كثّف الجيش اللبناني خلال اليومين الماضيين من عملياته العسكرية في جرود بلدة عرسال، حيث يتمركز مسلحو «جبهة النصرة» و«داعش»، بعد استهداف شاحنة عسكرية له مما أدى لمقتل اثنين من عناصره وجرح آخرين.
ونفذت قوى الجيش ليل الجمعة - السبت رمايات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضد عدد من «مراكز وتحصينات الجماعات الإرهابية الموزعة في جرود منطقة عرسال، وقد حققت خلالها إصابات مباشرة، أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين»، بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش. وأكد البيان أن «الجيش سيستمر في إجراءاته الميدانية المشددة لحماية المواطنين، وتأمين حسن سير المهمات الأمنية المكلف بها»، مشددا على أن الجيش «متمسك بحقه في استخدام كل الوسائل المتوافرة لديه، ولن يتهاون مع الجماعات الإرهابية أينما وجدت على الأراضي اللبنانية، ومهما بلغت التضحيات».
وبالتزامن مع العمل العسكري، وسّع الجيش من مداهماته بحثا عن مطلوبين، فأوقف على طريق عام اللبوة - عرسال شرق البلاد، أحد المطلوبين اللبنانيين لـ«مشاركته مع التنظيمات الإرهابية في الاعتداء على مراكز الجيش في منطقة عرسال وفصيلة قوى الأمن الداخلي في البلدة». كما أوقف في محلة المصيدة - عرسال، سوريا للاشتباه بانتمائه إلى أحد التنظيمات الإرهابية.
ونفذت وحدات الجيش المنتشرة في عرسال ليل الجمعة – السبت، على خلفية الانفجار الذي استهدف آلية تابعة للجيش «عمليات دهم واسعة لأماكن يشتبه في لجوء العناصر الإرهابية المنفذة إليها، وقد تمكنت هذه القوى من توقيف عدد كبير من الأشخاص».
وأشار الخبير العسكري أمين حطيط إلى أن الجيش اللبناني بدأ حصارا مطبقا على المسلحين المتمركزين في جرود عرسال قبل نحو أسبوع «علما بأنها ورقة كان يتوجب أن يلعبها منذ مطلع أغسطس (آب) الماضي بعد المعركة الأخيرة التي أدّت لاختطاف جنوده»، لافتا إلى أنه كذلك رفع عديد قواته البرية بنسبة 25 في المائة وكثّف عملياته النارية وجمع مراكزه في منظومة إسناد متبادل. وأوضح حطيط، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن المسلحين ارتأوا الرد على الإجراءات التي اتخذها الجيش أخيرا بممارسة التهويل من خلال تصفية عدد من الجنود الذين لديها. وقال «الإرهابيون على عجلة من أمرهم، فالوقت ليس لصالحهم، خاصة أن الجيش قد يكون بصدد القيام بعملية واسعة في عرسال، وأن القوى السياسية التي كانت تدعمهم لم تعد قادرة على تبرير أفعالهم بعدما تحولوا للضغط بالدم». وشدّد على أن الحل الوحيد لأزمة عرسال حاليا هو «الحسم العسكري بالتنسيق مع الجيش السوري»، معتبرا أن ما يحكى عن مفاوضات «كذبة كبيرة لن توصل إلى أي مكان».
ومنع الجيش اللبناني الصهاريج المحملة بالمازوت منتصف الأسبوع الماضي من دخول عرسال، بعدما تبين له أن كميات كبيرة من هذه المادة تذهب إلى المسلحين الذين بدأوا يستعدون لفصل الشتاء الذي يأتي حادا في المنطقة. وقد شكّل هذا التطور نقطة تحول للمسلحين مما سيحد من تنقلاتهم بشكل كبير، وهو ما أدّى، بحسب مصادر ميدانية، إلى جانب ما يحكى عن فشل المفاوضات مع الحكومة اللبنانية عبر الوسيط القطري، لعودة التوتر إلى جبهة عرسال.
وتحدث خالد سلطان، وهو أحد أبناء بلدة عرسال، لـ«الشرق الأوسط» عن «أزمة كبيرة بين الجيش وأهالي عرسال خاصة بعدما منعهم من إدخال المازوت إلى بلدتهم مما عطّل معاملهم ومقالعهم». واشتكى سلطان من «المعاملة السيئة» التي يتعرض لها أبناء عرسال «خاصة أن المداهمات لم تعد تقتصر على مخيمات اللاجئين السوريين بل تطال منازل أهالي البلدة».
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في عرسال 3 أضعاف عدد أهالي البلدة الـ38 ألفا، ويعيش معظمهم في مخيمات عشوائية. وقد اقترح وزير الداخلية نهاد المشنوق أخيرا نقل هؤلاء اللاجئين إلى مخيمات خارج البلدة الحدودية «لأن بين هؤلاء مسلحين قد يشكل وجودهم خطرا على الجيش إذا ما جرت معركة يدير فيها الجيش ظهره لعرسال لمواجهة المسلحين في الجرود، مع وجود احتمال قوي بأن يصبح ظهره مكشوفا».
8:2 دقيقة
الجيش اللبناني يفرض حصارا محكما على مراكز المسلحين في جرود عرسال
https://aawsat.com/home/article/185841
الجيش اللبناني يفرض حصارا محكما على مراكز المسلحين في جرود عرسال
التعزيزات بدأت منذ أسبوع.. ورفع عديد القوات البرية بنسبة 25%
- بيروت: بولا أسطيح
- بيروت: بولا أسطيح
الجيش اللبناني يفرض حصارا محكما على مراكز المسلحين في جرود عرسال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة