحلقة (3): علاقتنا بفرنسا ظلت بين شد وجذب لسنوات بسبب أفريقيا.. و«سوء تفاهم» أفشل مصالحة بشار ومبارك في
الحلقة (2) قذاف الدم يتذكر: الحسن الثاني وضع مبارك والقذافي في غرفة وأغلق عليهما الباب لتسوية خلافاتهما
لحلقة (1): قذاف الدم يروي لـ«الشرق الأوسط» بداية التوتر بين السادات والقذافي.. واجتماع ميت أبو الكوم


سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.


موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».


بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.


رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.


أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين


أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
TT

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».
وبيَّن أنَّه «في حال التوافق على العودة، تتم الدعوة في أي لحظة لاجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية العرب».
وأشار أبو الغيط، في حوار تلفزيوني، نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، أمس، إلى أنَّه «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بشأن الاجتماع الوزاري الذي عقد في عمّان مؤخراً، وأطلعه على (أهدافه ونتائجه)»، موضحاً أنَّه «يحق لمجموعة دول عربية أن تجتمع لمناقشة أمر ما يشغلها». وأعرب عن اعتقاده أنَّ «شغل المقعد السوري في الجامعة العربية سيأخذ وقتاً طويلاً، وخطوات متدرجة».
وأوضح أبو الغيط أنَّ «آلية عودة سوريا للجامعة العربية، لها سياق قانوني محدَّد في ميثاق الجامعة العربية»، وقال إنَّه «يحق لدولة أو مجموعة دول، المطالبة بمناقشة موضوع عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، خصوصاً أنَّه لم يتم طردها منها، لكن تم تجميد عضويتها، أو تعليق العضوية».
وتوقع أبو الغيط أن تكون للقمة العربية المقررة في جدة بالمملكة السعودية يوم 19 مايو (أيار) الحالي «بصمة على الوضع العربي بصفة عامة»، وأن تشهد «أكبر حضور للقادة العرب ووزراء الخارجية»، وقال إنَّ «الأمل كبير في أن تكون لها بصمات محددة، ولها تأثيرها على الوضع العربي».
وبشأن الوضع في لبنان، قال أبو الغيط إنَّه «من الوارد أن يكون هناك رئيس للبنان خلال الفترة المقبلة»، مطالباً الجميع «بتحمل المسؤولية تجاه بلدهم وأن تسمو مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة».
أبو الغيط يتوقع «بصمة» للقمة العربية في السعودية


إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
TT

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019.
وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان.
وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ».
وجاءت الواقعة بعد ساعات من انفجار ناقلة نفط في أرخبيل رياو قبالة إندونيسيا، بينما كانت تستعد لاستقبال شحنة نفط إيرانية، وكانت على متن ناقلة أخرى، حسبما ذكر موقع «تانكر تراكرز» المتخصص في تتبع حركة السفن على «تويتر».
وتظهر تسجيلات الفيديو، تصاعد ألسنة الدخان وتطاير أجزاء الناقلة.
ولم يصدر تعليق من السلطات الإيرانية على التقارير التي ربطت بين احتجاز الناقلة والالتفاف على العقوبات.
وقبل الحادث بستة أيام، احتجزت قوات «الحرس الثوري» ناقلة النفط «أدفانتج سويت» التي ترفع علم جزر مارشال في خليج عُمان، وترسو حالياً في ميناء بندر عباس. وقالت شركة «أمبري» للأمن البحري إنَّ احتجاز الناقلة جاء رداً على مصادرة الولايات المتحدة شحنة إيرانية.
وقالت «البحرية الأميركية» في بيان، الأسبوع الماضي، إنَّ إيران أقدمت، خلال العامين الماضيين، على «مضايقة أو مهاجمة 15 سفينة تجارية ترفع أعلاماً دولية»، فيما عدّتها تصرفات «تتنافى مع القانون الدولي وتخل بالأمن والاستقرار الإقليميين».
«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط ثانية في مضيق هرمز خلال أسبوع


سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»