جددت دعوة مفتي مصر السابق، الدكتور علي جمعة، للهجرة إلى القدس، وتأكيده أن فتوى تحريم زيارة الأقصى كانت من قبل جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، وليست من قبل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، الجدل في البلاد من جديد حول زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية.
وبينما رفض الأزهر التعليق على كلام جمعة، قالت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر، إن «جميع علماء الأزهر متفقون منذ سنوات على عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال. ويشارك في هذا موقف الكنيسة المصرية التي ترفض زيارة المسيحيين لها؛ إلا بعد تحرير المدينة المقدسة من دنس اليهود». ورفضت الدعوة السلفية دعوة جمعة، قائلة إنها «تكرس لشرعية الاحتلال والرضا بسياسة الأمر الواقع».
في غضون ذلك، وجه مفتي مصر السابق رسالة إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية بأن «يذهبوا لنصرة بيت المقدس بدلا من قتل جنود المسلمين في مصر». وتحدث الدكتور جمعة، وهو عضو بهيئة كبار العلماء (أعلى هيئة دينية في الأزهر)، للتلفزيون الفلسطيني الرسمي، قائلا إن «القدس هي الراية وهي الهوية، ونحن نعترف بتقصيرنا للقضية. زيارتي للقدس فسرها البعض على أنها تأكيد للاحتلال، وهذه دعوى الاحتلال الإسرائيلي نفسه؛ فهو يقول بذلك».
وزار جمعة مدينة القدس الشريف في أبريل (نيسان) 2012، لافتتاح كرسي الإمام الغزالي للدراسات الإسلامية بدعوة من مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية، وباعتباره أحد أمناء المؤسسة، وهي الزيارة التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط المصرية والعربية.
وطالب نواب البرلمان المصري، الذي كانت تستحوذ على أغلبيته جماعة الإخوان المسلمين وقتها، باستقالة جمعة من منصبه كمفتٍ للبلاد، حيث اعتبروا الزيارة تطبيعا مع إسرائيل واستمرارا لسياسة نظام حسني مبارك. وأكد الشيخ يوسف القرضاوي (الأب الروحي لجماعة الإخوان) وقتها أن زيارة القدس حرام شرعا، مضيفا أن «زيارة المسلمين للقدس تعد تهديدا لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، بنشر الفساد والرذيلة والإباحية التي تربى عليها المحتلون، وأتقنوا صناعتها، وإدارة فنونها. لهذا كان سد الذرائع إلى هذا الفساد المتوقع فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع». وأعرب القرضاوي عن أسفه لقيام الشيخ جمعة بانتهاك تلك الفتوى والذهاب للمسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية، حزب الحرية والعدالة، وقتها، زيارة جمعة إلى الأراضي المقدسة تحت أي ظرف، واصفين الزيارة بـ«الكارثية». وقالت الجماعة في بيان لها إن زيارة جمعة «تمثل كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية»، معتبرة أن المفتي جمعة خالف كل الفتاوى الصادرة من علماء المسلمين ومؤسساتهم ومن بينها الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية.
وقال مفتي مصر السابق إن «أصل الفتوى التي حرمت زيارة القدس ليست من القرضاوي وحده؛ ولكن من جماعة الإخوان، والحل الأمثل للقضية الفلسطينية الهجرة السلمية إلى القدس، وكثرة عدد المسلمين هناك، ويجب أن نصنع رأيا عاما بين الشعوب لزيارة القدس بعيدا عن الحسابات السياسية التي قد تعطل القضية».
وقالت المصادر المسؤولة في مشيخة الأزهر إن «الأزهر موقفه واضح، وهو عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي». وأعرب الشيخ السلفي ياسر حسن عن اعتقاده أن الدعوة لزيارة القدس الآن تعد «تكريسا لشرعية الاحتلال ورضا بسياسة الأمر الواقع».
في السياق ذاته، تحدث مفتي مصر السابق الدكتور جمعة عن مكانة القدس في الإسلام، وما هو الدور العربي والإسلامي لنصرة فلسطين ودور منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية في إنقاذ القدس. ووجه رسالة إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» قائلا «لم لا تذهبون لنصرة بيت المقدس بدلا من قتل جنود المسلمين المصريين في شبه جزيرة سيناء؟».
وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» في مصر قبل يومين مبايعة تنظيم داعش الإرهابي. ونشطت الجماعة بقوة في شبه جزيرة سيناء عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) من العام الماضي.
7:49 دقيقة
مفتي مصر السابق يفتح باب الجدل مجددا حول زيارة القدس
https://aawsat.com/home/article/223866/%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3
مفتي مصر السابق يفتح باب الجدل مجددا حول زيارة القدس
جمعة دعا العناصر الإرهابية إلى الجهاد في الأقصى بدلا من قتل الجنود في سيناء
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
مفتي مصر السابق يفتح باب الجدل مجددا حول زيارة القدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة