نضال الموسوي
كاتبة وإعلامية عراقية
TT

القراءة أيقونة الروح

على الرغم من تغلغل التكنولوجيا بكل تقنياتها مفاصل حياتنا اليومية إلا أنني مولعة بالثقافة الورقية، فخير جليس في الزمان الكتاب، الذي لا تمله العيون ولا تستغني عنه العقول ولا يفارق شغاف القلوب. ولأنني تربيت على عشق الكتاب منذ نعومة أظفاري أخذت منذ مرحلة المتوسطة أسبر غور الكتب التي كانت تقع أمام عيني من خلال مكتبة الدار المتواضعة فضلا عن مكتبة عمي الراحل السيد حسين التي كانت تزخر بنفائس الكتب.
وفيما بعد تعرفت على الأدب المصري، حيث قرأت وتعمقت بقراءة روائع نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين وإحسان عبد القدوس وأحمد شوقي ومحمد مصطفى العقاد.
وتابعت أيضا ما ينشر للمبدعين العراقيين أمثال فؤاد التكرلي وعبد الستار ناصر وعبد الخالق الركابي وعبد الرحمن الربيعي ولطفية الدليمي هذا فضلا عن كتب التاريخ والفلسفة وعلم النفس والشعر وروائع د.علي الوردي في علم النفس.
وفي سنوات الحصار الذي طوق العراق لأعوام عدة كنت أستعير ما ينشر من الأصدقاء وما يدخل للعراق سرا من كتب لطاهر بن جلون وفاطمة المرنيسي وغيرهما. ثم تعرفت أدب حنا مينا، لا سيما «الياطر» وعبد الرحمن منيف، وخصوصا (شرق المتوسط) وجبرا إبراهيم جبرا وغيرهم.
وفي سنوات الثمانينات من القرن الماضي تخصصت بدراسة لغة وأدب الروس فضلا عن الإنجليزية كلغة ثانية، فتعمقت قراءاتي للأدباء الروس العظماء أمثال تولستوي وتورغينيف وبوشكين ودستويفسكي وتشيخوف وشولوخوف ومكسيم غوركي وغوغل وغيرهم.
ولكن ما علق في ذاكرتي رواية «وداعا للسلاح» و«الشيخ والبحر» لهمنغواي و«قصة مدينتين» لديكنز و«رواية 1984» لجورج أورويل و«الساعة الخامسة والعشرون» والكثير من أدب شكسبير وروايتا ريمارك «الأصدقاء الثلاثة» و«ليلة لشبونة» ورائعة ماركيز «مائة عام من العزلة» والكثير من أعمال بورخيس.
وبتأثير كل هؤلاء، كم تمنيت وحلمت أن أبحر في كتابة القصة والرواية ولكن طريق الصحافة سحبني وتمكنت منذ سنوات أن أجمع هواجسي التي نشرتها في صحيفة «الزمان» لأنشرها تحت عنوان «هواجس أنثى».
* كاتبة وإعلامية عراقية