عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

خير وسيلة للدفاع «السعودي»!

تشابي ألونسو نجم ريال مدريد السابق وبايرن ميونيخ الحالي، وأحد عمالقة منتخب إسبانيا لكرة القدم في السنوات الأخيرة، لمس الكرة 206 مرات في مباراة فريقه الألماني الأخيرة أمام كولن، وفي إسبانيا أكد المدير الفني لويس إنريكي أن اللاعب راكيتيتش الذي استقطبه للدفاع عن ألوان برشلونة لا يشبه أحدا ولا يجب مقارنته بغيره، وفي صفوف ريال مدريد يتألق عملاق ألمانيا كروس الذي لفت الانتباه عندما شارك بفعالية في إحراز بطولة كأس العالم بعدد التمريرات ودقتها، وفي إيطاليا هناك من يرى أن بيرلو عملاق اليوفي أسطورة من أساطير اللعبة، بفضل كثافة ودقة تمريراته، فضلا عن تصويباته الدقيقة عند تنفيذ الركلات المباشرة، ثم من الذي يمكنه تجاوز أو عدم ذكر أعظم اسم في هذا الدور.. فنان برشلونة وأسطورة دقة التمرير تشابي الذي أبهر مدربه وأحرجه بتألقه في المباراة الأخيرة، رغم تقدمه في العمر.
وعلى نفس المنوال يمكن التحدث عن قائمة طويلة من الأسماء التي تجيد اللعب بمهارة في منطقة المحور الدفاعي، سواء من الذين يلعبون كمحور دفاعي تقليدي أو الذين يجيدون التقدم عطفا على النزعة الهجومية.
ولو أردت العودة إلى الوراء للتذكير بأسماء من أبدعوا في الدفاع والتمرير لحفلت القائمة بأسماء تاريخية لا يمكن نسيانها، وأظن أن البرازيلي سقراط يمثل نموذجا رائعا في لاعب الوسط الخلفي الذي يؤدي الدورين الدفاعي والهجومي بمهارة فائقة.
كلما شاهدت مباراة من مباريات الفترة الحالية؛ سواء على مستوى الأندية أو المنتخب، أتساءل: ترى لماذا صار لاعب المحور الدفاعي ميالا للدفاع فقط؟! لماذا يقتصر الدور على القطع وإيقاف الإمداد وإهمال الشق الهجومي. لماذا الهدم فقط وليس البناء؟!
إن كرة القدم الحديثة، وقد أكدت ذلك مباريات كأس العالم الأخيرة، تعتمد في صناعة الهجمة من منطقة المحور، ثم يبني الإنهاء في المحور الهجومي. يبدأ التخطيط الأوسع من الخلف، وتضيق المهمة وتصعب في المقدمة. كرة القدم بناء وإنهاء.
من ينسى عثمان مرزوق وعبادي الهذلول وهاشم سرور وخميس العويران وفؤاد أنور؟! كانوا بارعين في الذود عن المناطق الخلفية، مع براعة لا تجارى في التخطيط للبناء. كانوا أساتذة في المبادرة ببناء الهجمة، جمعوا بين القدرة على وقف الإمدادات ثم البدء بصناعة الهجوم، وكانوا باختصار ناجحين في كثافة ودقة التمريرات، مع امتلاك مهارات فردية عالية. شخصيا أرى أن هاشم سرور وعبادي تحديدا أفضل من كان يجيد البدء بالبناء من الخلف عن طريق التمريرات المكثفة الدقيقة، واعتبر فؤاد أنور متفوقا بغزواته وتقدمه الهجومي وتمريراته الطولية.
الساحة خالية الآن - مع الأسف، لا يوجد من يقوم بدور تشابي ألونسو.. دفاع ودقة تمرير، تغير أداء نجومنا لدرجة أن المفاهيم عند البعض تغيرت، فبات المحور الدفاعي مجرد نجم يقاتل لقطع كرات المنافس.
في الواقع، إن الكرة السعودية لا تعاني من ندرة المحاور الهجومية «خلف المهاجمين» فحسب، بل من غياب المحور الدفاعي الذي يبدأ البناء.
[email protected]