انخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام لدول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير (شباط) 2013، بعد أن قلصت وارداتها من النفط السعودي بشكل كبير، وقطعت وارداتها من الدول المنتجة للنفط الخفيف، مثل الجزائر ونيجريا.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة أمس، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة استوردت في المتوسط نحو 2.99 مليون برميل يوميا من نفط «أوبك» في أغسطس (آب)، انخفاضا من 3.36 مليون برميل يوميا في شهر يوليو (تموز) الذي سبقه.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط من خارج دول «أوبك» خلال أغسطس، لتصل إلى 4.09 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 3.86 مليون برميل يوميا في يوليو. وارتفعت الواردات من خارج «أوبك» بعد أن زادت الكميات المستوردة من كندا وكولومبيا. واستوردت أميركا 2.59 مليون برميل يوميا من كندا، وهي أعلى كمية منذ يناير (كانون الثاني) 2014 بفضل التحسن الكبير في نقل النفط بالقطارات بين الدولتين.
وتشمل واردات الولايات المتحدة من «أوبك» كذلك النفط المقبل من الدول المطلة على الخليج العربي والأعضاء في المنظمة. وأظهرت الأرقام أن السواحل الأميركية استقبلت نحو 1.76 مليون برميل يوميا من هذه الدول، مقارنة بنحو 2.13 مليون برميل يوميا في يوليو. وواردات أغسطس هي الأقل منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2012.
والدول المطلة على الخليج العربي التي تصدر للولايات المتحدة هي السعودية والكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة. وتصدر السعودية والكويت والعراق أنواعا متوسطة إلى ثقيلة من النفط، وهذه الأنواع مرغوبة نظرا لأنها تنتج عند تكريرها كميات أكبر من الديزل والمشتقات المتوسطة. أما قطر، فلا تصدر للولايات المتحدة شيئا، وواردات أميركا من النفط الإماراتي إما معدومة في أغلب الأحيان، وإما صغيرة لدرجة لا تُذكر. في حين لا تستورد أميركا أي نفط من إيران بسبب العلاقة السياسية المضطربة بينهما.
وسجلت واردات الولايات المتحدة من النفط السعودي هبوطا حادا في أغسطس، بعد أن استوردت 894 ألف برميل يوميا، وهي أقل كمية منذ فبراير 2010، حسبما أوضحت الأرقام. وكانت الولايات المتحدة قد استوردت 1.23 مليون برميل يوميا في يوليو من النفط السعودي الخام.
ولا تزال السعودية أكبر دولة في «أوبك» تصديرا للنفط إلى أميركا بكميات في الغالب فوق المليون برميل يوميا. ويساعدها في ذلك وجود 3 مصافٍ مملوكة بالشراكة بين «أرامكو السعودية» وشركة «رويال دويتش شل»، من بينها مصفاة «بورت آرثر» في تكساس، التي تُعد أكبر مصفاة في الولايات المتحدة بطاقة تكريرية أعلى بقليل من 600 ألف برميل يوميا.
ومما قد يساعد السعودية وباقي دول الخليج على زيادة مبيعاتهم في النصف الثاني في الولايات المتحدة هو التخفيضات الكبيرة التي قدمتها على أسعار نفطها لشحنات شهر سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) لتجعله أكثر جاذبية من ناحية السعر، مع نفوط أخرى منافسة، مثل النفط الكندي الذي بدأ في الوصول جنوبا، والتعمق في السوق الأميركية، بفضل التحسن الكبير في نقل النفط بواسطة القطارات والأنابيب.
وأعلنت «أرامكو»، أول من أمس (الأربعاء)، قائمة أسعار بيع النفط الرسمية لشهر أكتوبر، التي أظهرت تخفيضا قدره 40 سنتا للبرميل على كل أنواع نفطها المتجه لأميركا، مقارنة بأسعار سبتمبر، وهو تخفيض أقل من ذلك الذي أعطته للعملاء في سبتمبر، البالغ قدره 80 سنتا (أي ما يقارب دولارا كاملا) مقارنة بأسعار أغسطس.
وتصل قيمة خام العربي المتوسط (وهو أحد 5 أنواع من النفط تنتجه «أرامكو السعودية») للتحميل في شهر أكتوبر إلى 90 دولارا للبرميل للشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة. أما العربي المتوسط لنفس الشهر إلى الولايات المتحدة فتصل قيمته التقديرية إلى نحو 89 دولارا للبرميل.
وأسهمت زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري في انخفاض الاستيراد من الدول الأفريقية، مثل أنغولا ونيجيريا والجزائر والمنتجة للنفط الخفيف الذي يشابه في خاصيته كثيرا النفط الصخري الذي يزيد إنتاجه يوما بعد يوم.
وفي الأسبوع الماضي، أنتجت الولايات المتحدة 8.97 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى في أكثر من 30 سنة.
ولم تستورد أميركا أي نفط من نيجريا في شهر يوليو للمرة الأولى منذ عام 1995، حسبما أظهرت البيانات، بعد أن توقفت المصفاة الوحيدة التي تشتري النفط النيجري شراءها منه، واشترت نفطا من أذربيجان عوضا عنه. ولكنها عادت واستوردت 3 آلاف برميل يوميا في أغسطس من النفط النيجيري.
بينما لم تستورد برميلا واحدا من النفط الليبي هذا العام. أما النفط الجزائري، فقد اختفى تماما من السوق الأميركية في أغسطس. ومنذ أن زاد الإنتاج من النفط الصخري في العامين الماضيين بشكل كبير انخفضت الواردات من الجزائر، بعد أن كانت الواردات الأميركية منه تصل إلى مستوى قريب من 400 ألف برميل يوميا إلى شهر يناير من عام 2011.
8:2 دقيقة
واردات أميركا من نفط «أوبك» تهبط لأقل مستوى منذ فبراير 2013
https://aawsat.com/home/article/212026/%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%81%D8%B7-%C2%AB%D8%A3%D9%88%D8%A8%D9%83%C2%BB-%D8%AA%D9%87%D8%A8%D8%B7-%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1-2013
واردات أميركا من نفط «أوبك» تهبط لأقل مستوى منذ فبراير 2013
تستورد أقل كمية نفط من السعودية خلال أكثر من 4 أعوام.. ووارداتها من الخليج تهبط
- الخبر: وائل مهدي
- الخبر: وائل مهدي
واردات أميركا من نفط «أوبك» تهبط لأقل مستوى منذ فبراير 2013
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة