مصادر سياسية يمنية تنتقد موقف الجيش.. والحوثيون يقيدون انفاق الحكومة

الحوثيون يسببون ذعرا في العاصمة بنهب المنازل والمؤسسات الحكومية

شاب من جماعة الحوثيين يجلس وراء مكتب اللواء الركن علي محسن الأحمر المنشق عن الحكومة بعد أن استولت الجماعة على مجلس النواب اليمني في صنعاء (رويترز)
شاب من جماعة الحوثيين يجلس وراء مكتب اللواء الركن علي محسن الأحمر المنشق عن الحكومة بعد أن استولت الجماعة على مجلس النواب اليمني في صنعاء (رويترز)
TT

مصادر سياسية يمنية تنتقد موقف الجيش.. والحوثيون يقيدون انفاق الحكومة

شاب من جماعة الحوثيين يجلس وراء مكتب اللواء الركن علي محسن الأحمر المنشق عن الحكومة بعد أن استولت الجماعة على مجلس النواب اليمني في صنعاء (رويترز)
شاب من جماعة الحوثيين يجلس وراء مكتب اللواء الركن علي محسن الأحمر المنشق عن الحكومة بعد أن استولت الجماعة على مجلس النواب اليمني في صنعاء (رويترز)

كشفت مصادر حقوقية يمنية عن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء منذ استيلائهم عليها في 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي، في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون احتلال منازل عدد من السياسيين وبعض المؤسسات، وخاصة قيادة الجيش.
وأشار تقرير حقوقي صادر عن مركز صنعاء للإعلام الحقوقي إلى أن الحوثيين اقتحموا ونهبوا 62 منزلا و35 مؤسسة حكومية و29 مقرا حكوميا و26 مؤسسة تعليمية و35 مسجدا و5 عيادات طبية، إضافة إلى انتهاكات أخرى طالت عددا من المؤسسات الإعلامية، ويشير التقرير إلى احتلال الحوثيين لأكثر من 200 منزل ومؤسسة عسكرية وأمنية وإعلامية وجامعات وغيرها. وقال مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إنهم يعيشون حالة خوف وهلع جراء سيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة صنعاء، حيث ينتشر الحوثيون في كل الجولات المرورية في صنعاء إلى جانب رجال المرور، ويسيطرون على معظم المؤسسات المهمة، وأكدت مصادر محلية موثوقة لـ«الشرق الأوسط» مغادرة الكثير من المواطنين للعاصمة إلى قراهم خشية هذه التطورات الخطيرة التي تشهدها إحدى العواصم العربية، وقد خفض الكثير من البعثات الدبلوماسية عدد العاملين فيها وغادروا اليمن إلى بلدانهم خشية اندلاع حرب أهلية، في حين يواصل المتمردون هيمنتهم على معظم مؤسسات الدولة اليمنية وسط تنديد محلي وإقليمي ودولي بهذه الخطوات.
إلى ذلك، نفت جامعة الإيمان الإسلامية التي يمتلكها الداعية الإسلامي البارز الشيخ عبد المجيد الزنداني ما نشره الحوثيون عن وجود معامل متفجرات وأقنعة داخل الجامعة التي اقتحمها الحوثيون واستولوا عليها، وقال بيان صادر عن الجامعة إن «ما قامت به ميليشيات الحوثي المسلحة المتمردة من حصار لجامعة الإيمان والعدوان بمختلف الأسلحة عليها وعلى طلابها ومشايخها وقتل بعضهم ونهب المنازل والإدارات والأرشيف، هو جريمة بشعة بكل المقاييس، وعدوان صارخ على مؤسسة تعليمية تشرف عليها الدولة، والتخاطب معها يكون عبر الجهات الرسمية وليس عبر العصابات المسلحة، وهذه الجريمة الشنعاء لم ولن تسقط بالتقادم، وتحتفظ إدارة الجامعة بكل حقوقها القانونية في مقاضاة هذه العصابة المسلحة وعقابها بالوسائل المشروعة، وإن تأخر الأمر، والأيام دول».
وأضاف البيان: «الأكاذيب والافتراءات التي حاولت من خلال الترويج لها أن تبرر جريمة العدوان على الجامعة وما ارتكبته فيها من جرائم، فشلت في مهمتها القذرة التي تكمل بها مهمة العدوان والنهب والعبث والتدمير؛ فالناس يعرفون الحقيقة ويدركون حقيقة ما حدث، ونشيد هنا بوعي القارئ وعموم أبناء اليمن والعالم الإسلامي الذين يدركون الحقيقة والذين سخروا من هذه الافتراءات والذين يقفون مع الجامعة ويستنكرون هذه الجريمة التي طالت مؤسسة تعليمية معروفا عنها الوسطية والاعتدال والاجتهاد، ودعاتها وطلابها منتشرون في شتى أنحاء العالم، ويعرفهم الجميع بوسطيتهم واعتدالهم وعطاءاتهم العلمية والفكرية، بعيدا عن أي غلو وتطرف، وقد حازت الجامعة قبل أشهر الترتيب الرابع في اليمن في تصنيف (ويب ماتريكس) لمعايير الشفافية والتميز، وهذه شهادة عالمية للجامعة، إضافة إلى شهادات علماء الأمة ومفكريها ودعاتها».
ويعد الشيخ الزنداني من أبرز الدعاة السنيين اليمنيين، ويرتبط بعلاقات مع الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم، غير أن الحوثيين (الشيعة) يعدونه على لائحة أعدائهم في صنعاء، في حين يخوض اليمن صراعا مذهبيا لم يحدث من قبل في تاريخه بالصورة التي تجري في اليمن وباتت صنعاء مهددة بمواجهات عسكرية محتومة.
من جهته، ‫قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأن «اتفاق السلم والشراكة» الذي وقعته جميع الأطراف السياسية بمن فيهم «أنصار الله» في 21 من الشهر الماضي بالعاصمة صنعاء - جنب اليمن مخاطر الانزلاق إلى الحرب والدمار، ومثل عبورا آمنا لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتجاوز كل العقبات والتحديات.
وتطرق الرئيس هادي خلال لقائه، أمس، مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بيتينا موشايت، إلى الجهود المبذولة لتنفيذ «اتفاق السلم والشراكة الوطنية»، مثمنا وقوف دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب اليمن في مختلف الظروف والأحوال، وفي كل المجالات، ودعمها لأمنه واستقراره ووحدته.
وحسب المصادر اليمنية الحكومية فقد أشادت موشايت بتوقيع مختلف الأطراف على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، مؤكدة ضرورة التزام الجميع بتنفيذ كل بنوده، كما أعربت عن استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة تقديم الدعم والمساندة لليمن للتغلب على الصعوبات والتحديات المختلفة التي تواجهه.
وفي سياق آخر غادر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، أمس، العاصمة صنعاء متجها إلى المملكة العربية السعودية، حيث قال بأنه سيواصل جهوده من أجل دعم اليمن في هذه الظروف الصعبة.
وقال بنعمر قبيل مغادرته صنعاء في زيارته الـــ33 إلى اليمن بأن الوضع اليمني ما زال صعبا وحساسا، لكنه أوضح أن «الطريق الوحيد للمضي قدما في إنجاح مشروع التغيير السلمي الذي بدأ في 2011 هو تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون».



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.