مع تزايد شعبية لبس منتجات النيكل عبر بعض الأطباء وكذلك بعض المستهلكين عن مخاوفهم بسبب عدم وجود رقابة منتظمة لرصد تعدد حالات حساسية الجلد وغيرها من التفاعلات مع معادن معينة أو مع البلاستيك المستخدم في بعض المنتجات.
والنيكل واحد من أكثر مسببات الحساسية شيوعا في الولايات المتحدة يوجد في بعض الأجهزة التي تحمل باليد وبعض الحلي. لكن خلافا لأوروبا فليس هناك قيود في الولايات المتحدة على الاستخدام الواسع للمنتجات الاستهلاكية. ويقلق ذلك بعض الأطباء الذين يقولون إن الاستخدام المتزايد لأجهزة الهاتف الجوال والأجهزة التي يمكن ارتداؤها مع عدم الرقابة المنتظمة قد يتسبب في ارتفاع تفاعلات الحساسية.
يقول ستيفن ستون مدير البحث الإكلينيكي في الأمراض الجلدية بمدرسة الطب في جامعة جنوب إلينوي والرئيس السابق للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية «إني في أشد حالات القلق لهذا السبب».
ويقدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن مابين من 10 إلى 20 في المائة من السكان يعانون من الحساسية ضد النيكل. وقد تكون الآثار الجانبية مزعجة ولكنها ليست قاتلة، وتشمل عادة التقرحات والاحمرار وجفاف الجلد.
واضطرت شركة فيتبيت صانعة مجموعة رائجة من أجهزة قياس النشاط الحركي إلى استدعاء أكثر من مليون من أجهزة قياس الحركة التي تلبس على المعصم بعد تلقي الكثير من الشكاوى حول الآثار الجانبية على الجلد. وذكرت الشركة في بيان في موقعها أن المستخدمين ربما كانوا يعانون في معظم الأحوال من مرض حساسية ملامسة الجلد وهي حالة من الطفح المصحوب بالحكة التي تسببها إما المادة اللاصقة أو محتوى النيكل.
ويحبط ذلك بعض المستخدمين لا سيما أولئك الذين لم سيق لهم المعانة من حساسية النيكل. وتواجه شركة فيتبيت إجراءات قانونية من المستخدمين الذين يريدون الحصول على المزيد من المعلومات حول جهاز قياس الحركة «فورس فيتبيت».
وتقول ألكساندرا شويتزر مسؤولة تأمين صحي من ولاية ماساشوستس التي ذكرت أنها عانت مما يبدو وكأنه التهاب بسبب لسعة حشرة من استخدامها لجهاز فورس فيتبيت العام الماضي. وبدأ اختصاصيو الأمراض الجلدية في ملاحظة التفاعلات الحساسية بسبب أجهزة الهاتف الجوال لكن بعضهم قال إن حجم المشكلة اتسع منذ ذلك الوقت.
وفي عام 2011 استدعت ملاهي والت ديزني نحو 1,200 من ساعات الأطفال بسبب احتوائها على النيكل في الخلف بحسب هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية وهي وكالة حكومية مستقلة مسؤولة عن استدعاء المنتجات المخالفة. وجاء في مقال في مجلة «جيرنال أوف بيدياتريكس» أن هناك زيادة في حساسية النيكل بين الأطفال واستشهدت بطفل في الحادية عشرة من عمره يعاني في الغالب من تفاعلات حساسية بسبب جهاز الآيباد الذي يستخدمه. وذكر المقال أنه مع زيادة انتشار حساسية النيكل بين الأطفال فمن المهم على الأطباء أن يواصلوا بحث الإلكترونيات التي تبدو معدنية والأشياء الشخصية كمصادر محتملة للتعرض للنيكل.
ويمثل تعرض الأطفال للنيكل من لعب الأطفال في الولايات المتحدة مشكلة فريدة لأن الباحثين يقولون إن التعرض المتكرر للنيكل يمكن أن يخلق الحساسية.
يقول بروس برود أستاذ الأمراض الجلدية بمدرسة الطب في جامعة بنسلفانيا «نرى بعض الحالات الناتجة من استخدام أجهزة الآيباد واللاب توب وبعض ألعاب الفيديو التي تحتوي على أسلاك استشعار من النيكل».
وذكر كريس غايثر المتحدث باسم شركة أبل في رسالة بريد إلكتروني أن التفاعلات التي وصفها مقال أمراض الأطفال «نادرة للغاية» وأن الشركة تلتزم طواعية بدليل إرشادات النيكل العالمي. وقال إن «منتجات أبل مصنوعة من مواد في قمة الجودة وتفي بذات المعايير المتشددة المحددة للمجوهرات بواسطة هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية والهيئات المماثلة لها في أوروبا. إننا نختبر منتجاتنا بدقة للتأكد من سلامتها بالنسبة لجميع مستهلكينا».
وعندما يستدعى منتج ما بشكل سريع مثلما حدث لجهاز فورس فنادرا ما تجري هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية اختباراتها الخاصة، ويترك ذلك المستهلكين تحت رحمة الشركة لتكشف لهم عن مصدر المشكلة.
ويقول جوزيف سيبروت وهو محام تقدم بشكوى ضد فيتبيت في مارس (آذار) «من الأشياء المخيفة حول مثل هذا الوضع أنه يسبب حالة من الهلع عندما تحدث آثارا جانبية للمستهلكين ويخشون مما هو أسوا». وتقول الشركة إنها لا تعتقد أن للقضية احتمالا بالنجاح.
وتلقت هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية شكوى مماثلة تتعلق بجهاز آخر لقياس الحركة يلبس حول المعصم وهو «فيتبيت فليكس» بحسب معلومات هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية المتوفرة على الإنترنت.
وذكر جيمس بارك الرئيس التنفيذي لشركة فيتبيت في بيان «كما هو الحال بالنسبة للمجوهرات والأجهزة الأخرى التي تُرتدى فإن الملامسة الطويلة قد تسهم في تهيج الجلد أو حالات الحساسية لدى بعض المستهلكين. والإرشادات الخاصة بسلامة المنتج والناحية الصحية متوفرة على الموقع ونشجع المستهلكين على اتباعها للحصول على أقصى متعة من منتجات فيتبيت».
وقال سكوت ووافسون وهو متحدث من هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية إن لدى الهيئة «الصلاحية لاتخاذ إجراءات» ضد «المعادن والكيماويات الضارة عند الحصول على معلومات بوجود مخاطر عند تعرض المستهلكين لها».
ولا تتشكل جميع منتجات النيكل تهديدا فالأمر يعتمد على كمية النيكل في المنتج التي تؤثر على كمية النيكل الذي ينساب منه ويوجد في أوروبا إرشادات على الشركات اتباعها. ويقول د. برود «هناك توجيه أوروبي بالاستخدام المحدود للنيكل ولكن ليس لدينا مثل ذلك التوجيه في الولايات المتحدة ويتسبب ذلك في المعاناة والمنصرفات على الرعاية الصحية».
* خدمة «نيويورك تايمز»
8:17 دقيقة
مع انتشار التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها.. الحساسية ضد النيكل تثير القلق
https://aawsat.com/home/article/185676
مع انتشار التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها.. الحساسية ضد النيكل تثير القلق
عدم وجود رقابة في الولايات المتحدة يثير قلق الخبراء
- نيويورك: ريتشيل آبرامس
- نيويورك: ريتشيل آبرامس
مع انتشار التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها.. الحساسية ضد النيكل تثير القلق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة