عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

اكتساح هلالي.. وبطولة!

صدق ريجيكامب، مدرب فريق الهلال لكرة القدم، حين وصف سيدني الأسترالي بأنه «فريق عائلي»، وذلك قبل المواجهة الأولى بين الهلال ومضيفه، التي انتهت بفوز سيدني.
لا أبالغ، ولا أتجنى حين أتساءل عن كيفية فوز البطل الأسترالي على 3 فرق آسيوية ضخمة هي: جوانزو، وسيول، والهلال؛ لأن ما قدمه سيدني لا يدل على أنه يقدم كرة «كواليتي» - كما يقول الإنجليز - والمقصود الكرة النوعية التي تصنف ضمن كرة الوزن الثقيل الخاصة بمحترفي اللعبة. ومصطلح «كواليتي» دقيق جميل قد يكون مرتبطا بأعلى نوعية من اللاعبين، بالإضافة إلى التقسيم الفردي لكفاءة اللاعبين من العادي، والماهر، والبارع، إلى المبدع، أو «السوبر ستار».
شعرت بأن أداء سيدني يدل على فريق يعتمد على فئة اللاعبين العاديين، وربما الهواة، ولذلك أرى أن ريجيكامب كان دقيقا عندما قال إنه «فريق عائلي»، وكأنه يشير إلى الجانب النفسي، حيث يظهر الفريق الأسترالي مثل كل الفرق التي تفتقر إلى الكفاءة الفنية بروح الجسد الواحد بأداء قتالي يغطي على كثير من العيوب والنواقص الفنية. وبدا واضحا أن سيدني عرف قدرات الهلال جيدا، وإلا فكيف يلعب ويبالغ فريق دفاعيا على هذا النحو حتى وهو يلعب على أرضه؟!
أدرك سيدني أنه ليس في مستوى الهلال فنيا، ولذلك بنى استراتيجيته على هذا الفارق؛ لكنه قاتل بشكل عجيب، وقد فعل ذلك قبل الهلال ونجح، واستغرب كثيرا: كيف نجح؟!
قد تنجح بالحظ مرة أو مرتين؛ لكن سيدني محظوظ أكثر. وأيضا لا أبالغ إن قلت إنني أرى فرقنا المتوسطة مثل الفيصلي والفتح وهجر ونجران في مستوى سيدني مع التقدير لهذه الفرق السعودية، وحديثي ينصب حول الإمكانات.
لا أريد أن يقيم رأيي على أنه مبالغة، أو من قبيل الشوفينية، أو محاولة التقليل من شأن الفريق الأسترالي أو حتى تخدير ممثلنا، ولن أكون مندفعا لو قلت إن الموج الأزرق سيجرف سيدني ويكتسح الهلال ضيفه بعدد كبير من الأهداف، وإذا كان أحد زملاء المهنة من «المغردين» قد توقع فوزا هلاليا في مباراة العودة بالرياض بـ3 أهداف، أراه واقعيا؛ بل أذهب إلى أن الهلال قادر على الفوز بـ4.
أتحدث عن فارق الإمكانات، بالإضافة إلى الظروف المواتية؛ الأمر الذي يدعوني إلى مطالبة الإدارة الفنية بالهلال على التركيز كثيرا على الجانبين الذهني والنفسي لاستغلال التفوق الفني دون أن ينخدع الفريق بالاستثارة الانفعالية التي قد تكون وبالا على أي فريق.
لن يجد الهلال من الناحية الفنية صعوبة كبيرة في تجاوز ضيفه الأسترالي، بيد أن التجاوز بحاجة إلى أن يكون الفريق جاهزا نفسيا وذهنيا لكي يفرض تفوقه الفني؛ لأن الفريق الأسترالي سيقاتل ويدافع بشراسة أكثر من المباراة الأولى. قد يستطيع الصمود طويلا، ومع ذلك فإن كلمة الحسم في النهاية يحددها فارق الإمكانات الكبيرة بين طرفي نهائي الدوري الآسيوي لكرة القدم، وهذا الفارق يرجح كفة الهلال بعدد كبير من الأهداف.
[email protected]