اتساع حملة الاعتقالات لكبار العاملين في شركات مخلوف

«المرصد السوري» يتحدث عن مواكبة روسية

TT

اتساع حملة الاعتقالات لكبار العاملين في شركات مخلوف

اتسعت حملة الاعتقالات من قبل أجهزة الأمن السورية ضد كبار الموظفين في شركات تابعة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك عشية انتهاء مهلة حددتها الهيئة الناظمة للاتصالات كي تسدد شركة «سيريتل» مستحقات مالية لخزينة الدولة، اليوم (الثلاثاء).
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن «الحملة الأمنية ضد مديري وتقنيي شركة (سيريتل) التابعة لرامي مخلوف امتدت من دمشق واللاذقية وحمص، لتشمل حلب وطرطوس، حيث عمدت أجهزة النظام الأمنية، برفقة قوات روسية، إلى اعتقال 7 مديرين وتقنيين خلال الساعات الفائتة (4 منهم في حلب، و3 في طرطوس)»، مشيراً إلى أنه في الوقت نفسه «بدأت استخبارات النظام والشرطة الروسية بحملة اعتقالات لمديري وموظفي (جمعية البستان) العائدة ملكيتها أيضاً لمخلوف، وذلك في إطار استمرار الضغط الروسي على رامي مخلوف، وتضييق الخناق عليه أكثر فأكثر». ونفى اعتقال رامي مخلوف أو شقيقه من قبل استخبارات النظام السوري والروس حتى هذه اللحظة.
وكان «المرصد السوري» قد نشر يوم أمس «مواكبة تطورات الصراع الروسي مع رامي، وعملية تضييق الخناق على ممتلكات الأخير عبر فرض قيود كثيرة اضطرت الأخير للظهور بمقاطع مصورة بدور الحمل الوديع للدفاع عن نفسه، محاولاً استعطاف الرأي العام». وأكد «اعتقال أجهزة النظام الأمنية لأكثر من 28 من مديري وتقنيي شركة (سيريتل) للاتصالات العائدة ملكيتها لرامي مخلوف، وذلك بتوجيهات روسية، ولم يقتصر الأمر على التوجيهات فقط، بل رافقت قوات روسية حملات الدهم والاعتقال للمديرين والتقنيين».
وفي السياق ذاته، علم «المرصد» أن «موظفي وتقنيي شركة (سيريتل) جرى منعهم من الدخول إلى أبراج الاتصالات لمدة 3 أسابيع على الأقل، بعد أن كانت عملية دخولهم إلى تلك الأبراج اعتيادية بموافقة أمنية تلقائية».
وقال «المرصد» إن هذه التطورات «تأتي بعد الإصرار الروسي على وضع يدها والاستحواذ على شركة (سيريتل)، وعزل ابن خال رئيس النظام السوري. كما أن هناك مخاوف كبيرة في أوساط الموالين للنظام السوري من تداعيات القضية، وانهيار الوضع الاقتصادي، نظراً لأن هناك عشرات الآلاف يعملون ضمن شركات مخلوف».
وكان رامي قد اتهم، الأحد، «الأجهزة الأمنية» باعتقال موظفي شركاته، والضغط عليه للتخلي عنها بعد يومين من مناشدته في شريط فيديو نادر الرئيس بشار الأسد التدخل لإنقاذ شركة الاتصالات التي يملكها.
ومخلوف، ابن خال الأسد، أحد أعمدة النظام اقتصادياً منذ عقود، واسمه مدرج على القائمة الأميركية السوداء منذ عام 2008. ويرأس رجل الأعمال، الذي طالما بقي خلف الأضواء، مجموعة شركات، أبرزها شركة «سيريتل» التي تملك نحو 70 في المائة من سوق الاتصالات في سوريا.
وقال مخلوف، الأحد، في ثاني شريط فيديو يبثه خلال 3 أيام على صفحته في «فيسبوك»، ومدته 10 دقائق: «بدأت اليوم الضغوطات بطريقة غير مقبولة (...) وبدأت الأجهزة الأمنية تعتقل الموظفين الذين يعملون لدي»، متسائلاً: «هل يتوقع أحد أن تأتي الأجهزة الأمنية على شركات رامي مخلوف الذي كان أكبر داعم لهذه الأجهزة، وأكبر راعٍ لها خلال الحرب؟».
وأضاف رجل الأعمال الذي يُعتقد أنه في سوريا: «طُلب مني اليوم أن أبتعد عن الشركات، وأن أنفذ تعليمات... وبدأت الضغوطات بسحب الموظفين والمديرين»، مشيراً إلى أنه تلقى تهديدات: «إما أن تتنازل وإما نسجن كل جماعتك».
وناشد مخلوف الذي يعد من أكثر المستثمرين نفوذاً في سوريا، الأسد التدخل لوقف الضغوط.
وطالبت هيئة الاتصالات السورية، الأسبوع الماضي، الشركتين المشغلتين للهاتف الخلوي في سوريا بدفع «مبالغ مستحقة لخزينة الدولة، تبلغ 233.8 مليار ليرة سورية» (334 مليون دولار)، استناداً إلى قرار صدر عن رئاسة الوزراء، وفي مهلة تنتهي اليوم.
وقدر مخلوف، في أول شريط فيديو بثه ليل الخميس، قيمة المبلغ المُطالب بتسديده بين 125 مليار (178.5 مليون دولار) و130 مليار ليرة، معتبراً أن مطالب الدولة «غير محقة». وناشد الأسد التدخل لإنقاذ شركته عبر «جدولة» المبلغ «بحيث لا تنهار الشركة».
ورغم توجه مخلوف للمرة الثانية إلى الأسد، واصفاً إياه بـ«صمام الأمان»، يؤكد شريطا الفيديو وجود توتر بينه وبين الرئيس السوري، بعدما تحدثت تقارير إعلامية عدة عن خلافات بينهما لم تتضح حقيقتها، وعن مصادرة وسائل إعلام محلية كان يديرها مخلوف ومقرات جمعية خيرية تابعة له.



«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور
TT

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

«برنامج الأغذية العالمي»: تصاعد العنف يعرقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور

قالت المديرة التنفيذية لـ«برنامج الأغذية العالمي» سيندي ماكين اليوم الاثنين إن تصاعد أعمال العنف في دارفور بالسودان يعرقل تقديم المساعدات الإنسانية في الإقليم.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، ذكرت ماكين في حسابها على منصة «إكس» أن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة قدم مساعدات لأكثر من 300 ألف شخص في دارفور خلال الشهر الأخير، من بينهم 40 ألفا في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

لكنها أضافت: «اليوم، يؤدي تصاعد العنف إلى تقييد المساعدات الإنسانية من جديد... ينبغي أن نكون قادرين على الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إلينا في السودان».

وتحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر، في ظل مؤشرات على هجوم وشيك على المدينة الوحيدة التي ما زالت خارج سيطرتها في إقليم دارفور المضطرب.

وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 43 شخصا لقوا حتفهم في الفاشر ومحيطها جراء القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ 14 أبريل (نيسان).

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل من العام الماضي بعد خلافات بين الطرفين حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، وتسببت الحرب في نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.


تفاؤل مصري بشأن مقترح الهدنة في غزة

حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)
حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)
TT

تفاؤل مصري بشأن مقترح الهدنة في غزة

حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)
حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بمشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري (الثاني من اليمين) ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (وسط) اليوم الاثنين (حساب وزارة الخارجية الأردنية على موقع «إكس»)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، إن مصر متفائلة إزاء اقتراح للهدنة وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، لكنها تنتظر رداً على الاقتراح من إسرائيل وحركة «حماس».

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية في الرياض بحضور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وأوضح شكري خلال تواجده في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض أن "هناك اقتراحاً مطروحاً على الطاولة (والأمر متروك) للجانبين لدراسته وقبوله".وأضاف شكري: "نحن متفائلون"، لافتاً إلى أن "المقترح أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال".وتابع "نحن في انتظار اتخاذ قرار نهائي. هناك عوامل سيكون لها تأثير على قرارات الجانبين، لكنني آمل أن يرقى الجميع إلى مستوى الحدث".

من جهته، اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «يعطل أفق السلام ويقود المنطقة إلى حرب إقليمية».

وحذّر الصفدي في تصريحاته، التي نشرتها وزارة الخارجية الأردنية على منصة «إكس»، من أن «الكارثة الإنسانية» تتعمق في قطاع غزة، مضيفاً أن الأطفال «يموتون جوعاً».

وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس منذ أشهر، لكن موجة من الجهود الدبلوماسية في الأيام الأخيرة تشير في ما يبدو إلى دفعة جديدة نحو وقف القتال.ومن المقرر أن يصل وفد من حماس إلى مصر الاثنين، حيث من المتوقع أن يرد على الاقتراح الإسرائيلي الأخير حيال هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن بعد نحو سبعة أشهر من الحرب.وقال قيادي من حماس الأحد إن الحركة الفلسطينية ليس لديها "مشاكل كبيرة" مع خطة التهدئة الأخيرة.

وأمس (الأحد)، قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي أقرّ تنفيذ «عملية ضخمة» في رفح، بعد اجتماع مع كبار قادة الجيش.


شركة أمن بحري: استهداف سفينة حاويات ترفع علم مالطا في البحر الأحمر

مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)
مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)
TT

شركة أمن بحري: استهداف سفينة حاويات ترفع علم مالطا في البحر الأحمر

مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)
مروحية تابعة للحوثيين تُحلق فوق سفينة الشحن «جالاكسي ليدر» أثناء استيلائها عليها قبالة سواحل البحر الأحمر (د.ب.أ)

أفادت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الاثنين، بأن سفينة حاويات ترفع علم مالطا جرى استهدافها بصواريخ بينما كانت في طريقها من جيبوتي إلى جدة بالسعودية، وفق ما نقلته «رويترز».

وتشير تقديرات الشركة إلى أنه تم استهداف السفينة بسبب العلاقات التجارية بين الجهة المشغلة المسجلة لها مع إسرائيل.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الاثنين، إنها تلقّت بلاغاً عن وقوع حادثة على مسافة 54 ميلاً بحرياً، شمال غربي سواحل المخا اليمنية. وذكرت الهيئة التابعة للبحرية البريطانية، في بيان، أن السلطات تتحرى الواقعة، ونصحت السفن المارة في المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مُريب.

وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية سفناً في البحر الأحمر تقول إنها تملكها أو تُشغّلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها؛ تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


واشنطن قلقة من «تعديل قانون البغاء» بالعراق... و«العفو الدولية» تعده «انتهاكاً»

أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
TT

واشنطن قلقة من «تعديل قانون البغاء» بالعراق... و«العفو الدولية» تعده «انتهاكاً»

أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)

أعربت السفيرة الأميركية لدى العراق الينا رومانوسكي عن قلق بلادها العميق حيال قيام البرلمان العراقي بالتصويت على مقترح قانون التعديل الأول لقانون «مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي» الصادر عام 1988.

ورأت رومانوسكي في بيان أن مقترح التعديل «يهدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية المحمية دستورياً. ويهدد هذا الإجراء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في المجتمع العراقي، ويمكن استخدامه لعرقلة حرية التعبير والتعبير الشخصي، وعرقلة أعمال منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق».

ورغم أن البرلمان صوّت على مقترح لتعديل القانون ولم يشرعه بالفعل حتى الآن، فإن السفيرة الأميركية وجدت أنه «يضعف قدرة العراق على تنويع اقتصاده وجذب الاستثمارات الأجنبية. ومثل هذا التمييز سيضر بالأعمال والنمو الاقتصادي في البلاد. احترام حقوق الإنسان والاندماج السياسي والاقتصادي أمر أساسي لأمن العراق واستقراره ورخائه».

وصوّت البرلمان في جلسة السبت، على مقترح التعديل الأول لقانون «مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي» رقم (8) لسنة 1988 المقدم من اللجنة القانونية، والذي «جاء انسجاماً مع الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية التي خلق الله تعالى الإنسان عليها من ذكر وأنثى، وحفاظاً على كيان المجتمع العراقي من الانحلال الخلقي ودعوات الشذوذ الجنسي التي غزت العالم، ولخلو التشريعات العراقية من العقاب الرادع لأفعال الشذوذ الجنسي ومن يروج لها».

ويجرم المقترح العلاقات المثلية والتحول الجنسي، كما يجرم التعديل في حال إقراره تبادل الزوجات لأغراض جنسية، وعدّه شذوذاً جنسياً ويعاقب عليه بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد على 15 عاماً.

وانتقدت منظمة العفو الدولية، التعديل المقترح، ونقلت وكالة «فرنس برس» عنها، القول إنه يمثل «انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، والتعديلات تشكل خطراً على العراقيين الذين يتعرضون بالفعل للمضايقات بشكل يومي».

من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأحد، في تغريدة عبر منصة «إكس» عن قلق بلاده من التعديل الجديد الذي يجرم المثليين، ودعا العراق إلى التراجع عن إقراره، ليرد عليه سفير العراق في لندن جعفر الصدر بالقول: «معالي الوزير، الأجدر بكم أن تقلقوا على الإبادة الجماعية وانتهاك الإنسانية الذي يحصل في غزة، والخطر الحقيقي في نشر ما يخالف الطبيعة الإنسانية وكل الشرائع والأديان. رجاءً احتفظوا بنصائحكم، فنحن شعب لنا آلاف السنين من الحضارة والإنسانية».

في المقابل، رحب أمين عام «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، الأحد، بالتصويت على مقترح تعديل القانون، وقال في بيان إن «تشريع هذا القانون في هذا الوقت الذي تتكالب فيه بعض الدول والمؤسسات لإشاعة الانحلال والتفسخ والشذوذ الأخلاقي في مهاجمة صريحة للفطرة الإنسانية وتعدٍّ واضح على بنية الأسرة وتركيب المجتمع؛ يُعَدُّ خطوة ضرورية لتحصين أبنائنا وبناتنا، وبالتالي مجتمعنا من هذه الأخطار».

وفي رد على المواقف الدولية الرافضة للتعديل، رأى الخزعلي أنه «ينطبق تماماً مع روح الدستور العراقي ونصوصه، ونعد البيانات التي صدرت ضده تدخلاً في الشأن العراقي».

وأكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، أن في «تشريع قانون (مكافحة البغاء) مصلحة عُليا لحماية البنية القيمية للمُجتمع».


العليمي ينتقد «التباطؤ» الدولي في تجفيف أسلحة الحوثيين وتمويلهم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
TT

العليمي ينتقد «التباطؤ» الدولي في تجفيف أسلحة الحوثيين وتمويلهم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)

انتقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ما وصفه بـ«تباطؤ» المجتمع الدولي في تجفيف مصادر أسلحة الحوثيين وتمويلهم، وأكد صعوبة الوصول إلى سلام مستدام مع الجماعة لجهة أنها تغلب مصالح إيران على مصلحة اليمنيين.

وجاءت تصريحات العليمي من الرياض، الأحد، خلال استقباله جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي.

الجماعة الحوثية متهمة بالتصعيد البحري ضد سفن الشحن خدمة لأجندة إيران (أ.ف.ب)

وفي حين أظهر حديث رئيس مجلس الحكم اليمني استياء بالغاً من استمرار الحوثيين في الابتعاد عن السلام وارتكاب الانتهاكات ضد اليمنيين وتهديد سلامة الملاحة الدولية، ذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء مع بوريل «تطرق إلى المستجدات المحلية، والتدخلات الأوروبية المطلوبة لتخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، إضافة إلى التطورات في المنطقة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي أشاد بالعلاقات الثنائية والجماعية مع دول الاتحاد الأوروبي، وموقفها الثابت إلى جانب الشعب اليمني، وشرعيته الدستورية، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة والأمن والسلام والتنمية.

ووضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفق الإعلام الرسمي، المفوض الأوروبي بوريل أمام مستجدات الأوضاع اليمنية، وانتهاكات الميليشيات الحوثية الجسيمة لحقوق الإنسان، وهجماتها الإرهابية على المستويين الوطني والإقليمي، وتداعيات ذلك على الأوضاع المعيشية والاقتصادية لليمن، وشعوب المنطقة، والسلم والأمن الدوليين.

حطام زعم الحوثيون أنه لطائرة أميركية من دون طيار أسقطوها في صعدة (إ.ب.أ)

وأكد العليمي حرص المجلس الذي يقوده والحكومة على السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار «2216»، كما أكد دعم جهود السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة، تلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة مؤسسات الدولة الضامنة للمواطنة المتساوية، والحريات العامة.

صعوبة السلام

في الوقت الذي تراوح فيه مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مكانها بخصوص خريطة الطريق اليمنية، بعد تصعيد الحوثيين بحرياً، أشار رئيس مجلس الحكم اليمني خلال لقائه المسؤول الأوروبي، إلى صعوبة الوصول إلى السلام المستدام في بلاده.

وأرجع العليمي ذلك إلى عدم وجود شريك جاد يغلب مصالح الشعب اليمني على مصالح النظام الإيراني، في إشارة إلى الحوثيين، إضافة إلى ما وصفه بـ«تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات حازمة لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الميليشيات، وتفكيك رؤيتها العنصرية القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد المجتمعات، والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية».

ونسب الإعلام الرسمي اليمني إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه أكد أن لقاءه بالعليمي «يمثل رسالة دعم قوية لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة»، كما أكد تقديره البالغ لتعاطي المجلس مع جهود ومبادرات السلام، التي تعكس مسؤولية عالية تجاه الشعب اليمني، والحرص على تخفيف معاناته التي طال أمدها.

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء يحملون مجسماً لصاروخ تعبيراً عن دعم الهجمات البحرية (أ.ف.ب)

وأوردت وكالة «سبأ» أن بوريل أكد حرص الاتحاد الأوروبي على أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، ودعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في البلاد، بما في ذلك تعزيز دور الحكومة في السيادة على مياهها الإقليمية.

وفي وقت سابق نفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ما تردد من عودة الأطراف اليمنية إلى المفاوضات، في حين دعا المبعوث الأممي إلى فصل الأزمة اليمنية عن قضايا المنطقة وأزماتها، في إشارة إلى الحرب في غزة.

وتقول الحكومة اليمنية إن الحل الأمثل لمواجهة الهجمات الحوثية البحرية ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم القوات الحكومية عسكرياً لاستعادة الأراضي الخاضعة للانقلابيين، بما فيها محافظة الحديدة وموانيها.


رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها في السجن

رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)
رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)
TT

رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها في السجن

رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)
رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)

بدأت رغد، الابنة الكبرى للرئيس الراحل صدام حسين، بنشر ما قالت إنه «جزء بسيط جداً» من مذكرات والدها خلال فترة وجوده بالمعتقل الأميركي بين الأعوام 2003 - 2006، وباشرت بالفعل نشر 40 صفحة من المذكرات عبر موقعها الخاص في منصة «إكس».

ويصادف الموعد الذي دشنت فيه نشر المذكرات، التاريخ المفترض لولادة والدها المحددة في 28 أبريل (نيسان) 1937 بمنطقة العوجة بمحافظة صلاح الدين (شمال).

كانت العادة جرت قبل الإطاحة بنظامه عام 2003 أن تقام احتفالات واسعة بمعظم محافظات البلاد في ذكرى «الميلاد الميمون»، كما كان تطلق عليه الأوساط «البعثية».

وشهد عام 1995 ذروة تلك الاحتفالات حين ظهر صدام وهو يقود عربةً من الذهب تجرها خيولٌ فيما كان معظم السكان يتضورون جوعاً نتيجة العقوبات والحصار الدولي المفروض على العراق حينذاك بعد غزوه دولة الكويت عام 1990.

واشتكت رغد لأبيها من أن «العراق ليس بخير»، لكن وعدته أن «يكون بخير»، لكنها لم تحدد الطريقة والكيفية لفعل ذلك، خصوصاً وهي تعيش في منفاها الأردني منذ الإطاحة بنظام أبيها، إلى جانب هيمنة القوى الشيعية على معظم مفاصل البلاد.

كما أنها اشتكت من أن «دور النشر لديها (محاذير من نشرها)» في إطار تبريرها لنشر المذكرات في منصة «إكس».

ولا يعرف على وجه الدقة نوع المحاذير التي تتحدث عنها الابنة في قضية النشر، خصوصاً وأن اتجاهات ودور نشر عربية وأجنبية ربما ترحب بمذكرات كُتبت بخط صدام حسين الذي شغل المنطقة والعالم لأكثر من عقدين من الزمان.

ويبدو أن الابنة فضلت نشر المذكرات كما وصلتها من أبيها، ودون أن تتدخل في تحرير الصفحات وطباعتها، في مؤشر على أنها ربما تعتقد على أن نشرها بهذه الطريقة سيكون أكثر تأثيراً في اتباع وجمهور والدها غير القليلين في العراق والعالم العربي.

وتبدأ الصفحة الأولى من المذكرات منتصف مايو (أيار) 2004، أي بعد نحو 5 أشهر من اعتقاله على يد القوات الأميركية في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2003، بعملية عسكرية أُطلق عليها «الفجر الأحمر» في قضاء الدور قرب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

ويفتتح صدام مذكراته التي لم يذكر الجهة الموجهة إليها بالحديث عن كابوس خلال نومه رأى فيه «صرة من قماش داخل بنطلونه» راوده فجراً قبل قيامه لأداء الصلاة. وذلك ربما يكشف حجم المعاناة والاضطراب التي كان يشعر بهما وهو داخل السجن. ثم سعى إلى إثبات تماسكه من خلال حديثه مع الطبيب الأميركي المشرف عليه مع أنه يعاني من مرض ما، ثم يقوم بشرح تفاصيل كابوسه ومعناه.

ثم يواصل الكتابة عن تفاصيل حديثه مع الأطباء لتشخيص حالته الصحية، وإبلاغهم إياه أنه سيتم نقله إلى المستشفى بطائرة مروحية حفاظاً على سلامته ما دفعه إلى الاستنتاج أن «المقاومة نشطة وقادرة على الوصول إلى أهدافها»، في إشارة إلى الهجمات التي كانت تشنها على القوات الأميركية في ذلك الوقت.

وفي الصفحة العاشرة يفتتح صدام حسين الكتابة بآية قرآنية، ومن ثم يعقبها بمجموعة أبيات شعرية يبدو أنها من نظمه، وتتعلق بالتوكل على الله والفخر ومجابهة الصعاب.

وبعد ذلك يكتب متغزلاً في بلاده التي دخلها الغزاة، ثم يوغل في سرد تفاصيل يومه العادي وطريقة غسله لملابسه، وتضرر أضلاعه بعد نقله على ظهر عجلة مدرعة أميركية.

وفي وقت لاحق يتحدث عن قرار الأطباء علاجه من مرض التهاب البروستاتا الذي كان مصاباً به، ولمدة أربعة أسابيع، ويقرر بعد ذلك فيما إذا كان بحاجة إلى تدخل جراحي.

في الصفحة 22، يعود صدام إلى كتابة حلم كان راوده ورأى فيه زوجته ساجدة خير الله الذي يسميها «أم عدي» وآخرين لم يتعرف عليهم، ثم يتحدث بعد ذلك عن وصول بعض الهدايا له من ابنته الثانية رنا، وأعرب عن شعوره بالألم لتكبدها قيمة تلك الهدايا فيما هي أكثر حاجة للأموال مع أطفالها المقيمين في الأردن.

وفي أربع صفحات لاحقة لم يكتب شيئاً «لعدم وجود حدث مهم»، ثم وضع حرف «إكس» على الصفحة 28، ثم واصل في صفحات عديدة كتابة أبيات من الشعر العمودي.

وفي الصفحة 38، يتحدث عن أنه لم يسمع خلال أيام دوي انفجارات وعيارات نارية، فاستنتج أن «الرفاق المقاومين عرفوا بمكان وجوده في المعتقل، وأوقفوا ذلك ليجنبوه الأذى».

وفي الصفحة الأخيرة يكتب مجموعة أبيات للشاعر أبي الطيب المتنبي، وضمنها البيت القائل: «من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام».


بن مبارك يشدد على تكاتف القوى اليمنية لإنهاء الانقلاب

رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)
TT

بن مبارك يشدد على تكاتف القوى اليمنية لإنهاء الانقلاب

رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)

شدد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك على ضرورة توحيد جهود كافة القوى السياسية والحزبية في بلاده من أجل استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وإرساء السلام داعياً إلى تصحيح السردية الخاطئة التي يرددها الحوثيون بخصوص تصعيدهم البحري.

تصريحات بن مبارك تزامنت مع استمرار الجماعة الحوثية في شن هجماتها ضد المدنيين، حيث أفادت تقارير عسكرية وحقوقية بمقتل 5 نساء عند بئر ماء في مديرية مقبنة غرب تعز، إثر استهدافهن بطائرة مسيرة.

رئيس الحكومة اليمنية مجتمعاً في عدن مع وفد المعهد الديمقراطي الأميركي (سبأ)

وأفاد الإعلام الرسمي اليمني بأن رئيس الوزراء شدد على ضرورة تصحيح السرديات المغلوطة بشأن القضية اليمنية، والتركيز على معالجة جذورها الحقيقية كأساس لبناء الحلول الواقعية التي تلبي تطلعات الشعب، وذلك باستكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب.

ووفق وكالة «سبأ» استقبل بن مبارك في العاصمة المؤقتة عدن، وفد المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي برئاسة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد ليز كامبل، وناقش معهم التحديثات المتعلقة بمستجدات الشأن اليمني، بما في ذلك المساعي الأممية والإقليمية والدولية لدفع الحوثيين للتخلي عن نهجهم العدائي تجاه السلام.

وجدد رئيس الوزراء اليمني موقف الحكومة الثابت من السلام العادل تحت سقف المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، والدور المعول على المعهد الديمقراطي في إيصال أصوات اليمنيين التواقين إلى استعادة الدولة، والجمهورية، وعودة النظام الديمقراطي، ورفضهم القاطع لمحاولة ميليشيات الحوثي العودة إلى زمن الإمامة ومزاعمها بالحق الإلهي في الحكم.

مواجهة التحديات

في اجتماع آخر لرئيس الحكومة اليمنية مع ممثلي الأحزاب والقوى السياسية في عدن، ذكرت المصادر الرسمية أن بن مبارك ناقش مع المشاركين أولويات الحكومة بالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي، للتعاطي مع التحديات القائمة وتجاوزها، ومعالجة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية، بدعم السعودية والإمارات، إضافة إلى التطورات الراهنة في الجانب السياسي والعسكري، ووحدة الصف الوطني في مواجهة كل التحديات.

ووضع بن مبارك الحاضرين في الاجتماع أمام صورة شاملة عن مجمل الأوضاع في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، والحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية ضد اليمنيين، وجهود الحكومة للتعامل معها والدعم المطلوب من القوى السياسية للتكامل مع جهود الحكومة في إطار وحدة الصف الوطني، مع تشديده على ضرورة استمرار توحيد المواقف، وحشد كل الجهود في المعركة ضد الجماعة ومشروعها الإيراني.

حطام طائرة من دون طيار زعم الحوثيون أنها أميركية وأنهم أسقطوها في صعدة (إ.ب.أ)

وعن أولويات المرحلة تحدث رئيس الوزراء اليمني عن أنها تتلخص في مسارات أساسية هي تحقيق السلام الضامن استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، وتعزيز المساءلة والشفافية ومكافحة الفساد، والمضي في برنامج الإصلاح المالي والإداري، إضافة إلى تنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية، وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وأكد بن مبارك على أهمية عدم إغفال الخطر الحوثي الذي لن يستثني أحداً، وهو ما يحتم على الجميع العمل على مواجهته، وعدّ ذلك هدفاً رئيسياً في المعركة الوطنية، واصفاً أي خلافات داخل القوى المقاومة للحوثيين بأنها «خطأ استراتيجي».

وفيما يتعلق بجهود السلام والتطورات في البحر الأحمر والسرديات الخاطئة حول التصعيد والقرصنة الحوثية ضد السفن التجارية ومحاولة ربطها بما يجري في غزة، قال رئيس الحكومة اليمنية إن تصعيد الجماعة مرتبط بمشروع إيران وسياستها، وإن الأزمة لن تنتهي إلا باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

هجوم مميت

أفاد الإعلام العسكري اليمني بأن الحوثيين نفذوا هجوماً مميتاً بطائرة مسيّرة استهدفت بئر ماء في مديرية مقبنة بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى مقتل 5 نساء، وذلك بالتزامن مع قصف مماثل على مناطق أخرى جنوب شرقي المحافظة.

وأوضح موقع الجيش اليمني (سبتمبر نت) أن الحوثيين استهدفوا بئراً للمياه بطائرة مسيّرة في مديرية مقبنة، ما أسفر عن مقتل النساء الخمس، كما اتهمهم بأنهم قصفوا بقذائف المدفعية والرشاشات قرى سكنية في نقيل الصلو، جنوب شرقي تعز، بالتزامن مع استهداف مواقع الجيش في المنطقة نفسها.

وإذ تحاول الجماعة الحوثية إلصاق التهمة بالقوات الحكومية، والتنصل من جريمة قتل النساء في الهجوم، أدانت شبكة حقوقية يمنية تصعيد الجماعة لاستهداف المنشآت المدنية، وتعريض حياة المدنيين للخطر، ووصفته بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني».

وعبّرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في بيان، الأحد، عن إدانتها واستنكارها لاستهداف الحوثيين بئراً للمياه بطائرة مسيّرة في مديرية مقبنة، حيث أسفر عن قتل 5 نساء، كما أدانت قصف الجماعة المستمر للمناطق الآهلة بالسكان غرب تعز وشرقها، واستمرار عملية التحشيد العسكري، وتجنيد الأطفال.

مشاركون في حشد للحوثيين يرفعون لافتة تمجد استهدافهم السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (رويترز)

وقالت الشبكة الحقوقية «إن الميليشيا الحوثية أقدمت على تنفيذ جريمة أخرى تمثلت باستهداف المناطق الآهلة بالسكان غرب محافظة تعز، تزامناً مع قصف مماثل على مناطق أخرى جنوب شرقي المحافظة، واستمرار عملية التحشيد العسكري».

ووصف البيان الحقوقي إطلاق الحوثيين الرصاص والقذائف على رؤوس المدنيين، واستهداف النساء والأطفال والمناطق المأهولة بالسكان بأنه «جريمة حرب، وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الوطنية والدولية، وتجاهل واضح لكل المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إرساء السلام».

ودعت الشبكة المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته إزاء هذه الجرائم والتعامل بحزم وجدية لردع الميليشيا الحوثية»، كما دعت الهيئات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الجريمة وإظهارها للرأي العام المحلي والدولي، والضغط على الجماعة لوقف هجماتها على المدنيين ومحاسبة القتلة والمتورطين».


نذر مواجهة بين انقلابيي اليمن ونادي القضاة في صنعاء

عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
TT

نذر مواجهة بين انقلابيي اليمن ونادي القضاة في صنعاء

عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)

تجاهلت الجماعة الحوثية انتفاضة الجمعية العامة لنادي القضاة في صنعاء والتي منحتها أسبوعاً لإطلاق سراح القاضي المعارض عبد الوهاب قطران المعتقل منذ ما يزيد على 100 يوم، وهو ما يعني انتظار مواجهة جديدة بين الجماعة والقضاة الذين أدانوا بشدة اعتقال قطران، وعدّوه انتهاكاً غير مسبوق للسلطة القضائية مهددين بخطوات تصعيدية إذا لم تجرِ الاستجابة لمطالبهم.

ومع إعلان الجمعية العمومية لنادي القضاة في صنعاء الاستعداد لخطوات تصعيدية مع استمرار تجاهل سلطة الحوثيين مطالبهم أكد المحامي نجيب الحاج أن بيان القضاة كان يمكن أن يشكل فرصة مناسبة لإطلاق سراح القاضي قطران، وخروج سلطة الحوثيين من المأزق الذي وقعت فيه عند اعتقاله وانتهاكها لحصانته القضائية بذلك الشكل المهين والمذل لكل القضاة وتغيبه وتقيد حريته لما يقارب 4 أشهر.

القاضي اليمني عبد الوهاب قطران اعتُقل بسبب معارضته الحوثيين (إعلام محلي)

ورأى المحامي الحاج أن عدم صدور أي موقف من الحوثيين على ما جاء في بيان نادي القضاة يوحي بأنهم عازمون على المضي في نهج التعالي والتقليل والانتقاص من مكانة وهيبة القضاة.

وتمنى المحامي اليمني الاستجابة لطلب النادي؛ لأن لناس لم يعودوا يحتملون مزيداً من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تعطيل وتوقف مرفق القضاء في حال انتقلت الجمعية العمومية لنادي القضاة للخطوة التالية، واتخاذها قراراً بالإضراب الجزئي أو غير ذلك من الإجراءات والخيارات.

وكانت الجمعية العمومية لنادي القضاة في صنعاء قد أصدرت بياناً ذكرت فيه أن قضاة اليمن وقفوا «ببالغ الأسف الشديد» إزاء واقعة اعتقال القاضي قطران، وانتهاك حرمة مسكنه في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، من قبل ما يُعرف بجهاز الأمن والمخابرات الحوثي دون وجود أي أوامر قضائية بالقبض أو التفتيش، ودون إذن من مجلس القضاء الأعلى «في انتهاك صارخ للشرع والقانون».

تلويح بالتصعيد

أكدت الجمعية العمومية لنادي القضاة اليمنيين في صنعاء، في بيانها ‏أن قيام الحوثيين بمهاجمة منزل القاضي قطران بعدد من المسلحين وانتهاك حرمة مسكنه وتفتيشه واعتقاله وأخذه إلى السجن واستمرار حبسه منذ أكثر من 3 أشهر دون وجود أوامر قضائية ودون إذن مسبق من مجلس القضاء، ودون وجود حالة تلبس، وأيضاً دون وجود إذن باستمرار حجزه «يعد جريمة انتهاك حرمة مسكن بقوة السلاح مكتملة الأركان، وجريمة قيد حرية، وجريمة استعمال نفوذ، وجريمة انتهاك غير مسبوقة لاستقلال السلطة القضائية».

مسلح حوثي خلال حشد في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

ووفق البيان، فإن ‏ قيام الحوثيين بعد ارتكاب المخالفة المهنية الجسيمة بالضغط على قيادة السلطة القضائية، واستغلال ضعفها وهشاشتها لرفع الحصانة عن القاضي قطران، وإصدار أوامر قبض وتفتيش وحجز لاحقة لارتكاب الواقعة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القضاء اليمني أصبح منتهك السيادة والاستقلال، وهو ما يؤثر سلباً على أداء رسالته المقدسة لإنصاف المستضعفين وتحقيق العدل.

وخاطب القضاة النائب العام الحوثي لإصدار أمر الإفراج العاجل والفوري عن القاضي وإحالة أي شكوى ضده إلى مجلس القضاء الأعلى، ‏وأكدوا البطلان المطلق لإجراءات التفتيش والقبض والحبس، وحمَّلوا النائب العام الحوثي مسؤولية التحقيق فيها.‏

وبعد أن أكد القضاة بطلان جميع الإجراءات اللاحقة التي اتخذها مجلس القضاء، أقروا مخاطبة مجلس حكم الحوثيين بالتدخل العاجل لتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، وحمّلوه «مسؤولية انتهاك استقلال القضاء». ‏وأعلنوا احتفاظهم باتخاذ الخطوات التصعيدية اللازمة في حال عدم الاستجابة لبيانهم خلال أسبوع - ينتهى في 28 أبريل (نيسان) - خصوصاً فيما يخص إطلاق سراح القاضي قطران فوراً.

اختطاف ناشط

في اتجاه آخر اعتقلت الجماعة الحوثية أحد الناشطين الإعلاميين الموالين لها ويدعى خالد العراسي بسبب مشاركته في الحملة الشعبية المطالبة بمنع دخول المبيدات الزراعية المحرمة، واقتادته إلى مكان غير معلوم بعد مداهمة منزله فجراً.

الناشط اليمني خالد العراسي أثناء مثوله أمام نيابة حوثية في صنعاء (إعلام محلي)

وذكر زملاء العراسي في الحملة التي تتهم قيادات في جماعة بحوثي، خصوصاً مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي أحمد حامد بتسهيل إدخال المبيدات إلى مناطق سيطرة الجماعة أن قوة أمنية محمولة على عدد من العربات داهمت منزل الناشط عند الخامسة فجراً، وقامت بتفتيشه، والعبث بمحتويات المنزل قبل تقييده ونقله إلى جهة غير معلومة.

وأكد الناشطون في الحملة أن اعتقال الناشط الإعلامي العراسي جاء على خلفية كتاباته عن المبيدات المسرطنة والتي أصبحت قضية رأي عام، وقالوا إن الحوثيين بدلاً من التحقيق مع تجار المبيدات يقومون باعتقال الإعلاميين والصحافيين الذين كتبوا عن مخاطر المبيدات على حياة الناس.


تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن

وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
TT

تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن

وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)

احتفلت منظمة الصحة العالمية بمرور 47 عاماً على تأسيس مبادرتها للتحصين الموسع والأساسي في اليمن، بينما أكدت «اليونيسيف» أن اللقاحات وسيلة فعالة وغير مكلفة، وتعود بالفوائد الاقتصادية العالية، إلى جانب إنقاذها أرواح اليمنيين، وسردت المنظمتان وقائع وأرقاماً عن عودة انتشار كارثية للأوبئة في البلاد التي تعاني من الصراع والفقر.

ومع إعلان منظمة الصحة العالمية إصابة 237 طفلاً يمنياً بفيروس شلل الأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية، كشفت «اليونيسيف» عن وفاة 41 ألف طفل خلال العام قبل الماضي جراء إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها، حيث شهدت كل 13 دقيقة وفاة طفل بتلك الأمراض.

عاملة صحية في عدن تضع علامة على أصبع طفلة تلقت اللقاح (الأمم المتحدة)

وحذرت «اليونيسيف» من أن اليمن يشهد عودة لأمراض كان يعتقد أنها صارت من الماضي، كشلل الأطفال، الذي تزداد حالات الإصابة به في المناطق الشمالية (الخاضعة للحوثيين)، مع تراجعها في المحافظات الجنوبية، حيث سيطرة الحكومة الشرعية، مرجعة ذلك إلى حملات التطعيم التي تستهدف القضاء عليه جنوباً وتراجعها شمالاً، حيث يمثل أي طفل لم تشمله التطعيمات رقماً كبيراً لا يمكن الاستهانة به.

ولكي تكون اللقاحات منقذة؛ اشترطت المنظمة الأممية في تقريرها الصادر حديثاً بعنوان «اللقاحات تنقذ حياة الأطفال وتحمي اقتصاد اليمن»، أن تصل اللقاحات إلى كل طفل في كل مكان.

وذكرت «اليونيسيف» أن الوضع الصحي للأطفال في اليمن يستدعي بذل جهود مكثفة للارتقاء بها إلى مستويات أفضل، منوهة بأنه حان الأوان لتغيير القصة التي وصفتها بالمأساوية، لضمان حصول كل طفل في اليمن على اللقاحات أينما وجد، وما يتطلبه ذلك من دعم نظام الرعاية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة للوصول إلى المناطق النائية.

وبعد ما يقارب العقد ونصف العقد من إعلان خلو اليمن من مرض شلل الأطفال، عاود الفيروس انتشاره في شمال البلاد، نتيجة سياسات الجماعة الحوثية المناهضة للقاحات.

عوائد اقتصادية للقاحات

يوفر إعطاء اللقاحات للوقاية من الأمراض كثيراً من النفقات المباشرة التي تتكلفها الأسرة، بنحو 16 ضعفاً لتكلفة التطعيم، بالإضافة إلى أن كل دولار ينفق على التطعيم، يحقق عائداً على الاستثمار قدره 20 دولاراً في البلدان ذات الدخل المنخفض طبقاً لتقرير «اليونيسيف».

تراجع كبير في تقديم اللقاحات للأطفال اليمنيين بسبب الحرب والدعاية الحوثية (غيتي)

ولا يتلقى جرعات التطعيم الكاملة سوى أقل من 30 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 3 سنوات، الأمر الذي ينذر بانتشار الأوبئة.

وأورد التقرير أن معدلات التطعيم ضد الحصبة، وشلل الأطفال، واللقاح الثلاثي للدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي 41 في المائة، و46 في المائة، و55 في المائة على التوالي، وهي أرقام بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب لضمان تحقيق المناعة الجماعية، وحماية صحة الأطفال.

ومن الأسباب التي ساقها التقرير لعودة انتشار أمراض جرت السيطرة عليها من قبل، صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، والتردد بشأن اللقاحات، والنزاع.

ووصف التقرير ضعف التغطية بالتطعيم بالأمر المقلق، ففي العام الماضي أصيب 137 طفلاً دون سن الخامسة بمرض الحصبة شديد العدوى، بعد أن حُرموا من الحصول على أي جرعة تطعيم نهائياً، بما في ذلك التطعيمات الروتينية، في حين أفقد شلل الأطفال أحلام 227 طفلاً بجعلهم يفقدون قدرتهم على اللعب والاستكشاف بحرية بسبب الشلل الذي لا يمكن علاجه.

عاملة صحية في عدن برفقة زوجها خلال حملات التطعيم الميدانية (الأمم المتحدة)

وشهد العام الماضي الإبلاغ عن 51 ألف حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، و8679 حالة بالسعال الديكي، توفي منهم 11، ووفاة 122 طفلاً بالدفتيريا من أصل 2055 حالة مشتبهاً بإصابتها، ما يعني أن 7 من كل 100 طفل مريض توفوا بسبب هذا المرض، بينما جرى الإبلاغ عن 271 حالة مصابة بشلل الأطفال حتى نهاية العام، منها 240 حالة، أي بنسبة 88.5 في المائة في المحافظات الشمالية.

وبلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا كامل جرعات التطعيم ممن تتراوح أعمارهم ما بين عام وعامين، 49.9 في المائة في المناطق الحضرية، و33.7 في المائة في المناطق الريفية، بإجمالي 38.3 في المائة، في حين بلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا كامل التطعيمات ممن تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام، 36.6 في المناطق الحضرية، و26.5 في المناطق الريفية، بإجمالي 29.5 في المائة.

وأدت ممارسات الجماعة الحوثية إلى انهيار النظام الصحي قبل أن تتجه إلى انتهاج الدعاية المضادة للقاحات، وتبني خطاب ينعت التطعيمات بالمؤامرة الغربية.

ضرورة التوعية

تمكنت كثير من دول العالم من كبح انتشار الأمراض مثل الحصبة والسعال الديكي بفضل ارتفاع معدلات التطعيم؛ إلا أن مستويات تغطية التحصين في اليمن لا تزال متأخرة ودون المستوى المطلوب، بسبب تدني معدلات تطعيم الأطفال الصغار بشكل مقلق وفق «اليونيسيف»، ما يستدعي بذل جهود مكثفة للارتقاء بها إلى مستويات أفضل.

ومن جهتها، نبهت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها بعنوان «القضاء على شلل الأطفال في اليمن خطوة بخطوة» إلى عدم إغفال أهمية تثقيف المجتمعات حول أهمية وسلامة اللقاحات، وأهمية ألا يفقد أي طفل حياته بسبب مرض يمكن الوقاية منه بسهولة.

طفل يمني يتلقى لقاحاً ضد الكوليرا ضمن الحملات الميدانية للتطعيم (غيتي)

ووفقاً للمنظمة فإنه و«في سياقات النزاع والمجتمعات الضعيفة، مثل اليمن، يمكن أن يكون الأطفال أكثر عرضة للخطر بشكل خاص، وبإصابة طفل واحد بشلل الأطفال، يصبح جميع الأطفال غير المطعمين عرضة للإصابة بالمرض».

وجاء في التقرير أن طفلاً من كل 4 أطفال في اليمن لا يمكنه الحصول على جميع اللقاحات الموصى بها في جدول التحصين الوطني الروتيني، بينما لم يتلق 17 في المائة من أطفال اليمن أي جرعة من اللقاح.

وفسر التقرير تدهور الوضع الصحي للأطفال في اليمن بـ«انخفاض معدلات التحصين، وازدياد تردد الآباء والأمهات في تلقيح أطفالهم»، إلى جانب آثار النزاع، وتراجع الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تركت كثيراً من الأطفال في اليمن عُرضة للإصابة بالمرض.

وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي الذي سردت المنظمتان الأمميتان بعض أرقامه ووقائعه، تحذّر الحكومة اليمنية باستمرار، من مواصلة الجماعة الحوثية سياستها في منع اللقاحات والدعاية المضادة لها، وما يتسبب به ذلك من تفشٍّ للأوبئة والفيروسات في عموم البلاد والدول المجاورة، وتدعوان المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية للسماح بالتطعيمات، ووقف التحذير منها.


الرياض تستضيف مباحثات عربية إسلامية أوروبية تناقش الحرب في غزة

اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)
اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)
TT

الرياض تستضيف مباحثات عربية إسلامية أوروبية تناقش الحرب في غزة

اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)
اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)

يجري الترتيب في الرياض هذه الساعات لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية؛ لمناقشة الحرب في غزة، وفقاً لمصادر عربية تحدثت مع «الشرق الأوسط».

ويأتي الاجتماع بدعوة من السعودية والنرويج، وسيتناول عدداً من الملفات المرتبطة بمستجدات الحرب في غزة والوضع الإنساني على الأرض، والقضية الفلسطينية، ومن ذلك حل الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسيشارك في الاجتماع عدد من أعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، بالإضافة إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي.

هذه اللقاءات تأتي بالتزامن مع الزخم الذي تشهده العاصمة السعودية التي تستضيف فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتوقع أن يستضيف قادة وزعماء وكبار القيادات في الشركات والمنظمات الدولية.

زائران يحضران المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض (رويترز)

وعقد يوم الأحد، عدد من أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، اجتماعاً تنسيقياً في الرياض، للتشاور والتنسيق إزاء الجهود المستهدفة لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة.

وكان وزراء خارجية «السداسي العربي» حذّروا خلال اجتماعٍ تشاوري انعقد في الرياض يوم السبت، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، من استمرار الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التي تقوض حل الدولتين بما في ذلك التوسع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، والعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، واعتداءات المستوطنين، ومحاصرة حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين.

وشدّد المجتمعون على ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع القيود كافة التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وعبروا عن دعمهم للجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

وزراء خارجية المجموعة العربية السداسية خلال اجتماعٍ تشاوري السبت في الرياض (واس)

وطالب المجتمعون باتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.

وكان مصدر عربي تحدث عن عدد من الاجتماعات برعاية سعودية، منها لقاء للسداسي العربي بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون هو الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر، كما سيعقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً بنظيرهم وزير الخارجية الأميركي (الاثنين) المقبل، بالإضافة إلى لقاء آخر لـ«السداسي العربي» مع دول من الاتحاد الأوروبي.