سر «إيبولا».. طفل أفريقي يبلغ من العمر عامين

أصيب في قرية غينية على الحدود مع سيراليون وليبيريا

إجراءات في غينيا لمنع انتشار فيروس إيبولا
إجراءات في غينيا لمنع انتشار فيروس إيبولا
TT

سر «إيبولا».. طفل أفريقي يبلغ من العمر عامين

إجراءات في غينيا لمنع انتشار فيروس إيبولا
إجراءات في غينيا لمنع انتشار فيروس إيبولا

يشتبه الأطباء في أن تكون أول إصابة بفيروس إيبولا المتفشي لطفل في الثانية من عمره، الذي توفي في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد أيام قليلة من مرضه في قرية في غوكيدو جنوب شرقي غينيا. تقع غوكيدو على الحدود مع سيراليون وليبيريا، مما يجعلها في تقاطع بين ثلاث دول، وجد من خلالها الفيروس فرصة سهلة للدخول إلى المنطقة.
بعد أسبوع، توفيت والدة الطفل، ثم شقيقته التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، ثم جدته. وكُنّ جميعا يعانين من أعراض الحمى والقيء والإسهال، ولكن لم يتعرف أحد على سبب مرضهن.
التقط اثنان من المعزين عدوى الفيروس في جنازة الجدة، وعادوا بها إلى قريتهم. وحمله عامل صحي إلى آخر توفي هو وطبيبه. ونقل كلاهما العدوى إلى أقاربهما في بلدات أخرى. وعندما جرت ملاحظة انتشار الفيروس، في مارس (آذار)، كان عشرات من المرضى قد توفوا في ثماني مناطق غينية، وبدأت حالات الاشتباه تظهر في سيراليون وليبريا، وتعد ثلاثتها من أفقر الدول في العالم جراء أعوام من الفشل السياسي والحرب الأهلية.
في غوكيدو، التي بدأ فيها كل شيء، على حد قول الدكتور كاليسا نفانسومين، مدير المستشفى: «لا يوجد سوى الخوف». حتى وجد أن عليه إقناع موظفيه بالعودة إلى العمل.
في 31 مارس (آذار)، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدخلت من قبل في عدة حالات تفشي لفيروس إيبولا، إن هذه المرة «غير مسبوقة»، وحذرت من أن المرض ظهر في مناطق كثيرة للغاية، إلى درجة جعلت مكافحته تواجه صعوبة هائلة.
وفي الوقت الحالي، بعد ظهور 1779 حالة، توفي منها 961. ومجموعة أخرى في نيجيريا، خرج الفيروس عن السيطرة، وأصبح الوضع متجها إلى الأسوأ. تُعد تلك هي أكبر مرة يتفشى فيها المرض، ولكنها أيضا قد تتجاوز حالات تفشي إيبولا في السابق، التي بلغت 20 مرة مجتمعة. يتوقع علماء الأوبئة أن السيطرة على المرض سوف تستغرق شهورا، ربما تكون عديدة، وكان متحدث باسم منظمة الصحة العالمية قد صرح بأن هناك حاجة إلى آلاف آخرين من المتخصصين في مجال الصحة لمكافحة الفيروس.
ويحذر بعض الخبراء من أن تفشي المرض قد يزعزع استقرار الحكومات في المنطقة. وبدأ بالفعل في نشر حالة من الذعر والاضطرابات. في الأسبوع الماضي، أعلنت غينيا إغلاق حدودها مع سيراليون وليبيريا، في محاولة لوقف تفشي الفيروس. ومن جانب آخر، يشعر الأطباء بالقلق من إمكانية وقوع حالات وفاة نتيجة الإصابة بالملاريا والدوسنتاريا وغيرهما من الأمراض التي ستظهر بسبب استنزاف وباء «إيبولا» للموارد في أنظمة الرعاية الصحية الضعيفة. كما أن عمال الرعاية الصحية يعانون من نقص شديد في صفوفهم، جراء تضررهم الكبير من انتشار الفيروس، إذ أصيب 145 عاملا صحيا بالعدوى، وتوفي منهم 80.
كانت حالات انتشار «إيبولا» السابقة يُوضع لها حد في غضون شهور قليلة. فكيف خرجت هذه المرة عن السيطرة إلى هذه الدرجة؟ يرجع بعض أسباب ذلك إلى الحداثة التي تحققت في أفريقيا، في إشارة تحذير من أن وقوع حالات انتشار أخرى في المستقبل قد يشكل تحديات أصعب.
على عكس معظم المرات السابقة التي كانت تحدث في مناطق محلية نائية، بدأ انتشار الفيروس هذه المرة في منطقة حدودية تحسنت فيها حالة الطرق، وأصبح الناس فيها يسافرون كثيرا. وهكذا كان الفيروس ينتقل قبل أن يعلم مسؤولو الصحة أنه ظهر.
كذلك لم تشهد هذه المنطقة في أفريقيا مرض «إيبولا» من قبل. ولم يتمكن المتخصصون من التعرف عليه، وكذلك لم يتلقوا تدريبا، أو يملكوا معدات تساعدهم على تجنب انتقال العدوى سواء إليهم أو إلى غيرهم من المرضى. كما تفتقر المستشفيات في المنطقة إلى وجود مياه جارية وقفازات، ويمكن أن تكون ميدانا خصبا لانتشار الأوبئة.
ويعترف خبراء الصحة العامة بأن الاستجابة الأولية، على المستويين المحلي والدولي لم تكن كما ينبغي.
يقول الدكتور توماس فريدن مدير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها: «تلك هي الحالة بوضوح، ولننظر إلى ما يحدث الآن. منذ شهرين، كان هناك شعور كاذب بالثقة في أن الأمور تحت السيطرة، وكان الفيروس يتراجع، ثم انتشر بطريقة أسوأ مما كان عليها».
وأضاف الدكتور فريدن أن خبراء الصحة كانوا يمتلكون ثقة متزايدة في الأعوام الأخيرة في أنهم قادرون على مكافحة «إيبولا»، بناء على النجاح الذي أحرزوه في مناطق مثل أوغندا.
ولكن اعتمدت حالات النجاح على حملات توعية هائلة لتعريف الناس بالمرض، وإقناعهم بالذهاب إلى مراكز العلاج. كما بذل كثير من الجهد من أجل إقناع الناس بتغيير ممارساتهم أثناء الدفن، التي تتضمن لمس الجثامين، مما يزيد من احتمالات انتشار العدوى. ولكن لم يكن «إيبولا» معروفا في غرب أفريقيا.
يقتفي تقرير نشر في «نيو إنغلاند جورنال فور ميدسن» (دورية نيو إنغلاند الطبية) آثار انتشار حالات «إيبولا» الأخيرة من غوكيدو في غينيا إلى البلدات المجاورة.
- أول حالة مشتبه به كانت لطفل في الثانية من العمر في قرية ملياندو في غوكيدو توفي بعد إصابته بأربعة أيام.
- توفي عامل صحي من مستشفى غوكيدو في مستشفى ماسنتا، بعد إصابته بخمسة أيام.
- توفي أحد أقارب طبيب يعمل في مستشفى ماسنتا في نزيريكوري.
- توفي طبيب في مستشفى ماسنتا كان يعالج عامل الرعاية الصحية. وأقيمت جنازته في كيسيدوغو.
- توفيت شقيقة الطفل ووالدته وجدته. وأدخلت قابلة القرية إلى مستشفى في غوكيدو ثم توفيت أيضا.
- توفي اثنان من أشقاء طبيب ماسنتا في كيسيدوغو.
يُذكر أنه في بعض المناطق، هاجم سكان خائفون وغاضبون عمال الرعاية الصحية، بل واتهموهم بالتسبب في دخول المرض إليهم.
صرح غريغوري هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بأنه «في بداية انتشار الفيروس، وجدنا 26 قرية أو بلدة صغيرة على الأقل لا ترغب في التعاون مع المستجيبين، بمعنى أنهم لم يسمحوا لهم بالدخول إلى القرية».
اتخذ انتشار المرض ثلاث موجات، كانت الموجتان الأوليان صغيرتين نسبيا، بينما كانت الثالثة التي بدأت منذ شهر تقريبا أكبر بكثير. وعلى حد قول هارتل، كانت الموجة الثالثة بمثابة «دعوة للنفير».
في جلسة استماع أمام لجنة فرعية في مجلس النواب الأميركي، عُقدت الأسبوع الماضي، صرح كين إيزاك، نائب رئيس منظمة سامارتيان بورس، بأن فريق الإغاثة التابع له ومعهم منظمة أطباء بلا حدود يبذلون جهودا كبيرة لاحتواء الفيروس.
وقال إن «ترك العالم لمنظمتي إغاثة تتحملان هذا العب، بالإضافة إلى وزارات الصحة المرتبكة في تلك الدول، يدل على عدم إعطاء الانتباه الجاد لهذا الوباء».
* خدمة «نيويورك تايمز»



الصومال يعلن تصفية 70 من عناصر «حركة الشباب»

قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)
قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)
TT

الصومال يعلن تصفية 70 من عناصر «حركة الشباب»

قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)
قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)

قضى الجيش الصومالي على أكثر من 70 عنصراً من «حركة الشباب الإرهابية» وأصاب 30 آخرين نتيجة عمليات عسكرية في منطقة تبر موغي التابعة لولاية غلمدغ. وأفادت وزارة الإعلام الصومالية في بيان اليوم، بأن قوات الجيش تبحث عن ما تبقى من العناصر الذين لاذوا بالفرار إلى غابات المنطقة.

من جهتها، أعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مواقع عسكرية حكومية وأفريقية في بلدة حوادلي عبر موقع «صومالي ميمو» المحسوب عليها، دون ذكر مزيد من التفاصيل. تأتي هذه العملية العسكرية الحكومية في وقت صعّدت «حركة الشباب»، في الآونة الأخيرة، هجماتها ضد المواقع العسكرية الحكومية والأفريقية؛ في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك جنوب البلاد ووسطها.

دوريات زوارق عسكرية صومالية بعد أن رست سفينة البحرية التركية في ميناء مقديشو البحري بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو بالصومال الثلاثاء (رويترز)

وتنتشر «حركة الشباب» في عدة أقاليم بالصومال منذ ظهورها على الساحة في 2006، حيث تسيطر على إقليم جوبا الوسطى، وقرى وبلدات في إقليم جوبا السفلى، إلى جانب انتشار عناصرها من جنوب البلاد إلى وسطها، حيث تسيطر على مدن مطلة على المحيط الهندي في إقليم غلمدغ.

جندي من الجيش الصومالي خلال تدريب في مقديشو 19 مارس 2024 (غيتي)

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الصومالية أنها احتجزت عددا من أعضاء وحدة قوات خاصة دربتها الولايات المتحدة بتهمة سرقة حصص إعاشة تبرعت بها واشنطن.

وتشكل وحدة دنب ركيزة أساسية في جهود تدعمها الولايات المتحدة للتصدي لـ«حركة الشباب» المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وفي فبراير (شباط)، وافقت واشنطن على تخصيص أكثر من مائة مليون دولار لبناء ما يصل إلى خمس قواعد عسكرية تابعة لوحدة دنب. وأفادت وزارة الدفاع الصومالية في بيان في ساعة متأخرة من مساء الخميس بأنها أبلغت الشركاء الدوليين بواقعة السرقة وستعلن النتائج التي توصلت إليها في تحقيقاتها.

وقال مسؤول أميركي في بيان لـ«رويترز» إن واشنطن تأخذ كل اتهامات الفساد على محمل الجد. وأضاف المسؤول: «نتطلع إلى التعاون مع وحدة دنب لوضع التدابير الضرورية للحماية والمساءلة لمنع أي حوادث مستقبلية قد تؤثر على المساعدات المقبلة»، دون أن يتناول بشكل مباشر ما إذا كان أي دعم أميركي قد تم تعليقه بالفعل.

ووافقت الإدارة الأميركية على تقديم المساعدة في تدريب وتجهيز وحدة دنب المؤلفة من 3000 جندي، والتي تعد قوة للرد السريع على «حركة الشباب» التي تشن تمردا ضد الحكومة المركزية منذ عام 2006. وشاركت وحدة دنب بشكل كبير في الهجوم العسكري الذي شنه الجيش الصومالي والعشائر المتحالفة معه منذ عام 2022 والذي نجح في البداية في استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها «حركة الشباب» في وسط الصومال.

أفراد من قوة الشرطة يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)

ومع ذلك، بدأت الحملة في التراجع، إذ تواجه القوات المتحالفة مع الحكومة صعوبة في السيطرة على المناطق الريفية وتواصل «حركة الشباب» شن هجمات واسعة النطاق تشمل العاصمة مقديشو. وعلقت واشنطن بعض المساعدات العسكرية للصومال في عام 2017 بعد أن تقاعس الجيش عن تقديم تقارير حول استخدامه لإمدادات الغذاء والوقود. وتشن الولايات المتحدة هجمات متكررة بطائرات مسيرة لاستهداف مسلحي «حركة الشباب».


مالي: غضب شعبي بعد اختطاف أكثر من 100 مدني على أيدي إرهابيين

رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي آسيمي غويتا خلال اجتماع الأسبوع الماضي (رئاسة مالي)
رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي آسيمي غويتا خلال اجتماع الأسبوع الماضي (رئاسة مالي)
TT

مالي: غضب شعبي بعد اختطاف أكثر من 100 مدني على أيدي إرهابيين

رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي آسيمي غويتا خلال اجتماع الأسبوع الماضي (رئاسة مالي)
رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي آسيمي غويتا خلال اجتماع الأسبوع الماضي (رئاسة مالي)

أعلن جيش مالي حصيلة عمليات عسكرية متفرقة نفذها، الأسبوع الماضي، ضد الجماعات الإرهابية، وأكد تصفية مجموعة من قادة تنظيم «القاعدة» في منطقة تمكبتو، وسط البلاد، يتهمهم الجيش بالوقوف خلف كثير من الهجمات الإرهابية في المنطقة.

وفي المقابل، فشل الجيش في تحرير 110 مدنيين اختطفهم إرهابيون قبل أسبوع حين كانوا في 3 حافلات اختفت وسط الغابات، ما أثار موجة غضب شعبي في البلد الأفريقي الذي تنخره الصراعات المسلحة منذ عقد.

وتجري منذ أسابيع عدة معارك عنيفة في وسط مالي، بعضها قريبة من الحدود مع موريتانيا، ما بين الجيش المالي من جهة، المدعوم بالسلاح الروسي وبمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الخاصة، ومقاتلي جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة» من جهة أخرى.

جنود من الجيش المالي في مدينة تمبكتو التاريخية (أرشيف - أ.ف.ب)

تصفيات ناجحة

نشر الجيش المالي بياناً صحافياً تضمن تفاصيل بعض عملياته العسكرية الناجحة، ومن أبرزها عملية نفذها يوم 19 أبريل (نيسان) الحالي، كان هدفها «تصفية» المدعو (الخليفة الصوري)، الذي قدمه الجيش المالي على أنه «قائد إرهابي مسؤول عن كثير من الهجمات الإرهابية في محو تمبكتو - غوندام».

وأضاف الجيش أنه «بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، جرى تحديد هوية (الصوري) قبل تصفيته في عملية عسكرية خاصة شديدة الدقة، نفذت في منطقة ما بين دويتيري وآشاران».

وتعود العملية العسكرية الثانية التي تحدث عنها جيش مالي، إلى يوم 12 أبريل، وأسفرت عن تصفية المدعو (علي سيكو) الملقب (الدريدي)، وهو الذي قال الجيش إنه «قائد إرهابي ينشط في قطاع دوغو، بمنطقة ياوارو».

وقُتل هذا القيادي في منطقة تدعى (لاونيا)، ولا تبعد سوى 100 كيلومتر عن الحدود مع موريتانيا، وبعد مقتله شن جيش مالي هجوماً عنيفاً على قواعد لوجيستية تتبع لتنظيم «القاعدة» في الغابات القريبة، وأعلن أنه نجح في تدميرها، ودخل في مطاردات مع الإرهابيين الفارّين.

توتر مع موريتانيا

وتخللت عمليات جيش مالي قرب الحدود مع موريتانيا، ومطاردته للإرهابيين، انتهاكات في حق مدنيين موريتانيين يقطنون في الشريط الحدودي، وأغلبهم من البدو والرعاة، قُتل منهم العشرات، وأحرقت خيامهم ومواشيهم.

وأثار استهداف المدنيين الموريتانيين غضب الشارع، خصوصاً أن جيش مالي دخل قرى موريتانية خلال بحثه عن إرهابيين مفترضين، لتبدأ تحركات رسمية لتفادي أي تصعيد، فالحدود بين البلدين طويلة (أكثر من 2000 كيلومتر)، وفيها تداخل عرقي واجتماعي يجعل إغلاقها أمراً مستحيلاً.

وفي غضون ذلك، استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 15 أبريل بنواكشوط، وزير الخارجية المالي وبرفقته وزير الدفاع، يحملان رسالة من رئيس المجلس العسكري آسيمي غويتا، كما استقبل الأخير وزير الدفاع الموريتاني حاملاً رسالة من ولد الغزواني يوم 20 أبريل.

وقبل ذلك بيوم، استدعت وزارة الخارجية الموريتانية السفير المالي بنواكشوط، وأبلغته احتجاجاً رسمياً على «ما يتعرض له مواطنون موريتانيون أبرياء عزل من اعتداءات متكررة داخل الأراضي المالية»، وفق ما جاء في بيان نشرته «الخارجية».

المأزق المالي

يبدو أن الاستراتيجية العسكرية التي يتبعها الجيش المالي من أجل القضاء على الإرهاب، تقود السلطات في البلاد إلى أزمات دبلوماسية مع الجوار، كما حدث مع الجزائر قبل أشهر، ويبدو أنه مرشح للتكرار مع موريتانيا.

ولكنه أيضاً يقود السلطات العسكرية إلى مأزق سياسي داخلي، فرغم نجاحات الجيش ضد الإرهابيين، إلا أنه يرتكب في سبيلها أخطاءً كبيرة في حق السكان المحليين، وهناك تقارير تتحدث عن انتهاكات في حق مجموعات محلية في وسط وشمال مالي.

تقود هذه الانتهاكات إلى تفاقم الغضب تجاه الجيش الحكومي، وهي مشاعر بدأت تتعزز في وسط مالي حين أعلنت مجموعة من القرى إغلاق الطرق الوطنية وقطعها بشكل نهائي، احتجاجاً على فشل الجيش في تحرير 110 أشخاص من المدنيين اختطفهم إرهابيون قبل أسبوع.

وكان هؤلاء المدنيون على متن 3 حافلات اعترضها في 16 أبريل الحالي إرهابيون، وأجبروها على التوجه بركابها إلى غابة بين بلدتي «باندياغارا» و«بانكاس» في وسط مالي، وفق تجمع لجمعيات في هذه المنطقة تطالب بإطلاق سراحهم، وعضو في المجلس البلدي.

وبعد أسبوع من عملية الاختطاف، خرجت مجموعات من الشباب الغاضبين في مظاهرة، وأغلقوا الطريق الوطني الذي وقعت فيه عملية الاختطاف، قبل أن يرفعوا شعارات مناهضة للجيش المالي وللمجلس العسكري الحاكم والحكومة الانتقالية.

ونشرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في المنطقة بياناً نددت فيه بما سمته «تدهور الوضع الأمني (...)، إن منطقة باندياغارا أصبحت تعيش في كابوس»، ثم نددت بما قالت إنه «عدم قيام الجيش بأي ردة فعل لتحرير المختطفين». ولوحت المنظمات بتوسيع دائرة الغضب الشعبي والاحتجاج، في حالة لم يتحرك الجيش لتحرير المختطفين.


الأمم المتحدة: 21 قتيلاً على الأقل و23 مفقوداً إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي

صورة أرشيفية من عملية لإنقاذ مهاجرين (رويترز)
صورة أرشيفية من عملية لإنقاذ مهاجرين (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: 21 قتيلاً على الأقل و23 مفقوداً إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي

صورة أرشيفية من عملية لإنقاذ مهاجرين (رويترز)
صورة أرشيفية من عملية لإنقاذ مهاجرين (رويترز)

أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بأن 21 شخصاً لقوا حتفهم وفُقد 23 آخرون بعد انقلاب قاربهم قبالة ساحل جيبوتي في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوعين.

وبحسب «رويترز»، قالت المنظمة في منشور على «إكس»: «مأساة جراء انقلاب قارب قبالة ساحل جيبوتي يحمل على متنه 77 مهاجراً بينهم أطفال. هناك 28 مفقوداً على الأقل و16 قتيلاً»، من دون أن تذكر تاريخ وقوع الحادثة.

وأضافت أن الفرع المحلي للمنظمة الدولية للهجرة «يدعم السلطات المحلية عبر جهود البحث والإنقاذ».

من جانبه، أفاد السفير الإثيوبي لدى جيبوتي برهان تسيغايه على منصة «إكس» بأن القارب كان يقل مهاجرين إثيوبيين من اليمن، وأن الحادث وقع ليل الاثنين قبالة جودوريا في شمال شرقي جيبوتي.

وأضاف أن 33 شخصاً، بينهم امرأة، نجوا.

وقالت تانيا باسيفيكو ممثلة المنظمة الدولية للهجرة في جيبوتي، إن جهود الإغاثة أسفرت عن إنقاذ 33 شخصاً من المياه، مضيفة أن الناجين والقتلى جميعهم من الإثيوبيين.

وقالت باسيفيكو لـ«رويترز» في اتصال هاتفي: «الأمر الاستثنائي هو حدوث واقعة غرق أخرى لسفينة تقل 38 مواطناً إثيوبياً قبل أقل من أسبوعين».

وأشارت باسيفيكو إلى أن القارب الذي تعرض للغرق اليوم الثلاثاء كان في طريقه إلى جيبوتي قادماً من اليمن.

وأردفت قائلة إن «هذه الأرقام ازدادت خلال الأشهر القليلة الماضية».

يعد الحادث الأخير ضمن سلسلة الحوادث المميتة فيما يعرف بـ«طريق الهجرة الشرقية».

حيث غرق قارب آخر كان يقل أكثر من 60 شخصاً قبالة ساحل جودوريا في الثامن من أبريل (نيسان)، بحسب المنظمة الدولية للهجرة والسفارة الإثيوبية في جيبوتي.

وقالت منظمة الهجرة الدولية حينها إنه تم العثور على جثث 38 مهاجراً، بينهم أطفال، بينما عُدّ ستة أشخاص في عداد المفقودين.

وقالت السفارة في جيبوتي إن القارب كان يقل مهاجرين إثيوبيين من جيبوتي إلى اليمن.

وكل عام، يخوض عشرات آلاف المهاجرين الأفارقة رحلة محفوفة بالمخاطر عبر «الطريق الشرقية» عبر البحر الأحمر واليمن للوصول إلى السعودية، هرباً من النزاعات أو الكوارث الطبيعية، أو سعياً لفرص اقتصادية أفضل.


القادة الأفارقة يدعون إلى تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب

الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو (متداولة)
الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو (متداولة)
TT

القادة الأفارقة يدعون إلى تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب

الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو (متداولة)
الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو (متداولة)

دعا القادة الأفارقة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب، الاثنين، خلال قمة تهدف للبحث عن حلول أفريقية للتحديات الأمنية التي تواجهها القارة، بما في ذلك تأسيس قوة عسكرية إقليمية.

من أضرار الإرهاب في نيجيريا (أرشيفية)

وبدءاً من مالي، حقق مسلحون مكاسب في منطقة الساحل؛ إذ وسّعوا نفوذهم جنوباً لتهديد الدول الساحلية في غرب أفريقيا، بينما تقاتل مزيداً من المجموعات في القرن الأفريقي وبحيرة تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

مركز الإرهاب انتقل إلى جنوب الصحراء

وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، في قمة مكافحة الإرهاب في أبوجا، إن «مركز الإرهاب انتقل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أفريقيا جنوب الصحراء، ليتركز بشكل أكبر في منطقة الساحل».

وأضافت أن «الوضع في الساحل خصوصاً خطير. تساهم المنطقة الآن في نحو نصف جميع الوفيات جراء الإرهاب عالمياً».

وضم الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو صوته إلى صوتَي نظيريه: الغاني نانا أكوفو-أدو، والتوغولي فاوري غناسينغبي، للحض على مزيد من التعاون الإقليمي وتقاسم المعلومات الاستخباراتية، والعمل على تأسيس قوة عسكرية احتياطية.

وقال تينوبو: «يمكن لقوة كهذه أن تشكل قوة ردع لعمليات إرهابية واسعة النطاق وممتدة».

نيجيريون يتجمعون للاحتجاج على الوجود العسكري الأميركي في أغاديز بالنيجر في 21 أبريل 2024 (رويترز)

قوة مهام عسكرية مشتركة

ويتعاون كثير من الدول الأفريقية بالفعل ضمن قوة مهام عسكرية مشتركة متعددة الدول، في المناطق الحدودية المطلة على بحيرة تشاد.

كما دعا غناسينغبي المجتمع الدولي للعمل على تحسين جهوده لمساعدة البلدان الأفريقية على تمويل عملياتها في مكافحة الإرهاب.

وواجهت النيجر وبوركينا فاسو ومالي سنوات من النزاع مع «القاعدة» وتنظيم «داعش»؛ لكن أدت انقلابات في الدول الثلاث إلى عرقلة التعاون الإقليمي.

وأعلنت النيجر الشهر الماضي أن 23 من جنودها قتلوا في كمين «إرهابي» قرب الحدود مع بوركينا فاسو ومالي، في منطقة تشهد هجمات جهادية متكررة.

وفاقم انسحاب القوات الفرنسية من منطقة الساحل المخاوف.

أرشيفية لقادة من بوركينا فاسو مع جنود في قرى محاذية لمالي حيث تدور معارك ضد الإرهابيين

انسحاب القوات الفرنسية فاقم المخاوف

لكن العنف امتد بشكل متزايد إلى حدود البلدان المطلة على خليج غينيا، أي غانا وتوغو وبنين وساحل العاج.

وفاقم انسحاب القوات الفرنسية من منطقة الساحل المخاوف من إمكان انتشار العنف.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية برنو شمال شرقي نيجيريا (أ.ف.ب)

وقال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار، إن انتشار ملايين الأسلحة الخفيفة في أوساط مجموعات غير تابعة للدولة في القارة، يُعد من بين المخاوف الرئيسية؛ لكنه أشار إلى أن الدول الأفريقية تواجه أيضاً تحديات جديدة في مكافحة «الجهاديين»، مثل تداعيات المناخ، وانهيار التعاون مع بعض البلدان، وانتشار الأخبار الكاذبة في وسائل التواصل الاجتماعي، وعمليات نقل الأموال بشكل غير منظم بواسطة العملات المشفرة. وأفاد: «اليوم، اختلف حجم تحدي مكافحة الإرهاب. نقاتل الشبكات التي لا تعرف أي حدود أو حواجز» وأضاف: «تجد أفريقيا نفسها على الجبهة في معارك الجميع».


معارك شمال إثيوبيا تؤدي إلى نزوح أكثر من 50 ألف شخص

خيام تابعة للأمم المتحدة للفارين من المعارك في إثيوبيا (أ.ف.ب)
خيام تابعة للأمم المتحدة للفارين من المعارك في إثيوبيا (أ.ف.ب)
TT

معارك شمال إثيوبيا تؤدي إلى نزوح أكثر من 50 ألف شخص

خيام تابعة للأمم المتحدة للفارين من المعارك في إثيوبيا (أ.ف.ب)
خيام تابعة للأمم المتحدة للفارين من المعارك في إثيوبيا (أ.ف.ب)

نزح أكثر من 50 ألف شخص من منازلهم في شمال إثيوبيا بسبب معارك في منطقة متنازع عليها، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، في اشتباكات تثير قلقاً دولياً.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ليل الاثنين إن «عدد النازحين جراء الاشتباكات المسلحة في بلدة ألاماتا ورايا ألاماتا.... منذ 13 أبريل (نيسان) الحالي تجاوز 50 ألف شخص»، وذلك نقلاً عن السلطات في المنطقة المتنازع عليها بين إقليمي تيغراي وأمهرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد «أوتشا» بأن نحو 42 ألفاً من النازحين فروا في اتجاه الجنوب، لا سيما إلى محيط مدينة كوبو، وفر 8300 في اتجاه بلدة سيكوتا شمالاً، مؤكداً أن غالبية النازحين هم من «النساء والأطفال والشباب والشيوخ».

وتقع ألاماتا وجوارها في منطقة رايا المتنازع عليها بين تيغراي وأمهرة، حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلين من الإثنيتين منذ نحو عشرة أيام.

وكانت مناطق رايا (جنوب تيغراي) ومنطقة وولكيت (غرب تيغراي) تابعة إدارياً لتيغراي في تسعينات القرن الماضي، وتطالب بها منذ عقود مجموعة الأمهرة الإثنية.

ودخلت ميليشيات و«قوات خاصة» من إقليم أمهرة إلى تلك المناطق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عندما اندلع نزاع بين الحكومة ومتمردي تيغراي، وقامت بتنصيب إدارتها الخاصة.

وينص اتفاق سلام وقع بين الحكومة الفيدرالية و«جبهة تحرير شعب تيغراي» في نوفمبر 2022 في بريتوريا، على انسحاب قوات أمهرة التي قدمت دعماً عسكرياً حاسماً للجيش الإثيوبي خلال الحرب ضد متمردي تيغراي.

وما زالت هوية المقاتلين المشاركين في الاشتباكات الأخيرة غير واضحة.

والأربعاء الماضي، اتهمت سلطات أمهرة «جبهة تحرير شعب تيغراي»، «بشنّ غزو (...) في انتهاك كامل لاتفاق بريتوريا»، مطالبة إياها «بمغادرة المناطق التي تسيطر عليها بسرعة».

وفي اليوم السابق، تحدث رئيس السلطة الإقليمية المؤقتة في تيغراي غيتاشو رضا عن «أحداث في جنوب تيغراي، وغيرها من الأراضي المحتلة».

وأكد عبر منصة «إكس» أنها لم تنشأ من «نزاع بين الحكومة الفيدرالية والإدارة المؤقتة (أو جبهة تحرير شعب تيغراي)»، ولا من «نزاع بين إدارتي تيغراي وأمهرة»، ولكنها كانت عمل «أعداء لدودين لـ(اتفاق) بريتوريا».

وأعربت سفارات في إثيوبيا بينها بعثات فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة السبت، عن «قلقها إزاء تقارير عن أعمال عنف في المناطق المتنازع عليها في شمال إثيوبيا»، ودعت في بيان مشترك إلى «وقف التصعيد وحماية المدنيين».

ولا يمكن التحقق من الوضع ميدانياً، إذ تمنع السلطات الفيدرالية دخول الصحافيين إلى المنطقة.


إرهابيون يحتجزون أكثر من 110 مدنيين في وسط مالي منذ 6 أيام

تشهد مالي أعمال عنف تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» منذ عام 2012 (أ.ف.ب)
تشهد مالي أعمال عنف تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» منذ عام 2012 (أ.ف.ب)
TT

إرهابيون يحتجزون أكثر من 110 مدنيين في وسط مالي منذ 6 أيام

تشهد مالي أعمال عنف تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» منذ عام 2012 (أ.ف.ب)
تشهد مالي أعمال عنف تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» منذ عام 2012 (أ.ف.ب)

يحتجز «إرهابيون» على الأرجح أكثر من 110 مدنيين منذ ستة أيام في وسط مالي، كما ذكرت مصادر محلية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم الاثنين.

وكان هؤلاء المدنيون على متن ثلاث حافلات اعترضها في 16 أبريل (نيسان) الماضي «إرهابيون» وأجبروها على التوجه بركابها إلى غابة بين بلدتي باندياغارا وبانكاس في وسط مالي، حسب تجمع لجمعيات في هذه المنطقة تطالب بإطلاق سراحهم، وعضو في المجلس البلدي.

وقال عمر أونغويبا أحد أعضاء هذا التجمع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم الاثنين: «نطالب بالإفراج عن أكثر من 110 ركاب من ثلاث حافلات اختطفهم إرهابيون الثلاثاء».

وصرح عضو المجلس البلدي في باندياغارا طالبا عدم كشف هويته لأسباب أمنية، بأن «الحافلات الثلاث والركاب، الذين يزيد عددهم على 120 شخصا، ما زالوا في أيدي الإرهابيين».

وكانت شائعات تحدثت عن إطلاق الجيش المالي سراح هؤلاء المدنيين المحتجزين في أعقاب عملية الخطف هذه.

وفي 16 أبريل، نشر تجمع جمعيات باندياغارا نفسه بيانا أدان فيه «استمرار الهجمات الإرهابية» و«تزايد أعداد النازحين» في البلدات و«تقاعس القوات المسلحة» عن أداء مهامها في المنطقة، من دون الإشارة إلى عملية الخطف.

ومنذ 2012 تشهد مالي أعمال عنف تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وأخرى تمارسها مجموعات للدفاع عن النفس، وقطاع الطرق.

وتتزامن الأزمة الأمنية مع أزمة إنسانية وسياسية عميقة.

وامتد العنف إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، وعجل بوصول الأنظمة العسكرية إلى السلطة من خلال الانقلابات في هذه البلدان الثلاثة.


هل تتجاوز بوركينا فاسو وكوت ديفوار خلافاتهما؟

وزير دفاع بوركينا فاسو لدى استقبال نظيره الإيفواري (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير دفاع بوركينا فاسو لدى استقبال نظيره الإيفواري (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
TT

هل تتجاوز بوركينا فاسو وكوت ديفوار خلافاتهما؟

وزير دفاع بوركينا فاسو لدى استقبال نظيره الإيفواري (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير دفاع بوركينا فاسو لدى استقبال نظيره الإيفواري (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

عقد وزيرا الدفاع في دولتي بوركينا فاسو وكوت ديفوار المتجاورتين في غرب أفريقيا، اجتماعاً بالتزامن مع تصاعد خطر الإرهاب وتوتر العلاقة بين جيشي البلدين على الحدود، بينما عبّر البلدان عن «تفاؤل» كبير لتجاوز الخلافات وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب.

ولكن تاريخ العلاقة بين البلدين معقد جداً، ولا يبدو أنه من السهل تجاوز إرث طويل من التوتر السياسي والأمني والعسكري، رغم التصريحات الإيجابية الصادرة عن وزيري الدفاع عقب الاجتماع الذي عقداه يوم الجمعة في مدينة (نيانغولوكو)، الواقعة جنوب غربي بوركينا فاسو، غير بعيد من الحدود مع كوت ديفوار.

سياق التوتر

خلال الحرب الأهلية الأولى في كوت ديفوار ما بين 2002 و2007، وحتى خلال الحرب الأهلية الثانية عام 2010، شكلت بوركينا فاسو قاعدة خلفية انطلق منها المتمردون الإيفواريون، بمن فيهم الرئيس الإيفواري الحالي الحسن واتارا.

هذا بالإضافة إلى تداخل اجتماعي وثقافي على شريط حدودي يزيد على 500 كيلومتر، بالإضافة إلى جالية من بوركينا فاسو في كوت ديفوار تزيد على 2.2 مليون نسمة، وكثيراً ما تتعرض لنظرة عدوانية بصفتها قوة عمالية تستنزف الاقتصاد وتستحوذ على فرص العمل.

تعقدت الأمور أكثر بعد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، نهاية سبتمبر (أيلول) 2022، فكانت كوت ديفوار في صدارة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الرافضة للانقلاب، وتحمست لفرض عقوبات على المجلس العسكري، وهو المحور الذي تعتقد بوركينا فاسو أنه محسوب على فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

وبالفعل، تعد كوت ديفوار واحدة من دول غرب أفريقيا التي لا تزال تربطها علاقات قوية بفرنسا، وفيها قواعد عسكرية فرنسية تمركزت فيها القوات الخاصة الفرنسية حين طردها قادة الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو العام الماضي.

توتر جديد

رغم تصاعد الخلافات السياسية بين البلدين، وتوجه واغادوغو نحو التحالف مع روسيا، وبقاء أبيدجان وفية لباريس، رغم ذلك كان التعاون العسكري والأمني عبر الحدود المشتركة يسير بشكل جيد، كان البلدان يدركان أهمية الوقوف في وجه «القاعدة» و«داعش»، الذين يتسابقان للتوسع في غرب أفريقيا، والوصول إلى خليج غينيا.

وفي هذا السياق كان البلدان ينظمان دوريات مشتركة عبر الحدود، إلا أن هذه الدوريات توقفت بشكل نهائي منذ سبتمبر (أيلول) 2023، حين أوقفت سلطات بوركينا فاسو اثنين من عناصر الدرك الإيفواري داخل أراضيها، خضعا للتحقيق ثم وضعا في السجن، لتبدأ مرحلة جديدة من «التوتر».

وفي يوم 27 مارس (آذار) الماضي، اعتقلت سلطات كوت ديفوار جنديين من بوركينا فاسو كانا يتجولان في سوق محلية بقرية إيفوارية تبعد 3 كيلومترات عن الحدود، كان الجنديان يحملان أسلحة رشاشة، خضع الجنديان للتحقيق قبل أن ينقلا إلى مدينة أبيدجان، حيث وضعا رهن الاعتقال.

وكادت الحادثة الأخيرة أن تسفر عن مواجهة مباشرة بين جيشي البلدين، إذ إن وحدة من جيش بوركينا فاسو اخترقت الحدود لاستعادة الجنديين، ولكن مروحية عسكرية إيفوارية تدخلت، وفي اللحظات الأخيرة انسحب الطرفان دون وقوع أي مواجهة.

بدء الحوار

لنزع فتيل الأزمة، قال وزير دفاع كوت ديفوار تيني بيراهيما واتارا، إن حكومته تقدمت بطلب عقد لقاء مباشر مع سلطات بوركينا فاسو، وهو ما تمثل في اجتماع «سري» مع وزير الدفاع البوركينابي الجنرال قسوم كوليبالي.

وفي تصريح صحافي عقب الاجتماع قال وزير الدفاع الإيفواري: «نخرج من الاجتماع وقلوبنا يغمرها الفرح، لقد استعرضنا جميع ملفات التعاون. يمكنني تأكيد أن اللقاء سيفضي إلى انطلاقة جديدة للعلاقات ما بين بوركينا فاسو وكوت ديفوار». وأضاف واتارا أن «هنالك بعض النقاط العالقة» يجب تجاوزها أولاً «قبل التقدم نحو الأمام»، ومع أنه لم يكشف طبيعة هذه النقاط العالقة، إلا أنه ركز على أن ما يجمع شعبي البلدين من أخوة «يفرض علينا بذل كل الجهود ليبقى الشعبان موحدين».

أما وزير دفاع بوركينا فاسو، وهو جنرال وعضو المجلس العسكري الحاكم في البلد، فقد أكد عقب نهاية اللقاء: «نتمنى أن تكون انطلاقة جديدة، من أجل محاربة الإرهاب في شبه المنطقة، ومواجهة مختلف تحديات الأمن المتمثلة في شبكات التهريب العابرة للحدود».

وبخصوص العلاقات بين الشعبين، فقد أكد كوليبالي أنه «لا مجال لأن ينقطع التواصل ما بين الشعبين، ولا أن يتوقف الحوار ما بين الحكومتين»، ثم أضاف في السياق ذاته: «نحن نتطلع للعيش في مجال مشترك من الأمن والأخوة والود، لذا فإنني أقول لكم إخوتي الأعزاء إنكم في بيتكم، لأن ما يفرقنا هو مجرد خط افتراضي تخيلي».

محاربة الإرهاب

تصريحات الوزيرين ركزت بشكل واضح على «خطر الإرهاب»، وضرورة توحيد الجهود وتنسيقها من أجل الحد من هذا الخطر المحدق بالجميع، ولكن رغم ذلك لم يعلن الطرفان أي خطة واضحة للتعاون في هذا المجال.

الوزير الإيفواري تقدم بالتهنئة إلى نظيره البوركينابي على ما قال إنها «انتصارات كبيرة» يحققها جيش بوركينا فاسو في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة، قبل أن يضيف: «يمكنكم التعويل على دعم حكومة كوت ديفوار في حربكم على الإرهاب، ونحن سعداء بكل الخسائر التي يتكبدها الإرهابيون على أيديكم».

ويخوض جيش بوركينا فاسو حرباً شرسة ضد الجماعات الإرهابية في شمال وشرق البلاد، وينسق في تلك الحرب مع النيجر ومالي المجاورتين، حيث تتمركز «القاعدة» و«داعش»، ومن أجل ذلك أسست الدول الثلاث تحالفاً جديداً هدفه الأول القضاء على الإرهاب، ويحصلون على دعم روسي كبير.

ولكن دول غرب أفريقيا تخشى أن تسفر العمليات العسكرية الجارية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن فرار الإرهابيين وأسلحتهم والتسلل نحو عمق الغرب الأفريقي، خاصة إذا غاب التنسيق الأمني.


مصرع 58 شخصاً على الأقل في غرق عبّارة بأفريقيا الوسطى

امرأة تعبر جسراً فوق نهر مبوكو في بانغي (أرشيفية- رويترز)
امرأة تعبر جسراً فوق نهر مبوكو في بانغي (أرشيفية- رويترز)
TT

مصرع 58 شخصاً على الأقل في غرق عبّارة بأفريقيا الوسطى

امرأة تعبر جسراً فوق نهر مبوكو في بانغي (أرشيفية- رويترز)
امرأة تعبر جسراً فوق نهر مبوكو في بانغي (أرشيفية- رويترز)

قضى 58 شخصاً على الأقلّ وعُدّ آخرون في عداد المفقودين، الجمعة، إثر غرق عبّارة مكتظّة في بحيرة مبوكو في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، وفق أحدث حصيلة وردت السبت.

وقال المدير العام للحماية المدنيّة توماس ديماس، الذي وصلت فرقه إلى المكان بعد نحو أربعين دقيقة من الحادث لإذاعة محلّية: «تمكنّا من انتشال 58 جثّة. نجهل عدد الأشخاص الذين لا يزالون تحت الماء»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي كلمة سُجّلت الجمعة وبثّتها الإذاعة العامّة السبت، أفاد المتحدّث باسم الحكومة ماكسيم بالالو، بأنّ «الحصيلة الأوليّة بلغت ما لا يقلّ عن 30 شخصاً بين قتيل ومفقود وكثير من الجرحى».

وأضاف: «الحكومة تقدّم تعازيها الحارّة إلى عائلات الضحايا»، معلناً فتح تحقيق «لتحديد أسباب هذه المأساة وكذلك المسؤوليّات» وإنشاء «نظام دعم استثنائي لعائلات الضحايا»، دون مزيد من التفاصيل.

وأفاد شهود بأنّ العبّارة كانت تقلّ أكثر من 300 شخص، الأمر الذي يفوق طاقتها بكثير، وكانت متّجهة إلى ماكولو، البلدة الواقعة على بُعد 45 كيلومتراً من بانغي، لحضور مراسم جنازة مسؤول محلّي.

وقال الشاهد موريس كابينيا الذي شارك في سحب أوّل الضحايا، وبينهم شقيقته، بمساعدة صيّادين قبل وصول المُسعفين، إنّ العبّارة انقلبت بُعيد إبحارها.

وكانت عائلات لا تزال السبت قرب البحيرة بحثاً عن أقارب لهم لا يزالون مفقودين.

ولم تتوفر حتّى الآن حصيلة نهائيّة لعدد الضحايا.


أميركا توافق على سحب قواتها من النيجر

علّقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (أ.ب)
علّقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (أ.ب)
TT

أميركا توافق على سحب قواتها من النيجر

علّقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (أ.ب)
علّقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (أ.ب)

وافقت الولايات المتحدة، الجمعة، على سحب قوّاتها، البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر، بناءً على طلب نظام نيامي المنبثق من انقلاب يوليو (تموز)، على خلفيّة تنامي قوّة روسيا في المنطقة، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووافق نائب وزير الخارجيّة الأميركي، كورت كامبل، على طلب سلطات نيامي سحب القوّات، وذلك خلال اجتماع في واشنطن مع رئيس الوزراء علي الأمين زين، الذي تولّى السلطة عقب الانقلاب في يوليو الماضي، وفق ما قال مسؤولون أميركيون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مشترطين عدم كشف أسمائهم. وينصّ الاتفاق على إرسال وفد أميركي إلى النيجر خلال الأيّام المقبلة للتوافق على تفاصيل انسحاب هذه القوّات المنخرطة في مكافحة الإرهاب.

جاء ذلك بعد أيام من وصول «فيلق أفريقيا»، الذي شكّلته موسكو بعد إعادة تنظيم صفوف مجموعة «فاغنر»، إلى النيجر يوم الجمعة الماضي.

بدورها، دعت تشاد الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، إلى سحب قواتها من قاعدة عسكرية، في الدولة الواقعة وسط أفريقيا، وهي من المواقع الغربية القليلة المتبقية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية».


مصرع 58 شخصاً على الأقل بحادث غرق في أفريقيا الوسطى (فيديو)

لقطة من الفيديو المتداول على موقع «إكس» للحظة غرق العبّارة
لقطة من الفيديو المتداول على موقع «إكس» للحظة غرق العبّارة
TT

مصرع 58 شخصاً على الأقل بحادث غرق في أفريقيا الوسطى (فيديو)

لقطة من الفيديو المتداول على موقع «إكس» للحظة غرق العبّارة
لقطة من الفيديو المتداول على موقع «إكس» للحظة غرق العبّارة

قضى 58 شخصاً على الأقل، وعُدَّ آخرون في عداد المفقودين، أمس الجمعة، إثر غرق عبّارة مكتظة في بحيرة مبوكو في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، كانت تقلهم لحضور مراسم جنازة، وفق ما أفاد المدير العام للحماية المدنية، اليوم السبت.

وقال توماس ديماس الذي وصلت فرقه إلى المكان بعد نحو 40 دقيقة من الحادث لإذاعة محلية: «تم انتشال 58 جثة. نجهل عدد الأشخاص الذين لا يزالون في أعماق المياه»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتداول شهود فيديو للحظة غرق العبّارة، قائلين إنها كانت تقل أكثر من 300 شخص، الأمر الذي يفوق طاقتها إلى حد كبير، وإنها كانت قد أبحرت للتو حين انقلبت.