«صحوة» بريطانية ضد مروجي التطرف

كاميرون: هؤلاء مكانهم السجن

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال إلقائه خطابه أمام حزب المحافظين في برمنغهام أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال إلقائه خطابه أمام حزب المحافظين في برمنغهام أمس (إ.ب.أ)
TT

«صحوة» بريطانية ضد مروجي التطرف

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال إلقائه خطابه أمام حزب المحافظين في برمنغهام أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال إلقائه خطابه أمام حزب المحافظين في برمنغهام أمس (إ.ب.أ)

بصبر بارد وسياسة النفس الطويل بدأ البريطانيون «الصحوة»، التعبير الذي اختطفه «الإسلامجية»، حسب قول دبلوماسي بريطاني متقاعد خدم في المنطقة، (نطق الإسلامجية باللهجة المصرية)، بعد الخطاب القوي الذي ألقته وزيرة الداخلية تريزيا ماي مساء الثلاثاء في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في برمنغهام.
في اليوم التالي أمس، أعاد زعيم المحافظين، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كلمات الوزيرة ماي - وكانت الصحافة صباح الأربعاء شبهتها بالراحلة الليدي ثاتشر، أقوى وأهم زعامات المحافظين الأيقونية منذ السير ونستون تشرشل - في تأكيداتها القوية وبرود الأعصاب والهدوء الحاسم - عن التصدي للإرهاب الذي يمثله التطرف، ليس فقط في مجموعة مقترحات وتعديلات في مشروع قانون ستحاول تقديمه للبرلمان في الأشهر الباقية من عمره الحالي، بل في توجيه كلمات قوية للمتطرفين والإرهابيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب الذي يهدد الإنسانية.
وجه كاميرون القول لمئات من الشباب الذين التحقوا بالمنظمات المتطرفة قائلا: «أنتم أعداء المملكة المتحدة، أعداء مسلمي بريطانيا ومكانكم السجن». وكان رئيس الوزراء الأسبق توني بلير كان قال بنبرة قوية يشوبها الغضب صبيحة هجمات يوليو (تموز) 2005 الإرهابية على وسائل المواصلات: «إذا أردتم العيش في بريطانيا فلتحترموا القوانين وإلا فأرونا ظهوركم واذهبوا للعيش بين الإرهابيين».
وزيرة الداخلية مهدت للمقترحات بقائمة من انتهاكات القانون، والإرهاب والضغوط التي يتعرض لها مسلمو بريطانيا على أيدي أصحاب الفكر المتطرف، مثل إقامة «محاكم الشريعة» السرية في غيتوهات يقطن معظمها المهاجرون من الصومال وباكستان واليمن، وهي محاكمات ليس لها أصل قانوني، والقضاة مؤهلاتهم الفقهية مجهولة، ويتعرض فيها الضعفاء (وهم إما من النساء المهاجرات اللاتي لا يعرفن اللغة الإنجليزية أو مهاجرين غير شرعيين يخشون الشكوى للمسؤولين فيؤدي الأمر بترحيلهم) لعقوبات جسدية كالجلد والضرب والزواج القسري للقاصرات؛ ومثل الاعتداء على أصحاب المتاجر بتهم الاتجار في بضائع تحرمها الشريعة الإسلامية، أو فرض إتاوات عليهم كما كانت تفعل عصابات المافيا في أميركا في مطلع القرن الماضي.
الملاحظ أن وزيرة الداخلية استشهدت في الخطاب بآيات من القرآن الكريم لإقناع الحضور بطلبها نصرة مسلمي بريطانيا والعالم في مواجهة داعش والإرهابيين الذين أعلنوا بالفعل الحرب على بريطانيا بمسلميها وغير مسلميها. ويوم إلقائها الخطاب احتلت الأخبار حادثة هروب فتاتين دون السن القانونية إلى تركيا للالتحاق بصفوف داعش وقلق الأسرتين عليهما.
جاء خطاب الوزيرة ماي ليتوج حركة الصحوة التي أشار إليها الدبلوماسي البريطاني المستعرب، بعد أن كان مروجو التطرف استخدموا تعبير «الصحوة» إشارة إلى نجاحهم في غسل أدمغة الشباب وإبراز الإرهاب على أنه صحوة إسلامية جديدة لمحاربة ما يعدونه «الكفرة والصليبيين والمرتدين» (ويقصدون الغالبية العظمى من المسلمين الذين لا يشاركونهم تفسيرهم الملتوي للدين).
ربما كانت الصدمة الكبيرة التي أفاق عليها البريطانيون، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، هي اعتداء مخبولين من أصول أفريقية على الجندي لي ريغبي وذبحه في وضح النهار في شارع في جنوب لندن، ثم التبجح أثناء المحاكمة بأنهما يجاهدان في سبيل الله والإسلام.
وكانت الأسابيع الماضية شهدت استياء كبيرا في الرأي العام، وتقارير لمؤسسات اجتماعية إسلامية عن تزايد الاعتداءات اللفظية وغيرها على المسلمين كرد فعل لتصرفات متطرفين بريطانيين. وهي ردود فعل لتوزيع داعش فيديوهات لمسلم بريطاني يسمي نفسه المجاهد يوحنا Jihadie John وهو يذبح صحافيا أميركيا، ثم فيديو آخر له يقطع رأس أسير بريطاني وتقارير المخابرات عن مئات من البريطانيين المسلمين يقاتلون في صفوف داعش، وعدد من المراهقات التحقن بهم، وآخر التقارير مقتل (داعش سمته استشهادا) لطالب مسلم دون الـ18.
في الأسبوع الماضي ألقي القبض على أكثر من خلية من نشطاء إسلاميين متطرفين، لكن باستثناء شخصين، أفرج عن أكثر من 20 شخصا ممن ألقي القبض عليهم لعدم كفاية الأدلة. وهذه هي المشكلة التي تواجه الحكومة ووزيرة الداخلية على جبهتين، الأولى سياسية دستورية مع حزبها ومع البرلمان والقضاء، والثانية قانونية جنائية.
فالقضاء العرفي في محاكم إنجلترا وإمارة ويلز لا يأخذ مثلا بالاعترافات كأدلة، أو لا تكفي أقوال الشهود من دون أدلة مادية لا يرقى إليها الشك. وكل مهمة الدفاع إلقاء بذرة شك في عقل المحلفين وتسقط القضية حتى ولو ألقي القبض على الإرهابي بحزام ناسف حول وسطه، لكن القضاء يتعامل مع الجاني حسب نتائج فعله وليس حول نواياه.
من المقبوض عليهم في مجموعات الأسبوع الماضي أئمة مساجد ودعاة من جماعات مثل «حزب التحرير» و«المهاجرون» التي حظرت بأمر قضائي لعلاقتها المباشرة بالإرهاب.
ومنهم مثلا أنجيم شودري الذي كثيرا ما قاد مظاهرات استفزازية ضد الجنود العائدين من أفغانستان (وهي من الأمور التي استفزت الرأي العام وأدت إلى الصحوة المناهضة، خاصة إهانة جماعته لأهالي جنود ماتوا في أفغانستان بمظاهرات استفزازية في موكب استقبال الجثامين) وخطبه ومنشوراته كانت باعتراف المقبوض عليهم وراء تجنيدهم لجماعات مثل داعش. مصادر اسكوتلنديارد تقول: إن دوافع توقيفهم كانت أدلة وجدت مع شباب قبض عليهم في المطارات بعد عودتهم من القتال مع داعش في سوريا. لكن النيابة (مكتب ادعاء التاج) نصحت بضرورة وجود أدلة أخرى لتقديمهم للمحاكمة بتهم التآمر. الأدلة مصدرها مخابرات وأجهزة مباحث وتسجيلات لاجتماعات ومكالمات تليفونية. يذكر أن المحكمة في ظل القوانين الحالية لا تسمح للمحلفين بالاطلاع على هذه الأدلة لإثبات التآمر على عمل إرهابي بلا وجود الضباط أو الوكلاء الذين قاموا بجمع هذه الأدلة في منصة الشهود واستجوابهم من قبل ممثلي الاتهام والدفاع. المخابرات والمباحث ترفضان تقديم هؤلاء الضباط كشهود خشية تعرض حياتهم وذويهم للخطر وكذا كشف الطرق التي تستخدمها المخبرات. وهي حلقة مفرغة نتيجتها إفلات متآمرين ومدبري الإرهاب من العدالة ولا سبيل لتوقيفهم إلا فقط تحت قانون الأمن العام في الطريق، أي لليلة واحدة وعدة ساعات في حالة مظاهرات في الشوارع. لكن لا يمكن إثبات التهم عليهم إلا بحل لمعضلة السماح بأدلة التنصت على المكالمات.
ومع ضغوط الرأي العام، وقلق الحكومة من أن يؤدي غضب الرأي العام إلى فتنة وصراعات طائفية بين السكان الأصليين والأجيال (الثالث والرابع) من أبناء المهاجرين المسلمين، وهو ما حذرت منه وزيرة الداخلية في خطابها الثلاثاء، فإنها اقترحت عدة حلول توضع في شكل قانون جديد بتهم التحريض على الإرهاب وتوجيه القصر أو منهم دون السن القانونية نحو الإرهاب. الحلول أدخلتها في مواجهة وانتقادات بعد دقائق فقط. المنتقدون هم الجناح التقليدي في حزبها المحافظ، وبعكس المفهوم الشائع فإن يمين حزب المحافظين الليبرترياني Libertarian (التيار الذي يتزعمه اليميني ديفيد دافيز) وليس الليبرالي هو المتمسك بحرية التعبير وعدم السماح للإرهابيين بتغيير النمط الثقافي للمجتمع والقاعدة الذهنية الثقافية لمفهوم العدالة.
الوزيرة تريد رقابة أكثر تشددا على وسائل التواصل الاجتماعي كـ«فيسبوك» بحيث يحصل المتطرفون ومروجو الفكر الجهادي المتشدد على تصريح مسبق يشرف عليه البوليس للتأكد من السجل الجنائي، قبل أن يكون له «فيسبوك» ومنعه إذا روج للإرهاب. أيضا منح البوليس وأجهزة المخابرات صلاحيات واسعة للتنصت على المكالمات ومراقبة الاتصالات والإنترنت، والعودة إلى نظام حكومة بلير العمالية، تحت اسم آخر، بوضع المتطرفين والمشتبه فيهم في أماكن إقامة جبرية وأطواق إلكترونية على معاصمهم رغم أنها ألغت هذه الأمر الإداري بنفسها عندما تولت وزارة الداخلية.
الأمر الآخر الذي يثير اعتراض يمين المحافظين هو اقتراحها بعدم السماح للمتطرفين بترويج دعايتهم عبر الصحافة، خاصة المسموعة والمرئية. هذا بدوره أثار الانتقادات. فحكومة ثاتشر كانت استصدرت قرارا مشابها بمنع حزب شين فين، الواجهة السياسية لجماعة الجيش الجمهوري الآيرلندي من الظهور في التلفزيون والإذاعة وأثناء إرهاب فترة الثمانينات. المنع جاء بنتائج عكسية فقد لقيت الحركة الجمهورية الآيرلندية تأييدا واسعا في أميركا وجمعت الملايين من التبرعات والأسلحة المهربة، بينما لجأ الصحافيون إلى نسخ المقابلات مع زعماء شين فين واستئجار ممثلين لقراءتها بأصواتهم.
ولأن بريطانيا نظام برلماني خالص وليست نظاما رئاسيا جمهوريا، فمن المستحيل أن يدخل أي مطلب شعبي أو قرار حكومي حيز التنفيذ إلا بعد أن يدرج كمشروع قرار يصوت عليه البرلمان، ثم يرفع إلى مجلس اللوردات (الشيوخ) فيناقشه ويعدله وعادة يعيده إلى مجلس العموم بالرفض أو التعديل (حال معظم مشاريع القوانين التي يتسرع ساسة العموم بصياغتها)، ثم يرفع للملكة للتصديق قبل أن يصبح قانونا؛ وهناك سوابق في رفض الملكة التوقيع وإعادة القانون للبرلمان عندما تكتشف بخبرتها وحكمتها ثغرات قانونية.
في الحال العادي وبلا اعتراضات لن تكفي الفترة الباقية من عمر البرلمان الحالي (من 17 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 5 مايو (أيار)، وإجازات أعياد الميلاد ونصف السنة والفصح تبقى أقل من 90 يوم عمل فقط، ونصيب أيام الحكومة فيها لتقديم مشاريع قوانين 6 فقط). قبل انتخابات مايو 2015.
لكن سواء قدم المشروع في هذا البرلمان أو في دورة البرلمان القادم، نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في حالة فوز المحافظين في الانتخابات، ففرصة تحول مقترحات الوزيرة في مواجهة المتطرفين بتشدد أقل من الثلث.
فتقريبا ما بين 4 أو 5 نواب من المحافظين سيعترضون على المشروع بشكله الحالي، والعمال كحزب معارضة سيحرجون الحكومة بالتصويت بالرفض، أما الديمقراطيون الأحرار، شركاء كاميرون في الائتلاف الحالي فيصعب على زعيمهم نيقولاس كليغ إقناع جذور الحزب وأعضائه بقبول ما يهدد حرية التعبير، أما في حالة تصويت مجلس العموم عليه - إذا عقد كاميرون صفقة مع زعيم العمال إدوارد ميليباند كما فعل في مشروع قرار المشاركة في ضرب داعش - فمن المؤكد أن مجلس اللوردات المتورم بالقضاة المتقاعدين وفقهاء القانون والمحامين سيرفض المشروع بل وسيكشفون ثغرة مضحكة في كل فقرة ومادة من مواده.
باختصار، خطاب وزيرة الداخلية على ما يبدو كان مفصلا على مقاس «صحوة» الرأي العام ضد التطرف الإسلامي من ناحية، ومن ناحية أخرى خطوة بارعة لتشبيه الصحافة لها بالسيدة ثاتشر، حلما في قيادة الحزب والوقوف يوما ملوحة للمصورين على باب رقم 10 داونينغ ستريت.
انتهى.



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.


موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».


بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.


رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.


أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين


أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
TT

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (أ.ب)

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».
وبيَّن أنَّه «في حال التوافق على العودة، تتم الدعوة في أي لحظة لاجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية العرب».
وأشار أبو الغيط، في حوار تلفزيوني، نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، أمس، إلى أنَّه «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بشأن الاجتماع الوزاري الذي عقد في عمّان مؤخراً، وأطلعه على (أهدافه ونتائجه)»، موضحاً أنَّه «يحق لمجموعة دول عربية أن تجتمع لمناقشة أمر ما يشغلها». وأعرب عن اعتقاده أنَّ «شغل المقعد السوري في الجامعة العربية سيأخذ وقتاً طويلاً، وخطوات متدرجة».
وأوضح أبو الغيط أنَّ «آلية عودة سوريا للجامعة العربية، لها سياق قانوني محدَّد في ميثاق الجامعة العربية»، وقال إنَّه «يحق لدولة أو مجموعة دول، المطالبة بمناقشة موضوع عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، خصوصاً أنَّه لم يتم طردها منها، لكن تم تجميد عضويتها، أو تعليق العضوية».
وتوقع أبو الغيط أن تكون للقمة العربية المقررة في جدة بالمملكة السعودية يوم 19 مايو (أيار) الحالي «بصمة على الوضع العربي بصفة عامة»، وأن تشهد «أكبر حضور للقادة العرب ووزراء الخارجية»، وقال إنَّ «الأمل كبير في أن تكون لها بصمات محددة، ولها تأثيرها على الوضع العربي».
وبشأن الوضع في لبنان، قال أبو الغيط إنَّه «من الوارد أن يكون هناك رئيس للبنان خلال الفترة المقبلة»، مطالباً الجميع «بتحمل المسؤولية تجاه بلدهم وأن تسمو مصلحة الوطن فوق المصالح الخاصة».
أبو الغيط يتوقع «بصمة» للقمة العربية في السعودية


إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
TT

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)
لقطات وزّعتها البحرية الأميركية من ناقلة نفط تحاصرها زوارق إيرانية في مضيق هرمز أمس (رويترز)

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019.
وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان.
وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ».
وجاءت الواقعة بعد ساعات من انفجار ناقلة نفط في أرخبيل رياو قبالة إندونيسيا، بينما كانت تستعد لاستقبال شحنة نفط إيرانية، وكانت على متن ناقلة أخرى، حسبما ذكر موقع «تانكر تراكرز» المتخصص في تتبع حركة السفن على «تويتر».
وتظهر تسجيلات الفيديو، تصاعد ألسنة الدخان وتطاير أجزاء الناقلة.
ولم يصدر تعليق من السلطات الإيرانية على التقارير التي ربطت بين احتجاز الناقلة والالتفاف على العقوبات.
وقبل الحادث بستة أيام، احتجزت قوات «الحرس الثوري» ناقلة النفط «أدفانتج سويت» التي ترفع علم جزر مارشال في خليج عُمان، وترسو حالياً في ميناء بندر عباس. وقالت شركة «أمبري» للأمن البحري إنَّ احتجاز الناقلة جاء رداً على مصادرة الولايات المتحدة شحنة إيرانية.
وقالت «البحرية الأميركية» في بيان، الأسبوع الماضي، إنَّ إيران أقدمت، خلال العامين الماضيين، على «مضايقة أو مهاجمة 15 سفينة تجارية ترفع أعلاماً دولية»، فيما عدّتها تصرفات «تتنافى مع القانون الدولي وتخل بالأمن والاستقرار الإقليميين».
«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط ثانية في مضيق هرمز خلال أسبوع


سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»