علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

أمير المبادرات

لي اهتمام منذ سنوات طويلة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة لعدة أسباب منها، أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تمثل 97 في المائة من المنشآت القائمة عالميا، إضافة إلى أنها مُوظف رئيس للشباب إذ توظف من واحد إلى ثلاثة أفراد، ووظائفها تتصف بالديمومة والاستقرار، وهي من أسباب القضاء على البطالة.
كان يأتيني كثير من الشباب يجرون دراسات لمشاريعهم الصغيرة، ولكن ينقصهم التمويل والبنوك تعرفون أن شروطها تعجيزية، وقد استبشرت خيرا حينما أطلقت الغرف التجارية مشروع كفالة بالتعاون مع البنوك وهدفهم تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكنت أرسل الشباب الباحثين عن تمويل لمشاريعهم لهذا المنتج. ولكنهم يعودون لي ويذكرون أن شروطه تعجيزية، ذهبت لغرفة الرياض لأستطلع الأمر فوجدت بنارات ولوحات دعائية داخل الغرفة تشير إلى إطلاق هذا المنتج بالإضافة إلى بروشورات تشيد بالمنتج، ذهبت للمسؤول عن المنتج وذكرت له أن منتجهم لا يخرج عن كونه قرضا بنكيا بشروط تعجيزية، إذ إنه يطلب ضمانات مبالغ فيها لذلك الشباب لم يستفيدوا منه وكأن البنوك أرادت أن تكسب تعاطف الناس دون مقابل وهذا يضر بسمعتها. دعيت الاثنين الماضي لحفل «نماء المنورة» وهو وقف خيري أطلقة أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان أو «أمير المبادرات» كما أطلق عليه المجتمع المدني، ولقد رأيت أفعالا لا أقوالا، إذ تم تلك الليلة توقيع ثمانية اتفاقيات منها اتفاقيه واحدة مع البنك السعودي للتسليف والادخار بلغت قيمتها 700 مليون ريال (186 مليون دولار). ويظن الناس أن حجم تمويل المؤسسة سيبلغ مليار ريال، وأنا أقول لهم إن التمويل سيتجاوز ذلك بكثير إذا ما جرى احتساب الدراسات التي سيقدمها البنك الإسلامي وجامعة طيبة للمستفيدين من مثل هذه المشاريع.
«ونماء المدينة» لا تقتصر على تقديم الدراسات والتمويل فقط بل ستقدم أراضي للمصانع، حيث جرى تسليم 100 موقع فعليا للمستفيدين وأيضا ستقدم كدفعه أولى 100 موقع لبيع إنتاج هذه المصانع سترتفع إلى 500 موقع، والأهم من هذا هو أن من هذا الوقف سيقضي حال انطلاقة على 50 في المائة من بطالة شباب المدينة وسترتفع هذه النسبة إلى 75 في المائة في السنوات الثلاث القادمة.
أن مثل هذا الوقف إبداعي يحسب لأمير المبادرات فيصل بن سلمان الذي أدعو الله أن يجعل مثل هذا العمل في ميزان حسناته فهو عمل خيري إبداعي غير تقليدي. ودمتم