الجيش الحر يرفض اقتراح دي ميستورا بتعليق النزاع في حلب ويقترح تنفيذه في «المناطق المحررة»

حلب والغوطة الشرقية أكثر المناطق تؤوي نازحين يحتاجون للإغاثة والحماية

عناصر من الشرطة التركية في محطة للوقود على الحدود التركية السورية مر عليها البيشمركة في طريقهم لكوباني أمس  (رويترز)
عناصر من الشرطة التركية في محطة للوقود على الحدود التركية السورية مر عليها البيشمركة في طريقهم لكوباني أمس (رويترز)
TT

الجيش الحر يرفض اقتراح دي ميستورا بتعليق النزاع في حلب ويقترح تنفيذه في «المناطق المحررة»

عناصر من الشرطة التركية في محطة للوقود على الحدود التركية السورية مر عليها البيشمركة في طريقهم لكوباني أمس  (رويترز)
عناصر من الشرطة التركية في محطة للوقود على الحدود التركية السورية مر عليها البيشمركة في طريقهم لكوباني أمس (رويترز)

أعلن الجيش السوري الحر رفضه مقترح تعليق النزاع في مدينة حلب الذي تقدم به المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أول من أمس، القاضي بإقامة ما سماه «مناطق مجمدة» في سوريا يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، متقدما باقتراح بديل، هو تنفيذ المناطق المجمدة في «المناطق المحررة من سيطرة نظام» الرئيس السوري بشار الأسد، وتحديدا في القنيطرة (جنوب البلاد) وريفي حلب وإدلب الممتدين من الحدود التركية إلى العمق السوري.
وقال عضو هيئة رئاسة أركان الجيش السوري الحر أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» إن هذا المقترح، على أهميته: «يصعب تنفيذه في حلب أو في أي منطقة تتضمن تماسا عسكريا مباشرا مع قوات النظام لأننا لن نوقف القتال هناك، وخصوصا في المناطق التي نتمتع فيها بتفوق عسكري»، مشيرا إلى أن حلب «لا يمكن تنفيذ هدنة فيها كوننا نحاول التقدم إلى مناطق جديدة فيها، فيما يحاول النظام استعادة أحياء تسيطر عليها المعارضة».
وتنقسم السيطرة في مدينة حلب بين القوات النظامية وقوات المعارضة، إذ تسيطر الأخيرة على الأحياء الشرقية وجزء من الأحياء الشمالية، فيما تحولت مناطق حلب القديمة إلى نقاط اشتباك مستمرة، بينما يحتفظ النظام بالسيطرة على المناطق الجنوبية وجزء من الأحياء الغربية. وتتركز الاشتباكات في المدينة على المدخل الواقع في الشمال الشرقي، قرب سجن حلب المركزي، وعلى المدخل الشمالي الغربي من جهة مجمع الزهراء، فيما تشهد مناطق شمال حلب اشتباكات وقصفا مستمرا من الطرفين.
وقال العاصمي إن مدينة حلب «يستحيل أن تشهد هدوءا» نظرا إلى الخارطة المتغيرة يوميا على صعيد الاقتتال فيها، وتقدم قوات المعارضة من جهات وانحسار تواجدها من جهات أخرى. لكن المدينة: «تمتاز بجانب إيجابي بالنسبة لنا، وهو أن مساحتها كبيرة جدا، ما يعني أن قوات النظام، لا يمكن أن تحاصرها أبدا، خلافا لما يشيعه النظام بأنه قادر على إطباق حصار عليها». وأشار إلى أن عجز النظام عن تنفيذ ذلك المخطط «يعود إلى فقدانه الكادر البشري والكثير الذي يحتاجه لخنق المدينة ومحاصرتها»، علما بأن مساحتها تعادل 5 أضعاف مساحة الغوطة الشرقية في دمشق التي يحاصرها النظام. وقال: إن النظام «يقصف أحياءها الخاضعة لسيطرة المعارضة من مسافات بعيدة، كما ينفذ غارات جوية، لكنه غير قادر على محاصرتها والتقدم فيها، ما يدفعه لأن يطالب بمنطقة تجميد عمليات فيها لتخفيف الضغط العسكري عليه».
وكان دي ميستورا قال بعد لقائه أعضاء مجلس الأمن الدولي إنه ليست لديه خطة سلام وإنما «خطة تحرك» لتخفيف معاناة السكان بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب. وقال المبعوث الأممي بأن مدينة حلب المقسمة قد تكون «مرشحة جيدة» لتجميد النزاع فيها، من دون مزيد من التفاصيل، مشددا على أنه «ينبغي أن يحصل شيء يؤدي إلى تجميد النزاع في تلك المنطقة ويتيح الفرصة لتحسين الوضع الإنساني وللسكان لكي يشعروا بأنه، على الأقل هناك، لن يحدث مثل هذا النزاع».
وكشف العاصمي لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المقترح «بدأ قبل 3 أشهر»، وأن مندوبي دي ميستورا الذين اجتمعوا مع أعضاء المجلس العسكري في الجيش السوري الحر «طرحوا الفكرة في سياق رديف، إذ بحثوا إمكانية أن تكون هناك هدن عسكرية في بعض المناطق». لكن إجابة الجيش السوري الحر، كانت «الموافقة على شرط أن تكون الهدن في المناطق المحررة من سيطرة النظام والخاضعة لسيطرتنا، وليس في المناطق التي يعاني فيها النظام من وضع عسكري حرج». وأشار إلى «أننا طرحنا فكرة إقامة هذه المنطقة في القنيطرة التي تعد شبه محررة، على أن يتضمن اتفاق الهدنة التزاما منا بعدم استعمال المنطقة كقاعدة انطلاق لعمليات الجيش الحر، في مقابل أن لا تقصفها طائرات النظام، وتكون المنطقة محمية من قبل عناصر الأمم المتحدة الذين يشرفون على مراقبة تنفيذ الهدنة».
ويعني هذا المطلب، إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا، وهو ما تسعى إليه المعارضة، لكن دمشق وحلفاءها يرفضون هذا الطلب، علما بأن المعارضة تراه «حلا مناسبا سيؤدي إلى طرد القوات الحكومية من مناطق كثيرة، كونها لا تستطيع إلا استخدام سلاح الجو لقصف مواقع المعارضين».
ويعد تخصيص مناطق محمية ومحيدة عن النزاع، ضرورة من وجهة نظر الأمم المتحدة، ووجهة نظر الجيش السوري الحر أيضا على حد سواء، وسط معلومات بوجود 4.7 مليون نازح في سوريا وحدها، وأجبروا على النزوح أكثر من مرة بسبب الاشتباكات المتنقلة وتشمل 10 محافظات على الأقل داخل البلاد. وإذ أكد العاصمي أن الجيش الحر «يؤيد إنشاء مناطق آمنة في سوريا لتخفيف النزوح الداخلي والخارجي»، قال: إن «الأمم المتحدة تسعى إلى تهدئة المنطقة بهدف إدخال المعونات الإغاثية». وأضاف: «برغم أهمية هذا المسعى، فإن ذلك لا يعفي المجتمع الدولي من البحث عن حل شامل»، معتبرا أن الأمم المتحدة «للأسف تحولت إلى جمعية خيرية إذ لا تبحث عن حل شامل».
ويُنظر إلى حلب، التي باتت مقسمة منذ هجوم للمعارضة في صيف 2012 بين مناطق تسيطر عليها القوات النظامية في الغرب وأخرى تسيطر عليها المعارضة في الشرق، على أنها المنطقة المثالية لإنشاء هدنة لوقف النار فيها، بعد نجاح هدنة سابقة في حمص مهّدت لاتفاق شامل قضى بإخراج قوات المعارضة منها إلى مناطق آمنة خاضعة لسيطرتهم شمال المحافظة. إضافة إلى ذلك، يعد ريف دمشق والغوطة الشرقية مكانين مناسبين أيضا، كون الغوطة التي تحاصرها القوات الحكومية وتنفذ فيها عمليات متواصلة في مسعى للسيطرة عليها، تضم أكثر من نصف مليون نازح، إضافة إلى نصف مليون آخرين من السكان فيها. تلك المناطق، في حاجة إلى إدخال مساعدات غذائية، بحسب ما تقول مصادر المعارضة، كذلك حلب التي تؤوي ما يزيد على نصف مليون مواطن.
غير أن المعارضة تتخوف من عدم التزام النظام بالهدنة. وقال العاصمي إن الهدنة في حمص: «نُفذت بضمانة إيرانية»، كما أن المخاوف تمتد إلى «الهواجس من استغلال النظام للهدنة بإدخال قواته الأمنية وتنفيذ اعتقالات في المدن والمناطق المحيدة عن النزاع». إضافة إلى ذلك، تطالب المعارضة بوجوب ضمانات دولية لإنشاء جيوب محمية، وتطمينات على أعلى المستويات «كي لا تُفسّر الموافقة على أن الثورة وقفت عند حدود هذه المناطق»، بحسب تأكيد العاصمي.
وفي مقابل المخاوف من خرق النظام للهدن واستغلالها، يؤكد العاصمي «أننا نحترم الهدنة بهدف حماية ناسنا وشعبنا»، مشددا على أنه في حال تمت الموافقة على الهدنة بشروط الجيش السوري الحر، أي في المناطق المحررة، فإن ذلك «سيدفعنا لإصدار أوامر تلزم جميع المقاتلين بالتهدئة»، مشيرا إلى أن سلطة الجيش الحر «قائمة على أكثر من 30 فصيلا فاعلا، أما الذين لا سلطة لنا عليهم، وهم تنظيمات متشددة، فإنهم لا يمثلون العدد الكبير من المقاتلين المعارضين».
وأكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن حكومته مستعدة «للنظر» في اقتراح دي ميستورا لكنها تنتظر تفاصيل إضافية من اجتماع من المفترض أن يكون انعقد مساء أمس الجمعة. وقال دبلوماسيون إن الدول الأعضاء في المجلس منفتحة إلى حد ما على «الخطة» التي قد تكون خطوة أولى على طريق حوار وطني، لكنها تريد مزيدا من التفاصيل.



بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

 


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».