بعد أن حققت نجاحا كبيرا في الهند، قررت شركة سيارات «هوندا» اليابانية إنتاج سيارة صغيرة في الهند بمحرك سعة ليتر واحد.
رئيس مجلس إدارة «هوندا» في الهند، ومديرها التنفيذي، يوشيوكي ماتسوموتو، قال إن الشركة باشرت أعمال تصنيع السيارة الصغيرة، مضيفا أن موعد طرحها في السوق «لن يكون بعيدا» وإن كان يتعذر الإعلان عنه على وجه التحديد.
ومن المرجح أن يكون محرك السيارة، سعة الليتر الواحد، متوفرا في كل من طرازي الشاحن التوربيني (ذي الطاقة العالية) والطراز العادي، في سيارة صغيرة يتوقع أن تطرح في الأسواق عام 2017، بعد طراز «بريو» المطروح حاليا في السوق.
ومن المعروف أن السيارات الصغيرة، بما فيها سيارات هاتشباك وسيدان، تسيطر على المبيعات في سوق الهند وتستأثر بأكثر من ثلثي مبيعات سيارات الركاب. ويساهم في هذا القطاع أكبر صناع السيارات في البلاد وهي شركات «سوزوكي ماروتي» بسيارتها «ألتو»، و«هيونداي موتور» الهندية، و«داتسون».
وتجد شركة «هوندا» أيضا سوقا للسيارات الصغيرة في دول أخرى في جنوب آسيا بالإضافة إلى أفريقيا وإندونيسيا. وقد أطلقت على هذه السوق اسما رمزيا يشير إلى إمكاناتها. وسوف يجري تصنيع السيارة الجديدة والسيارة الرياضية متعددة الأغراض الصغيرة أيضا على منصة «جي إس بي» المعاد تصميمها. وعلى الرغم من أن اليابان سوف تكون الدولة الرائدة في تطوير السيارات الصغيرة، فإن ماتسوموتو أكد على دور الهند في تطوير السيارة الصغيرة، قائلا إنها «سوف تخرج من مركز الأبحاث والتطوير في الهند. وبعد أعوام قليلة، سوف تكون الهند الدولة الأولى في هذا المجال في منطقة آسيا والمحيط الهندي، لهذا السبب أقمنا مركز الأبحاث والتطوير في الهند».
وبالفعل يقوم مركز الأبحاث والتطوير التابع لـ«هوندا» في الهند بدور رئيس في تحديد السيارات الحالية والجديدة. وتتميز سيارتا «هوندا» اللتان جرى طرحهما حديثا؛ «هوندا سيتي» بأنها مصنوعة محليا بنسبة تقترب من 90 في المائة، أما سيارة «موبيليو» فجرى توريد أكثر من 90 في المائة من مكوناتها من الهند.
وترى شركة «هوندا» أن السيارة الصغيرة تطبق برنامج «إل سي جي سي» - السيارة صديقة البيئة منخفضة التكلفة - المعمول به في إندونيسيا. ومن المتوقع أن تتخذ الشركة من الهند أيضا قاعدة لصادراتها إلى أفريقيا، وهو ما يطلق عليه ماتسوموتو ثاني أكبر «جبهة» لـ«هوندا».
ووفقا لصحيفة «فايننشيال إكسبريس»، فسوف يهدف محرك الليتر الواحد إلى تحقيق أفضل كفاءة في استهلاك الوقود بين محركات البترول في الهند. ويحقق محرك ديزل i-DTEC بسعة 1.5 ليتر الذي أطلقته «هوندا» العام الماضي، رقما قياسيا في القطاعات الثلاثة التي يجري استخدامه فيها.
وفي حين تعاني سوق سيارات الركاب في الهند من تراجع عام، فقد خالفت شركة سيارات «هوندا» في الهند هذا الاتجاه. وبعد مضاعفة حجم حصتها في السوق إلى نحو 7 في المائة في عامين فقط، على خلفية الطرازات التي تعمل بالديزل «أميز» و«سيتي»، تستعد «هوندا» حاليا لتنفيذ الجزء الثاني من استراتيجيتها الكلية في السوق بتحدي «سوزوكي ماروتي» و«هيونداي».
وضع فرع سيارات «هوندا» في الهند، الذي شهد نموا بنسبة 83 في المائة خلال العام المالي الماضي، هدفا طموحا له يتمثل في بيع 300 ألف سيارة بحلول عام 2017، في ما يساوي 6 أضعاف مبيعاتها في عام 2011. وهذا الرقم يضع الهند في مرتبة تلي مباشرة مراتب الولايات المتحدة والصين واليابان. وحاليا، تعد الهند سادس أكبر سوق لسيارات «هوندا» على المستوى العالمي.
* تحويل الهند إلى مركز تصدير
* وعلى غرار شركات السيارات الأخرى التي تسعى لتحويل الهند إلى قاعدة للصناعة والتصدير، تعمل شركة «هوندا» الآن على تصدير ناقل حركة يدوي تصنعه في الهند. وسوف يكون المقصد الأساسي لهذه الصادرات الدول الآسيوية ودول أميركا اللاتينية. وتضع الشركة في الوقت الحالي مخططات تهدف إلى تعزيز قدرات منشآتها التصنيعية.
وكانت شركة سيارات «هوندا» قد أعلنت أنها تضع خططا شاملة للتصدير وذلك بمناسبة إطلاقها قبل قليل سيارة «هوندا - موبيليو إم بي في». وترغب الشركة في الاستفادة من انخفاض تكاليف التصنيع والتوريد الخارجي. كما أعلنت الشركة أيضا أنها تخطط لجعل الهند مركزا للتصدير من أجل توريد المكونات الرئيسة؛ من محركات ومحاور وغيرها من مكونات السيارات، إلى الأسواق الناشئة.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس «هوندا» أيضا إقامة مصنع ثالث في الهند بمدينة غوجارات في الغرب، إلى جانب مصنعيها العاملين في كل من نويدا الكبرى وراجستان.
ومن المقرر أن تستخدم شركة «هوندا» للسيارات مصنع راجستان من أجل تصنيع ناقل حركة يدوي مخصص للتصدير، كما قررت تصنيع مكونات أخرى للتصدير.
ويقول المدير الإداري ومسؤول التطوير والشراء والإنتاج في شركة «هوندا»، يوشيوكي ماتسوموتو، إن «هوندا» تملك مشروعات أخرى وإنها تتطلع إلى تصدير قطع ومكونات رئيسة من الهند. وهي تخطط لأن تصبح الهند قاعدة رئيسة لشحن الناقل اليدوي المصنوع لسيارات ركاب إلى مختلف الأسواق، مما سيساعدها على تطوير ودعم قاعدة التوريد التنافسية في الهند على المدى البعيد. وأضاف أن إندونيسيا وتايلاند تشهدان زيادة في أسهمهما من السيارات التي تعمل بالديزل بفضل انتشار شعبية سيارات «إم بي في» والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات.
تهدف «هوندا» إلى تخطي رقم 6 ملايين سيارة في مبيعاتها حول العالم بحلول مارس (آذار) عام 2017، وتتوقع أن تشكل مبيعاتها في منطقة آسيا ودول المحيط الهندي 1.2 مليون سيارة. ولأن خفض تكلفة الإنتاج أبرز وسيلة لزيادة الأرباح، تسعى «هوندا» إلى الاستفادة من العمالة الهندية زهيدة الأجر، ومن تقنيات الصناعة، من أجل تنمية مبيعاتها. ومن بين شركات السيارات الأخرى التي تعمل على الاستفادة من عمالة الهند الزهيدة وقطاعها الصناعي الجيد كل من «هيونداي» و«نيسان» و«رينو».
* صناعة الدراجات النارية
* يرجع نشاط «هوندا» في صناعة الدراجات النارية في الهند إلى نحو 3 عقود ماضية. وكانت الشركة قد أقامت أكبر مصنع للدراجات النارية في العالم في ولاية غوجارات الهندية، حيث ينتج المصنع 1.2 مليون وحدة في العام. وقد تجاوز النمو المتواصل للطلب على الدراجات النارية بمعدل كبير حجم المعروض منها مما شجع «هوندا» على إقامة أول مصنع مخصص للدراجات النارية في أحمد آباد في غوجارات.
ويقول نائب رئيس شركة «هوندا» للتسويق والمبيعات في الهند، واي إس غوليريا إنه «على الرغم من مضاعفتنا قدرات إنتاج الدراجات النارية في الهند، فإننا لم نستطع اللحاق بحجم الطلب الكبير. وعلى الرغم من أن إنتاج الدراجات النارية ازداد إلى 3 أضعاف خلال العقد الماضي، فإننا ما زلنا مقصرين في تلبية الطلب بحدود 60 ألف دراجة، وهو رقم مرشح للارتفاع في الشهور المقبلة».
ويأتي قرار «هوندا» تخصيص مصنع كامل للدراجات النارية في أعقاب الإقبال الواسع على خمسة موديلات لهذه الدراجات أنتجتها الشركة ولاقت نجاحا كبيرا في الهند.