حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

مستخدم غبي وجهاز ذكي!

هل تستطيع التقنية أن تحل الكثير من مشاكل الشعوب العويصة والمعقدة؟ المراقب للهفة العالم وهم ينتظرون جهاز أبل الجيل الجديد من الهواتف الذكية ويتعاملون معه كأنه أكسير الحياة المنتظر لا يملك إلا أن يستغرب من حجم التأثير الحاصل من التقنية على البشر اليوم. الإجابة البديهية والمنطقية هي طبعا نعم تستطيع ولكن بالتعمق الأدق في السؤال من الممكن تخيل الذي ينتظرنا في آفاق العلوم واختراعاتها القادمة إلينا بسرعة الضوء. بعد حوادث الطيران «الغريبة» التي حصلت هذه السنة يبدو أننا على موعد مع اختراعات نوعية في مجال إدارة قيادة كابينة الطيران ومراقبة الأجواء بشكل هائل ونوعي، هناك تقنية موعودة جديدة ستمكن الطيارين من إعداد واختيار الخطوط الآمنة والبديلة لمساراتهم ومفاداة الطائرات الأخرى وبالتالي عدم حصول اصطدامات في الجو.
أيضا هناك تغيرات متوقعة في أساليب التشخيص والعلاج مع الارتفاع الكبير في أعداد السكان بالكرة الأرضية، وسيزداد العبء الاقتصادي بشكل هائل على كاهل الدول المقدمة للخدمات العلاجية والصحية ولذلك سيكون الأمل المنتظر في النقلة النوعية في مجالات التشخيص البصري المبني على خريطة الهندسة الوراثية للإنسان وهي مسألة ستكون لها أبعاد جوهرية في العلاج وزرع الأعضاء وتوقع الأمراض التي من الممكن أن تصيب الإنسان.
ومع التوسع الكبير في الهجرة للمدن باتت هناك الكثير من المباني القديمة التي أصبحت مهددة بالسقوط أو بحاجة لأن يتم هدمها لتطوير واستحداث منظومات سكنية في أماكنها ذات قدرات استيعابية أفضل وأهم وبشكل أحدث، فتم تطوير وسائل هدمها بشكل سريع وفعال ومؤثر دون الإضرار بالبيئة أو تهديد المناطق المحيطة بحيث يتم تفجير المبنى بشكل منظم وخلال دقائق محدودة، والأثر المتعلق بالانفجار هو أيضا محسوب ومحدود بشكل مدهش.
كذلك السيارات التي سيتم قيادتها في المستقبل ستكون سيارات ذكية «جدا» وأستخدم كلمة «قيادتها» بتحفظ شديد للغاية لأنه بحسب ما يتم إعداد السيارات فهي ستقود نفسها بشكل عملي معتمدة على نظم تشغيل غاية في الحساسية والتعقيد وتعتمد على مخاطبة السيارات بعضها لبعض والتخاطب مع إشارات المرور بحيث يتقلص عدد الإصابات وحوادث المرور بشكل كبير، وهذا يعني أن السيارة لن تكون بحاجة للوزن الثقيل في المواد الخام المصنعة منها وبالتالي ستتحول الشركات المصنعة لمواد أخف وأقل تكلفة في الإنتاج والتشغيل مما يعود بفائدة كبرى على البيئة في المقام الأول. تجربة قيادة السيارة بشكل ذاتي مع الوقت ستصبح شيئا من الماضي ليتم استبدالها بتجربة في الكثير جدا من العوالم الافتراضية أشبه بألعاب الكومبيوتر المسلية، ولا عجب اليوم ونحن نرى كبار مصممي البرامج الإلكترونية مثل غوغل وأبل يتنافسون بشراسة في الحصول على موافقة شركات السيارات العملاقة حول العالم لإقناعهم بتصميم أنظمة التشغيل التي ستقرر أسلوب قيادة السيارات مستقبلا.
هذه التقنية ستتطور لنرى أشكالا جديدة للحروب نفسها؛ قتال بفعالية أكثر وخسائر في أرواح المقاتلين المعتدين بشكل أقل وتحقيق أكبر قدر من الإنجازات ضد المعتدى عليه في الطرف الآخر، ولكن حتى الآن تجد التقنية تحديا لافتا أنه من السهل تحسين قدرات إطلاق الصواريخ من تحسين قدرات إسقاطها بشكل دفاعي فعال وجيد.
هناك اعتقاد أن 80 في المائة من علماء الكون عبر التاريخ موجودون في آخر 50 سنة بسبب كثافة الاختراعات وسرعتها التي لم يعد الإنسان قادرا على اللحاق بها حتى تحول إلى مستخدم غبي لأجهزة ذكية!