أعربت شخصيات حكومية في محافظة ديالى العراقية، عن مخاوفها من انتشار الأمية بين صفوف آلاف النازحين في ظل استمرار معاناتهم، وعدم عودة 90 في المائة منهم إلى منازلهم، رغم حسم المعركة مع تنظيم داعش منذ أكثر من شهرين.
وقال عامر المجمعي، المحافظ لوكالة الأنباء الألمانية: «نحن في قلق مستمر من انتشار الأمية بين آلاف النازحين، خصوصا من شريحة الأطفال الصغار الذين لا يزالون في المراحل الأولى للدراسة، لأن جزءا ليس قليلا منهم هجر مقاعد الدراسة، رغم محاولاتنا الحثيثة فتح مدارس لهم في المخيمات».
وأضاف أن «الفقر الحاد هو أكثر الأمور صعوبة التي نواجهها، لأن إمكاناتنا ضعيفة في هذا الإطار وحجم المساعدات الإنسانية الدولية محدودة لا تفي بالحاجة، وهذا ما يدفع بعض الأطفال إلى ترك الدراسة والبحث عن فرص عمل لتأمين قوت أسرهم».
بينما أشارت عضو مجلس المحافظة، نجاة الطائي، إلى أن أعداد النازحين في المحافظة يزيد على 140 ألف نسمة وهم يشكلون ما نسبته 10 في المائة من سكان محافظة ديالى، ويسكن جزء كبير منهم في 4 مخيمات كبيرة في محيط وداخل مدينة خانقين (مائة كيلومتر شمال شرقي بعقوبة) مركز المحافظة.
وأضافت الطائي أن «90 في المائة من النازحين لم يعودوا حتى اللحظة لمناطقهم، رغم تحريرها وحسم المعركة مع تنظيم داعش قبل أكثر من شهرين لأسباب عدة». وبينت أن «استمرار معاناة النازحين زادت من معدلات تسرب الطلبة خارج المدارس، وخصوصا الصغار».
وأقرت الطائي بأن مرحلة النزوح غيرت في حياة كثير من الطلبة الصغار ودفعت البعض منهم إلى ترك مقاعد الدراسة بسبب الفقر الحاد الذي ارتفعت معدلاته عقب أحداث يونيو (حزيران) من العام الماضي، عندما سيطر تنظيم (داعش) على أجزاء كبيرة من المحافظة.
وذكر رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة ديالى، أحمد الربيعي، أن «تنظيم داعش اجتاح مناطق واسعة في المحافظة بعد يونيو الماضي، وعمد إلى تفجير وحرق العشرات من المدارس، فضلا عن اتخاذ مدارس أخرى مقرات أو سجون لقمع الأبرياء».
وأعرب الربيعي عن أسفه لعدم إمكانية الطلبة من استئناف دراستهم نتيجة فقر ذويهم وعدم وجود مدارس، لافتا إلى أن السلطات المحلية تبذل محاولات حثيثة لتأمين مدارس بديلة في أي بقعة يوجد بها النازحون.
ودعا الربيعي إلى ضرورة تأمين عودة كل الطلبة النازحين إلى مقاعد الدراسة لتفادي ارتفاع معدلات الأمية التي ستمثل عبئا كبيرا على كاهل المجتمع في المستقبل.
وقال الطفل النازح مهند غازي (8 أعوام)، بائع سجائر في سوق بمدينة بعقوبة مركز المحافظة: «أجبرت على ترك الدراسة رغم حبي لها، فقد قتل والدي قبل عدة أشهر، مما دفعني إلى العمل لإعانة أسرتي الفقيرة للعيش». وأعرب عن أمله بالعودة إلى الدراسة في أقرب وقت.
بينما أكد الطفل النازح خالد وليد (8 أعوام)، يبيع الأكياس البلاستيكية في سوق بعقوبة، أن «منزله أحرق من قبل المسلحين، وأرغم مع أسرته على اللجوء إلى مخيم للنازحين قرب بعقوبة قبل أشهر عدة».
وأضاف خالد أن «أحوال أسرته تغيرت بعد نزوحهم، وأرغمه الفقر والعوز إلى ترك الدراسة والعمل في مهنة بسيطة لتامين جزء من احتياجات أسرته، خصوصا بعد إصابة والده بمرض خبيث جعله يلزم الفراش منذ 3 أشهر».
بينما قال عبد الوهاب علي، رئيس منظمة مجتمع مدني، إن «الأمية موجودة بديالى، وتبلغ نسبتها نحو 10 في المائة من السكان بالوقت الحالي، وجزء كبير من أسبابها أحداث الحصار الاقتصادي في عقد التسعينات من القرن الماضي، وما سببه من وضع استثنائي طال كل الأسر».
وتابع أن «أحداث يونيو الماضي وسيطرة تنظيم (داعش) على أجزاء واسعة من المحافظة، كانت انتكاسة طالت كل القطاعات ومنها التربية والتعليم».
وأضاف علي أن «أحوال آلاف الأسر تغيرت، خصوصا في المستوى المعيشي، وهذا ما أدى إلى تفاقم الفقر وتسرب أعداد ليست قليلة من الأطفال إلى الأسواق للعمل في مهن مختلفة لتأمين قوت أسرهم».
وأشار إلى أن الأطفال المتسربين في الوقت الحالي هم من سيزيدون معدلات الأمية في ديالى بالمستقبل، داعيا إلى إعداد برامج حكومية طموحة لدعم الأطفال الفقراء، وخصوصا النازحين من أجل مواصلة الدراسة.
مخاوف من انتشار ظاهرة الأمية بين صفوف النازحين في ديالى
https://aawsat.com/home/article/345076/%D9%85%D8%AE%D8%A7%D9%88%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B5%D9%81%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%89
مخاوف من انتشار ظاهرة الأمية بين صفوف النازحين في ديالى
عدم السماح بعودة المهجّرين إلى مناطقهم فاقمت من الأوضاع
مخاوف من انتشار ظاهرة الأمية بين صفوف النازحين في ديالى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة