يتصاعد الغضب في أوساط الطرابلسيين رغم الهدوء النسبي الذي ساد أمس. فحالة المراوحة بين الحرب والسلم، المتواصلة منذ ثلاث سنوات، استنزفت المدينة. ويخشى السكان بعدما كانت فترات الهدنة بين منطقتي جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) وباب التبانة، (ذات الغالبية الشيعية) تقطعها اعتداءات على أبناء الجبل بالرصاص أثناء مرورهم في طرابلس، مما يوتر الأجواء، أن يضاف إليها استمرار الاعتداءات على الجيش، التي صارت يومية، من المجموعات المسلحة، بعدما أصبحت –كما يقال - «خارج السيطرة»، وهو ما ينذر بمزيد من المعاناة.
ولفت أهالي طرابلس منذ يومين إعلان بالخط العريض مزنرا باللون الأحمر اعتلى واجهة محلات المصري الشهيرة، يقول: «نزولا عند رغبة الأمنيين والسياسيين بتدمير اقتصاد طرابلس، قررنا إغلاق الشركة». وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة، صورة لواجهة المحل، مع عبارات الحسرة على الوضع الذي وصلت إليه المدينة، بينما كانت الجولة الـ20 من الاشتباكات في أوجها. وبالأمس كان صاحب المؤسسة نافذ المصري غاضبا ومتوعدا، وهو في محله، في التل، التي كانت من أنشط المناطق التجارية. وشرح نافذ المصري لـ«الشرق الأوسط»: أن «تنسيقا بدأ بين بعض التجار، لاتخاذ خطوات تصعيدية، من بينها نزول نحو 1000 تاجر إلى أنطلياس، شمال بيروت، وقطع الطريق أمام مجمع (سيتي مول)». ويضيف المصري: «هل يحتملون قطع الطريق هناك خمس دقائق أم أنهم سيستنفرون وينزل رئيس الجمهورية بنفسه احتجاجا. لن نسكت على إهمالنا، وسنصل إلى العصيان المدني». ومؤسسة المصري التي تعيل 25 عائلة تعمل منذ سبعينات القرن الماضي، بفرعيها، اجتازت الحرب الأهلية بسلام، لكن ما يحدث الآن يبدو أصعب بكثير. ويرى بعض التجار أن «الدولة كانت غائبة والسلاح بيد الجميع، أثناء الحرب الأهلية، وكل يحمي نفسه بنفسه أما اليوم فالدولة موجودة لكنها لا تفعل شيئا». ويعلق نافذ المصري: «الآن جعلوا من الجيش مكسر عصا، تركوا جنوده نهبا للذئاب. فإما أن يدعم السياسيون الجيش ليدافع عن نفسه وعنا كما يجب، وإلا فليسحبوه وليتركوا الناس تنهش بعضها بعضا. السياسيون هجرونا وأفقرونا وتركونا، أين رئيس الجمهورية؟ لماذا لا يأتي إلى طرابلس ويرى حال العباد، أم أنه بيك في قصره، والبلد موجود بالنسبة إليه على التلفزيون؟ نريد أن نفهم هل طرابلس جزء من لبنان، أم أنهم لا يعتبرونها كذلك؟».
والشكوى في بعض المناطق تتجاوز الكساد وعدم قدرة المواطنين على الحركة، لتصل إلى عجز عن سداد الفواتير، بسبب «الخاوات» التي يفرضها مسلحون على التجار.
8:18 دقيقة
غضب في طرابلس من «مراوحة قاتلة» بين المعارك والهدنات الهشة
https://aawsat.com/home/article/59551
غضب في طرابلس من «مراوحة قاتلة» بين المعارك والهدنات الهشة
تجار يهددون بقطع طرقات بيروتية احتجاجا على انعدام الأمن في مدينتهم
- طرابلس: سوسن الأبطح
- طرابلس: سوسن الأبطح
غضب في طرابلس من «مراوحة قاتلة» بين المعارك والهدنات الهشة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة