دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، الأميركيين إلى عدم «الانسياق وراء الهستيريا» بسبب فيروس «إيبولا»، وطلب منهم التحلي بالصبر والاستناد إلى الوقائع، وذلك غداة تحذير البنك الدولي والأمم المتحدة من خسارة المجتمع الدولي للحرب ضد «إيبولا» بسبب غياب التضامن.
وفي كلمته الأسبوعية إلى الأمة، عد أوباما أن فرض قيود على الرحلات من غرب أفريقيا، بؤرة الوباء، سيزيد من تفاقم الوضع، وقال: «علينا جميعا، مواطنين، وقادة، وإعلام، مسؤولية ودور نؤديه»، وأضاف: «إنه مرض خطير، لكن لا يمكننا الانسياق وراء الهستيريا، لأن ذلك من شأنه فقط أن يجعل من الصعب على الناس الحصول على المعلومات الدقيقة التي يحتاجون إليها، علينا أن نتبع العلم ونستند إلى الوقائع الأساسية».
وجاءت كلمة أوباما غداة تحذير البنك الدولي من أن العالم في طريقه إلى خسارة المعركة أمام «إيبولا»، وقال رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، في مؤتمر صحافي في باريس: «نحن في طريقنا إلى خسارة المعركة» ضد الفيروس، وأضاف أن «بعض الدول مهتمة بحدودها وحدها، وهذا أمر مقلق جدا»، معدا أنه «لم ندرك بعد أهمية التضامن» على المستوى الدولي.
وفي آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية، أدت الحمى النزفية التي يسببها «إيبولا» إلى وفاة 4 آلاف و555 شخصا من أصل 9 آلاف و216 أصيبوا بالمرض مسجلة في 7 بلدان، هي: ليبيريا، وسيراليون، وغينيا، ونيجيريا، والسنغال، وإسبانيا، والولايات المتحدة. وتبقى منطقة غرب أفريقيا المنطقة التي تشهد أكبر انتشار لـ«إيبولا». والنقطة الإيجابية الوحيدة التي سُجلت هي إعلان منظمة الصحة العالمية أن السنغال التي أعلن عن إصابة شخص فيها بالمرض شفي بعد ذلك، لم تعد من الدول المتضررة بـ«إيبولا». والأمر نفسه سينطبق غدا (الاثنين) على نيجيريا التي سجل فيها 20 إصابة بينها 8 وفيات، إلا أن المساعدات ما زالت بطيئة.
وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة؛ حيث توفي ليبيري نتيجة المرض في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وجرى تشخيص الفيروس لدى ممرضتين قامتا بالاعتناء به، لا تشهد «انتشارا وبائيا»، إلا أن الرئيس أقر بأن تشخيص بعض الحالات «المعزولة» ممكن في البلاد، وقال: «لكننا نعرف كيف نشن هذه الحرب. وإذا اتخذنا الإجراءات اللازمة وإذا اتبعنا العلم والوقائع وليس الخوف، فإنا على ثقة تامة أن بإمكاننا تفادي انتشار الوباء في الولايات المتحدة، وأن نظل في طليعة الدول التي تقاوم الوباء في العالم».
وحذر أوباما من أن فرض حظر على الرحلات القادمة من غرب أفريقيا ليس الحل، مشددا على أن «خبراءنا الطبيين يقولون: إن السبيل الأفضل لوقف الوباء هو بالقضاء عليه في مصدره، قبل أن ينتشر بشكل أوسع ويصبح احتواؤه أكثر صعوبة».
من جهة أخرى، أعلن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف، أن «المنظمة الدولية تلقت حتى الآن 377 مليون دولار من أصل 988 طلبتها، أي 38 في المائة فقط من المبلغ»، وتابع كيم أنه «يضاف إليها 217 مليونا قطعت وعود بتقديمها، لكنها لم تصل بعد إلى الحسابات المصرفية». وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعلن الخميس الماضي، أن الصندوق الخاص لمكافحة وباء «إيبولا» لا يحتوي سوى على 100 ألف دولار من أصل 20 مليونا جرى التعهد بتقديمها في البدء، وقال إن في مؤتمر صحافي: «أقمنا صندوقا خاصا للأمم المتحدة وحصلنا في البدء على (تعهد) بتقديم مساعدات بقيمة 20 مليون دولار، لكن حسابنا في المصرف لا يحتوي في الواقع سوى على 100 ألف دولار وهذه مشكلة فعلا»، وهذا الصندوق التابع للهيئة الأممية الهدف منه جمع مبالغ نقدية بشكل سريع في حال طرأت حاجة ملحة لتمويل إجراءات من أجل مكافحة الوباء.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» من جهتها أن كولومبيا «هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي دفعت مساهمتها في الصندوق»؛ أي 100 ألف دولار. وردا على نداء الصندوق، تعهدت الحكومة الكندية التي أعلنت الشهر الماضي عن مساهمة قدرها 30 مليون دولار كندي (21 مليون يورو)، أول من أمس دفع 30 مليونا إضافية.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي أحد وكالات الأمم المتحدة الأكثر انخراطا في مكافحة «إيبولا» مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أول من أمس، عن توزيع مساعدة غذائية فورا إلى 265 ألف نسمة في فريتاون عاصمة سيراليون، وأوضح أن هذه المساعدات هي «الأكبر في البلاد منذ بدء الوباء».
وقررت مجموعة دول شرق أفريقيا إرسال أكثر من 600 عامل صحي بينهم 41 طبيبا إلى غرب أفريقيا للمساعدة في التصدي للوباء، كما أعلن هذا التكتل الذي يضم 15 من دول المنطقة الجمعة الماضي، وسترسل كينيا 15 طبيبا، وأوغندا 14، ورواندا 7 أطباء، وتنزانيا 5، أما بوروندي فسترسل 250 عاملا في قطاع الصحة، وكينيا 300.
وقررت فرنسا «تعزيز إجراءاتها على الصعيدين، الدولي والوطني» ووعدت بـ«استخدام كل الوسائل لمساعدة الدول الأفريقية ولا سيما غينيا»، عبر بناء مراكز علاج إضافية، وأرسلت بريطانيا إلى سيراليون مستشفى عسكريا عائما تابعا للبحرية الملكية البريطانية يقل 3 مروحيات و350 شخصا. وستستغرق رحلة السفينة «أرغوس» التي أبحرت من فالموث «جنوب غرب» مساء أول من أمس، أسبوعين قبل الوصول إلى فريتاون عاصمة سيراليون.
وفي إطار تنظيم التصدي للمرض والسعي للسيطرة على الخوف الذي يسببه احتمال انتشار المرض، عين الرئيس الأميركي باراك أوباما رون كلين منسقا لهذه المسألة، مؤكدا أنه «يتفهم خوف الأميركيين». وكلين الذي عمل مع عدة إدارات ديمقراطية من قبل، سيعمل على التأكد من «تنسيق الجهود لحماية الأميركيين عبر كشف وعزل ومعالجة المصابين».
لكن الغرب يشهد حالة من الخوف من انتشار المرض على نطاق واسع، وذلك رغم الدعوات إلى الهدوء وتعزيز إجراءات المراقبة في عدة دول. ورفضت سلطات المرافئ المكسيكية السماح لسفينة رحلات الترفيه بالرسو في كوزوميل، كما كان مقررا بسبب وجود ممرضة على متنها كانت على اتصال مع المريض الليبيري الذي توفي بالمرض في 8 أكتوبر، وقالت الشركة المنظمة لهذه الرحلات «كارنيفال كروز لاينز»، إن «الممرضة فرضت عزلة طوعية على نفسها في قمرتها، بينما تتوجه السفينة إلى تكساس بعدما رفضت بيليز السماح لها بالرسو لإنزال هذه الراكبة في خطوة وقائية».
أوباما يدعو لمحاربة «إيبولا» بالوقائع ويحذر من الهستيريا
https://aawsat.com/home/article/204206
أوباما يدعو لمحاربة «إيبولا» بالوقائع ويحذر من الهستيريا
دولة واحدة دفعت مساهمتها في صندوق الأمم المتحدة لمكافحة المرض
أوباما يدعو لمحاربة «إيبولا» بالوقائع ويحذر من الهستيريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة