محمد مصطفى أبو شامة
كاتب وصحافي مصري

كن ملاكًا.. تحيا «أفراح القبة»

قررت أن أهرب ذات ليلة إلى دفء حواري نجيب محفوظ، فقد شعرت بحنين مفاجئ وجارف إلى عوالمه وطقوسه وأبطاله.. نظرت لحظات إلى صورته التي تزين حائط مكتبي مع صحبة العشاق، واتخذت القرار بالإبحار بين رفوف الكتب وتلالها.. حتى وصلت لأعماقها. ووجدت أخيرًا بعضًا من أعماله المتاحة في مكتبتي الخاصة، التي قرأت معظمها في سنوات بعيدة، ولم أتردد لحظة عندما وقعت عيناي على «أفراح القبة»؛ الرواية التي كتبها محفوظ عام 1981.. وسبب الانجذاب بالطبع معروف؛ فأخبار تحويلها إلى عمل تلفزيوني جعلتني مدفوعًا لأسترجعها من جديد. وأقرأها لثالث مرة في عمري. قرأتها هذه المرة بشكل مغاير.

بلد الـ6 ملايين «مدمن».. «الكيف» في خدمة «الفقيه»

لا تفرق الثورة الإيرانية بين تدجين العقل بالدين وتغييبه بالمخدرات، فكلاهما يحقق الهدف؛ بالانقياد الكامل في قطيعٍ..

عام «التحوّل» في المملكة

تنبَّأ الصحافي العالمي توماس فريدمان، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقال له نُشر قبل أيام تحت عنوان «ماذا لو؟» في صحيفة «الشرق الأوسط» عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، بالانهيار الوشيك للنظام العربي، كجزء من قراءته للطالع وتوقعاته للمستقبل القريب في شتى بقاع العالم. ورغم قسوة نبوءة الكاتب الأميركي، فإن إرهاصاتها لاحت من وقت مبكر خلال الأعوام الماضية وظهرت لها «كرامات» كثيرة في كل فصول العام، وبات الشارع العربي مدركًا لها ومستشعرًا باقتراب موعدها، وربما يكون الانهيار جزئيًا قد وقع بالفعل.

الجبير يسحق ظريف في مبارزة الـ«نيويورك تايمز».. وبن زايد يغرِّد

كان يناير (كانون الثاني) 2016 هو شهر إيران بلا منازع، بدأته بجريمة وأنهته بغنيمة، وبين الاثنتين دارت دوائر السياسة في مبارزات وسجال دولي وإقليمي لا يعرف أحد منتهاه، إلا صانع السيناريو، ومنتجه، ومخرجه باراك أوباما، ومن خلفه الإدارة الأميركية وصُنَّاع سياستها من أجهزة ومراكز بحثية.

يا «ضيعة» الدبلوماسية !!

كنت ضيفا قبل أيام على الإعلامي المحترم أسامة كمال في برنامجه الناجح والمميز «القاهرة 360» على قناة «القاهرة والناس»، وكان موضوع الحلقة عن توتر العلاقات بين السعودية وإيران، وشاركنا الحوار ضيفان: أولهما دبلوماسي مصري سابق والثاني نائب برلماني في مجلس النواب الجديد. وقد تصاعدت في البرنامج حرارة النقاش وتنوعت بين أكثر من محور، وتدفق الضيوف في طرح وجهات نظرهم بقيادة رائعة للحوار من إعلامي قدير، ولم يربك الحلقة سوى إصرار الدبلوماسي السابق على أن تلعب مصر دورا في الوساطة بين المتخاصمين المسلمين، كما وصفهما، وفشلت كل محاولات إقناعه من باقي أطراف الحوار بأن علاقة مصر مع إيران شبه مقطوعة منذ قيام ثورت

ليس دفاعًا عن صاحب «عزازيل»

لا أحب إبداعات الروائي والكاتب المصري يوسف زيدان، ولا تستهويني أفكاره في معظمها.. قرأت له وقرأت عنه كثيرًا، فهو من نجوم هذا الزمان، ولا يليق بعاقل أن يترك مشاعره فقط تسوقه فيما يقرأ وفيما يرفض، فحق الجميع علينا أن نقرأهم جيدًا قبل أن نرفضهم أو ندخل في زمرة قرائهم ومريديهم. وتربطني بأستاذ التراث والمخطوطات يوسف زيدان صداقة «فيسبوكية» منذ سنوات..

هستيريا «شرم».. وعملية إعدام «بلبل»

مصادفة إنجليزية تكمن في معنى كلمة (Charm)، والتي تعني بالعربية "جمال" أو"سحر" أو"روعة"، ورغم أن (Sharm) آخرى هي التي أصبحت فجأة "لبانة" تلوكها كل أفواه شعوب العالم، فإن المصادفة استوقفتني للحظات لأن مدينة (شرم الشيخ) المصرية كانت بحق مدينة رائعة وساحرة وجميلة، وكان من الصعب أن تجد مكانا فيها خلال هذا الوقت من العام، قبل أن يغدر بها وبنا الإنجليز ويطعنوها في أعز ما تملك وهو "السلام" الذي كان يميز هذا المنتجع الفريد، ويمنحه قدرا من الأمان على عكس مدن آخرى في شبه جزيرة سيناء تعاني من حرب شرسة يخوضها الجيش المصري ضد تنظيمات إرهابية تتزعمها "جماعة أنصار بيت المقدس" المسماة بـ "ولاية سيناء" منذ مباي

الراجل اللي واقف على باب «الكنيف»

يظن ساعي البريد، أنه صاحب كل الخطابات التي يحملها في حقيبته، وأنه يمن عليك عندما يسلمك خطابا جديدا، وان عليك أن تقبل يديه لأنه أوصل لك رسالة كنت تنتظرها على أحر من الجمر، مسقطا من حساباته أنك أصبحت تستخدم بريدك الالكتروني وأن الرسالة قد وصلتك لحظة انتهاء مرسلها من كتابتها، بينما هو لا يزال يفكر في عظمة دوره وقوة تأثيره ويتأمل حقيبته الجلدية البالية بعزة يحسدها عليها رواد الفضاء. أما موظف البنك فيتخيل أنه صاحب كل الأموال التي تكتظ بها حسابات العملاء، فيتقمص الدور وتكتسي ملامحه بجبروت من يستطيع أن يمنح ويمنع بتوقيعه "الرهيب" على أي ورقة بالية، يجري هذا في عقله وهو شارد في كنوزه بينما تكون قد سحب

الدنيا ليست محلاً للسعادة.. بل للإنجاز

يحدث أن تلتصق عبارة بشخص ما، وتأثره فيرددها دون أن يقصد في كل مناسبة، والعبارة - العنوان - «الدنيا ليست محلا للسعادة، بل للإنجاز»، هي في الأصل للفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور، سمعتها للمرة الأولى من الكاتب الراحل علي سالم قبل عشرين عاما في أول لقاء جمعني به عام 1995.

الست ليلى.. وثرثرة فوق «التايمز»

تربعت على مقعد «الأستاذية» تعطيني ورفيقي المصري درسًا في قواعد الطعام اللبناني، وتمهد الطريق لـ«صحنها» الأهم «الكبة النية»، وبنبرة لا تخلو من القوة أوحت لكلينا أنّ مخالفة تعليماتها قد تقودنا للهاوية. هكذا ظلت السيدة اللبنانية الأصيلة «الست ليلى» تشرح وتسوق أصناف الطعام وترتب جدولنا في التناول، فخورة بمطبخ بلادها فائق الجمال والروعة واللذة والمتعة، سخية في كرمها هي ومضيفتنا «سيدة الجبل» الجميلة والمهذبة.