أقرت وزارة الدفاع العراقية بفقدان الاتصال ببعض الجنود في قاطع عمليات الصقلاوية والسجر شمال مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار الغربية، محذرة تنظيم «داعش» من المساس بحياتهم، بينما كشف شهود عيان من داخل الفلوجة أن مسلحي التنظيم استعرضوا أول من أمس بنحو 50 جنديا، جرى أسرهم على ما يبدو من معارك السجر بالصقلاوية.
وقال الطبيب (أ.ح) الذي يعمل في أحد المراكز الصحية في الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين أقاموا أكثر من احتفال بالمدينة بعد ظهر الأحد، كان الأهم فيه هو جلبهم لعشرات الجنود الأسرى الذين جالوا بهم في سيارات مكشوفة في شوارع المدينة وسط الأهازيج وإطلاق النار»، مبينا أن «عددهم نحو 50 جنديا».
وبشأن ما إذا كان هؤلاء الجنود قد قُتلوا أم ما زالوا على قيد الحياة، قال الطبيب المذكور: «كانت هناك أنباء متضاربة بشأن ذلك، إذ إن هناك من قال إنهم قتلوا بعد نهاية الاستعراض، لكن طبقا لمعلومات شبه مؤكدة، فإنهم لا يزالون أحياء حتى اليوم (أمس)».
بدورها، تحدثت وزارة الدفاع عن تأمين مظلة جوية واطئة الطيران للقوة المحاصرة في الصقلاوية. وقالت الوزارة في بيان إن «طاقما من أبطال سلاح طيران الجيش البطل، بقيادة أحد الطيارين الأبطال، قام بتنفيذ طلعة جوية ليلية جريئة في قاطع عمليات الأنبار، وأمن مظلة جوية واطئة الطيران لإحدى وحدات القوات البرية المندفعة للأمام، التي أشيع أنها محاصرة».
وأضافت الوزارة أن «هذا الطاقم البطل قام بهذا العمل الجريء، الذي أمن وصول جميع المقاتلين إلى مواقعهم بسلام»، مؤكدا أن «هذا العملية تُعد من العمليات الصعبة والنادرة التي ينفذها طيران الجيش».
وفي بغداد، بدأت تلوح في الأفق ملامح مجزرة جديدة في منطقة الصقلاوية تشبه مجزرة قاعدة سبايكر في تكريت، التي قضى فيها نحو ألفي جندي بأيدي «داعش».
وفي وقت بدأ فيه عدد من أعضاء البرلمان العراقي جمع تواقيع من أجل استضافة عدد من القادة الأمنيين بشأن ما يجري في الصقلاوية، فإن عددا من نواب محافظة الديوانية التي ينتمي إليها العدد الأكبر من الجنود المحاصرين والمفقودين في الفلوجة أكدوا أن نحو 300 جندي قُتلوا هناك باستخدام غاز الكلور لأول مرة من قبل مسلحي «داعش» في الصقلاوية، شمال الفلوجة.
وقال النائب علي البديري، في مؤتمر صحافي عُقد بمبنى البرلمان، بحضور عدد من نواب محافظة الديوانية، أمس، إن «تنظيم (داعش) الإرهابي استخدم غاز الكلور لأول مرة في منطقة الصقلاوية بعد محاصرة أكثر من 400 جندي، مما أدى إلى مقتل كثير منهم بسبب الاختناق، في حين فجرت العصابات الإرهابية سيارات مفخخة داخل مقر اللواء».
وأضاف البديري: «نحمِّل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي والقادة الأمنيين، لا سيما قائد عمليات الأنبار رشيد فليح، المسؤولية الكاملة عن مصير الجنود المحاصرين بسبب بطء الإجراءات الفورية من قبل طيران الجيش، رغم كثرة المناشدات بالإجراءات السريعة لإنقاذهم منذ عدة أيام». وبين البديري أن «جريمة الصقلاوية تُعد سبايكر الثانية»، مؤكدا أنه «جرى قتل 300 جندي في المنطقة».
وبينما لم يصدر عن وزارة الدفاع ما يؤكد أو ينفي معلومة استخدام غاز الكلور، فإن مصدرا طبيا في الفلوجة استبعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» امتلاك أو استخدام «مسلحي (داعش) غاز الكلور»، مؤكدا أن «هذه المعلومة تكررت كثيرا، وهي لا تُطلق للمرة الأولى، لأن غاز الكلور لو كان استخدم في هذه المنطقة لما تسمم أو قتل الجنود فقط، بل لشمل عددا كبيرا من أهالي المنطقة من أبناء القرى والعشائر». ورجح المصدر الطبي المسؤول أن «يكون خلف إطلاق مثل هذه المعلومة تبرير قصف هذه المناطق بأسلحة محرّمة، مثل البراميل المتفجرة وغيرها».
على الصعيد نفسه، أكد الشيخ وسام الجميلي أحد شيوخ الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المئات من الأهالي عادوا إلى المدينة مستفيدين من قرار إيقاف قصف المدن إلى الحد الذي عادت فيه الحياة إلى الفلوجة بشكل طبيعي، إذ تشهد الأسواق زحاما كبيرا هذه الأيام، رغم انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بالكامل، منذ فترة، بسبب قصف المنظومة الرئيسة، التي لم يجرِ إصلاحها حتى الآن».
وبشأن الكيفية التي يتعامل بها مسلحو «داعش» مع الأهالي، قال الشيخ الجميلي إن المسلحين «بدأوا يفرضون نمط الحياة الذي يريدونه، وهو أمر يحصل للمرة الأولى، رغم أنهم احتلوا الفلوجة منذ أوائل العام الحالي»، موضحا أنهم «بدأوا يفرضون على النساء الزي الشرعي، بمن فيهن الطبيبات والصيدلانيات والموظفات في الدوائر الخدمية، ونفذوا، أول من أمس (السبت)، أول عملية جلد بحق مهندس كهرباء، إذ ربطوه بشجرة نخيل، وجلدوه 100 جلدة أمام أنظار الناس، بحجة التحرش».
فقدان مئات الجنود العراقيين وعرض أسرى في شوارع الفلوجة
واشنطن ترفض عرضا إيرانيا مشروطا لقتال الإرهابيين
فقدان مئات الجنود العراقيين وعرض أسرى في شوارع الفلوجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة