مجموعة من روائع الفن العالمي تعبر فيما بينها عن عصور من الإبداع والفن كلها تعرض متجاورة في دار سوذبي بلندن ضمن معرض «روائع الفن العالمي تتحاور».
المعرض يقدم قطعًا نادرة ستعرض للبيع في مزادات قادمة للدار وتتيح الفرصة للجمهور العادي الدخول لقاعاتها الوثيرة في شارع بوند ستريت ليطالع أجمل ما أنتجه فنانو العالم، وبلا شك هي فرصة ثمينة لمحبي الفنون لرؤية تلك الأعمال عن قرب وأيضًا لمن يرغب في اقتنائها.
أن تجد نفسك أمام تمثال راقصة البالية الصغيرة لإدغار ديغا، أو بورتريه نادر لغوستاف كليمت، أو عمل يعود لعصر النهضة في إيطاليا، فهي فرصة للخروج من العالم الحالي والغوص في فضاءات جمالية خاصة.
المعرض يعتمد على الربط بين الأعمال الفنية المختلفة ليس حسب الفترة التاريخية بل بالموضوع المشترك بين الأعمال، فهناك «الرحلات الكبرى» و«الصراع والاعتراض» أو «تحديد المشهد الطبيعي» وغيرها. ولطريقة تنسيق المعرض التي قام بها ماريو تافيلا تأثيرها القوي، فهي تلفت نظر الزائر إلى مواطن جمال لم يرها من قبل في القطع المعروضة أو تفتح في ذهنه معاني مختلفة للعمل ربما لم يكن ليتنبه لها.
حسب تعبير العاملين في الدار، المعرض يضم «نجوم» المزادات، وبجولة حول المعروضات والتوقف أمامها نجد أن الوصف صحيح للغاية.
خلال الجولة أتوقف أمام لوحة للفنان لوكاس كراناخ الأب تعود للقرن السادس عشر وهي تصور مشهدًا دراميًا لزوج مخدوع يلجأ لطقس شائع لمعرفة إذا ما كانت زوجته غير وفية له. فنرى الزوجة وهي تضع يدها في فم تمثال على هيئة حيوان مفترس. وحسب التراث، فإذا وضع شخص كاذب يده في فم التمثال، فستقطع، أما إذا كان صادقًا فسيخرج يده سليمة من فم الحيوان. تدور مناقشة مع بعض الواقفين حول تفاصيل اللوحة، مثل مراقبة حركات الأشخاص الواقفين حول الزوجة، وأيضًا تأمل التفاصيل الدقيقة للملابس ودقة تصوير الألوان المخملية خاصة.
من لوحة كراناخ إلى لوحة أخرى شهيرة وهي لإدوار مانيه، وتمثل اسكتشًا أوليًا للوحته الشهيرة «حانة فولي بيرجير» وتعرض للبيع بسعر يتراوح ما بين 15 - 20 مليون جنيه إسترليني. نلاحظ الاختلاف بين اللوحتين، خصوصًا في شخصية النادلة وفي تعبيرات وجهها التي تختلف عن اللوحة المكتملة. وأتوجه لأحد الخبراء في الدار بسؤال: «المعروف أن اللوحة تمثل جانبين، فهناك مرآة خلف النادلة نرى فيها ظهرها والجمهور الجالس في مقصورات المقهى، وأيضًا هناك انعكاس رجل يتحدث لها، ولكن الغريب أننا لا نرى الرجل أمامها، نرى انعكاسه فقط». يقول الخبير: «قد يكون الأمر نوعًا من الغطرسة الفنية من جانب الفنان، فهو تعمد ذلك». وأيًا ما كان تفسير ذلك، فاللوحة تظل من روائع مانيه ومن أجمل لوحات الفن العالمي.
المفاجأة تتمثل في وجود تمثال «راقصة الباليه الصغيرة» لإدغار ديغا، وهو واحد من 28 نسخة من التمثال الشهير. النسخة الموجودة كانت ضمن مجموعة خاصة وتعرض للبيع بسعر يتراوح ما بين عشرة ملايين وخمسة عشر مليون جنيه إسترليني. ويعرض التمثال ولوحة مانية ضمن مزاد الفن التأثيري والحديث يوم 24 يونيو (حزيران) الحالي.
ومن نفس المزاد نجد لوحة لفنان أوغست كليمت «بورتريه غرترود لو» (1902) وهو اشتهر بأنه أكثر فناني البورتريه النسائي شهرة في أوائل القرن العشرين. وإن كان البورتريه الماثل أمامنا مثالاً على فن وإبداع كليمت، فهو مثال أكثر من رائع، يجذب الناظر بألوان تكاد تكون شفافة، فتبدو بشرة السيدة الواقفة أمامنا وكأنها أثيرية أو مصنوعة من اللؤلؤ الشفاف إن كان ذلك ممكنًا. النعومة والنظرة الحالمة التي نراها على وجه المرأة وأيضًا الغلالات الرقيقة التي تمثل رداءها، تبدو كلها كنغمات متماثلة تتردد في عالم من الأحلام الوردية.
المعرض يضم أيضًا عددًا من الأعمال من مجموعة لورد كارلايل منها لوحة صنعت في مرسم هانز هولباين للملك هنري الثامن، ولوحة لبيرناردو بيلوتو «فينيسيا.. منظر من القناة الكبرى». إلى جانب اللوحات، هناك أيضًا عدد كبير من قطع المفروشات الفريدة من نفس المجموعة منها «جرة» تعود لفترة الحكم الروماني لمصر في القرن الأول قبل الميلاد.
أما عن الأعمال الحديثة التي يعود بعضها لمزاد الفن المعاصر، فمنها نرى لوحة للفنان البريطاني ديفيد هوكني وأخرى للفنان لوسيان فرويد.
المعرض الذي ينتهي غدًا فرصة لمعرفة محتويات مزادات مقبلة وفرصة لإنعاش العين والقلب بأعمال سحرت العالم عبر العصور.
7:57 دقيقة
روائع الفن العالمي تتحاور وتتألق
https://aawsat.com/home/article/383336/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%82
روائع الفن العالمي تتحاور وتتألق
معرض في «سوذبي» يضم أهم القطع من مزادات الدار القادمة
- لندن: عبير مشخص
- لندن: عبير مشخص
روائع الفن العالمي تتحاور وتتألق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة