علي سالم
كاتب ومسرحي مصري. تشمل أعماله 15 كتابا و27 مسرحية أغلبيتها روايات ومسرحيات كوميدية وهجائية، كما نشر تعليقات وآراء سياسية خاصةً بشأن السياسة المصرية والعلاقات بين العالم العربي وإسرائيل
TT

بل هم إرهابيون

قال مسؤول عربي إن «بعض الدول في المنطقة العربية تتهم بعض الجماعات بأنها إرهابية لأسباب سياسية» والمفهوم بداهة من كلمتي بعض الدول، أنه يقصد دولا بعينها. من الصعب طبعا حتى على مستوى اللغة اعتبار هذه الكتلة من الدول «بعضا». التبعيض هنا يحاول النيل من الحقيقة، وهي أن هذه الدول تمثل الأغلبية وليس البعض. وبعض الجماعات المسكينة المظلومة، ليست إلا جماعة واحدة هي جماعة الإخوان المسلمين الدولية. ولكننا سنلاحظ أن المسؤول العربي لم يذكر لنا فكرته هو عن هذه الجماعة، ماذا يعتبرها حقا؟ كما تركنا بغير أن يشرح لنا ما هي تلك الأسباب السياسية التي تدفع أقوى الدول العربية وأكثرها رسوخا إلى إلقاء التهم النكراء على هذه الجماعة.
بالأمس فجروا عبوة ناسفة خبئت تحت شجرة، في كمين ثابت للشرطة المصرية فقتلت من قتلت وأصابت من أصابت من الضباط والجنود والمدنيين. موقع التفجير كان بالقرب من وزارة الخارجية، ولا أعتقد أن له صلة بوزارة الخارجية، بل كان الهدف هو اغتيال أحد ضباط الكمين، فبقراءة صفحة من كتاب خدمته سنكتشف أنه أحد الشهود المهمين في قضية اقتحام السجون المصرية.. الجماعة البريئة التي اتهمناها بأنها إرهابية لأسباب سياسية، تمارس الآن ما نعرفه عن كل الجماعات الإرهابية في التاريخ المعاصر، وهو قتل الشهود وترويع القضاة وتهديدهم. لست أعرف كم من السنوات ستمر قبل أن تكتشف يا سيدي أنهم جماعة إرهابية بكل ما تحمله هذه الكلمة من قبح وشر.. هم جماعة إرهابية، هذا هو ما أؤكده لك، وهذا هو ما سيؤكدونه هم لك في وقت قريب.
ترى.. ماذا تريد هذه الجماعة من المصريين؟.. أن يعودوا لحكمها؟
هذا هو بالضبط عشم إبليس في الجنة كما يقول المصريون. الذي حدث أمام العالم أجمع هو أن المصريين خرجوا عن بكرة أبيهم طالبين من الرئيس عضو الجماعة السيد مرسي بعد مرور عام من حكمه المتخلف لأقدم بلاد الدنيا، أن يتنحى عن الحكم. لقد حكموا وفشلوا بامتياز.. فماذا يريدون من الشعب المصري؟ أن يحكموه أو يفجروا أجسام أبنائه؟
لقد أثبتت الجماعة خلال حكم مصر، أثبتت بما لا يدع مجالا لأي شك، أن الجماعة الدينية المشتغلة بالسياسة عاجزة عن تبني قضايا الدولة الوطنية، الجماعة الدينية لا تعمل عند الشعوب بل عند نفسها. هذا هو ما أثبتته جماعة حماس من قبل.
والحديث عن حق عضو جماعة الإخوان في الاشتراك في العمل السياسي، حديث فيه من كرم الأخلاق أكثر مما فيه من فهم لطبيعة التركيبة النفسية لعضو الجماعة. هو لا يعرف لنفسه وجودا في غياب الجماعة أو بمعزل عن الجماعة. إنها صدر الأسرة الحنون الدافئ، وهي أيضا مصدر الأوامر والنواهي بما يريح عقله، ويحمي عقله من أعباء الحرية والتفكير. العضو الصالح للعمل السياسي هو فقط عضو الجماعة السابق، أي هذا الشخص الذي خرج عن الجماعة ليستعيد عقله وروحه وحريته.. جماعة الإخوان المصرية هي جماعة إرهابية.
[email protected]