أحمد الغمراوي
طبيب وصحافي مصري مختص بالشؤون السياسية والعلمية

صنعتك إيه «يا قطة»؟

هاهو عام جديد يبدأ ليطوي آخر مضى، ووسط آلاف الأسئلة الحائرة التي تطارد ذهني دون إجابة شافية، على غرار الجملة الشهيرة للفنان عمرو عبد الجليل في حملة أحد أنواع الشاي: "أسئلة مالهاش إجابة"، يبقى سؤال ربما يمثل لي أرقا من نوع خاص، خاصة أن صاحبة الموضوع تقتحم كل أنواع وسائل التواصل الاجتماعي التي أتابعها دون أدنى استئذان. فمنذ سنوات أريد أن أتوجه إلى الأستاذة كيم كاردشيان سائلا، وقد تقمصت شخصية الفنان الراحل عادل أدهم: "إنتي بتشتغلي إيه يا قطة؟".

أبناء الدواعش

أنشغل كما ينشغل العالم كله شرقا وغربا بما تفعله عصابة داعش من جرائم وحشية وأفعال شائنة بحق الإنسانية جمعاء.. أرى الهمج يعيثون في الأرض فسادا، فينكسر قلبي كما تنكسر قلوب الملايين من أصحاب المروءة حول العالم. أشعر بالغضب وأنا أرى المفسدين يشوهون ديني وهويتي؛ ليس فقط أمام العالم، ولكن أمام أنفسنا حين يسعون لزعزعة ثقة عدد من ضعاف الإيمان في دينهم وهويتهم العربية؛ بما يدعونه زورا وكذبا وافتراء على هذا الدين وهذه الهوية. ثقتي في الله كبيرة أن ننجح في التخلص من البلاء.. وهكذا قال التاريخ مع كل دعاة الهمجية. لكن هاجسا فاجأني منذ أيام فأضاف ما يمنع عن عيني - المؤرقتين بالفعل بما يكفي - النوم..

عندما تخسر فتاة نفسها بإرادتها!

مع بداية العام، تابعت كغيري من المتابعين على فضاء وسائط التواصل الاجتماعي قضية بدت ساخنة في الأوساط التي لا تهتم عادة بالسياسة ولا الاقتصاد ولا بدهاليز الحياة اليومية، التي تسحقنا سحقا، فتهرب بإرادتها الحرة إلى مسائل أخرى لتجعل منها "قنبلة الساعة". المسألة باختصار كانت فيما يتناقله الناس هذه الأيام حول فتاة تعيش في الولايات المتحدة الأميركية من أصول تنتمي لدولة عربية، وسأذكر لاحقا أسباب عدم ذكر اسميهما (الفتاة والبلد)، "نجحت" في أن تحتل صدارة أحد "ابرز" المواقع المشبوهة في العالم. الفتاة التي تفتخر بما فعلت، واجهت آلاف التعليقات الهجومية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينها تعليقات تدعوها للخزي

«الوصاية» و«مُصَاصَة» القصب

مع انتصاف القرن العشرين، كان جيل آبائنا (الشباب أو بمراحل الصبا وقتها) على موعد مع القدر الذي أتى بالشاب جمال عبد الناصر إلى مقعد الحكم في مصر (35 عاما حين تولى المنصب)، ليشد معه أبناء نفس الجيل إلى مقاعد القيادة والتمكين في أغلب مؤسسات الدولة. وخلال السنوات التالية، التي شهدت انتصارات ونكبات نتيجة لطبيعة المرحلة الحماسية - التجريبية، رسخ هذا الجيل قواعده، واكتسب مع مرور الأعوام مزيدا من الخبرات التي لا شك فيها، والتي أهلته للاستمرار في تلك المقاعد طوال عهد الجمهورية الأولى في مصر (1952 - 2011)؛ إذ كان حسني مبارك نفسه من الضباط الصغار في الجيل ذاته.

حين تخاف من أمك!

هل تمتلك هاتفا جوالا بخاصية مفعلة لتحديد المواقع (جي بي إس)؟ هل لديك حساب على "غوغل"؟ أدعوك إذن لزيارة هذا الموقع قبل استكمال قراءة المقال، واختيار اظهار 30 يوما. ولا بأس بقليل من اللهو مع ما يقدمه الموقع، ثم أرجو العودة لتلقي باقي الصدمات. https://maps.google.com/locationhistory/b/0 حسنا عزيزي القارئ، سأقص عليك قصة أخرى شخصية إلى حد ما، لكن يمكن من خلالها شرح أمور كثيرة. في إحدى زياراتي إلى القاهرة وقت أن كنت أعيش في لندن، قمت بشراء شريحة هاتف جوال من أحد الأكشاك لاستخدامها خلال اقامتي.

«مهندس صوت» يناير

منذ نعومة أظافري وتفتح أسماعي على نغمات الحياة، أعشق صوت المطربة نجاة. تمتاز حنجرة نجاة بطبيعة خاصة للغاية؛ فهي رقيقة جدا، ومرنة للغاية ما يمكنها من "ذبذبة" الكلمات لتخرج في القالب المعروف في لغة الموسيقى بـ"العُرَب".

رؤية «عين الطائر»

في علم الهندسة المعمارية، يوجد العديد من المنظورات الشهيرة، ومن بينها منظور "عين النملة" الذي يرى المشروع من مستو بصري منخفض، وتكمن أهميته الرئيسة في كشف العيوب الهندسية. كما يوجد منظور "عين الطائر"، وهو المنظور الذي يوضح الأبعاد بصورة أكبر، كما يصلح أكثر للمقارنات الهندسية. وفي الدراسات السياسية والاستراتيجية، يستخدم التعبيران أيضا لدراسة الأوضاع. حيث يشير مفهوم عين النملة إلى الدراسات والمشاهدات من الأرض؛ وهي الدراسات الأكثر تمحيصا للأمور وتستخدم للبحث عن أسباب وعلاجات مشكلة معينة.

أزمة التحرش

تقول المعاجم العربية إن أصل لفظة تحرش هو "حَ رَ شَ"..

لا تخذلوا أرض النهرين

بداية اقول إن الهم والألم واحد.. وطعن بغداد يوجع قلب القاهرة والرياض والرباط وكل بلاد العرب. منذ أيام الصغر، أرى العراق منبرا عظيما للحضارة والتقدم والليبرالية.. ربما كنت أشعر في فترات بوجود غبن ما من السلطة تجاه مواطنيه، لكنه ظل دائما وأبدا بلدا عظيما في ناظري، وربما كان الحال كذلك لأغلب أبناء جلدتي وجيلي. كان العراق منبرا للحريات والمساواة رغم التباين في عناصر مكوناته. وكان في رؤيتنا وطنا عظيما في إمكانية احتوائه للأقليات والآخر المختلف. كانت الموسيقى والأدب والفنون عشقا آخر أضاف إلى شغفي بالعراق، الذي لم يسعفني الحظ بزيارته..

مشهدان وشخص واحد

*المشهد الأول: برشلونة 1994 كنت أنهيت توا عامي الجامعي الثالث في كلية الطب، حيث فرغت من المواد الاكاديمية، وتأهبت لدراسة المواد الإكلينيكية التطبيقية في الأعوام الثلاثة الباقية. وذهبت إلى برشلونة في بعثة للتبادل الطلابي، حيث قضيت نحو شهرين. في الأسابيع الأولى، وقفت أراقب فريق العمل الجراحي الذي ألحقت به بناء على رغبتي؛ وكان تخصصه في الجراحات الهضمية. كانت المرة الأولى التي أدخل فيها محراب غرفة العمليات الساحر، حيث يدخل المرضى وهم بين يدي الرحمن، ويخرجون وقد عاودهم الأمل بالحياة. كان الفريق يتكون في الأساس من البروفسور الكوبار، ومساعدته الأولى ماريا، ونائب القسم خوان.