نشرت فرنسا تعزيزات كبيرة للشرطة لمواجهة تنظيم تدفق للمهاجرين غير الشرعيين على كاليه (شمال) لمحاولة الوصول إلى بريطانيا، مثيرين استياء سكان المدينة بسبب تصاعد الحوادث حتى في وسط المدينة.
وقالت لوديفين (32 سنة)، التي تعمل في محل لبيع الألبسة: «لم نعد نعرف مدينتنا». وأضافت: «منذ الصيف نشهد تدهورا ولم يعد هناك زبائن».
ومنذ سنوات يتجمع المهاجرون الأفارقة والآسيويون والقادمون من الشرق الأوسط في كاليه، أقرب مرفأ فرنسي إلى السواحل البريطانية، تمر عبره يوميا آلاف الآليات. وهو يشهد باستمرار صدامات على أرصفته.
لكن مصدرا في الشرطة قال: «إنها المرة الأولى التي تحدث فيها صدامات في كاليه نفسها، مما أجبر الشرطة على التدخل».
من جهته أعلن وزير الداخلية الفرنسية برنار كازونوف نشر 100 شرطي ودركي إضافيين في هذه المدينة؛ التي يبلغ عدد سكانها 75 ألف نسمة مما يرفع عدد هؤلاء العناصر إلى 450. وأفاد وزير الداخلية أنه «عدد استثنائي (...)؛ لكنه مبرر تماما».
أمّا رئيسة بلدية كاليه ناتاشا بوشار، فقالت إن الوضع بلغ «الحد الأقصى».
من ناحيته، صرح فريديريك فان غانسبيكي؛ الذي يترأس جمعية للتجار: «نواجه عددا كبيرا من الشبان الذين قدموا من القرن الأفريقي بمفردهم وغير متزوجين إلى المدينة؛ التي يتجولون فيها، ومستعدون لفعل أي شيء للوصول إلى إنجلترا».
ودعا لوران روسيل الذي يملك حانة، الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرنسوا هولاند إلى إدراك أهمية هذه المشكلة، وقال إنه «رغم كثرة المناقشات والأحاديث، فإن الأمور لا تحقق أي تقدم وأهل مدينة كاليه عيل صبرهم. فعلا عيل صبرهم».
واندلعت مواجهات الأربعاء لليوم الثالث على التوالي بين مهاجرين من أصول إريترية وآخرين إثيوبيين في أحد شوارع كاليه، يشتري منه المهاجرون بأسعار زهيدة.
ووفق سيناريو أصبح اعتياديا، حاول مئات المهاجرين بعد ذلك الوصول بالقوة إلى شاحنات تنتظر بالقرب من المرفأ عبور المانش باتجاه بريطانيا.
والاثنين لقيت إثيوبية مصرعها بعدما دهستها سيارة على الطريق السريع الذي يعبر كاليه.
وتشكل المنطقة المحرومة اقتصاديا التي تقترب نسبة البطالة فيها من 16 في المائة، أرضا خصبة لليمين المتطرف.
وقد دانت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن؛ التي زارت كاليه أمس، «الفضيحة» التي تتمثل «بترك هذه المدينة تواجه مشاكل الهجرة السرية».
وهذه الاتهامات دفعت وزير الداخلية الفرنسي إلى انتقاد «أكاذيب ومغالاة» لوبن التي اتهمها «باستغلال مآسي البشر بوقاحة».
وتقدر السلطات المحلية عدد المهاجرين الذين يعيشون في مخيمات في محيط المرفأ بنحو 2300، وهو عدد أكبر من الذي سجل في نهاية الصيف بنحو الثلث. ومعظم هؤلاء قدموا من السودان أو إريتريا وكذلك من سوريا ومناطق حروب أخرى.
وهم يعتبرون بريطانيا جنة يستطيعون فيها العثور على عمل والاستفادة من سياسة اللجوء الأكثر ليونة بالمقارنة مع دول أخرى في أوروبا. ومعظم هؤلاء لا يعرفون لماذا هم عالقون في كاليه بعد رحلاتهم الطويلة والخطيرة في معظم الأحيان.
وقال علي القادم من أفغانستان لوكالة الصحافة الفرنسية: «نريد الذهاب إلى إنجلترا لأننا لا نجد عملا هنا».
وكانت فرنسا وبريطانيا أعلنتا منتصف سبتمبر (أيلول) اتفاقا حول «إدارة ضغط الهجرة» في كاليه، ينص على مساهمة بريطانية بقيمة 15 مليون يورو.
ويفترض أن تساعد هذه الأموال في بناء أسوار يبلغ ارتفاعها 4 أمتار لتجنب عمليات الاقتحام المتكررة للمهاجرين من أجل الصعود على شاحنات، وزيادة عدد مراكز المراقبة البريطانية للمهاجرين وإنشاء مرأب كبير يخضع لإجراءات أمنية للشاحنات.
لكن في مواجهة مرفأ سيتحول إلى قلعة منيعة، قد يحاول المهاجرون العبور من نقاط أخرى إلى إنجلترا. وذكرت مصادر عدة أن وجودا لهؤلاء سُجل في بلدات ساحلية أخرى.
7:49 دقيقة
فرنسا تواجه تنظيم تدفق المهاجرين غير الشرعيين
https://aawsat.com/home/article/208446/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%AA%D8%AF%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86
فرنسا تواجه تنظيم تدفق المهاجرين غير الشرعيين
سكان كاليه عيل صبرهم من تصاعد الحوادث
فرنسا تواجه تنظيم تدفق المهاجرين غير الشرعيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة