اتفاق سري يسمح بعمليات أميركية خاصة من قاعدة العديد دون الرجوع للدوحة

تفاهم قطر والإخوان لا يسمح لهم بنشاط داخلها

وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية خلال حضوره اجتماعا خليجيا بالرياض في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية خلال حضوره اجتماعا خليجيا بالرياض في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

اتفاق سري يسمح بعمليات أميركية خاصة من قاعدة العديد دون الرجوع للدوحة

وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية خلال حضوره اجتماعا خليجيا بالرياض في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية خلال حضوره اجتماعا خليجيا بالرياض في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

تعتمد القوات الأميركية في حربها الجوية في العراق وسوريا على مركز قيادة هائل داخل قاعدة العيديد الجوية الضخمة بقطر والتي تضم 8 آلاف جندي أميركي وعشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو الأميركية.
وعلى بعد 20 ميلا إلى الشمال الشرقي، في قلب العاصمة القطرية، يوجد «المسجد الكبير» الذي عمل كمركز حيوي للمقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة الذين يحاربون ضد النظام السوري. وعلى منبر المسجد، وقف العديد من الدعاة يحثون المؤمنين على التبرع لمجموعات المقاومة السورية، بل وتباهى بعضهم بتحويل أموال إلى «جبهة النصرة»، التي صنفتها الحكومة الأميركية كتنظيم إرهابي على صلة بـ«القاعدة».
ورغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات القطرية خلال العام الماضي ضد التبرعات الخاصة الموجهة لمقاتلين سوريين متحالفين مع «القاعدة» و«داعش»، لا تبدي الحكومة هنا أي مؤشرات توحي بتضاؤل دعمها للجماعات الإسلامية بمختلف أرجاء العالم العربي والتي اعتبرتها دول أخرى إرهابية.
الواضح أن الاستراتيجية القطرية القائمة على دعم الإسلاميين (المتشددين) - من حماس بقطاع غزة إلى الإخوان المسلمين بمصر إلى مقاتلي المعارضة المتشددين بسوريا - في الوقت الذي تطرح نفسها كحليف أميركي رئيس داخل الشرق الأوسط المتوتر تغلب عليها البراغماتية، حيث تسعى هذه الدولة الغنية بالغاز الطبيعي في حماية نفسها عبر إبداء صداقتها للجميع.
وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، خلال مقابلة نادرة معه: «نحن لا نعادي أحدا. نتحدث إلى الجميع، فليس بمقدورنا تغيير الجغرافيا، وهو أمر مؤكد. لذا فإن كل من في جوارنا الجغرافي ينبغي أن يكون صديقا حميما لنا».
وأضاف العطية أن بلاده التي تشارك في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد «داعش»، «حليف في جهود محاربة الإرهاب»، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن حكومته تتبع معايير في سياساتها لدعم الحركات السياسية وحركات المقاومة مختلفة عما يتبعه بعض جيرانها وحكومات غربية صديقة. وقال: «لا يمكن أن ننعت كل إسلامي بالإرهاب. لا».
وتمتد روح الصداقة ذاتها إلى المقاتلين بليبيا الساعين لإسقاط أول حكومة منتخبة ديمقراطيا بالبلاد، وإيران التي تتشارك مع قطر في حقول للغاز الطبيعي. وبدلا من الانضمام إلى الخطاب الحاد الصادر عن أشقائها العرب بخصوص البرنامج النووي الإيراني، سعت الدوحة لإقامة علاقة أكثر تناغما مع طهران، رغم مساندة الأخيرة لنظام بشار الأسد في سوريا الذي تمول الدوحة من يقاتلونه.
أثار هذا التوجه القطري غضب بعض الدول الأخرى المجاورة، بما فيها السعودية والبحرين والإمارات، الذين سحبوا سفراءهم من الدوحة في وقت سابق من العام، والشكوك لدى البعض داخل واشنطن حيال إمكانية الاعتماد على قطر كحليف. وقال دبلوماسي في دول عربية مجاورة إن القطريين يلعبون لعبة مزدوجة تقوم على انتهاز الفرص.
أما الحكومة القطرية فترى أن الأمر برمته يدور حول سعي البلاد للبقاء. فهي تخشى مثلا أن يسعى الإخوان المسلمون التيار الرئيس في الجماعات الإسلامية لإقامة معقل لهم بأراضيها، لذا أبرم قادتها معهم اتفاقا منذ عقدين يوفرون بمقتضاه ملاذا آمنا للإخوان المسلمين القادمين من دول أخرى، بل ويمنحونهم مساعدات مالية، مقابل تعهد ضمني بعدم التدخل في الشأن القطري.
كما مكنت هذه السياسة القطريين الراغبين في استغلال ثروتهم في الاضطلاع بدور أبرز داخل الشرق الأوسط، وبدلا من الاعتماد على جارتهم الكبيرة السعودية في حمايتهم، سعى القطريون لبناء تحالفات خاصة بهم.
عن ذلك، قال إبراهيم شرقية، زميل بمركز أبحاث الدوحة التابع لـ«معهد بروكنغز»: «يقوم توجههم على فكرة الاستقلال عن الجميع، وتوفر في الوقت ذاته مكانا للجميع».
ورغم وجود عدد لا بأس به من المسلمين الأصوليين بقطر، وتمتعهم بنفوذ خاص داخل وزارة الشؤون الإسلامية التي دعت الدعاة المتشددين لإلقاء الخطبة من «المسجد الكبير»، فإن اتفاق الحكومة مع الإخوان المسلمين ليس له صلة بالآيديولوجيا. في هذا الصدد، أوضح محلل قطري رغب في حجب اسمه كي لا تتضرر صلته بالعائلة الحاكمة: «إنه مجرد تحالف سياسي.
بيد أن التوقعات القطرية تختلف بالنسبة للتحول السياسي في الداخل. يذكر أن قطر تعد الأولى عالميا في تصدير الغاز الطبيعي المسال، وهي أبعد ما تكون عن الديمقراطية، فقد كان يفترض أن تجرى العام الماضي أول انتخابات لمجلس استشاري لكن الخطط أجلت لأجل غير مسمى. ونجحت الثروة القادمة من وراء ذلك في جعل قطر أولى دول العالم ثراء بالنسبة للفرد. وعلق المحلل القطري على هذا بقوله: «إن الجميع على درجة بالغة من الثراء تجعله لا يهتم بالشأن الداخلي. التغيير أمر يرغبون في رؤيته بالدول الأخرى، وليس في الداخل».
ومع بزوغ فجر «الربيع العربي» عام 2011، مع اندلاع ثورات شعبية أسقطت حكام تونس ومصر وليبيا، بدا أن القطريين قد راهنوا الرهان الصائب عام 1995، عندما أقر الأمير آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سياسة مصادقة الجميع.
سمح الشيخ حمد بوجود أعضاء حماس والإخوان المسلمين في الدوحة، وفي الوقت ذاته رحب بالأميركيين. عام 2002، عندما بدأت واشنطن في سحب جنودها من السعودية، عرض الأمير القطري استضافة المقر الرئيس للقيادة المركزية الأميركية. من جانبهم، نظر جيران قطر لنشاطاتها باعتبارها غريبة لكن غير مؤذية في معظمها. مثلا، بدت مصر في قبضة حسني مبارك القوية، رغم المساعدات القطرية للمنفيين من الإخوان المسلمين. ثم جاء «الربيع العربي» ليسقط مبارك وقادة تونس وليبيا.
وعندما فاز الإخوان المسلمون بالانتخابات في تونس ومصر، بمساعدة مالية ضخمة من قطر، أبدت الدوحة سعادتها وأصبحت عبارة «قطر تدعم الفائزين» متكررة باستمرار هنا.
ومع بدء ثورة المسلمين السنة في سوريا ضد بشار الأسد، رأت الدوحة فرصة أخرى تلوح في الأفق للحث على التغيير، خاصة عندما بدا واضحا أن واشنطن لن تتدخل. وشرعت الحكومة القطرية في إرسال عشرات الملايين من الدولارات إلى المقاتلين السوريين عبر وسطاء في تركيا، والذين استغلوا الأموال في شراء أسلحة وإمدادات أخرى، تبعا لما أفاده مسؤولون غربيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
وكان لهذه لمساعدات تأثير هائل، حيث تمكن مقاتلو المعارضة، الذين تلقوا أموالا ومساعدات أيضا من السعودية، من إجبار الأسد على التنازل عن سيطرته على أجزاء كبيرة من البلاد.
من جهتهم، كان المسؤولون القطريون مدركين أن المقاومة السورية تمثل خليطا متنافرا، بدءًا بعناصر في المنفى ذات ميول علمانية وصولا إلى متطرفين موالين لـ«القاعدة». واختار القطريون تمويل الجماعات ذات الميول الدينية المتشددة لاعتقادها أنها صاحبة الفرصة الأفضل لحشد التأييد الشعبي.
إلا أن بعض الدعاة الذين سمح لهم بإلقاء الخطبة في «المسجد الكبير» رغبوا فيما هو أبعد من ذلك، حيث حثوا المواطنين القطريين على التبرع بأموالهم لـ«جبهة النصرة».
إلا أنه مثلما حصدت قطر المكاسب سريعا، انهالت الخسائر بسرعة، حيث واجه الرئيس المصري الأسبق وعضو الإخوان المسلمين، محمد مرسي، صعوبة في العمل كقائد فاعل، وجرت أخيرا الإطاحة به. وسقطت ليبيا في حالة من التقاتل بين ميليشيات متنوعة، بينما بدأت مجموعات المقاتلين في سوريا في الانقلاب ضد بعضها البعض.
وبدأت بعض مجموعات المقاومة التي تتلقى مساعدات رسمية قطرية في التحالف مع «جبهة النصرة». أما المستفيد الأول من هذا الوضع المضطرب فكانت «داعش» التي امتلأت صفوفها بمجندين جدد، مما مكنها من التفوق على الجماعات الأخرى بسوريا، ثم الانتقال لداخل العراق.
من جانبه، قال العطية، وزير الخارجية القطري، إن بلاده لا تدعم «داعش». وعلق مسؤول أميركي بارز على ذلك بقوله إن بلاده لا تملك معلومات توحي بخلاف ذلك.
إلا أن مسؤولين أميركيين ومحللين مستقلين ممن يتابعون الصراع في سوريا على نحو مستقل يرون أن التوجه القطري القائم على تمويل المقاومة رديء وساذج، حيث الواضح أن الاعتماد على وسطاء أتراك وسوريين أسفر عن وصول أموال وأسلحة لـ«جبهة النصرة» والمتحالفين معها. وعلق مسؤول أميركي معني بالشأن السوري بقوله إن القطريين «يتمتعون بتجربة وقدرات محدودة للغاية لا تمكنهم من إدارة مجهود بهذه الضخامة بفاعلية».
كما أثارت المجموعات التي اختار القطريون دعمها مزيدا من القلق داخل واشنطن والعواصم الأخرى المتحالفة معها. ومن بين هذه المجموعات مجموعة من المقاتلين يطلقون على أنفسهم «أحرار الشام»، وهم متحالفون مع «جبهة النصرة».
في هذا الشأن، أوضح مايكل ستيفنز، نائب مدير مكتب الدوحة التابع لمعهد الخدمات الملكية المتحدة، وهو مؤسسة بحثية بريطانية، بقوله: «إنهم دوما على بعد خطوة واحدة من الأشخاص الذين لا يروقون لنا. هذه هي مشكلة القطريين في سوريا، أنهم يعملون في المناطق الرمادية».
الملاحظ كذلك أن القطريين تحركوا ببطء نحو اتخاذ إجراءات صارمة ضد التبرعات الخاصة الموجهة لـ«جبهة النصرة» ومجموعات المقاومة المتطرفة الأخرى، تبعًا لما أفاده مسؤولون غربيون معنيون بالتمويل الإرهابي. وقد بدأت الحكومة هنا تقييد التمويل الموجه لهذه المجموعات العام الماضي بعد مناشدات متكررة من الولايات المتحدة ودول أوروبية.
من جهته، اعترف العطية بأن حكومته لا تتفق دوما مع واشنطن وحلفائها الأوروبيين بخصوص مجموعات المقاومة السورية التي ينبغي تصنيفها كمعتدلة، وألقى باللوم على تحول المقاومة نحو التطرف بتجاهل الدول الغربية للأزمة السورية خلال عام ونصف العام. وقال لقد ضعينا عامين ونصف العام في تصنيف المعارضة السورية بألوان حسب علاقتها بالمنظمات المتطرفة. وعندما بدأنا نساعد المصنفين باللون الأخضر كانوا قد تحولوا فعليا إلى اللون الأحمر فلم نجد لديهم الوسائل للدفاع عن أنفسهم واستقطبوا من قبل الإرهابيين.
في المقابل، نجد أن السياسات القطرية في سوريا لا تثير القدر ذاته من القلق لدى جيرانها، مثلما هو الحال في واشنطن وعواصم غربية، وإنما يتركز غضب السعودية والبحرين والإمارات من قطر حول دورها في مصر وليبيا.
بدلا من الاعتراف بالهزيمة بعد الإطاحة بمرسي في مصر، يؤكد مسؤولون عرب أن قطر استمرت في مساعدة الإخوان المسلمين الذين صنفتهم الحكومة المصرية الجديدة تنظيما إرهابيا، وكذلك السعودية والإمارات. من ناحيته، قال العطية إن بلاده تسعى لمساعدة «الشعب المصري»، لكنه أصر على أن بلاده لا تتدخل في الشأن السياسي المصري.
في ليبيا، تدعم قطر الميليشيات الإسلامية (المتشددة) التي استولت على مساحات واسعة من العاصمة طرابلس، وتقاتل ضد فصائل أخرى تشير تقارير إلى أنها مدعومة من مصر والإمارات.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تحول القتال لحرب بالوكالة. وبعد أسابيع اتهم سياسيون ليبيون الدوحة بإرسال طائرات أسلحة إلى الميليشيات المتطرفة. وعندما سئل العطية حول طائرات الأسلحة رد قائلا: «هل قصفنا بطائراتنا؟».
بالنسبة لقطر، يدور الخلاف مع الدول المجاورة لها فيما يتصل بمصر وليبيا حول اختلاف جوهري في فهم دور الإسلام السياسي بالعالم العربي، فبينما تعارض السعودية والإمارات أي جهود قطرية لدعم الإخوان المسلمين أو أي مجموعات أخرى تنتمي للإسلام السياسي؛ حيث يعدونها جميعا مصدر تهديد للأمن الإقليمي، يرى القطريون أنه من المستحيل إعادة الإسلاميين للقمقم مرة أخرى؛ لذا فإنه من الأفضل، من وجهة نظر القطريين، العمل معهم.
إلا أنه سعيا لاسترضاء جيرانها، طلبت الدوحة مؤخرا من 7 من قيادات الإخوان المسلمين مغادرة البلاد. إلا أن العطية أكد على أن هذه الخطوة لا تعني تغير سياسة بلاده، موضحا أنه إذا رغب هؤلاء الأعضاء في المشاركة في الشأن السياسي لدولة أخرى، فإن عليهم فعل ذلك من على أراضي دولة أخرى. أما إذا لم يفعلوا ذلك، «فإننا نوفر لهم ملاذا آمنا».
فيما يخص الولايات المتحدة، تبدو العلاقات العسكرية بين واشنطن والدوحة في تقارب مستمر. في ديسمبر (كانون الأول)، وقع الجانبان اتفاق تعاون دفاعي جديد. ورغم السرية المفروضة على شروطه، فإن مصادر مطلعة أفادت بأنه يمنح واشنطن حرية أكبر في استغلال قاعدة العيديد في مجموعة واسعة من العمليات من دون الحصول على موافقة قطرية مسبقة.
إلا أن القطريين أوضحوا رغبتهم في أن يكون لهم قول في تحديد شروط الصداقة مع واشنطن. عندما طلبت منهم إدارة أوباما الانضمام للتحالف ضد «داعش» بجانب السعودية والإمارات والأردن، وافق القطريون. وشاركوا بالفعل بطائرات مقاتلة، لكن ليس لإسقاط قنابل، وإنما فقط للقيام بدوريات جوية دفاعية دعما للضربات الجوية.
وعن ذلك، قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى: «إنهم يرغبون في المشاركة، لكن بشروطهم».
وعندما احتاجت واشنطن لدولة وسيطة لاستضافة 5 قيادات من «طالبان» مؤقتا بعد إطلاق سراحهم من غوانتانامو، كانت قطر الدولة التي اتفقت عليها طالبان وواشنطن.
وفي تعليقه، قال المحلل القطري: «ربما لا يروق لواشنطن كل ما نفعله، لكن من الضروري وجودنا لتقديم العون مرة بعد أخرى، فأنت بحاجة لصديق يصادق من لا تروق لك مصادقتهم». وهذه الأيام تحفل قاعدة العيديد بالنشاط؛ حيث تقلع منها الطائرات الصهاريج التي تزود الطائرات المقاتلة بالوقود في دورياتها فوق الخليج. ومنذ إقامة قاعدة العيديد جرى إسكان أفراد القوات الأميركية في خيام وكرافانات معدنية يمكن التخلي عنها والرحيل بسرعة. ورأى القطريون أن هذا يرسل رسالة خاطئة، فطلبوا من الأميركيين البناء في القاعدة وساهموا في تمويل المنشآت الجديدة التي تشمل أماكن إقامة واستراحات. وقال الكولونيل ستيفن دي سوردي من القوات الجوية الأميركية في القاعدة إن هذا تعبير عن الالتزام. وفي يوليو (تموز) الماضي وقعت قطر عقدا بـ11 مليار دولار لشراء أسلحة أميركية بينها صواريخ باتريوت ومروحيات أباتشي وهو ما يوسع آفاق العلاقة العسكرية في ضوء الحاجة إلى تدريبات مشتركة بأنظمة التسليح الجديدة هذه.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.


موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».


بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.


رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.


أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين


أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
TT

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».
وبيَّن أنَّه «في حال التوافق على العودة، تتم الدعوة في أي لحظة لاجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية العرب».
وأشار أبو الغيط، في حوار تلفزيوني، نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، أمس، إلى أنَّه «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بشأن الاجتماع الوزاري الذي عقد في عمّان مؤخراً، وأطلعه على (أهدافه ونتائجه)»، موضحاً أنَّه «يحق لمجموعة دول عربية أن تجتمع لمناقشة أمر ما يشغلها». وأعرب عن اعتقاده أنَّ «شغل المقعد السوري في الجامعة العربية سيأخذ وقتاً طويلاً، وخطوات متدرجة».
وأوضح أبو الغيط أنَّ «آلية عودة سوريا للجامعة العربية، لها سياق قانوني محدَّد في ميثاق الجامعة العربية»، وقال إنَّه «يحق لدولة أو مجموعة دول، المطالبة بمناقشة موضوع عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، خصوصاً أنَّه لم يتم طردها منها، لكن تم تجميد عضويتها، أو تعليق العضوية».
وتوقع أبو الغيط أن تكون للقمة العربية المقررة في جدة بالمملكة السعودية يوم 19 مايو (أيار) الحالي «بصمة على الوضع العربي بصفة عامة»، وأن تشهد «أكبر حضور للقادة العرب ووزراء الخارجية»، وقال إنَّ «الأمل كبير في أن تكون لها بصمات محددة، ولها تأثيرها على الوضع العربي».
وبشأن الوضع في لبنان، قال أبو الغيط إنَّه «من الوارد أن يكون هناك رئيس للبنان خلال الفترة المقبلة»، مطالباً الجميع «بتحمل المسؤولية تجاه بلدهم وأن تسمو مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة».
أبو الغيط يتوقع «بصمة» للقمة العربية في السعودية


إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
TT

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019.
وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان.
وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ».
وجاءت الواقعة بعد ساعات من انفجار ناقلة نفط في أرخبيل رياو قبالة إندونيسيا، بينما كانت تستعد لاستقبال شحنة نفط إيرانية، وكانت على متن ناقلة أخرى، حسبما ذكر موقع «تانكر تراكرز» المتخصص في تتبع حركة السفن على «تويتر».
وتظهر تسجيلات الفيديو، تصاعد ألسنة الدخان وتطاير أجزاء الناقلة.
ولم يصدر تعليق من السلطات الإيرانية على التقارير التي ربطت بين احتجاز الناقلة والالتفاف على العقوبات.
وقبل الحادث بستة أيام، احتجزت قوات «الحرس الثوري» ناقلة النفط «أدفانتج سويت» التي ترفع علم جزر مارشال في خليج عُمان، وترسو حالياً في ميناء بندر عباس. وقالت شركة «أمبري» للأمن البحري إنَّ احتجاز الناقلة جاء رداً على مصادرة الولايات المتحدة شحنة إيرانية.
وقالت «البحرية الأميركية» في بيان، الأسبوع الماضي، إنَّ إيران أقدمت، خلال العامين الماضيين، على «مضايقة أو مهاجمة 15 سفينة تجارية ترفع أعلاماً دولية»، فيما عدّتها تصرفات «تتنافى مع القانون الدولي وتخل بالأمن والاستقرار الإقليميين».
«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط ثانية في مضيق هرمز خلال أسبوع


سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»