عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

«حمى يوم السبت»!

الحمى هذه المرة لن تكون «ليلة السبت»، مع أنني لست من هواة أو عشاق مشاهدة الأفلام، حيث أميل للواقع المثير المتمثل في اللعبة الرياضية، أستعير العنوان وأقول إن الحمى ستنتقل ليوم السبت بنهاره ومسائه، ويا له من يوم «كروي» حافل.
وقد ضحكت كثيرا وأنا أقرأ النكتة التي تم تداولها خلال الأيام الماضية وفيها نصيحة بأن من يصادف زواجه في هذا اليوم عليه أن يؤجل المناسبة، لأن العريس قد يجد نفسه في قاعة الفرح وحيدا مع «والده فقط»، لأن المدعوين سينشغلون بأقوى مباريات الكرة الأرضية.
سنكون على موعد مع الهلال أولا في ذهاب نهائي القارة الآسيوية أمام سيدني الأسترالي، وفي عصر السبت سيكون «الديربي المحلي» بين تشيلسي ومانشستر يونايتد، وفي المساء يلتقي النصر والاتحاد في «ديربي محلي»، وأخيرا «الديربي العالمي» بين برشلونة وريال مدريد.
يوم كروي حافل، ومشكلة البرنامج بالنسبة للمتابع السعودي تحديدا تكمن في الفترة المسائية، لأن مواجهة النصر والاتحاد تقام تقريبا في نفس موعد البرشا والريال. والواقع أن إقامة مباراتين في الموعد نفسه قد يهون أمرها في ظل الميزة على التنقل والاختيار فضلا عن الإعادة أو التسجيل، لكن المشكلة التي أعنيها تخص مشاهدة مباراة النصر والاتحاد حضوريا في الاستاد، ومن يعرف أهمية مباراة برشلونة وريال مدريد وحلاوتها وإثارتها وجمالها لا سيما أنها الأولى بعد كأس العالم مع التغييرات الهائلة في صفوف الفريقين سيدرك أنها ستؤثر كثيرا على حضور مباراة النصر والاتحاد.
الهلال نفسه الذي سيلعب مباراة تاريخية آملا العودة للذهب الآسيوي بعد غياب طويل، معني أيضا بمواجهة النصر والاتحاد، وقد يكون في هذه المباراة فقط في صف النصر بحثا عن تضييق الفارق بينه وبين الصدارة، ذلك أن فوز الاتحاد من شأنه توسيع الفارق. وقد كان الفوز الأهلاوي على النصر إضافة مثيرة للدوري السعودي الساخن لأن النصر تلقى أول خسارة، الأمر الذي يفرض عليه أداء مباراة قتالية بحثا عن استعادة الصدارة من المنافس الاتحادي العائد بقوة هذا الموسم، علما بأن الاتحاد لم يلعب مباراة قوية حتى الآن، ولذلك ستكون مواجهة الرياض مقياسا حقيقيا للتعرف على إمكانات الاتحاد كمنافس على الصدارة. وقد لفت انتباهي ما قاله الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال بعد خسارة فريقه من الشباب، حين أشار إلى أن الفرق الخمسة الكبيرة وهي الهلال والشباب والنصر والأهلي والاتحاد ستعرقل بعضها، وهذا أمر طبيعي، لكن المرفوض أن تأتي الخسارة من الفرق الصغيرة أو المتوسطة.
في لندن، سيحاول مانشستر يونايتد التعويض بعد هزة البدايات على حساب المرشح الأقوى تشيلسي، ليس ذلك فحسب، بل هي فرصة كبيرة للمدرب العالمي فان غال، الذي لم يرسخ فلسفته ولم يحقق هدفه حتى الآن بإثبات كفاءته التدريبية من خلال التفوق على اسم كبير في عالم التدريب وهو البرتغالي مورينهو الذي يشق طريقه باقتدار، متميزا بفريقه اللندني المتخم بالنجوم.
لا شك أن مواجهة برشلونة وريال مدريد ستكون مسك ختام السبت الحافل، وهو امتحان صعب وقوي للمدرب الكبير الآخر أنشيلوتي وبقائمة جديدة أبرز ضيوفها كروس ورودريغيز، أمام مدرب جديد على البرشا وإن كان نجما سابقا في صفوف الفريق. سيحاول إنريكي إثبات جدارته والتأكيد على أنه لا يقل كفاءة عن الكبار بمن فيهم مدرب برشلونة الأسطوري غوارديولا.
[email protected]