التحالف يستهدف حماه لأول مرة.. ويضعف قصف {داعش} لكوباني

فشل الهجوم العاشر للتنظيم على جبل استراتيجي.. ومقتل 30 مقاتلا أجنبيا بالحسكة

جنود أتراك يستخدمون الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق محتجين من أكراد تركيا خرجوا في مظاهرات تضامنية مع أكراد سوريا في منطقة مورسيتبينار الحدودية مع سوريا أمس (رويترز)
جنود أتراك يستخدمون الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق محتجين من أكراد تركيا خرجوا في مظاهرات تضامنية مع أكراد سوريا في منطقة مورسيتبينار الحدودية مع سوريا أمس (رويترز)
TT

التحالف يستهدف حماه لأول مرة.. ويضعف قصف {داعش} لكوباني

جنود أتراك يستخدمون الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق محتجين من أكراد تركيا خرجوا في مظاهرات تضامنية مع أكراد سوريا في منطقة مورسيتبينار الحدودية مع سوريا أمس (رويترز)
جنود أتراك يستخدمون الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق محتجين من أكراد تركيا خرجوا في مظاهرات تضامنية مع أكراد سوريا في منطقة مورسيتبينار الحدودية مع سوريا أمس (رويترز)

قوّضت ضربات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، أمس، قدرة مدافع تنظيم داعش التي كانت تقصف الأحياء المدنية في مدينة كوباني (عين عرب) في شمال شرقي حلب، بموازاة محاولات التنظيم السيطرة على ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا، في حين تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي و«داعش» على مداخل المدينة، وتركزت في محيط جبل مشتى النور المطل على كوباني، الذي يتحصن فيه المقاتلون الأكراد.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن ضربات التحالف «طالت للمرة الأولى محافظة حماه»، مشددا على أن الضربة «استهدفت مقار للتنظيم في المنطقة الواقعة بريف السلمية، المتاخمة إداريا لمحافظتي دير الزور والرقة». وقال: «لم نتمكن من الجزم بما إذا كانت الضربات نفذت بغارات جوية أو صواريخ توما هوك، نظرا لأن المنطقة خاضعة بشكل كامل لسيطرة التنظيم ويصعب الوصول إليها»، مشيرا إلى «غياب معلومات دقيقة عن حجم الخسائر وطبيعة المواقع المستهدفة».
وبهذا التطور، تكون ضربات التحالف شملت 7 محافظات سورية، هي دير الزور والحسكة والرقة وإدلب وحلب وحمص وحماه. ويتخذ التنظيم من منطقة ريف السلمية الواقعة شرق حماه معقلا له، وكان يتحضر خلال الشهر الماضي للتقدم باتجاه قرى في المنطقة.
وتجاوز عدد قتلى «داعش» جراء غارات التحالف منذ بدئها في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، الـ270 قتيلا، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، كما أكد رامي عبد الرحمن، مشيرا إلى أن التقديرات لعدد القتلى من السوريين تشير إلى أن الرقم «يناهز 20 قتيلا من المقاتلين السوريين في (داعش)»، إضافة إلى عدد آخر من القتلى في صفوف مقاتلين ينضوون تحت لواء «جبهة النصرة» وتنظيمات إسلامية أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وشن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس، غارات جديدة في محيط مدينة كوباني التي يحاصرها «داعش»، بحسب ما ذكره ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أمس أن «طائرات حربية للتحالف الدولي نفذت مساء الجمعة غارات على المدينة استهدفت آليات لتنظيم داعش على التخوم الشرقية والجنوبية الشرقية لعين العرب في قرى مزرعة داود ومقتلة القديمة ودهاب وقره حلنج»، مؤكدا أن الغارات دمرت بعض آليات التنظيم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن 5 قتلى من «داعش»، على الأقل، قتلوا في استهدافهم في كوباني.
وقال مسؤول الإعلام الحر في مدينة كوباني مصطفى بالي لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات التي تركزت فجر أمس على الجبهة الشرقية بشكل أساسي «قوضت إلى حد كبير القصف العشوائي الذي كانت تتعرض له المدينة من مدافع (داعش) المرابضة شرقها»، مؤكدا أن الضربة استهدفت إحدى الآليات الثقيلة للتنظيم «على بعد 5 كيلومترات شرق كوباني». وقال إن الآليات العسكرية الثقيلة التي يستخدمها التنظيم «تعوق المواجهة المباشرة بين المقاتلين الأكراد ومقاتلي (داعش) الذين يحاولون الدخول إلى المدينة»، مشيرا إلى أن ضربات مشابهة «تمنع تقدمهم باتجاهنا».
وكان تنظيم داعش قصف بشكل عنيف ومتواصل المدينة التي تشكل ثالث أكبر تجمع للأكراد في سوريا. وأشار المرصد إلى أن التنظيم استهدف المدينة الاستراتيجية المتاخمة للحدود التركية بـ80 قذيفة على الأقل أول من أمس في محاولته اقتحامها، بموازاة تأكيد مصادر المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيم يتجه إلى إعلانها منطقة عسكرية.
بموازاة ذلك، نفذ التحالف ليل أول من أمس غارات أخرى على مواقع لـ«داعش» في محافظة الحسكة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن «طيران الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها نفذ الليلة الماضية غارات جوية استهدفت عدة مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في ريف الحسكة»، موضحة أن هذه «المواقع والتجمعات» هي «في منطقة حقول الجبسة والوحدة الداعمة ومساكن الشباب ومشفى الشدادي وعدة مصاف بدائية لتكرير النفط».
وأكد المرصد السوري من جهته حصول الغارات، موضحا أنها وقعت في «منطقة نائية في الشدادي ومحيطها، وأنها استهدفت مقار ومواقع لـ(داعش)». وأوضح أن الغارات أودت بحياة «ما لا يقل عن 30 عنصرا من (داعش)، جميعهم من جنسيات غير سورية، جراء الغارات على مقرات التنظيم في الشدادي وريفها ومحيطها، من بينها الوحدة الداعمة ومساكن الشباب بريف الحسكة الجنوبي». كما سمع دوي انفجارين في حي البوعواد ببلدة القورية، ناجمين عن قصف على مقر جيش إسلامي. وتواصلت المعارك على تخوم كوباني أمس، وتركزت في جبل مشتى النور الذي يتحصن فيه مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي. وقال المسؤول الكردي مصطفى بالي المقيم في كوباني لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي «داعش» «نفذوا أمس الهجوم العاشر على الجبل، وفشلوا في التقدم فيه»، موضحا أن التنظيم «يسعى للسيطرة على الجبل الذي يبعد 3 كيلومترات عن المدينة من ناحية الشرق، ويطل على كوباني ويمتد إلى مدخلها من ناحية الشرق».
وإذ أكد بالي أن الاشتباكات العنيفة وقعت على الجبهة الواقعة جنوب شرقي كوباني، تحدث ناشط كردي في المدينة عن قصف عنيف من تنظيم داعش استهدف مناطق عدة في كوباني، وخصوصا الجبهة الجنوبية الغربية. وأبدى عبدي، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، تفاؤلا لعدم تمكن مقاتلي التنظيم، رغم الهجوم والقصف العنيفين، من دخول المدينة.
وأفاد المرصد السوري باندلاع اشتباكات على الجبهة الشرقية، والجنوبية الشرقية لمدينة «كوباني»، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي و«داعش»، إثر هجوم للأخير في محاولة منه للتقدم واقتحام مدينة عين العرب، مشيرا إلى ارتفاع عدد مقاتلي وحدات الحماية الذين لقوا مصرعهم في الاشتباكات العنيفة إلى 10. ومن شأن السيطرة على كوباني أن تتيح لمقاتلي «داعش» السيطرة على شريط طويل وواسع حدودي مع تركيا في شمال سوريا.
وتسبب الهجوم على كوباني بنزوح كثيف للسكان وبلغ عدد النازحين نحو 300 ألف شخص من المدينة والمناطق المحيطة بها. وعبر نحو 160 ألف شخص من هؤلاء الحدود في اتجاه تركيا. وسيطر مقاتلو «داعش» على نحو 70 قرية سورية على الطريق المؤدي إلى كوباني.



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.