عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

دورة الخليج أم «أولمبياد» الخليج؟!

كثيرون أيدوا إقامة «أولمبياد» الخليج بناء على اقتراح الأمير خالد الفيصل صاحب فكرة إقامة دورة الخليج لكرة القدم التي انطلقت قبل 44 عاما.
لكن الذين أيدوا الفكرة الجديدة الخاصة بالألعاب الأولمبية الخليجية نسوا أن منافسات كرة القدم إن كانت أولمبية فستصبح بشكل مختلف هذا إن كانت أولمبية بالفعل وطبقت بحسب مبادئ وأعراف وأنظمة الدورات الأولمبية كما هي في الأصل.
ولكي لا أبدو متناقضا، أؤكد أنني من أنصار الدعوة إلى «أولمبياد» الخليج وقد كنت من مؤيدي إيقاف دورة الخليج بشكلها الحالي، ومن المطالبين بمثل هذه الدورة الأولمبية منذ سنوات، ولذلك أؤيد بقوة فكرة خالد الفيصل الرائعة. ولكن المضحك أن من يطالبون باستمرار دورة الخليج، أيدوا في ذات الوقت وعلى الفور الاقتراح الخاص بالألعاب الأولمبية من باب «زيادة الخير خيرين» دون أن يراعوا أو يتنبهوا للكيفية التي تنظم فيها الدورة الأولمبية أصلا.
ستلغى الكؤوس أولا وتوزع الميداليات فقط، ناهيك عن نوعية اللاعبين المشاركين، ففي النهاية لا بد أن يتراجع تصنيف ومستوى لعبة كرة القدم، إلا إذا كان نظاما أولمبيا من نوع خاص.
هذا العامل الذي سيقلل من شأن اللعبة الشعبية الأولى، قد يكون مادة خصبة للاعتراض من قبل أنصار استمرار دورة الخليج، ولا شك أن من يريدون استمرارها كثر، وبالتالي فإن هؤلاء لن يقبلوا بأن تتساوى دورة الخليج المثيرة القوية وتذوب في «الأولمبية»، وقد تصبح أقل شعبية مستقبلا على غرار الدورة الأولمبية «العالمية».
سيعترض على الفكرة الأولمبية أنصار دورة الخليج الحالية، أما بالنسبة لي، فلا شك أنني من أنصار الدورة الأولمبية الخليجية لأنني أرى أن سلبيات الدورة حاليا أكثر من إيجابياتها، وخاصة فيما يتعلق بالروزنامة الخاصة بكل دولة حيث ازدحام البرنامج وكثافة الاستحقاقات على مستوى الأندية والمنتخبات.
لقد استفادت المنتخبات من دورة الخليج كثيرا عندما كانت المشاركات الدولية محدودة وربما معدومة، وفي ظني أنها تراجعت عندما باتت مهمومة ومشغولة بتنوع وكثرة المشاركات.
في تصوري أن من بين أسباب تراجع الفرق الخليجية وتقدم فرق شرق آسيا، ما تعانيه فرق الخليج من فوضى المشاركات. لا شك أن دورة الخليج لكرة القدم التي نستمتع بمشاهدة مبارياتها هذه الأيام مثيرة حلوة شيقة، ولكن ماذا عن المردود الفني؟! وهل أهم قيم الدورة مجرد الإثارة والسباق نحو لقب الأفضل؟!
أعترف أن الإثارة متوفرة، والتنافس شرس، ولكن هل الإثارة والمكاسب الإعلامية «والبزنس» أهم من تطور المستوى فعليا واللحاق بمن تقدموا علينا؟!
[email protected]