رجينا يوسف
صحافية لبنانية

التسول الممنهج

يتفق كثيرون على أن الفقر ليس عيبا، والعمل من أجل رغيف خبز أفضل بكثير من التسول، خصوصا في الدول المستقرة أمنيا، التي تعتبر الانسان رأس المال الأول في الحياة وتسهل له حقوقه من المأكل والمشرب والمسكن. وظهرت عبر التاريخ أمثال وحكم كثيرة في الفقر والعطاء وأهمية تعلم المهن، ومنها المثل الصيني الشهير "لا تعطني سمكة بل علّمني كيف اصطاد السمك". ولكن عواصم العالم لا تخلو من مشهد انتشار ظاهرة التسول، التي أصبحت آفة مازالت تعاني منها المجتمعات المتقدمة والفقيرة على حد سواء. أسباب التسول عديدة ولكنّها تختلف من مجتمع لآخر.

«عبارة الموت» وأحلام وئدت!

صور القتلى قرب شواطئ إندونيسيا وفي مياه غريبة ظهرت على كثير من شاشات التلفزة وخصوصا اللبنانية وصدمت اللبنانيين وفجعت قلوب أهالي الضحايا. قبل أيام من الخبر ودع الأهالي فلذات أكبادهم وفي قلوبهم أمنيات كبيرة بمستقبل جديد واعد بالأمل وبالحياة الكريمة ولقمة عيش بعيدة عن الذل والمهانة. ودعوهم بدموع ممزوجة بالفرحة والوجع والخوف من المجهول الذين فضلوه على واقعهم الأليم، آملين لهم الخير في بلاد بعيدة قد تحتضنهم وتحترمهم أكثر من وطنهم الأم. ولكن بعد أيام جاءهم النبأ الذي هز كيانهم وأشعل نار المرارة في نفوسهم. مات من وضعوا آمالهم بهم ومن تمنوا لهم الوصول إلى أرض الأمان.. ماتوا غرقا قرب شواطئ غريبة.