خورشيد: نثمّن عاليا زيارة ولي العهد ودورها في تطوير العلاقات لأبعد من «بائع ومشتر»

وزير خارجية الهند يوضح لـ «الشرق الأوسط» علاقات نيودلهي مع باكستان وإيران.. ويدعو إلى وقف القتال في سوريا

سلمان خورشيد، وزير الخارجية الهندي
سلمان خورشيد، وزير الخارجية الهندي
TT

خورشيد: نثمّن عاليا زيارة ولي العهد ودورها في تطوير العلاقات لأبعد من «بائع ومشتر»

سلمان خورشيد، وزير الخارجية الهندي
سلمان خورشيد، وزير الخارجية الهندي

كانت الساعة الخامسة مساء عندما بدأ سلمان خورشيد، وزير الخارجية الهندي، حواره مع «الشرق الأوسط». اتسم الاستقبال بالحرارة والود في مكتبه بمبنى وزارة الخارجية الهندية، الذي يقع عند أعلى نقطة في تلة رايسينا، حيث توجد أيضا مقار رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع في العاصمة نيودلهي، بينما تلوح في مكان غير بعيد في الأفق «بوابة الهند» التي صممها المعماري البريطاني إدوارد لاتشينز عام 1921.
نيودلهي، الضاحية العصرية لمدينة دلهي العريقة، التي شيدت فيها بريطانيا معظم مبانيها الرسمية قبل حصول الهند على استقلالها عام 1947، استقبلت يوم أول من أمس الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وهو ينهي اليوم زيارته التي دفعت العلاقات بين البلدين نحو آفاق مثمرة وبناءة.
أما عن الوزير خورشيد، المولود في مدينة عليكرة الجامعية الشهيرة في أول أيام عام 1953، فهو شخصية رصينة وجذابة ومثقفة، وينحدر من عائلة مسلمة سياسية بامتياز، فأبوه كان وزيرا للخارجية، وجده لأمه رئيس الجمهورية السابق الدكتور ذاكر حسين. ولقد تلقى دراسته في عدد من المعاهد الراقية، ثم التحق بكلية سانت ستيفنز بجامعة دلهي، ومن ثم درس في جامعة أكسفورد ببريطانيا متخصصا في الحقوق وحاملا درجة الماجستير في القانون. ومن ثم درّس لبعض الوقت في أكسفورد قبل العودة إلى الهند لممارسة المحاماة، ومن ثم دخل مضمار السياسة مساعدا شابا للزعيمة الهندية الراحلة أنديرا غاندي، التي تقبع صورتها خلف مقعده.
في مستهل الحوار حرص الوزير خورشيد على التحدث عن الإعجاب الذي عاد به رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ من السعودية عندما زارها أول مرة قبل عقدين تقريبا. يومذاك كان سينغ وزيرا للمالية في حكومة رئيس الوزراء الهندي آنذاك ناراسيما راو. قال «شاهدت سعودية متطورة منهمكة في مشاريع التنمية، تعجّ بالكفاءات المهنية التي تلقت تعليمها في الخارج. دولة مختلفة عن الصورة التقليدية النمطية».
توقف خورشيد قليلا قبل أن يستأنف سرد انطباعات سينغ «هذه هي السعودية التي نود أن نعمق علاقاتنا بها». ثم تابع «للأسف، ربما فقدت العلاقات بعض الزخم لعشرين سنة بعد ذلك»، قبل أن يستدرك بالقول إن السنوات العشر الأخيرة بعد زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الهند عام 2006 ثم زيارة سينغ في 2010، والآن زيارة الأمير سلمان دفعتها باتجاهات جديدة ورحبة. وطيلة الحوار كان خورشيد يركز على الأهمية الكبرى لتعزيز العلاقات بين الهند والسعودية. وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف تنظرون إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز إلى الهند عام 2006، ثم قام رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بزيارة الى المملكة في 2012.. كيف ترون زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى الهند الآن؟
- هناك أمر مهم للغاية أود إشراكك فيه.. لقد سبق أن زار رئيس وزرائنا الحالي مانموهان المملكة قبل عقدين عندما كان حينذاك وزيرا للمالية في حكومة رئيس الوزراء نارسيمها راو. وبعد عودته دار بيننا حديث بدا فيه منتشيا بما كانت تشهده المملكة من تحولات، كما لفته ابتعاث الشباب السعودي إلى أفضل الجامعات في العالم لتلقي الدراسات العليا، مما حقق تغييرا مهما في المجتمع السعودي. ويومها صرح الدكتور سينغ في سياق إبدائه الإعجاب بالمملكة الجديدة التي رآها بأنه كان هناك جيل جديد بالكامل متعلم ومحترف يبني المملكة في تقدم يحل محل الصورة التقليدية. وشدد سينغ عندها على أن الهند بحاجة إلى إعادة اكتشاف وكذلك بناء علاقتها بالمملكة، لا سيما أن المملكة كفيلة بتوفير فرصة ممتازة للاستثمار التجاري مع الهند.
ولكن للأسف فقد البلدان زخم الانفعال والرؤية بسبب انشغال كل منهما بتوترات إقليمية طغت على وعد 20 سنة ثمينة من العلاقات بين البلدين. إضافة إلى ذلك، وبما أن للمملكة علاقة قوية مع باكستان، فقد كان من الصعب على المملكة الانحياز إلى جانب من جانبي المواجهة الهندية–الباكستانية. يمكن القول إن المملكة كانت في ما يشبه المأزق في الاختيار بين صديقين. ولكن وبمرور السنين قرر البلدان التطلع إلى ما وراء مسائل الخلاف والعمل معا لتعزيز العلاقات المشتركة في عالم جديد ومتغير.
خلال زيارتي الأخيرة للمملكة التقيت بوزير الداخلية السعودي–الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز–وهو رجل متميّز حقا. وأكد لي تماما أنه لن يستغل أحد أبدا الآراضي السعودية لإيذاء الهند بأي شكل كان. وذكر لي أنه كلما صادف أحد المتطرفين أو من يعمل ضد مصلحة البلاد، اتصل بعائلته وقال لهم انه يريد إنقاذ ابنهم. إنه بُعد نظر عظيم بالفعل من جانب الوزير الذي يستحق الإعجاب على جهوده الرامية إلى استعادة الثقة في الشباب المُغَرر بهم، على الرغم من نجاته شخصيا من هجوم استهدفه. وبناء عليه يمكننا القول إن البلدين أعادا استثمار علاقتيهما المتبادلة بصدق خلال السنوات الثماني أو التسع الماضية، وهذا على الرغم من بقاء المشاكل في باكستان وفلسطين وسوريا من دون حل. لقد طوّر البلدان فهما أفضل.
* ماذا عن الاتفاقية الدفاعية التي وقعها البلدان وفرصها المستقبلية؟
- لقد دأب الجانبان على التعاون في تبادل المعلومات الاستخبارية ومواصلة الحوار لمكافحة الإرهاب، لكن التعاون الدفاعي هو أمر محدد. وأؤكد هنا مرة أخرى أن العلاقة يجب ألا تكون علاقة «بائع ومشتر»، بل يجب أن تسمو إلى ما يتجاوز ذلك من عمل الجانبين في مجال التدريب والإنتاج المشترك والمناورات العسكرية المشتركة، ولكن هذا لا يعني أننا نسعى لأن نحل محل الولايات المتحدة. لقد سبق أن وُجه لي سؤال محدَّد حول ما إن كانت الهند ستدخل إلى المنطقة في حالة خروج الولايات المتحدة، لكنني رفضت رفضا قاطعا حتى مجرد قبول الفكرة، لأن للولايات المتحدة والهند أدورا مختلفة للعبها. نحن نؤيد حق أصدقاء الولايات المتحدة، ولكن ليس لدينا ميل أو استعداد لوضع قواتنا أو أسطولنا في مناطق توجد فيها القوات الأميركية وتؤدي مهاما فيها حاليا. لكننا من أجل تكميل أو دعم أي عمل تقومون به مع الولايات المتحدة، فنحن مستعدون للتعاون في مجالات تدريب القوات والإنتاج المشترك للأسلحة وزيارة السفن الحربية والمناورات العسكرية المشتركة. ويعني هذا أنه ستكون لنا علاقة استراتيجية ونتعلم أكثر عن إدراكنا الدفاعي. الهند ترغب في بناء تعاون دفاعي بطريقة تُمكّن العالم العربي ودول مجلس التعاون الخليجي من تحقيق الاكتفاء الذاتي وعد الحاجة إلى مساعدة عسكرية خارجية.
* دار الحديث مؤخرا عن اتفاقية تبادل السجناء بين البلدين - ما الذي جرى على هذا الصعيد؟
- كانت اتفاقية تطورية بين الجانبين، وأصبحت أساسا متينا لتعاوننا وعملنا المشترك. لقد ظلت المملكة مصممة بشدة على تنفيذ بعض عمليات تسليم السجناء إلى الهند من دون إثارة الكثير من اللغط حولها. وكما تعلم فإن تسليم السجناء ليس بالأمر السهل. فتسليم المجرمين يُدخل البلد المعني في معضلة، فعلى البلد المعني أولا إقناع البلد المُسلّم له، وثانيا على البلد إقناع الجهة التي يسلم المجرم منها في البلد. إنه لوضع حرج حقا. ولذا فهو يتطلب مستوى جبارا من التصميم والاقتناع المتبادل بين البلدين، ومن دون مواراة فإن الهند ممتنة للمملكة لقيامها بعمليات تسليم معقدة.
* كيف يمكن للبلدين، من وجهة نظرك، زيادة التعاون بينهما في ما يخص مواجهة التهديدات الإرهابية؟
- لقد عانينا كثيرا من الإرهاب. وتعد اهتماماتنا الأمنية مبرّرا آخر للمضي قدُما نحو مزيد من التعاون بين البلدين. كذلك تزيد الاضطرابات التي يشهدها الإقليم من أهمية تعميق ذلك التعاون. وتشارك دولتانا في الحرب على الإرهاب الدولي، وكذلك مكافحة تبييض الأموال والمخدرات وتجارة السلاح والاتجار في البشر.
* لنأت إلى الاقتصاد.. ما تعليقكم على مسار التعاون الاقتصادي والتجاري بين المملكة العربية السعودية والهند على مر السنوات؟
- سهل الفهم الصحي والمتبادل للوقائع السياسية الإقليمية لكل من البلدين ودوره ببناء عهد جديد التعاون التجاري والاقتصادي بين الدولتين. من وجهة نظر الهند نحن لا نرغب في بناء مجرّد علاقة بيع وشراء للنفط، بل تجارة متبادلة ونسج سلة ملؤها التجارة والاستثمارات. وفي قفزة تجاه ذلك الهدف نجد أن شركة تاتا الهندية قد أنشأت بالفعل مصنعا لتجميع سيارات «جاغوار» في المملكة، كما استثمر السعوديون بذكاء في مركز أبحاث بنغالور. وهكذا بوسعي أن أؤكد بفخر أن العلاقات بين الدولتين الرائدتين متنوعة وقوية مع صدق هائل من الجانبين في الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أعلى. من المنظور الهندي أقول إننا نثمّن بشدة زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز التي تحمل رسالة مفادها أن مسعانا الصادق لتعزيز روابطنا أكثر فأكثر مع المملكة على كافة الأصعدة يقابل بالمثل.
* في ضوء تطوّر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية الهندية السعودية خلال السنوات الأربع الأخيرة بعد زيارة الملك عبد الله إلى الهند، وزيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة، إلى أي مدى تتصور آفاق التطور، وما نقاط الاختلاف التي ما زالت موجودة بين الجانبين؟
- أسهمت الزيارة المهمة للملك عبد الله إلى الهند في عام 2006 في وضع جدول أعمال للعلاقات الثنائية حينما صدر «إعلان دلهي».
وأدى إبرام «إعلان الرياض» أثناء زيارة رئيس الوزراء الهندي في عام 2010 إلى تحوّل علاقتنا إلى «شراكة استراتيجية». كذلك تضاعف مرتين حجم التبادل على المستوى السياسي، ما سمح بإيجاد المزيد من فرص التفاهم المشترك بين البلدين. إنني سعيد بتحقيق خطوات مهمة في جميع المجالات التي تتصل بعلاقتنا الثنائية. وعلاوة على ذلك، نمت علاقتنا الاقتصادية بسرعة كبيرة في السنوات القليلة الماضية من خلال العمليات التجارية الثنائية التي وصلت إلى 43 مليار دولار أميركي في فترة 2012–2013. ولكن مع ذلك، ما زال هذا المعدل أدنى بكثير مقارنة بمدى القوة التي تتميز بها علاقتنا. إننا نحتاج إلى تنويع العلاقات التجارية، بالإضافة إلى التركيز على التجارة غير النفطية أيضا. وخلال اجتماع اللجنة المشتركة الذي انعقد أخيرا، توصّل الجانبان إلى جدول أعمال يهدف إلى مضاعفة حجم التجارة مرتين بين البلدين على مدار خمس سنوات. ونحتاج أيضا إلى العمل لتعميق المشاركة الاقتصادية من خلال اتباع السبل المختلفة، بما في ذلك الاستثمار والمشاريع المشتركة والتحوّل التكنولوجي.
* تستورد الهند 60 في المائة في المائة من وارداتها من المنتجات النفطية من المملكة.. فما استراتيجية الطاقة المستقبلية للهند؟ وهل وارد فيها الاتجاه خارج الجزيرة العربية؟
- علينا وضع سياستنا الخاصة بأمن الطاقة على أساس الواقع الذي سيوفر احتياجاتنا الأمنية من الطاقة. وما لم يحدث تغير دراماتيكي في الطاقة المتجدّدة لن تستطيع الهند تلبية احتياجاتها من الطاقة بمفردها أبدا.
لقد شهدت مشاريع الطاقة النووية في الهند الكثير من أوجه القلق بعد حادثة اليابان النووية، ولذا سنواصل اعتمادنا على سد احتياجاتنا من ممونينا التقليديين على الرغم من خفضنا للواردات من إيران لأسباب معروفة وخارج إرادتنا ونحن هنا نثمّن دعمكم. إننا نتطلع حقا إلى الحصول على احتياجاتنا من واردات الطاقة من المملكة، كما نتطلع إلى الحصول على إمدادات الغاز من كندا.
وهناك احتمالات في منطقة آسيا الوسطى تتصل بمدّ خط الأنابيب إلى الهند، كما هو الحال بالنسبة لخطوط إيران وسلطنة عُمان وأوزبكستان. هناك بالفعل فرص لكن الاتجاه العاقل هو الحفاظ على الموازنة بين مختلف مصادر الطاقة وليس الاعتماد على مصدر واحد. إننا نرغب في بناء علاقة مع المملكة في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إضافة إلى الوقود الهيدروكربونية. وكما شرعتم في بحث كبير في مجال الطاقة الشمسية فبوسعنا التعاون معا في مشاريع للطاقة النظيفة.
* ما مجالات التعاون المشترك؟ وكيف في رأيك يتوجب على الحكومة المقبلة صياغة سياستها تجاه الشرق الأوسط؟
- تتمتع الهند بحصة حيوية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء وجود ما يزيد على سبعة ملايين مواطن هندي يعيشون ويعملون في المنطقة مع إرسال تحويلات إلى بلادهم تتعدّى 30 مليار دولار أميركي سنويا. ويعتبر الشرق الأوسط أكبر كتلة تجارية إقليمية بالنسبة لنا حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري السنوي 180 مليار دولار أميركي. وبالإضافة إلى ذلك، تعدّ دول الخليج أحد المصادر الرئيسة لأمن الطاقة، إذ تشتمل على أكثر من 60 في المائة من نسبة النفط الخام والواردات. ويوجد الكثير من القطاعات الناشئة–بما في ذلك قطاعات الأمن الملاحي والدفاع والصحة التعليم–التي توفر فرصا كثيرة لتحقيق المنافع المتبادلة.
* يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقرب من 44 مليار دولار أميركي، ما الخطوات التي يمكن أن تتخذها الهند لتحسين حجم التبادل التجاري مع المملكة؟
- تبقى المملكة العربية السعودية أهم مصدر لاحتياجاتنا من الطاقة. ونحتاج إلى تعميق علاقات البيع والشراء بين البلدين على مستوى الشراكة في مجال الطاقة من خلال ضخ استثمارات في إقامة مجمّعات صناعة البتروكيماويات وتحديث مصافي النفط، بالإضافة إلى الدخول في الاستثمار المشترك في عدد من المشاريع، ليس فقط الثنائية، بل في دول أخرى. ثم إننا نحتاج لزيادة سلة التجارة غير البترولية بين البلدين، التي بلغت 8.7 مليار دولار أميركي في 2012–2013.
* دعنا ننتقل إلى المسائل الإقليمية، إلى أين وصلت العلاقات الهندية–الباكستانية اليوم؟
- ما زلنا نأمل في تطابق الأقوال والأفعال. على الرغم من مرور عدة فترات عصيبة أؤكد أننا نريد أن نعيش في سلام مع باكستان. وبالطبع فإن علاقات السلام الهندية–الباكستانية تعكس السلام في جنوب آسيا. طلبنا منهم تفكيك البنية التحتية للإرهاب في أراضيهم. ولعلهم سيقولون بشأن ذلك إنهم أيضا ضحايا للإرهاب، لكن ذلك لا يساعدنا لأننا ضحايا. نحن نريد من باكستان أن تعمل بجدية في مكافحة الإرهاب والمساءلة عما حدث عام 2008 من هجمات إرهابية استهدفت مومباي. كذلك نريد من باكستان التعجيل في البت بالقضايا التي باشرت التحقيق فيها ضد المسؤولين عن الهجمات الإرهابية باستغلال الأراضي الباكستانية. إذا عملت باكستان بصدق في هذا فسيساعد ذلك حقا على بناء الثقة بيننا.
* في ضوء واقع التحالف المعروف بين باكستان والمملكة العربية السعودية، ماذا تتوقع الهند أن تفعله المملكة العربية السعودية تجاه باكستان.. وكيف تستطيع السعودية العمل على نزع فتيل التوتر بين الدولتين الجارتين؟
- ترغب الهند في وجود علاقات سليمة وودية وتعاونية مع باكستان. ونتعهّد بحل جميع القضايا البارزة مع باكستان، بما في ذلك قضية جامو وكشمير، من خلال الحوار المشترك القائم على مبادئ «اتفاقية سيملا»، التي تتطلب وجود بيئة خالية من الإرهاب والعنف.
* هذا الأسبوع تستضيف الهند القادة السعوديين والإيرانيين، فكيف تحقق الهند التوازن في ما يخص علاقتها بين الرياض وطهران.. ومن هو الجانب الذي ترى علاقتكم به أوثق؟
- تحافظ الهند على علاقتها الطيبة مع جميع الدول في منطقة الخليج، بما في ذلك السعودية وإيران. ويشكل كلا البلدين جزءا لا يتجزأ من علاقاتنا الاقتصادية والأمنية، فضلا عن لعب دور مهم في ما يخص أمن الطاقة.
* بمناسبة زيارة وزير الخارجية الإيراني اليوم.. هل لنا أن نسأل كيف تنظر الهند إلى علاقاتها مع إيران لا سيما بعد توتر العلاقات خلال العامين الماضيين؟
- لقد ظللنا على علاقة متسقة مع إيران، فتربطنا علاقة خاصة بهذا البلد الفارسي، وهو جزء من جوارنا الممتد، حيث يبدأ جوارنا في أفغانستان ومن بعدها إيران. إننا نعتقد أن لهم دورا أكبر يجب لعبه في أفغانستان. وعلى الرغم من خلافات إيران معنا أو مع دول أخرى في العالم العربي، فإن الهند تؤمن بأن إيران دولة لا يمكن تجاهلها على الرغم من جميع الخلافات. لقد عانت إيران كثيرا بسبب العقوبات خلال السنوات الماضية، ونحن سعداء بتوصل إيران لاتفاق مع الولايات المتحدة. كان هناك سباق لا ينتهي للبطولة النووية، والآن على الأقل جرى إبطاء ذلك أو إيقافه.
هناك الكثير من الشكوك في العالم العربي حول ما تعرضه الولايات المتحدة، لكن علينا العمل من أجل خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وفي عدم وجود أسلحة نووية لدى إيران فائدة للعالم العربي على الرغم من أنه يجب أن يكون لإيران الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية كما تفعل الهند.
الفارق بيننا وبينهم أنهم وقعوا اتفاقية حظر الانتشار النووي بينما لم نوقع نحن، ونعتقد أنه على أي دولة وقّعت وثيقة دولية الالتزام بها. في البداية وجدوا صعوبة في فهم ما كنا نقوله لهم خلال تلك الفترة، لكنهم اليوم فهموا أننا كنا نقول ما نقوله بإخلاص وصدق وفي مصلحتهم. نريد أن نراهم ينمون ويكونون في سلام مع جميع جيرانهم، خاصة المملكة العربية السعودية، وإن كانت هناك بعض الشكوك فيجب إزالتها من خلال الحوار السلمي.
* ولكن ماذا عن القتال الدائر في سوريا؟
- بأمانة، كانت مهمتنا في سوريا هي دعوتنا بكل رجاء إلى وقف القتال. لقد ظللنا نردد ذلك حتى إننا دُعينا إلى حضور مؤتمر جنيف. الواقع أن الحوار يساعد وأنه لا شيء سيكون سيئا بعد الحوار. ما زلنا نقول «رجاء أوقفوا أعمال القتل أولا ثم تفاوضوا بعد ذلك».. من المحزن للعالم العربي أن تتواصل حالة الغليان في سوريا. نحن نتشارك في المعاناة.. في معاناة الشرق الأوسط بسبب الاضطراب في سوريا، حيث يعيش ستة ملايين هندي في منطقة الخليج. ما يحدث للعرب يحدث أيضا للهنود هناك، ونأمل أن ينتهي الاضطراب هناك قريبا.
* تبدو علاقة الهند بمنطقة الخليج اليوم أقوى من علاقتها بدول جنوب شرقي آسيا، لكن حضور الخليج في سياسة الهند الخارجية يبدو أضعف من حضور دول جنوب شرقي آسيا.. كيف تفسر ذلك؟
- لقد سبق لي أن أوضحت رهانات الهند الحيوية في ما يخصّ علاقتها القوية بدول الخليج. وبالمثل، تمثل دول جنوب شرقي آسيا جزءا من جوارنا الجغرافي الممتد. ولقد حققت سياستنا في الاتجاه نحو الشرق نجاحا كبيرا، وتطورت بفضلها علاقتنا مع مختلف الدول بشكل كبير على مدى العقد الماضي. وعلى نحو مماثل، تحتل العلاقات القوية مع دول الخليج مكانة مهمة على جدول نشاط سياستنا الخارجية. ثمة حوار مكثف وفاعل بين الهند ودول الخليج، وهذا ما يبدو واضحا في حقيقة أنه على مدى الأشهر التسعة الماضية قام أربعة رؤساء دول وحكومات من دول الخليج بزيارة الهند.
* كيف تكون العلاقات العسكرية السعودية–الهندية مختلفة، في رأيك، عن علاقات المملكة العسكرية مع باكستان؟
- إنني أشعر بسعادة كبيرة بعد توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين في المجال العسكري، والتي ستساعد في زيادة التعاون وتبادل الخبرات بين المسؤولين العسكريين من البلدين.
* ماذا سيكون موقف الهند بشأن تهديد الولايات المتحدة بترك أفغانستان دون توقيع أي اتفاقية مع الحكومة الأفغانية؟
- هناك تحدٍ كبير للتفاوض حول السلام في أفغانستان، وبالنسبة لنا فإن سيادة البلد هي فوق كل اعتبار. ونحن نعلم أيضا أن التدخل العسكري ليس حلا لأنه لو كان كذلك لحُلت القضية الأفغانية منذ 12 سنة. إننا نعتقد أن ترك الولايات المتحدة أفغانستان في هذه اللحظة الحرجة ليس فكرة جيدة ما لم يرد الشعب الأفغاني ذلك.
هناك بعض القضايا بين الرئيس (حميد) كرزاي والأميركيين ونأمل أن تُحل وديا. يجب ألا يحدث فراغ. إن قوات الأمن والدفاع الأفغانية تقوم منذ الآن بالمشاركة في مسؤولية كبيرة ونأمل أن يعمل الأفغان معا من أجل السلام، وإذا ما احتاجوا لعون الهند فنحن مستعدون. كذلك نحن نتعاون معهم أصلا في مجال التدريب واستعادة المقدرات بجانب توفير البنية التحتية الكافية في تطوير الطرق والسدود ونقل الطاقة الكهربائية ومشاريع السكك الحديدية.
* هل لديكم، في ضوء ما تقدم، تصوّر ما لما يجب أن تكون عليه الأمور في أفغانستان؟
- لا، ليس للهند سياسة للخروج من أفغانستان وهي ستواصل دعهما للأفغان بالطريقة التي يريدوننا أن ندعمهم بها. نريد من جميع الدول المحيطة بأفغانستان أيضا أن تسهم في بناء أفغانستان حتى ينجح ذلك. علاوة على ذلك ليس على الهند وباكستان النظر إلى أفغانستان بوصفها أرض معركة لتصفية حسابات البلدين. ونأمل أن تفهم باكستان أننا لسنا في أفغانستان لإقصائها عنها، لأن في أفغانستان القوية فائدة لباكستان.



وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
TT

وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)

بحث وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، الخميس، مع نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، استعدادات استضافة البحرين للقمة العربية المقررة الشهر المقبل.

واستعرض الوزيران في الكويت، حيث وصلها الزياني قادماً من الدوحة، العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، كما تناولا أوجه التعاون الثنائي، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وما من شأنه خدمة مصالحهما وأهدافهما المشتركة.

وشملت المباحثات مستجدات الحرب في قطاع غزة، وتطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، وفقاً لـ«وكالة أنباء البحرين».

وتطرق الجانبان إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، والتشاور والتنسيق المشترك تجاه الموضوعات والقضايا المعروضة على جدول الأعمال بما يلبي متطلبات تعزيز العمل العربي المشترك.


لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
TT

لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني، أوجه العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.

جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان للدكتور الزنداني، في الرياض، وبحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحضور محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي ونظيره اليمني في الرياض (واس)


مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)

«أرسل لكم رسالة من القلب، نتمنى بها لكم الخير والسلام وأن تزول الغمة ويعم السلام»، هذه هي رسالة الطفل السعودي عبد العزيز، التي ستقطع المسافات والحدود، لتصل إلى أطفال غزة داخل صندوق ممتلئ بالمساعدات الغذائية، وهي واحدة من آلاف الرسائل التي كتبها الأطفال ضمن حملة «رسائل الأمل» التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

إحدى الرسائل الموجودة داخل السلال (تصوير: تركي العقيلي)

وتأتي الحملة التي تدعو الأطفال في السعودية إلى كتابة رسائل موجهة إلى أقرانهم في غزة، لإضافة «روح للمساعدات وإيصال المشاعر التي يكنها السعوديون تجاه أهالي غزة»، وفق ما أوضح المتحدث الرسمي للمركز، الدكتور سامر الجطيلي، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» في مقر الحملة بالرياض.

ويستمر المركز بتسيير الطائرات المحمّلة بالمؤنة والغذاء إلى مطار العريش تمهيداً لنقلها إلى معبر رفح.

وأكد الجطيلي أن عدد الطائرات التي شاركت في الجسر الإغاثي الجوي وصل إلى 47 طائرة، إضافة إلى 6 بواخر حمل جميعها أكثر من 6 آلاف طن من المساعدات الإغاثية، مشدداً على أن المركز سيعمل بكل الوسائل والطرق لإنقاذ الشعب الفلسطيني.

أرسلت السعودية 6 آلاف طن من المساعدات منذ بداية الأزمة (تصوير: تركي العقيلي)

في سياق متصل أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن ترحيب المملكة بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التابعة للأمم المتحدة، الذي يؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني الشقيق.

وجدّدت الوزارة تأكيد السعودية «أهمية التزام الدول المانحة لوكالة (الأونروا) لضمان استدامة وفعالية كل أشكال الدعم للاجئين من الشعب الفلسطيني، بما يخفف حجم المعاناة التي يعانيها، خصوصاً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

الدكتور سامر الجطيلي (تصوير: تركي العقيلي)

ومع استمرار تدفق المساعدات إلى معبر رفح، أشار الجطيلي إلى أن «التعنت الإسرائيلي» ما زال يعوق وصول كثير منها إلى داخل غزة، مما أثّر سلباً على أهاليها الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه المواد الطبية والغذائية، مؤكداً أنه لو أزيلت هذه العوائق يستطيع المركز أن يصل إلى كل بيت في غزة.

يجدر بالذكر أن السلة الغذائية الواحدة يبلغ وزنها قرابة 36 كيلوغراماً تغطّي حاجة الأسرة المتوسّطة لمدة شهر تقريباً، وتتكوّن من عدد من الأكياس والعبوّات والمغلّفات، منها من الدقيق، والأرز، والسكّر، والتمور، والزيت، وملح الطعام، وغيرها.


اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
TT

اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)

أبرم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

واستعرض الوزيران خلال لقائهما في الرياض، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، وتكثيف التنسيق الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا المستجدات الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس بالرياض (واس)


أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
TT

أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)

استعرض أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني سُبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال استقبال أمير قطر للوزير البحريني بمناسبة زيارته للبلاد.

وقالت «وكالة الأنباء القطرية»، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بمكتبه في قصر لوسيل اليوم، وزير خارجية البحرين والوفد المرافق له، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر المقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وكان وزير الخارجية البحريني وصل صباح اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية.


وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
TT

وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر مساء أمس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ 47، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية إلى مطار العريش (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.


السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
TT

السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت السعودية، الأربعاء، بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي يؤكد الدور الرئيسي للمنظمة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وجددت وزارة خارجيتها في بيان، تأكيد السعودية على أهمية التزام الدول المانحة لـ«الأونروا» بضمان استدامة وفاعلية كل أشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين، بما يخفف من حجم معاناتهم، خاصةً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.


الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية.

كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن ظهر الأربعاء، دخول الملك سلمان المستشفى؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.


لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

واستعرض الجانبان - خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي - أبرز التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها؛ حيث عبر الطرفان عن أملهما في خروج القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف، والنهوض بقدرات الأمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية، وحماية أمنها القومي، وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.

ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بما يحفظ أرواح المدنيين، ويوفر المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لهم دون عوائق، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام الإقليمي العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أساس مبدأ حل الدولتين.

وأكد العاهل البحريني ورئيس الإمارات أهمية مواصلة التشاور والتنسيق وفق رؤية استراتيجية موحدة تنشد تحقيق المصالح لكلا البلدين وشعبيهما، وتقوية روابط الأخوة الخليجية والعربية، والتعاون الدولي لنشر السلام وقيم التسامح والتآخي الإنساني.

لقاء وزراء الخارجية

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعرضا عتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والدكتور عبد اللطيف الزياني

معالجة الأضرار

أعلنت الإمارات عن اعتماد ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، بالإضافة إلى تكليف لجنة وزارية متابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

وجاء اعتماد المبالغ خلال جلسة لمجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد أن المجلس ناقش نتائج وآثار الحالة الجوية التي مرت بها البلاد خلال الأيام السابقة. وقال: «الحالة كانت غير مسبوقة في شدتها.. ولكننا دولة تتعلم من كل تجربة... وتطور نفسها... حيث تعاملت غرف العمليات المركزية مع أكثر من 200 ألف بلاغ، وشارك أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية، و15 ألفاً من الجهات المحلية... وآلاف المتطوعين في التعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية».

وأكد عودة الحياة لطبيعتها بسرعة، موجهاً إلى حصر الأضرار، ودعم الأسر، والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية، وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، مضيفاً: «شكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية واقتراح الحلول والإجراءات على مستوى الدولة برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضوية وزارة الدفاع والداخلية والطوارئ والأزمات وغيرها من الجهات الاتحادية بالإضافة لممثلين من الإمارات المحلية كافة».

اجتماع مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (وام)

مساهمة السياحة

وقال الشيخ محمد بن راشد: «استعرضنا خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم مستجدات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بلغ إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية 28 مليون نزيل في 2023 بزيادة 11 في المائة على العام الذي سبقه، والذي شهد إنفاقاً عاماً للسياحة الدولية في الإمارات بلغ 118 مليار درهم (32.1 مليار دولار) مقابل 47 مليار درهم (12.7 مليار دولار) للسياحة الداخلية، وتقترب مساهمة القطاع السياحي في ناتجنا المحلي من 180 مليار درهم (49 مليار دولار) في عام 2023.

وأضاف: «استعرض مجلس الوزراء اليوم تطورات الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات حيث استطاعت الدولة التوقيع والتفاوض على اتفاقيات شراكات اقتصادية شاملة مع أكثر من 13 دولة، ما سيمكننا من زيادة صادرات الدولة بقيمة إضافية تبلغ 366 مليار درهم (99 مليار دولار) سنوياً بحلول 2031، بسبب هذه الاتفاقيات».


السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
TT

السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، الأربعاء، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وفقاً لبيان نشرته النيابة العامة عبر حسابها في منصة «إكس».

وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في عددها الصادر مطلع مارس (آذار) الماضي، «نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه. وتضمّنت المادة الرابعة من النظام أن «يُنشأ وفق أحكام النظام برنامج خاص في النيابة العامة يسمى برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وتحدد اللائحة الهيكل التنظيمي للبرنامج وإدارته ومهماته والاختصاصات المنوطة به، وآلية الصرف عليه».

وأشار الشيخ المعجب إلى أن هذا النظام يؤسس مرحلة جديدة في الحماية العدلية الرفيعة للمتصلين بالإجراءات القضائية، مؤكداً أن الحماية الواردة في هذا النظام تشمل جميع الإجراءات والتدابير والضمانات الهادفة إلى حماية الضحايا أو المبلغين أو الشهود أو الخبراء، وجميع أقاربهم وغيرهم ممن قد يكون عرضة للضرر بسبب ذلك، معتبراً أن صدور هذا النظام يأتي «معزّزاً لأهمية تطبيق الأنظمة بجدية من خلال تدابير فعّاله، ما يعزز ثقافة التبليغ في المجتمع وتعزيز حسّ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد».

وبحسب بيان «النيابة العامة»، يهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

وأوضحت «النيابة العامة» أنها تنسِّق مع جهات الرقابة والضبط والتحقيق والمحاكمة في الجرائم المشمولة بأحكام النظام، وذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة «لأن تُخفي عند الاقتضاء أو بناءً على طلب من المبلغ أو الشاهد أو الخبير أو الضحية، في مراسلاتها ومحاضرها وجميع وثائقها، هوية كلّ منهم وعنوانه بشكل يحول دون التعرف عليه، والتعاون مع المحكمة بما يكفل أداء الشهود لشهادتهم دون تأثير أو تأخير».

وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة مهند المجلد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقاً للمادة السادسة والثلاثين من النظام أن النيابة العامة تنسق مع وزارتي العدل والداخلية ورئاسة أمن الدولة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعداد مشروع اللائحة».

تحقيق العدالة

ورداً على سؤال حول الإجراءات المعمول بها قبل صدور النظام، قال المجلد إن «هناك موادّ في أنظمة متفرقة مثل نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وغيرها من الأنظمة المنصوص فيها على بعض أوجه الحماية التي تضمنها نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، وتتضمّن تلك الضمانات وفقاً للمجلد «سرِّية إجراءات التحقيق والنتائج التي تسفر عنها المقررة وفق المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية، ومن ذلك ما جاء في المواد 95 و98 و100 من النظام ذاته من تمتع الشهود بضمانات عند سماع أقوالهم، بما يحقق العدالة ويكفل الضمانات المتعلقة بأشخاصهم».

وتفصيلاً، ذكر المجلد أن «المادة 85 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله نصت على «رعاية حقوق الضحايا، ومن في حكمهم في الجرائم المنصوص عليها في النظام، من خلال توفير المساعدة والدعم المناسبين للمطالبة بحقوقهم، وتقديم الحماية اللازمة للشهود والمصادر والقضاة والمدعين العامين والمحققين ومحامي الدفاع ومَن في حكمهم في حال وجود أسباب جدية من شأنها أن تعرض حياتهم أو سلامتهم أو مصالحهم الأساسية أو أحد أفراد أسرهم للخطر أو الضرر».

المواطنون والمقيمون

وأوضح المجلد أن المركز سيكون مقرّه في العاصمة الرياض، لافتاً إلى أن «نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا» يشمل جميع الأشخاص «وفق قواعد الاختصاص الولائي للجهات المختصة بتطبيق أحكام هذا النظام؛ حيث يتمتعون بالحماية الجنائية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين».

ومن المنتظر أن يتخذ المركز الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

كما يمكّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك، كما قضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 5 ملايين ريال.