شذى الجبوري
صحافية عراقية عملت سنوات في بغداد ولندن والآن تغطي الشأن السوري

يوم القبض على صدام

ما زلت أذكر المؤتمر الصحافي الذي عقده السفير بول بريمر الحاكم المدني الأميركي السابق في العراق، والجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الأميركية في العراق، في قصر المؤتمرات ببغداد في اليوم التالي من اعتقال رئيس النظام العراقي الأسبق صدام حسين، في حفرة جنوب تكريت في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2003، أي قبل عشر سنوات من الآن، في عملية أميركية أطلق عليها اسم «الفجر الأحمر». حضرت المؤتمر أسوة ببقية الصحافيين بعد أن وصلت إلينا دعوات عاجلة، في نفس اليوم، من الجيش الأميركي ومجلس الحكم العراقي، آنذاك، بضرورة الحضور ترقبا لإعلان مهم. من دون مقدمات ولا أكليشيهات بل بخمس كلمات فقط أعلن بريمر بانفعال وزهو شديدين

بين جولي والساهر

عاتبني أصدقاء على مدونة سابقة أشدت فيها بالغرب والتكافل الاجتماعي هناك، وشغفه بمساعدة الآخرين مهما كانت جنسياتهم، عادين أن في الأمر إجحافا بحق مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأن مساعدة الفقراء وجمع التبرعات ليس مقصورا على الغرب. هذا صحيح إلى حد ما، لكنني ما زلت على رأيي بأن الغرب أكثر شعورا بالمسؤولية منا في هذا المجال. ولإيضاح الفكرة أكثر، لنعقد مقارنة بسيطة ومشروعة بين نجمة هوليوود أنجلينا جولي والمطرب العراقي الكبير كاظم الساهر.

تكافل الغرب

ذهبت قبل يومين للتسوق من «تسكو»، واحد من أكبر محلات السوبر ماركت في بريطانيا.

جارتا سوريا

يتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد جارته الشمالية، تركيا، بتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية عبر الحدود بين البلدين (822 كيلومترا) للقتال في صفوف الجماعات المسلحة وشن هجمات ضد قواته والمدنيين السوريين وبدعم «الإرهاب» وزرع الفوضى في سوريا. كما يدعو جارته الشرقية، العراق، بين الحين والآخر إلى السيطرة على الحدود بين البلدين (605 كيلومترات) لوقف تسلل عناصر تنظيم القاعدة. ليس بعيدا..

من يخاصم المرشد؟!

أي خلاف قد ينشب الآن بين الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أمر منطقي. فروحاني وصل إلى كرسي الرئاسة بدعم من الإصلاحيين وفعل خلال برهة وجيزة ما لم تفعله إيران منذ ثورة الإمام الخميني عام 1979، عندما تحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفيا وطمأن العالم حول برنامج بلاده النووي وأطلق خطابا تصالحيا مع الغرب.

هل نعتذر؟

في الأيام الأولى بعد وصولي إلى لندن، وكان ذلك في ذروة أيام العنف الطائفي في العراق عام 2006، كنت جالسة في مترو الأنفاق أقرأ كتابا عندما سمعت رجلا إنجليزيا جالسا إلى جواري يسألني من أي بلد أنا. يبدو أن الكتاب باللغة العربية أثار فضوله. أجبته بسرعة: «من العراق»، وطمست رأسي في الكتاب فورا كي أقطع عليه الطريق أمام أسئلة أخرى، خصوصا في تلك الأيام عندما كانت تطورات العراق مادة دسمة للنقاش.

المفتشون.. سنوات الجوع

وصول المفتشين أو الخبراء الدوليين سوريا هذه الأيام بحثا عن الأسلحة الكيماوية، يفتح فصلا جديدا في حكاية الأزمة السورية. فحتى منتصف العام المقبل، وهو موعد الانتهاء من تفكيك تلك الأسلحة حسب قرار مجلس الأمن الدولي اليتيم بشأن الأوضاع في سوريا، هناك تسعة أشهر، بطولها وعرضها، لم يشر القرار ولو بكلمة واحدة، لا من قريب ولا من بعيد، إلى مصير المدنيين السوريين خلالها، هذا إذا التزم نظام الرئيس بشار الأسد بالقرار ومهله الزمنية. يذكرني ذلك بقصة المفتشين في العراق بعد غزو الكويت، وما أشبه اليوم بالبارحة.

سوريتان

جمعتني الظروف مؤخرا بسوريتين؛ إحداهما تسكن دمشق وتنتظر الخلاص من نظام الأسد بفارغ الصبر ومهما كان الثمن، والثانية أرغمتها الظروف على ترك أهلها والإقامة في لندن. هي ليست بالضرورة مع الأسد لكن القلق يأكلها على مصير بلادها إذا ما رحل النظام على فظاعة وبشاعة جرائمه. مررنا بهذه المحنة في العراق، وربما لم نخرج منها بعد، وما زلنا نسأل أنفسنا أيهما أسوأ، أو ربما أهون؛ أمان الطاغية أم فوضى الحرية؟