مارك غيلبرت
TT

استفتاء اسكوتلندا: السؤال الخطأ!

إذا قدمت إليك «برغر» محشوا بما نسبته 25 في المائة من الدهون، فهناك فرصة كبيرة لأن تختار سلطة الدجاج، مما لو كانت قائمة الطعام عندي توفر لك «هامبرغر» بما نسبته 75 في المائة من لحم البقر الخالي من الدهون. لا عليك من أنه لا يمكن تمييز «البرغر» بعضها من بعض بسهولة، حيث إن توصيف الأشياء والمواقف بكلمات إيجابية يجعلها تتمتع بجاذبية أكثر مما لو استخدمنا في وصفها العبارات السلبية.
وكمثال لهذه الظاهرة، يقدم البروفسور نعوم شبانسر، أستاذ علم النفس في كلية أوتربين بمدينة كولومبيا في ولاية أوهايو، تجربته الفكرية تلك في دورية {علم النفس اليوم} الصادرة في شهر ديسمبر (كانون الأول) لعام 2010:
سأقدم لك اختراعًا تكنولوجيًا، انطلاقة تقنية ستزيد من ثروات البلاد، وتجعلنا أكثر كفاءة، وأعلى إنتاجية، وتحول حياتنا إلى متعة لا تنتهي. وكل ما أريده في المقابل هو أن تسمح لي بالهجوم مرة في كل عام، وأتخير 40 ألف شخص بصورة عشوائية وأقتلهم جميعا. هل تقبل بالصفقة؟ إذا رفضتها، فستكون متأخرا بعض الشيء. لأنه في واقع الأمر، أنت قد قبلت بتلك الصفقة فعلا. إنها سيارتك. والآن، أنت تنظر إليها من تلك الزاوية، هل أنت على استعداد للتخلي عن سيارتك؟
تضيف تلك النتائج المزيد من الزخم لمجموعة من الدراسات، بما في ذلك «فرضية بوليانا» لعام 1969 التي طرحها جيري بوتشر وتشارلز أوزجود، والتي استخدمت لغة التحليل العددي لإثبات أن الكلمات الإيجابية تظهر بصورة أكثر تكرارا من الكلمات السلبية.
وقد أجاب أندرو كولمان، أستاذ علم النفس لدى جامعة ليستر، في رده على أسئلة وردت إليه بالبريد الإلكتروني: «هناك الكثير من البحوث التجريبية التي تثبت وجود التحيز الإيجابي القوي. إن حملة (معا أفضل)، أو ربما الحكومة البريطانية، قد ارتكبت خطأ حينما سمحت لمسألة الاقتراع بأن تكون كما بدت. من الواضح سهولة القيام بحملة (أجل، نستطيع.. أو لا، لا نستطيع)، هذا إذا رغبت المملكة المتحدة في بقاء اسكوتلندا ضمن الاتحاد، ثم يمكن أن يكون السؤال: هل ترغبون في بقاء اسكوتلندا جزءا من المملكة المتحدة؟».
انقسمت استطلاعات الرأي الأخيرة حول ما ستكون عليه النتيجة. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز (ICM) للأبحاث لمصلحة جريدة «صنداي تلغراف»، أن نسبة 54 في المائة تؤيد التصويت بـ«أجل»، ونسبة 46 في المائة تؤيد معسكر «لا»، باستثناء الناخبين المترددين. وأظهرت 3 استطلاعات للرأي أخرى، أجريت خلال نهاية الأسبوع، تقدم حملة مكافحة الاستقلال. ويعني هامش الخطأ في الاقتراع أن النتيجة قد تذهب إلى أي من الاتجاهين.
ويقول كولمان إنه يشك في التحيز «الوحدوي الخجول» في الاقتراع، الذي قد يعني إمكانية تحمل المملكة المتحدة الأمر.
وأضاف قائلا: «قد يبدو تصرفا غير وطني إذا ما اعترف أحدهم بصوت عال وصرح بأنه ضد الاستقلال، ولكن في خصوصيات غرف الاقتراع قد يكون من الأسهل التعبير عن معتقدات الفرد الحقيقية».

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»