كولبرت كينغ

بعض الحطام في سوريا من صنع أيدينا

«مات وهو جوعان. لم يأكل شيئاً. على الأقل سيجد طعاماً في الجنة»، بهذه العبارة، أوجزت أم مكلومة المأساة التي عايشتها في منطقة نائية تُدعى الغوطة الشرقية داخل سوريا. وانتحبت على ولدها، فلم يكن بوسعها فعل أكثر من ذلك. ولم يكن باستطاعتها توفير طعام لولدها. في عالم يهدر من الطعام بقدر ما يستهلك تقريباً، لقي طفل صغير يعيش في قرية دمرها القصف على بُعد 20 دقيقة من العاصمة السورية دمشق، حتفه جوعاً. وربما تقول في نفسك: «لكن هذه سوريا، بقعة أخرى في الشرق الأوسط حيث يقاتل الناس بعضهم بعضاً ويموتون طيلة الوقت، وتتساقط القنابل مثل المطر من السماء وربما لا يجدون أماكن لدفن موتاهم. ما علاقة هذا بنا؟

كلاهما كراهية وإرهاب

ريتشارد كولينز الذي تلقى طعنة قاتلة أثناء عطلة الأسبوع الماضي داخل حرم جامعة ميريلاند كوليج بارك كان بريئاً براءة الضحايا الـ22 الذين لقوا حتفهم جراء التفجير الانتحاري الذي حدث في بريطانيا وفي مانشستر بالذات قبل أسابيع. فكولينز الأميركي من أصول أفريقية كان قد تلقى أخيراً تكليفاً من الجيش الأميركي ليصبح ضابطاً بعد التخرج، وكان هو الآخر مسالماً شأن ضحايا تفجير مانشستر بإنجلترا.

تذكير بالتاريخ المزري للتمييز العنصري في أميركا

نحن في الساعات الأخيرة من شهر التاريخ الأفريقي الأميركي، وهو الوقت الذي يُنحى جانبا من كل عام ليعكس صراعات الأفارقة وتضحياتهم لتحقيق الوعد الأميركي. بدأ تقديري للمساهمات الأفريقية الأميركية منذ أربعينات القرن الماضي مع الاحتفالات السنوية لأسبوع تاريخ الزنوج في مدرسة ستيفنز الابتدائية في مجتمع ويست إند / فوغي السفلي. وكان في عاصمة بلادنا حيث خبرت أو تجربة من تجارب العار في الولايات المتحدة. علمتني مدرسة أحد الحرية المعمدانية الوصايا العشر. وعلمتني السلطات المدنية بقية الوصايا الأخرى.

صدمة وخوف في بالتيمور

كان يمكن أن نطلق على هذا الحدث دراسة تشريحية لما شهدته بالتيمور من أحداث، لولا أنه وقع قبل 10 أيام من فقدان المدينة التي لطالما عرفت بـ«المدينة الساحرة» لسحرها. وتمثل هذا الحدث في ندوة استضافتها جامعة هوارد في 26 أبريل (نيسان) بعنوان «من الاعتراض إلى السياسة: توجه من كلا الحزبين نحو إصلاح العدالة الجنائية»، التي تولى النائب الديمقراطي إليجاه كمنغز إدارتها. بدأ النائب المنتمي لمدينة بالتيمور المناقشة بعبارته المجلجلة: «نمر الآن بلحظة غير مسبوقة.

الاتفاق النووي بين الجمهوريين والديمقراطيين

قال مسؤول المراسم بنبرة هادئة رخيمة: «في صحة رئيس الولايات المتحدة الأميركية». وتجمع أعضاء في إحدى الجماعات الحقوقية العسكرية، وجنود في الخدمة في مدينة بافالو ونهضوا من أجل النخب. كان العام هو 1962. وكان جون كيندي هو الرئيس، وكنت أنا من بين ضباط الجيش في قاعة تناول الطعام. من المؤكد أن بعض الأشخاص الحاضرين كانوا يدعمون الجمهوري ريتشارد نيكسون في الانتخابات الرئاسية عام 1960.

«بوكو حرام».. قتل وتدمير

كتب قارئ لعمود الأسبوع الماضي عن التطرف: «الأمر لا يتعلق حقيقة بالإسلام، بل بالأمور التي تفهمها جيدا، وهي الفقر، والشعور بالاغتراب، والحرمان من الحقوق، والبحث عن معنى وهوية. يمنح التوحد مع الجماعات المتطرفة، الإرهابيين، مخزونا من الدعم والنهج والشرعية يمكن الاعتماد عليه». علّق الكاتب قائلا بأنه بينما لا توجد «صلة كبيرة» بين بوكو حرام والإسلام، تستطيع الجماعة من خلال قدرتها المسلحة الحصول على أموال وتدريب من جماعات مثل «القاعدة» و«داعش». وحثني الكاتب على الاعتماد على فهمي لـ«الاغتراب الأسود في المدينة الداخلية» لإدراك سلوك بوكو حرام، وشاركه بعض القراء الآخرين هذا الرأي والشعور.

أميركا.. درس عمره 50 عاما

معظمنا ممن كانوا يعيشون منذ 51 عاما ماضية يتذكرون جيدا ماذا فعلنا لحظة سماعنا نبأ إطلاق النار على الرئيس جون كيندي. بالنسبة لي، بدّل هذا اليوم في دالاس رؤيتي للرئاسة والمؤسسات الأميركية. كنت حينها عدت للتو إلى مكتبي داخل اللجنة الأميركية للخدمة المدنية، عندما لاحظت أن شيرلي، سكرتيرة المكتب، تبكي. ولدى سؤالها، أخبرتني بالسبب. في الواقع، لم يكن هناك ما يمكنه إعدادنا لمعايشة أحداث عطلة نهاية الأسبوع تلك في نوفمبر (تشرين الثاني) 1963. كيف يمكن للمرء استيعاب اغتيال رئيس الولايات المتحدة؟ لقد قتل في وضح النهار في أحد شوارع دالاس.

كيف سنقاتل الطغيان؟

في أغسطس (آب) عام 1968 قرأت ضمن الكثير ممن كانوا في السفارة الأميركية في بون في ألمانيا الغربية باشمئزاز وحزن، التقارير عن دخول القوات السوفياتية بدباباتها إلى تشيكوسلوفاكيا مغلقة طرق الخروج ومحطمة بوحشية موسم الحرية الناشئ الذي أطلق عليه إصلاحيو الحرية في ذلك البلد «ربيع براغ». وخلال شهور من ذلك استقللت وزوجتي غوين قطارا للجيش الأميركي في فرانكفورت إلى برلين الغربية كجزء من رحلات منتظمة للجيش الأميركي عبر الستارة الحديدية. وكان قطار الجيش الأميركي يؤكد حق الولايات المتحدة في المرور عبر ألمانيا الشرقية التي يحتلها الاتحاد السوفياتي.

انتهاكات لحقوق كفلها الدستور

قالت لجنة مجلس الشيوخ المختارة لمراجعة العمليات الحكومية الخاصة بالأنشطة الاستخباراتية عام 1976 إن ملايين البرقيات الخاصة التي أرسلت من وإلى أو عبر الولايات المتحدة في الفترة من عام 1947 إلى عام 1975 كان توجه إلى وكالة الأمن القومي بموجب اتفاقية سرية مع ثلاث شركات تليغراف أميركية. هذه المراقبة للأميركيين باسم حماية الأمة لم تبدأ بالكشف عن جمع وكالة الأمن القومي أخيرا تسجيلات المواطنين الهاتفية؛ فقبل نحو أربعين عاما تقريبا، كشف تحقيق لمجلس الشيوخ قاده فرانك تشيرش عن تاريخ وكالات الاستخبارات الأميركية في مراقبة الأميركيين الذين يمارسون أنشطة قانونية؛ فقد كانت المراقبة واسعة وصادمة. ومن بين ما جا