مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

شعبولا وفستان هيفا و«داعش»

«أنا شعبان عبد الرحيم.. أي حد هيزعل مصر هزعله».
بيان قاطع مانع جامع لفنان الشعب شعبان عبد الرحيم، الشهير بـ«شعبولا»، ردا على تهديدات قال إنه تلقاها من مجاهيل بقتله إثر أغنيته الشعبولية الكاسحة الماسحة ضد «داعش» وأمير مؤمنيها، وخلافتها.
الأغنية الأولى أتبعها شعبولا بثانية، أو كما جاء في عنوان خبر مصري ظريف: «شعبولا (يرزع) داعش بالثانية».
الأولى قال فيها من خلال لحنه الخالد الدائم، وكاتب شعره المستمر، إسلام:
«يا أبو بكر يا بغدادي يا أمير المجرمين.. شكلك غشيم وفاضي، ومعاك حبة مجانين.. خلافة إيه يا أبو خلافة ما تصلي عَ الرسول.. كلامك كله خرافة مين اللي باعتك قول».
أما في الثانية، وما أدراك ما الثانية، فقال فيها:
«اللي حرقوا المباني وداسوا على العلم.. بيخافوا من الأغاني والورقة والقلم.. المغنى هو سلاحنا بنحارب الإرهاب.. وبقى عندنا ريس واعي الكل بيعمل له حساب».
لا يوجد أفضل من السخرية والفن لضرب المتطرفين والمتعصبين، وحرق صورتهم في الذهن العام.. أنت هنا أمام مجرمين ومنغلقين كحجر الصوان، لا ينفع معهم حوار أو جدال، بل يجب أن تخوض الحرب معهم على كل مستوى؛ من الأطفال إلى الشيوخ، ومن الفصحى إلى لغة السكك، ومن الدين إلى السياسة، ومن الصورة إلى الكلمة، دون توقف ولا ملل ولا كلل.. حربا دائمة مفتوحة ويقظة، حتى تحصد زروع الشر كلما نمت واهتزت بكل غصن قبيح. «داعش» الآن أصبحت موضوعا شعبيا، والناس تدخلها بكل صغيرة وكبيرة، أشبه بعفاريت الأساطير التي يخوف بها الآباء والأمهات أطفالهم، وصارت مصدرا لصنع المقالب ضد الخصوم والأصدقاء حتى، فاسمها صار علامة مسجلة للهمجية والرعب.. يعني من الممكن أن شخصا يطالب آخر بمال، ولم يفه المدين، فيهدده بـ«داعش» لسداد دينه! وصل من هوان «داعش» أن فستان هيفا وهبي وانحناءات جسدها من ضمن شواغل الخليفة أو بعض دواوينه.. ففي صحيفة «النهار» اللبنانية خبر عن أن فستان هيفا الذي ظهرت به في حفل «ستار أكاديمي» أثار ضجة لم تقف عند حدود المشاهدين العاديين، بسبب جرأته وكشفه للمخبي من كنوز هيفا، بل وصلت إلى «داعش» نفسها، من خلال نقل الصحيفة عن داعشي تونسي تعليقه على فستان هيفا، وأن الخليفة البغدادي لا يرضيه هذا النوع من الملابس والأنشطة الفنية، وبشّرنا بأن لديهم خلية عمل خاصة للتحرك ضد فستان هيفا.
وصلنا لقمة السوريالية.. تخيل إبراهيم عواد، خليفة «داعش»، يفكر ويدبر ويقدر من يختص بهذه المهمة الجليلة والساخنة للتحرك ضد فستان هيفا وما وراء هيفا.. موضوع كبير ومثير.
السخرية من «داعش» دشنها عراقيون بأغنية ساخرة من نشيد «داعش» الشهير؛ «يا عاصب الرأس وينك»، ثم طوروا السخرية عبر مسلسل كامل عنوانه «دولة الخرافة».
قال شاعر العراق العظيم، الجواهري، عن أثر سخريته من الطغاة:
أنا حتفهم ألج البيوت عليهم - أغري الصغير بشتمهم والحاجبا
[email protected]