تشهد بطولات الدوري في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا هذا الأسبوع مواجهات ساخنة. وتأتي قمة العملاقين مانشستر سيتي وتشيلسي في وقت مبكر، ولكنها قد تحدد إلى حد ما شكل المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم. ويحتضن ملعب «سان سيرو» موقعة نارية أخرى بين الغريمين ميلان ويوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي. وفي الدوري الإسباني يأمل ريـال مدريد الخروج من أزمته المحلية، وتجنّب خسارة ثالثة، عندما يحل ضيفا على ديبورتيفو لاكورونا.
* الدوري الإنجليزي
يحل تشيلسي ضيفا على مانشستر سيتي حامل اللقب غدا في ختام مباريات المرحلة الخامسة من المسابقة، ليكون لقاء قمة مبكرا في الدوري الإنجليزي قد يبدو للوهلة الأولى ضعيف التأثير على سير الأحداث في المسابقة أو سير المنافسة على اللقب. ولكن الطريقة التي استعد بها كل من الفريقين لهذه المباراة تؤكد أن كليهما يدرك أهميتها جيدا ويوليها اهتماما كبيرا. ويسعى سيتي إلى ضرب عصفورين بحجر واحد. العصفور الأول يتمثل في وقف سلسلة انتصارات الفريق اللندني الذي فاز في مبارياته الأربع الأولى هذا الموسم، أما الثاني فمنع ابتعاد تشيلسي عنه بفارق 8 نقاط، مما يشكل ضربة معنوية له.
ويمر فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغيريني بفترة انعدام وزن حيث لم يفز في 3 مباريات في مختلف المسابقات، حيث سقط على ملعبه بشكل مفاجئ صفر - 1 أمام ستوك سيتي وتعادل مع آرسنال 2 - 2 في الجولتين الأخيرتين محليا، في حين خسر أمام بايرن ميونيخ صفر - 1 في الدقيقة الأخيرة ضمن دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي. كما يسعى مانشستر سيتي للثأر لخسارته أمام تشيلسي بالذات على ملعب الاتحاد صفر - 1 الموسم الماضي من دون أن تؤثر هذه النتيجة على إحرازه اللقب في النهاية. ورأى لاعب الفريق فرناندينيو أن فريقه عاش خيبة أمل كبيرة ضد الفريق البافاري على الصعيد القاري، بعد أن صمد في وجهه طوال المباراة، قبل أن يسقط في الدقيقة الأخيرة بهدف سجله مدافعه السابق جيروم بواتنغ.
أما تشيلسي، فقد حقق انطلاقة صاروخية بفوزه في مبارياته الـ4 حتى الآن محليا بقيادة هدافه الإسباني دييغو كوستا، الذي سجل 7 أهداف في 4 مباريات، آخرها «هاتريك» في مرمى سوانزي سيتي (4 - 2). بيد أن الفريق اللندني بإشراف مدربه المحنك جوزيه مورينهو حقق نتيجة مخيبة على ملعبه بسقوطه في فخ التعادل 1 - 1 مع شالكه الألماني في دوري الأبطال. وناشد قائد الفريق المخضرم جون تيري فريقه بالحد من الأخطاء الدفاعية التي تسببت بدخول مرمى الفريق 6 أهداف في أول 4 مباريات، وقال في هذا الصدد: «في المباريات الـ4 الأولى في الدوري المحلي، نجحنا في حسم النتيجة في مصلحتنا بسهولة. الأمر كان مختلفا في مواجهة شالكه، وكان الأمر مخيبا دخول مرمانا هدف من هجمة مرتدة سريعة، بعد أن نفذنا ركلة ركنية في مصلحتنا».
ومن المتوقع أن يعود كوستا إلى التشكيلة الأساسية لمواجهة مانشستر سيتي، بعد أن غاب عن مواجهة شالكه، وحل بدلا منه العاجي ديدييه دروغبا. وكشف مورينهو أن الحالة البدنية لكوستا لا تسمح له بخوض 3 مباريات أسبوعيا. في المقابل، سيشارك المهاجم الأرجنتيني سيرجيو اغويرو أساسيا في صفوف سيتي، وهو الآخر شارك احتياطيا في ربع الساعة الأخير من المباراة ضد بايرن ميونيخ.
في المقابل، سيحاول مانشستر يونايتد مواصلة نغمة الانتصارات عندما يحل ضيفا على ليستر سيتي العائد إلى الدرجة الممتازة مطلع هذا لموسم. وكان يونايتد حقق أول فوز له، الأسبوع الماضي، بفوزه على كوينز بارك رينجرز برباعية نظيفة. وقدم عرضا جيدا
في مواجهة الفريق اللندني، وتألق على وجه الخصوص الأرجنتيني أنخيل دي ماريا المنتقل حديثا إلى يونايتد قادما من ريـال مدريد، حيث افتتح التسجيل وساهم بصنع هدفين.
ويأمل آرسنال بدوره في العودة إلى سكة الانتصارات بعد 3 تعادلات متتالية، لكن مهمته لن تكون سهلة في مواجهة أستون فيلا، إحدى المفاجآت مطلع الموسم الحالي حيث يحتل المركز الثاني برصيد 10 نقاط من أصل 12 ممكنة. وكان أستون فيلا هزم ليفربول في عقر دار الأخير 1 - صفر الأسبوع الماضي.
الدوري الإيطالي
بعد شهور قليلة من إقالته، يعود المدرب ماسيميليانو أليغري إلى معقل فريق ميلان، عندما يحل فريقه يوفنتوس ضيفا على ميلان الإيطالي، اليوم، في المرحلة الثالثة من الدوري الإيطالي. ويصطدم الفريقان في قمة كلاسيكية مبكرة، يسعى كل منهما إلى حصد نقاطها الـ3 للانفراد بصدارة جدول المسابقة التي يقتسمها الفريقان مع روما، برصيد ست نقاط لكل منهما، بعدما حقق كل منهما الفوز في مباراتيه الماضيتين بالبطولة هذا الموسم. وإضافة إلى المنافسة التقليدية والتاريخية بين الفريقين، تتسم المباراة بالإثارة والسخونة بسبب أليغري الذي أقيل من تدريب ميلان في يناير (كانون الثاني) الماضي، ثم تولى تدريب يوفنتوس في يوليو (تموز) الماضي، ليكون اللقاء ثأريا وحماسيا بالنسبة له.
وفي المقابل، تحظى المباراة بأهمية بالغة أيضا للمدرب فيليبو إنزاغي المهاجم السابق لميلان والمدير الفني الحالي للفريق، خاصة أنه انتقل في 2001 من يوفنتوس إلى ميلان حتى أنهى مسيرته الكروية في صفوف ميلان، إضافة لكونها أول قمة حقيقية يخوضها بصفته مديرا فنيًّا للفريق. ولجأ ميلان لتصعيد إنزاغي من تدريب فريق الشباب بالنادي إلى قيادة الفريق الأول في يوليو الماضي، ويبدو أنه أعاد شحن طاقة الفريق هذا الموسم، حيث قدم بداية جيدة بعد موسمين سيئين للفريق. وقال إنزاغي، في تصريحات إعلامية: «عندما واجهنا لاتسيو وبارما في بداية مسيرتنا بالدوري هذا الموسم، لم يعتقد أحد أننا سنفوز بالمباراتين.. ولكننا حققنا الفوز عن جدارة. ولكن يجب أن نتسم بالواقعية، ونعلم أننا ما زلنا بحاجة لتطوير مستوانا».
وبعد الفوز 5 - 4 على بارما مطلع هذا الأسبوع، يحتاج إنزاغي للعمل كثيرا على تطوير أداء الدفاع الذي يفتقد في هذه المباراة دانييلي بونيرا للإيقاف، بينما لا يواجه إنزاغي مشاكل كبيرة في خط الهجوم الذي يبرز الآن كأفضل خط هجوم في فرق المسابقة، بعدما سجل 8 أهداف في مباراتين فقط.
ويستمتع أليغري بالبداية الجيدة للفريق، ويتطلع للفوز على فريقه السابق لمواصلة استحواذه على حب ومساندة جماهير السيدة العجوز التي لن تنسى بالتأكيد المدرب أنطونيو كونتي، الذي قاد الفريق للقب الدوري في المواسم الـ3 الماضية قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب المنتخب الإيطالي (الأزوري). ويستضيف روما فريق كالياري غدا، حيث يخوض روما هذه المباراة بمعنويات عالية بعد فوزه الساحق 5 - 1 على سيسكا موسكو الروسي في دوري أبطال أوروبا، الأربعاء.
الدوري الإسباني
رغم فوزه الكبير 5 - 1 على بازل السويسري، الثلاثاء، في بداية رحلة الدفاع عن لقبه في بطولة دوري أبطال أوروبا، ستكون أي نتيجة أخرى بخلاف الفوز على ديبورتيفو لاكورونا غدا إيذانا بدخول ريـال مدريد في أزمة هائلة. ويصطدم الفريقان اليوم على ملعب ديبورتيفو في المرحلة الرابعة من الدوري الإسباني (الليغا)، وذلك بعد هزيمة الريـال في مباراتيه الماضيتين بالمسابقة أمام ريـال سوسييداد وأتلتيكو مدريد. وتنفس الريـال الصعداء بعد الفوز الكبير على بازل في دوري الأبطال، ولكن هذا ليس كافيا لاستعادة اتزان الفريق حيث يحتاج إلى الفوز على ديبورتيفو ليعود إلى المسار الصحيح في المسابقة المحلية.
واتسع الفارق الذي يفصل الريـال عن برشلونة المتصدر إلى 6 نقاط بعد 3 مباريات فقط لكل فريق في الدوري الإسباني هذا الموسم. ويدرك النادي الملكي أنه لم يعد متاحا أمام الفريق إهدار المزيد من النقاط في الوقت الحالي، حتى لا يدخل في دوامة من المشاكل، خاصة في مواجهة الجماهير.
وقال سيرخيو راموس مدافع الريـال، بعد الفوز على بازل: «علينا الآن الاستمرار بالمستوى نفسه، وأن نحقق سلسلة من الانتصارات المتتالية.. علينا أن نتعلم من أخطائنا، ونجتهد في عملنا، ونسعى لعلاج المشاكل التي نعاني منها».. وقدم الريـال هذا الموسم أسوأ بداية له في الدوري الإسباني منذ 2001، حيث يحتل المركز الـ13 في جدول المسابقة برصيد 3 نقاط فقط.
ويستضيف أتلتيكو مدريد فريق سلتا فيغو صاحب المركز الخامس في مباراة أخرى اليوم. ويقتسم أتلتيكو المركز الثاني في جدول المسابقة مع كل من فالنسيا وإشبيلية بفارق نقطتين فقط خلف برشلونة. ويفتقد أتلتيكو في هذه المباراة جهود المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش بعد إصابته بكسر في الأنف خلال المباراة التي خسرها 2 - 3 أمام أولمبياكوس اليوناني، الثلاثاء، في دوري أبطال أوروبا.
ويسعى برشلونة إلى مواصلة انتصاراته في المسابقة هذا الموسم وتحقيق الفوز الرابع على التوالي، عندما يحل ضيفا على ليفانتي غدا علما بأن الفريقين تعادلا 1-1 على الملعب نفسه، في النصف الثاني من المسابقة بالموسم الماضي، بينما فاز برشلونة في النصف الأول بـ7 أهداف نظيفة، كما فاز 4 - 1 ذهابا و5 - 1 إيابا في المواجهة بينهما بدور الـ8 لكأس ملك إسبانيا بالموسم الماضي. ويتذيل ليفانتي جدول الدوري الإسباني حاليا برصيد نقطة واحدة من 3 مباريات، ولكن ظهيره الأيمن بدرو لوبيز يرى أن الفريق قادر على تحقيق المفاجأة أمام برشلونة. وينتظر أن يكون برشلونة أكثر انتعاشا في هذه المباراة، بعدما أجرى مديره الفني لويس إنريكي 9 تغييرات على تشكيلته الأساسية في المباراة التي فاز فيها 1 - صفر على آبويل نيقوسيا القبرصي بدوري أبطال أوروبا، مقارنة بالتشكيلة التي خاض بها المباراة الماضية، التي تغلب فيها على أتلتيك بلباو 2 - صفر في الدوري.