محمد مصطفى أبو شامة
كاتب وصحافي مصري

السيسي والشباب.. و«الحالمون بالغد»

التفكير في المستقبل وسط «إحباطات» الحاضر ومشكلاته «جبروت» سياسي لا تقوى عليه إلا دولة بقدر مصر، بعمقها الحضاري وكنزها البشري المتمثل في زهرة شبابها. حلَّقت مصر بأحلامها المستقبلية الصادقة في سماء مدينة شرم الشيخ، ومنها إلى كل أرجاء المحروسة، بفعل مؤتمر الشباب الأول (أكتوبر 2016)، الذي أيقظ آمالاً ماتت بداخلنا، وأشعل حماسة وطنية كانت قد خَفَتَ وهجها وكادت تنطفئ. عايشت خلال العشرين عامًا الماضية مئات الأحداث والفعاليات والمؤتمرات التي تاجرت بالشباب وقضيتهم، وسرقت أدوارهم وأمنياتهم، ولعل أبرزها ثورة الشباب في 25 يناير 2011.

عن تسليك «الشنايش».. وتكحيل «العراميس»

ترتجف الإسكندرية هذا العام استعدادًا لموسم الشتاء الذي يتوقع خبراء أرصاد ألا يكون أقل قسوة من الشتاء الماضي، الذي واجهت فيه العاصمة الثانية لمصر شتاءً حزينًا، بعد أن أسفرت أمطاره عن غرق المدينة وسقوط عدد كبير من الضحايا. وشتاء هذا العام بدأت تلوح أمطاره في الأفق مبكرًا؛ فقد صادفتُها بنفسي في زيارة خاطفة لعروس البحر المتوسط قبل أيام من نهاية سبتمبر(أيلول) الماضي، فاجأني فيها المطر وزخاته المتقطعة في حدائق قصر المنتزه، وهو ما فجّر بيني وبين «الإسكندرانية» أحاديث التوقعات والآمال والتطلعات، وبعض الذكريات المؤلمة عن حوادث «الشتا اللي فات». وكانت «الشنايش» هي كلمة الاستهلال في كل حوار، ما ان أقولها

وطن يبحث عن «دبوس»

عندما غنت «ثومة» من كلمات عبد الله الفيصل رائعتها «ثورة الشك»، لم تكن علوم «التشكيك» و«التفكيك» و«التلكيك»، قد حققت مبتغاها في السيطرة على العقول، ولم نكن وصلنا إلى عصر اللامعقول، رغم أن الأمير الشاعر صاحب القصيدة قد بشّر قبل ما يربو على نصف قرن بوصولنا إلى «بئر الخيانة» بعد اشتعال القلوب وحماس المشاعر: (يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خُنْتَ عَهْدِي وَلَمْ تَحْفَظْ هوايَ وَلَمْ تَصُنِّي** وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِيِ إلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ). وعن الشك و«سنينه» تدور أحاديث مقاهينا هذه الأيام، حيث جلسات «العصاري» مع الشاي «أبو نعناع» وصوت المذياع الذي يعلن من جديد عن ثورة «الس

«أرتكاريا» الجيش.. ومأزق «الشروق»

تعالت «أصداء» المقال الأسبوعي للأستاذ فهمي هويدي في صحيفة «الشروق» المصرية، المنشور في عدد الثلاثاء 6 سبتمبر (أيلول) 2016، تحت عنوان «دور الجيش المصري في الاقتصاد»، وما أعقبه من عتابين لكاتب المقال ذيَّل بهما عموده اليومي، قابلهما ردّان بمقالين من رئيس تحرير الصحيفة الأستاذ عماد الدين حسين، نُشِرا يومي الأربعاء والخميس تحت عنوانين دالَّين: الأول: «الجيش والأستاذ فهمي هويدي.. وسياسة (الشروق) التحريرية»، والثاني: «الأستاذ فهمي مرة ثانية..

حفلة «الجنسية» بين خان وزويل.. وساويرس

تزامنت وفاة العالم المصري الدكتور أحمد زويل (مصري الأصل وأميركي الجنسية) في الثاني من أغسطس في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية، بعد صراع قاسٍ مع مرض السرطان، في الأسبوع الذي غَيَّب فيه الموتُ مخرِجَنا القدير محمد خان (باكستاني الأصل وبريطاني الجنسية) بعد صراع أشرس لحصوله على الجنسية المصرية، والتي نالها قبل وفاته بعامين فقط، تحديدا في مارس عام 2014. وتفجر مع هذا التزامن، مفارقة درامية، بين أحاديث «سخيفة» حول عطاء زويل لوطنه الأصلي مصر، ومدى أحقية مصر بالفخر بابنها الذي عاش وتألَّقَتْ عبقريته وحصل على «نوبل»، درة الجوائز العالمية، بعيدًا عنها، وبجنسيته الأميركية، في مقابل ما عاناه خا

لحظة «ارتباك» في مواجهة «اشتباك»

تابعت مشهد النهاية القاسي للفيلم وتمنيت ألا ينتهي قبل أن يصل بنا إلى شاطئ نطمئن على «برِّه» حتى لو كان سرابًا، وهي رغبة إنسانية لا علاقة لها بالفن ودوره. وقاومت بعد النهاية دموعي بالوقوف مغادرًا غرفة العرض لأتخطى «الارتباك»، فوجدت أمامي محمد دياب أكثر ارتباكاً، فاحتضنته بحرارة مهنئًا وشاكرا على رائعته الفنية..

«كوابيس» منتصف العمر

(1) جلس شاردًا يبحث عن تفسير لأحلامه الأخيرة.. (كوابيس) مرعبة.. احتوت مشاهد لم تصادفه في كل أحلام العمر. صار يقفز كل يوم مفزوعًا ويداه ملطختان بالدماء، وجثث القتلى تطارده.. يبحث عن زجاجة ماء كانت بجوار رأسه، فيكتشف أن صغيره قد نهض قبله مفزوعًا بعد أن طارده (تمساح) وحاول أن يلتهمه..

مشنوق بـ«رباط الجزمة»

تذكرتُ مقطعًا من قصيدة قديمة لشاعر مغمور (يكتب بالعامية المصرية) وقاطَعَ الشعر منذ زمن، كان يقول فيه: «خلاص/ وهاموت ومشنوق برباط الجزمة الـ(Red Wing)/ وهاعلق جثة نفسي ف جيبي المخروم/ من كتر ما شال في قصايد/ وأتحزم بالناس في مظاهرة سلمية/ تنادي بوقف نزيف الشعر». أما الشاعر السابق فهو (الفقير إلى الله) كاتب المقال، وقد اخترت لسببين رمزية الحذاء الـ«Red Wing» في قصيدتي القديمة؛ أولا لأن هذا الحذاء (قبل ربع قرن) كان عنوانًا للجاذبية ودليلا على قمة «الشياكة»، لم ينافسه إلا الحذاء الإنجليزي الـ«Clarks»، وكانت لا تتحقق الأناقة إلا مع ارتداء نظارات الشمس «Ray Ban»، ويكون بنطالك من الـ«Jeans» بـ«ماركات

«ذلة» نسوان في «زلة» لسان

مقالي بين واقعتين ربطت بينهما «زلة لسان»، وبين واقعين المقارنة بينهما تقاس بمليون فدان، يعكس الفارق الحضاري الكبير بين المجتمعين اللذين شهدا القصتين اللتين سيطرتا على هوامش مؤثرة من الرأي العام المصري والأميركي في شهر فبراير (شباط) العجيب، أو كما يحب أن يطلق عليه المصريون..

إطلالة «إخوانية» من نافذة إيرانية

أطلَّت علينا جماعة الإخوان بوجهها «القبيح» مرتين خلال أسبوع واحد؛ وكالعادة هي إطلالة متّسقة ومتناغمة مع مواقف الإخوان «المائعة»، و«الملتوية»، والمحترفة لكل فنون «ركوب الموجة» في كل «هوجة».