أوباما يعتزم تجنب طلب مصادقة الكونغرس على أي اتفاق مع طهران

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعد تقدم إيران بطيئا في تطبيق التزاماتها

الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال استقباله رئيس وزراء أرمينيا هوفيك ابراهاميان في طهران أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال استقباله رئيس وزراء أرمينيا هوفيك ابراهاميان في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

أوباما يعتزم تجنب طلب مصادقة الكونغرس على أي اتفاق مع طهران

الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال استقباله رئيس وزراء أرمينيا هوفيك ابراهاميان في طهران أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال استقباله رئيس وزراء أرمينيا هوفيك ابراهاميان في طهران أمس (إ.ب.أ)

تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي خلال الأسابيع الخمسة المقبلة، قبل الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا من جهة، وإيران من جهة أخرى. وكلف أوباما وزير خارجيته جون كيري ومسؤولين في الخارجية الأميركية على رأسهم الدبلوماسي المخضرم نائب وزير الخارجية ويليام بيرنز ووكيلة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان بالتواصل المباشر بهدف تحقيق الاتفاق.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن عزم أوباما على التوصل إلى هذا الاتفاق، وهو ما بات يعتبره الهدف الأساسي في سياسته الخارجية التي تعاني من مصاعب من سوريا إلى الصين، دعاه إلى أن يقرر العمل على تجنيب الكونغرس التصويت على أي اتفاق يتم التوصل إليه. وأفادت الصحيفة أمس أن البيت الأبيض قرر السعي وراء اتفاق لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس الذي تعارض غالبية أعضائه اتفاقا يسمح لطهران بإبقاء جزء من نشاطها النووي.
وتريد طهران «تعليقا» للعقوبات الأميركية التي خنقت الاقتصاد الإيراني خلال السنوات العشر الماضية. وأفادت «نيويورك تايمز» أمس أن وزارة المالية الأميركية بحثت في القوانين الأميركية وطبيعة العقوبات الأميركية ووجدت أن أوباما يتمتع بصلاحيات كافية لتعليق الغالبية الكبرى من العقوبات من دون مصادقة من الكونغرس. إلا أن الصلاحيات لا تسمح بإلغاء العقوبات كليا من دون تصويت الكونغرس، لذا قد يلجأ البيت الأبيض إلى التعليق الجزئي أو المؤقت في حال توصل إلى اتفاق مع الإيرانيين. وقال مسؤول لم تكشف الصحيفة الأميركية عن هويته: «لن نطلب قرارا من الكونغرس حول أي اتفاق لعدة سنوات»، أي ما بعد خروج أوباما من البيت الأبيض بداية عام 2017.
إلا أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور روبرت مانينديز قال إنه «في حال لم يكن الاتفاق المرتقب قادرا على تفكيك برنامج إيران غير الشرعي، أتوقع أن يرد الكونغرس» على أي اتفاق. وأضاف: «لا يمكن أن يسمح أي اتفاق لإيران بأن تكون على حافة أن تصبح دولة نووية».
وتستمر المفاوضات خلال الأسابيع الخمسة المقبلة بينما تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية البرنامج الإيراني. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس إن إيران لم تطبق بعد كل إجراءات الشفافية النووية التي وافقت على تنفيذها بحلول أواخر أغسطس (آب) الماضي وهو ما يشير إلى بطء سير التحقيق بشأن أبحاث سابقة مزعومة عن تصنيع قنبلة ذرية.
وقال مسؤولون غربيون إن على إيران أن تتعاون أكثر مع مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة إذا أرادت حل نزاعها مع القوى العالمية الست الكبرى بشأن برنامجها النووي والتخلص من العقوبات الاقتصادية التي تشل اقتصادها.
ورغم مرور شهرين على انتهاء مهلة «25 أغسطس» للرد على أسئلة بشأن نشاط مزعوم يمكن أن يستخدم في تطوير أسلحة ذرية، فإن أمانو أوضح أن إيران لم تفعل ذلك بشكل كامل بعد.
وقال أمانو: «من أجل حسم كل القضايا المهمة، فمن الضروري جدا أن تنفذ إيران وفي إطار الجدول الزمني كل الإجراءات العملية التي اتفق عليها بموجب إطار التعاون». وأضاف في كلمته أمام مؤتمر عن الضمانات النووية في فيينا، أن الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها «بتقديم تأكيدات ذات مصداقية عن عدم وجود مواد نووية وأنشطة لم يعلن عنها في إيران».
وتحاول الوكالة منذ سنوات التحقق من مزاعم غربية بأن إيران كانت تجري أبحاثا لتصميم رأس نووي. وتقول طهران إن خصومها اختلقوا تلك المعلومات، لكنها وعدت منذ العام الماضي بالتعاون مع الوكالة.
من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أمس، إنها ستستمر في قيادة المفاوضات النووية مع إيران إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق حتى لو انقضت مهلة نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل المحددة لذلك. وتنتهي بحلول نهاية الشهر الحالي فترة السنوات الخمس التي تولت فيها آشتون رئاسة السياسة الخارجية في الاتحاد، وقالت من قبل إنها ستستمر في القيام بدور المفاوض النووي حتى 24 نوفمبر المقبل؛ المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق.
وسئلت آشتون عما إذا كانت ستستمر بعد هذا التاريخ إذا كانت هناك ضرورة، فقالت للصحافيين خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد في لوكسمبورغ: «طلب مني الاستمرار إلى أن يتحقق» الاتفاق.
وتتفاوض آشتون، وهي بريطانية الجنسية، مع الوفد الإيراني نيابة عن القوى الست العالمية المشاركة في المحادثات، وهي: الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إضافة إلى ألمانيا.



شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكاتب «كنيسة التوحيد»

مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
TT

شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكاتب «كنيسة التوحيد»

مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)

قالت الشرطة في كوريا الجنوبية إنها داهمت، اليوم (الاثنين)، مكاتب ومجمعات كنيسة التوحيد في العاصمة سيول ومحيطها، بما في ذلك قصر فخم شمال شرق العاصمة يُستخدم كمقر دولي لها، مشيرة إلى أن التفتيش يجري في عشرة مواقع تابعة للكنيسة.

وذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء، أن عملية التفتيش تتعلق باتهامات حول تلقي بعض أعضاء الحكومة ونواب حاليين وسابقين تمويلاً سياسياً غير قانوني من الكنيسة. وتشمل الاتهامات زعيمة الكنيسة هان هاك- جا.

وكان وزير المحيطات والمصايد السمكية جون جيه-سو، استقال الأسبوع الماضي للتركيز على دحض هذه الادعاءات، التي وصفها بأنها كاذبة، وتجنباً لتأثير هذه القضية على عمل حكومة الرئيس لي جيه ميونج.

إن هاك جا زعيمة كنيسة التوحيد تصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع لمراجعة مذكرة التوقيف الصادرة بحقها بناء على طلب المدعين الخاصين في سيول (أرشيفية - رويترز)

وأصدرت الكنيسة بياناً الأسبوع الماضي تنفي فيه أي ضلوع لها فيما وصفتها «بتجاوزات» ارتكبها مسؤول كنسي سابق واحد.

وتُحاكم هان زعيمة كنيسة التوحيد بتهمة تقديم رشاوى للسيدة الأولى السابقة كيم كيون هي مقابل خدمات تجارية. وقد نفت هان هذه الادعاءات.


(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

شهدت أستراليا سلسلةً من الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية على عدد من المعابد اليهودية والمباني والسيارات منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

أقامت الشرطة مسرح جريمة في منزل أحد المشتبه بهم في ضاحية بونيريج عقب حادث إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني نيو ساوث ويلز - أستراليا في 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفيما يلي بعض الوقائع الرئيسية:

* 25 مايو (أيار) 2024: رسوم جرافيتي على جدران في أكبر مدرسة لليهود بأستراليا في ملبورن.

* 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2024: رسوم جرافيتي معادية للسامية على جدران مخبز لليهود في سيدني، مع ترك رسالة لصاحب المخبز تقول «كن حذراً».

* 17 أكتوبر: إحراق مدخل مصنع «كيرلي لويس» للجعة في منطقة بونداي بسيدني.

* 20 أكتوبر: إضرام النار في مطعم «لويس كونتيننتال كيتشن» اليهودي المجاور في بونداي.

وجه فريق عمل يحقق في الهجمات المعادية للسامية لعضو سابق في عصابة لراكبي الدراجات النارية في مارس (آذار) تهمة تحريض رجلين على إضرام النار في واقعتي مصنع الجعة والمطعم من أجل تشتيت جهود الشرطة. وأنكر التهم الموجهة إليه وأطلق سراحه بكفالة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي لاحقاً إن معلومات من وكالة المخابرات الوطنية أظهرت أن الحكومة الإيرانية كانت وراء الهجوم على المطعم.

* 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024: إحراق سيارات وتخريب مبان، شرق سيدني، وهي منطقة يسكنها عدد كبير من اليهود.

* 6 ديسمبر (كانون الأول) 2024: إضرام النار في كنيس «أداس إسرائيل» في جنوب ملبورن، وتعاملت الشرطة مع الواقعة على أنها هجوم إرهابي محتمل.

وجه فريق عمل لشرطة مكافحة الإرهاب في ولاية فيكتوريا في أغسطس (آب) 2025 اتهامات إلى رجلين على صلة بالهجوم. بعد ذلك بأيام، أعلن ألبانيزي أن الحادث كان بتحريض من الحكومة الإيرانية أيضاً.

* 6 ديسمبر 2024: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن الهجمات المعادية للسامية في أستراليا مرتبطة بدعم حكومتها لقرار للأمم المتحدة يؤيد قيام دولة فلسطينية.

وصل ضباط الشرطة إلى مستشفى سانت فنسنت عقب حادثة إطلاق نار في شاطئ بوندي بمدينة سيدني أستراليا في 15 ديسمبر 2025 (رويترز )

* 9 ديسمبر 2024: إطلاق فرقة عمل تابعة للشرطة الاتحادية للتصدي للجرائم المرتبطة بمعاداة السامية.

* 11 ديسمبر 2024: إحراق سيارات وتخريب مبانٍ في شرق سيدني.

* 7 يناير (كانون الثاني) 2025: توجيه اتهام لرجل بعد أن تردد أنه هدد مصلين بالقرب من كنيس في شمال سيدني.

* 10 يناير 2025: رسوم جرافيتي تشمل الصليب المعقوف على جدران كنيس في جنوب سيدني.

* 11 يناير 2025: رسوم جرافيتي على جدران كنيس في غرب سيدني ومحاولة لإضرام النار به.

وصف كريس مينز رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز الهجوم بأنه تصعيد في الجرائم المعادية للسامية.

وتعرضت سيارات ومنازل في غرب سيدني للتخريب برسوم جرافيتي معادية للسامية.

* 16 يناير 2025: فريق العمل الاتحادي المعني بمعاداة السامية ينفذ أول عملية اعتقال، موجهاً الاتهام إلى رجل من سيدني بإصدار تهديدات بالقتل والتخريب.

* 17 يناير 2025: إضرام النار في سيارات وتعرض منزل في شرق سيدني كان يملكه أحد زعماء الجالية اليهودية للتخريب.

* 19 يناير 2025: مينز يعلن قوانين لتعزيز الحماية من خطاب الكراهية وحظر الاحتجاجات خارج دور العبادة.

* 21 يناير 2025: وضع رسوم جرافيتي على جدران مركز لرعاية الأطفال في شرق سيدني وإضرام النار فيه.

الشرطة توجه اتهاماً لامرأة فيما يتعلق بهجوم وقع في 11 ديسمبر، وألبانيزي يعلن عقد اجتماع للحكومة رداً على تصاعد معاداة السامية.

* 29 يناير 2025: شرطة نيو ساوث ويلز تقول إنها عثرت على مقطورة مليئة بالمتفجرات في شمال غرب سيدني. السلطات تقول في وقت لاحق إنها كانت خطة زائفة وضعتها شبكة للجريمة المنظمة لمهاجمة كنيس يهودي في سيدني، بهدف تشتيت موارد الشرطة.

* 12 فبراير (شباط) 2025: السلطات الأسترالية تعلن إيقاف ممرض وممرضة في مستشفى بسيدني عن العمل بسبب تهديدهما بقتل مرضى يهود ورفض علاجهم بحسب مقطع على تطبيق «تيك توك»، مما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق.

* 4 يوليو (تموز) 2025: فرار 20 يهودياً خلال عشاء السبت في كنيس شرق ملبورن من حريق وصفته الشرطة بأنه متعمد. وألقي القبض على رجل وجرى اتهامه بارتكاب جرائم مختلفة، وتزامن ذلك مع تحقيق السلطات فيما إذا كانت الواقعة مرتبطة بمشكلة وقعت في الليلة نفسها بمطعم إسرائيلي في المدينة.

* 14 ديسمبر: قتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وأصيب أكثر من 10 بعد أن فتح مسلحان النار خلال أول ليلة احتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ بونداي في سيدني.


اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
TT

اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)

أعلنت تايلاند حظر تجول في إقليم ترات بجنوب شرقي البلاد، الأحد، مع امتداد القتال مع كمبوديا إلى أماكن ساحلية في منطقة حدودية متنازع عليها، وذلك بعد يومين من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الجانبين اتفقا على وقف القتال، الأمر الذي نفته بانكوك لاحقاً.

ولجأ البلدان إلى حمل السلاح مرات عدة العام الحالي، منذ مقتل جندي كمبودي في مناوشات وقعت في مايو (أيار)، ما أدى إلى تجدد صراع أدى إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، الأميرال سوراسانت كونجسيري، في مؤتمر صحافي في بانكوك، بعد إعلان حظر التجول: «بشكل عام، هناك اشتباكات مستمرة» منذ أن أكدت كمبوديا مجدداً انفتاحها على وقف إطلاق النار السبت.

وأضاف أن تايلاند منفتحة على حل دبلوماسي؛ لكن «على كمبوديا أن توقف العمليات القتالية أولاً، قبل أن نتمكن من التفاوض».

ويشمل حظر التجول الذي فرضته تايلاند 5 أحياء في إقليم ترات المجاور لكوه كونغ، باستثناء جزيرتي كوه تشانغ وكوه كود السياحيتين.

وفرض الجيش في وقت سابق حظر تجول في إقليم ساكيو شرق البلاد، ولا يزال سارياً.

وأفادت وزارة الصحة التايلاندية بأن مدنياً يبلغ 63 عاماً قُتل الأحد، خلال اشتباكات حدودية مع كمبوديا، في أول وفاة لمدني في البلاد منذ تجدُّد النزاع قبل أسبوع. وبالتالي، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في 7 ديسمبر (كانون الأول) إلى 26 شخصاً على الأقل، بينهم 14 جندياً تايلاندياً و11 مدنياً كمبودياً على الأقل، حسب مصادر رسمية، إضافة إلى نزوح نحو 800 ألف شخص على جانبي الحدود.

ومن مخيم لإيواء النازحين في مقاطعة بانتاي مينتشي الكمبودية الحدودية، قال شون ليب (63 عاماً) الأحد: «أنا هنا منذ 6 أيام، وأنا حزين لاستمرار القتال. أقلق على منزلي وماشيتي. أريد أن يتوقف هذا»، حسبما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية» في تقرير لها الأحد.

متطوعان أمنيان يقومان بدورية لحماية السكان ومواشيهم في منطقة تايلاندية قرب الحدود مع كمبوديا السبت (أ.ف.ب)

ويتبادل البلدان الاتهامات بإشعال المواجهات واستهداف المدنيين. وأعلن الرئيس ترمب، الجمعة، أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات الحدودية، بعد اتصال هاتفي برئيسَي وزراء البلدين، إلا أن الحكومة التايلاندية نفت ذلك، بينما تواصلت المعارك السبت والأحد.

موقف ترمب

وقال ترمب إنه تحدث إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال في تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت يوم الجمعة، وإنهما اتفقا على «وقف إطلاق النار» كلياً.

وتعهد أنوتين السبت بمواصلة القتال «حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات».

وقال متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق، إن ترمب يتوقع من الطرفين احترام الالتزامات، و«سيحاسب أي شخص عند الضرورة لوقف القتل وضمان السلام الدائم».

وأفاد مسؤول عسكري تايلاندي بأن كمبوديا قصفت عدداً من المقاطعات الحدودية مساء السبت ويوم الأحد.

ومن جهتها، أكدت المتحدثة الكمبودية مالي سوتشياتا أن القوات التايلاندية واصلت القصف وإطلاق قذائف «الهاون» في المناطق القريبة من الحدود، منذ منتصف ليل السبت- الأحد.

سكان جرى نقلهم إلى مخيم داخل منطقة كمبودية حدودية مع تايلاند وسط تجدد الاشتباكات مع تايلاند (رويترز)

مهاجرون عالقون

وأغلقت كمبوديا السبت كافة المعابر الحدودية مع تايلاند، ما أدى إلى عرقلة عبور مهاجرين على جانبي الحدود. وتحت خيمة مؤقتة في مخيم بانتاي مينتشي، روَت تشيف سوكون (38 عاماً) أنها وابنها غادرا تايلاند مع عشرات الآلاف من المهاجرين الكمبوديين عند اندلاع القتال، بينما بقي زوجها -وهو بستاني- في تايلاند، للعمل لدى «رب عمل تايلاندي طيب». وقالت: «طلب مني أن أعود أولاً. وبعد ذلك أُغلقت الحدود ولم يعد قادراً على العودة». وأضافت: «أقلق عليه، وأطلب منه ألا يتجول... نخشى أن يتعرض للاعتداء إذا عرفوا أنه كمبودي».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، في مقاطعة سورين التايلاندية، قال واتثاناتشاي كامنام، إنه شاهد آثار صواريخ في السماء المظلمة فجر الأحد، وسمع انفجارات بعيدة. ومنذ موجة أولى من الاشتباكات في يوليو (تموز) الماضي، يعمل أستاذ الموسيقى البالغ 38 عاماً على رسم مشاهد ملوَّنة على جدران الملاجئ، لدبابات وأعلام تايلاندية وجنود يسعفون جرحى. وقال: «أعيش القتال، وأريد فقط توثيق هذه اللحظات، لإظهار أن هذا واقعنا فعلاً».

خلفيات النزاع

وتتنازع تايلاند وكمبوديا السيادة على مناطق تضم معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، على امتداد حدودهما البالغ طولها نحو 800 كيلومتر، والتي رُسمت مطلع القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. وكانت موجة عنف سابقة في يوليو قد أودت بحياة 43 شخصاً خلال 5 أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النزوح، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة والصين وماليزيا. وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) توصَّل البلدان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية الرئيس ترمب، غير أن بانكوك علَّقته بعد أسابيع إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من جنودها.