تآمر التكنولوجيا والعاطفة في أسبوع لندن لربيع وصيف 2015

«بيربيري».. فنية تشفي من فوبيا الحشرات وتوم فورد يعود إلى ماضيه

«بيربيري برورسم»
«بيربيري برورسم»
TT

تآمر التكنولوجيا والعاطفة في أسبوع لندن لربيع وصيف 2015

«بيربيري برورسم»
«بيربيري برورسم»

قد تكون باريس مركز الأناقة الرفيعة، ونيويورك سيدة التسويق، وميلانو عاصمة الأناقة العصرية، إلا أن لندن أثبتت هذا الموسم أنها ملكة التكنولوجيا دون منازع. فقد وظفت كل تسهيلاتها وتطبيقاتها بكثافة ليخرج أسبوعها لربيع وصيف 2015 متفوقا ومكتسحا العالم من دون أن يتحرك من مكانه، «سومرست هاوس» مقره الرئيس. فقد نصبت في ساحته شاشات ضخمة يمكن من خلالها للمارة، أو من لم يتلق دعوة خاصة، متابعة ما يجري بداخل قاعة العرض أولا بأول.
والحقيقة أن لندن بدأت تغازل التكنولوجيا منذ عام 2010 عندما كانت أول عاصمة عالمية تبدأ ببث بعض العروض بشكل مباشر، بحجة أن يتمكن عشاق الموضة، ممن لم يستطيعوا حضور العروض لسبب أو لآخر، من متابعتها وكأنهم جزء منها. ردود الفعل كانت إيجابية، فالعملية تبدو محاولة صادقة لدمقرطة الموضة، إلا أن النتيجة كانت تغيير ثقافتها بشكل جذري. فما كان في السابق نخبويا وحكرا على شريحة منتقاة من الزبونات ووسائل الإعلام، أصبح مشاعا للكل ما داموا يمتلكون حسابا على الإنترنت وتطبيقات خاصة على هواتفهم الذكية.
ناتالي ماسيني، الرئيسة التنفيذية للأسبوع، صرحت في كلمة الافتتاح التي ألقتها يوم انطلاق الأسبوع يوم الجمعة الماضي، بأنها تعتبر التكنولوجيا واحدة من أهم أولوياتها، وقطعت على نفسها عهدا بأن تعمل على إدخال معظم المصممين عصر الإنترنت بحيث يصبح لكل منهم موقع متكامل يعرف بأعماله ويقربه من زبائنه أينما كانوا. المستقبل بالنسبة لها، كما بالنسبة للعديد من الشركات مثل «غوغل» و«أبل»، هو زاوج التكنولوجيا بالموضة، وليس أدل على هذا من «آيفون 6» والساعة الذكية من شركة «أبل» التي جندت لها شخصيات كبيرة كانت تعمل في مجال الموضة مثل أنجيلا أهرندتس، الرئيسة التنفيذية السابقة في دار «بيربيري»، وبول دينيف، الذي كان يعمل في دار «إيف سان لوران».
ورغم أن لندن لا تمتلك قدرات شركة «أبل» التقنية المتطورة، فإنها تملك في المقابل ناتالي ماسيني، التي يمكن القول بأنها المرأة التي غيرت نظرتنا إلى الإنترنت وإلى ثقافة التسوق ككل. كان ذلك عندما أطلقت «نت أبورتيه»، أول موقع تسوق متخصص في المنتجات المترفة، ألهم نجاحه آخرين قلدوها وأطلقوا مواقع مماثلة، ربما لم تعرف نفس النجاح، إلا أنها أثبتت وجودها ولا تزال تنمو بسرعة. هذه القدرة على قراءة مستجدات العصر واستباقها هي ما يجعل الجميع يثق في ماسيني، وبأنها أكثر من يعرف أهمية شبكة الإنترنت في عالم المنتجات المترفة، كما تعرف عدد الناس الذين يستعملونها كوسيلة أساسية في أي شيء يتعلق بحياتهم، من شراء حقيبة يد، إلى البحث عن مطاعم أو أفضل الوجهات السياحية أو الوصول إلى أحسن العروض وغيرها. المهم أن كل المؤشرات هذا الموسم تؤكد أن لندن لم تعد تكتفي بمغازلة التكنولوجيا بل دخلت معها في شراكة، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من عشاق الموضة واستقطاب المزيد، سواء عبر «تويتر» أو «إنستغرام» وغيرهما. فالمسألة في الأخير ليست مجرد «دمقرطة» أو خدمة دون مقابل، بل هي عملية تقوم على مبدأ «أفد وفد». فاللافت في بطاقات الدعوة أنها بدأت تتضمن، إلى جانب توقيت العرض وعنوانه، «هاشتاغ» خاص بكل مصمم منهم، وكأنهم يحفزون الحضور على إرسال تغريدات ورسائل عبر «إنستغرام»، وكلما أكثروا منها كان ذلك في صالح المصمم.
لكن بعيدا عن التكنولوجيا، لم تفقد لندن ذلك الدفء العاطفي الذي ينتابك في معظم العروض ويجعلك غير قادر على لجم ابتسامة ترتسم على الوجه لعدة دقائق وكأنك مسحور فاقد القدرة على التحكم في تعابيرك. من هذه العروض لا بد أن نذكر عرضي «بيربيري برورسم» وتوم فورد.
«بيربيري» كانت أول دار أزياء تتبنى تقليد العرض المباشر لعروضها، ولا تزال لحد الآن تفخر بذلك. بدأ عرضها نحو الساعة الواحدة على صوت المغني الشاب جاي باي، مما أضفى على المناسبة شاعرية حركت عواطف الحضور وهم يتابعون الاقتراحات التي نسجها خيال كريستوفر بايلي.
في خط «بيربيري برورسم»، أكد المصمم كريستوفر بايلي، الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي للدار البريطانية العريقة منذ شهر مايو (أيار) الماضي خلفا لأنجيلا أهرندتس، التي التحقت بشركة «أبل»، أنه قادر على الموازنة بين الفني والتجاري.
لم يقدم جديدا لم نره في المواسم الماضية، ومع ذلك كانت كل قطعة تمر أمام الأعين تشد الأنفاس، وتجعل الكل يفكر في امتلاكها وفي الطريقة التي سينسقها بها، بدءا من جاكيتات الجينز المزينة بقطع من الجلد اللماع في جوانب مختلفة، وتتميز بأطوال وألوان متنوعة تناسب الكل، إلى الفساتين المصنوعة من الموسلين أو التول، مرورا بالمعاطف المنقوشة. فمهارة المصمم ظهرت في قدرته على إقناعنا بأن ارتداء لوحات فنية بألوان ساطعة ورسومات واضحة ليس فقط ممكنا، بل في غاية الأناقة، سواء تعلق الأمر بشال أو فستان أو بمعطف واق من المطر. كانت الرسمات تجريدية بألوان مائية، ظهرت فيها كائنات حية مثل النحل أو اليعسوب وغيرهما بشكل رومانسي ستحبه حتى اللواتي تعانين من فوبيا الحشرات. ويبدو أن المصمم أخذها من أغلفة كتب قديمة وكبرها على قماش الغاباردين، الذي تشتهر به الدار، ليمنح التشكيلة مظهرا يمزج الشقاوة بالمرح البعيد عن التعقيدات. فالموضة هنا، بكل فنيتها الصارخة، تبقى لعبة شيقة يجب الاستمتاع بها، وعدم أخذها بجدية.
أما أهم اقتراحين قدمهما المصمم فهما الأسلوب الـ«سبور» المنطلق، ويشمل الدينم وباقي القطع المنفصلة التي يسهل تنسيقها مع أحذية رياضية، والأسلوب الرومانسي الذي تجسد في فساتين التول والموسلين.
بالنسبة للمصمم توم فورد، فقد أثبت لنا مساء يوم الاثنين الماضي أن من نسي ماضيه أو تنكر له تاه. ذكرنا عرضه بعصره الذهبي في كل من «غوتشي» و«إيف سان لوران»، مؤكدا أنه مهما حاول أن ينسى تلك الحقبة من حياته ويأخذ له طريقا جديدا ومختلفا، فإنه لا مهرب من الماضي، الذي ظهر في فساتين تقطر بالأنوثة تذكر بعهده في «غوتشي»، وتايورات مفصلة على الجسم تستحضر قدرات الراحل إيف سان لوران، علما بأنه شغل منصب المصمم الفني لهذه الدار أيضا بعد أن استحوذت عليها مجموعة «بي بي آر» التي كانت تملك «غوتشي».
ما لا يختلف عليه اثنان أن مجرد ذكر اسم توم فورد يكسب أسبوع لندن بريقا لا يقدر بثمن، منذ أن التحق به منذ بضع سنوات. مساء يوم الاثنين الماضي رسخ هذه الفكرة، ليس بالمعنى المجازي فحسب بل أيضا من حيث التطبيق، فالتشكيلة التي اقترحها لربيع وصيف 2015 أخذتنا إلى السبعينات من القرن الماضي، وأدخلتنا النوادي الليلية و«الديسكوهات» ببريقها وإثارتها الحسية. اقتراحاته لن تناسب أسلوب كل امرأة نظرا لجرأتها الأنثوية وإغرائها المكشوف، لكن لحسن الحظ أن توم فورد يمتلك كل الأدوات اللازمة لإضفاء عنصر الإبهار عليها علاوة على التفصيل المتقن الذي يرتقي بها إلى مصاف التحف الكلاسيكية. ما تجدر الإشارة إليه أن توم فورد، الذي درس تاريخ الفنون ثم العمارة قبل أن يتجه إلى تصميم الأزياء، هو من حدد معنى الأنوثة في التسعينات عندما التحق بدار «غوتشي» في عام 1990.
كانت الشركة حينها تمر بمرحلة حرجة ومهددة بالإفلاس، فجاء هو ليمنحها قبلة الحياة، ويتسلطن فيها إلى عام 2004، عندما تركها وبدأ خطه الخاص حاول تغيير أسلوبه، متبنيا التفصيل الدقيق على الجسم من خلال تايورات وقطع منفصلة تشي بالأنوثة لكنها أيضا تشي بالقوة بحيث تناسب امرأة عالمية واثقة من نفسها، مما أعطى الانطباع بأنه يجافي التصاميم المنسابة، على الطريقة «الغوتشية» القديمة.
أعادت الفتحات العالية في فساتين منسابة وظهور أجزاء مكشوفة من الجسم صور الماضي، وإن كانت الأنوثة هنا أكثر جرأة قد يراها البعض جزءا من عالم الماسوسادية السري. فقد كانت هناك إيحاءات قوية من هذا العالم تظهر في الجلد والفساتين الضيقة والتنورات القصيرة التي تظهر من تحتها جوارب النايلون المربوطة أعلى الساق، كما في الأحذية العالية جدا، التي تختفي أحيانا تحت بنطلونات واسعة من تحت تذكر بموضة «التشارلستون». كانت العارضات يتمتعن بقوة لا تغفلها العين، وهن يتخايلن على المنصة الزجاجية، إلى حد أنه لم يكن ينقصهن سوى سوط أسود. لكن يبدو أن توم فورد لا يحب الترجمات الحرفية، وككل مصمم مبدع يفضل أن يترك مساحة لبعض الخيال. هذه النظرة الجريئة للأنوثة هي ما تجعله متميزا عن غيره، ومن بين قلة تؤثر على الموضة بالفعل.
فهو لا يأبه بإملاءات الموضة وتوجهاتها، بقدر ما يشغل نفسه بطرح فكرة يدرسها من كل الجوانب لكي تظهر في قطع تبدو وكأنها مفصلة على الجسم، أو جزء منه، بروعتها وإثارتها في الوقت ذاته. وهذه في حد ذاته معادلة صعبة لا ينجح فيها سوى الكبار والمستعدين لخض التابوهات.

* بول سميث
* بول سميث قوة يستند إليها أسبوع لندن، وحتى الآن لم يخيب الظن فيه، فهو لا يزال يتمتع بنفس الحماس الذي كان يحركه وهو في العشرينات عندما بدأ في محل صغير لا تتعدى مساحته مترين تقريبا، كما لا يزال يبتكر ويفكر في التجديد. حماسه يصيب بالعدوى حتى عندما يقدم تشكيلة بسيطة تبدو وكأنها لا تتعدى العادي، السبب أننا لا نصدق أنه يمكن ان يقدم العادي، ونتوقع منه دائما أنها يُضمن ثناياها تفصيلا أتقنه على مر السنين وأصبح يجري في دمه. لا ينكر المصمم ان يعشق التفصيل، إذ لا ننسى أنه بدأ كمصمم للأزياء الرجالية، وهذه المرة قدم تصاميم تغلب عليها نفس الخطوط الواضحة والأفقية، حتى في الفساتين التي خاصمت الخصر تماما. فقد ترك كل قطعة، سواء كانت جاكيتا مفصلا أو فستانا مستقيما، ينسدل على الجسم بشكل مستطيل.
كان واضحا أنه يريد ان يقدم جديدا ومختلفا عن التايورات المفصلة التي أتحفنا بها في المواسم الماضي. جديده تجسد في فساتين بسيطة جدا من القطن والكتان. أما المختلف، فظهر في تصاميم تبدو في غاية البساطة للوهلة الأولى بنقشات مقلمة أو مطبوعة بالورود، يشفع لها انها تتكلم كل اللغات، ولا تغر بساطتها الظاهرية العارفين، فالمصمم المخضرم، سيد التفاصيل الخفية، وهي تفاصيل ظهرت هنا في ياقات توكسيدو واسعة وأهداب وشراشيب تزين أسفل قمصان طويلة، إضافة إلى فتحات جانبية، سواء في تنورات أو قمصان، يظهر من تحتها حرير شفاف مهمته ان يضفي عليها العملية والانوثة في الوقت ذاته. والأهم من هذا يجعلها تناسب أجواء الصيف والإجازات بانطلاقها وسهولتها كما تناسب أجواء العمل بأناقتها العملية.

* أليس تامبرلي
* ما يلفت النظر في عروض أليس تامبرلي أنها في كل عرض تفاجئنا بتبني أسلوب جديد؛ فقد عودتنا في السابق مثلا على الإبهار وفساتين السهرة ذات التصاميم التي تحاكي الـ«هوت كوتير» بتطريزاتها السخية، أما في هذه المرة، فاختارت تقديم تشكيلة منطلقة تبدو وكأنها تتمرد على كل ما قدمته من قبل وتفككه، لكن سرعان ما تنتبه إلى أن الأساسيات موجودة، من التفصيل إلى الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة، مرورا بالنقشات المرسومة بعناية، والتطريزات العصرية التي قد لا تعتمد على الأحجار والبريق، لكنها تؤدي الدور نفسه بتقنياتها المتوارثة من الماضي. المصممة البالغة من العمر 39 سنة، أطلقت على تشكيلتها عنوان «الآن حان وقت التطوير في دار تامبرلي»، والتطوير تجلى هنا في الانطباع باللامبالاة، وتلك الصورة الأكثر شبابية، التي كانت تخلفها كل قطعة تتخايل بها العارضات، مستمدة قوتها من الأقمشة الخفيفة والناعمة، والألوان المنعشة، فضلا عن التصاميم طبعا. الأقمشة شملت القطن والكتان والموسلين والجاكار، بينما شملت الألوان الأبيض والأحمر والوردي والأزرق، إضافة إلى رسمات تجريدية لحيوانات بحرية، وبعضها الآخر أشكال هندسية استوحتها المصممة من اللوحات اليابانية المرسومة بحبر الـ«شانغا» Shunga ink.
بالنسبة للتصاميم، رغم الإحساس بالانطلاق غلب التفصيل على بنطلونات واسعة بصديرات مأخوذة من خزانة الرجل، أضفت عليها المصممة نعومة باستعمال درجات ألوان فاتحة وأقمشة ناعمة، نسقتها مع جاكيتات من الحرير تتميز بتصميم سخي، من حيث ابتعادها عن الصدر.
أما الفساتين فجاءت منسدلة بخصور منخفضة أحيانا، لتبقى القطع المستوحاة من الكيمونو الياباني أجمل، إضافة إلى باقي التشكيلة. بالنسبة للمساء، ظلت تامبرلي وفية لعنصر الإبهار، واقترحت فساتين بذيول طويلة تتطاير مع كل حركة بفضل تصميمها وخفة أقمشتها.



«ليم» تعود إلى جذورها السعودية في رمضان

توازن «ليم» في تصاميمها بالجمع بين المحتشم والعصري (ليم)
توازن «ليم» في تصاميمها بالجمع بين المحتشم والعصري (ليم)
TT

«ليم» تعود إلى جذورها السعودية في رمضان

توازن «ليم» في تصاميمها بالجمع بين المحتشم والعصري (ليم)
توازن «ليم» في تصاميمها بالجمع بين المحتشم والعصري (ليم)

من يتابع تطور علامة «ليم» السعودية، يعرف أنها ظلت وفية لأهم جين وراثي من جيناتها، ألا وهو الحشمة المعاصرة. منذ تأسيسها في عام 2018 وضعت نصب أعينها أنها وُلدت في مجتمع شرقي له تقاليده وطقوسه. لكن يُحسب لها أنها لم تراعِه إلى درجة الإغراق في التراث. بهذه النظرة الفنية نجحت في كسب زبونة عالمية لا حجة لها في أن تتعامل معها كأي دار أزياء غربية. بكل تفاصيلها وألوانها وخطوطها تخاطب امرأة عالمية لا تميل إلى كشف المفاتن. فهذه تصاميم لكل مكان وزمان.

التصاميم الرمضانية تلقى إقبالاً أكثر كونها مستلهمة من القفاطين والعباءات (ليم)

على الرغم من عدم غرفها من التراث بشكل حرفي، تبقى التشكيلات الخاصة بشهر رمضان مُرتبطة بالمنطقة ارتباطاً كبيراً، مثل العباءات والقفاطين والجلابيات.

يقول مايلز يونغ، المدير الإداري في مجموعة «الهلا» التجارية، وهي الشركة الأم لعلامة «ليم»، إنه خلال شهر رمضان «نشهد زيادة في الطلب على تصاميم خاصة بالمناسبات، مثل القفطان والعباءات وما شابهها. ما نلاحظه دائماً أن زبوناتنا في المنطقة يُقبلن عليها أكثر ويطلبنها بأقمشة خفيفة وناعمة».

قفطان خاص بشهر رمضان بلون الفيروز الفضة (ليم)

منذ أن تأسست «ليم» في السعودية وهي تنتقل من نجاح إلى آخر. توسَعت أول مرة إلى مواقع التسوق الإلكتروني مثل «سيلفريدجز» وغيره من المواقع العالمية. غير أن طموحاتها كانت أكبر. في العام الماضي بدأت عمليات افتتاح محال رئيسية لها، كان أول الغيث محل ضخم وأنيق في «ويستفيلد وايت سيتي» بلندن. يشرح مايلز هذه الاستراتيجية التوسعية قائلاً إن الدافع إليها هو «أن مفهوم التوازن يدخل في صميم فلسفتنا كدار أزياء سعودية بمواصفات عالمية. فنحن نهتم بكل التفاصيل بدءاً من الأقمشة والألوان إلى الزخارف التي تواكب اتجاهات الموضة وفي الوقت ذاته تبقى راسخة في المنطقة العربية بحشمتها ورصانتها».

في رمضان يزيد الطلب على القفاطين والعباءات لكثرة المناسبات الخاصة (ليم)

كان لا بد أن تتوسع العلامة السعودية وتحط أقدامها في لندن وفق راي مايلز. فالسوق البريطانية واحدة من مراكز التسوق المهمة للأزياء المحتشمة، التي تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات. كان لـ«ليم» نصيب منها بدليل أدائها الجيد منذ إطلاقها عبر الإنترنت على موقع Selfridges.com ثم باقي محالها فيما بعد. فمهما انتعش التسوق على المواقع الإلكترونية وراق لشريحة من المتسوقين ليس لديهم الوقت الكافي للتجول بين المحال، لا يمكن أن يؤثر سلباً على أهمية التسوق في المحال الإسمنتية. فهذه أيضاً لها زبوناتها ومريدوها.


«ديور» تحتفل بالعيد... بالذهب واللؤلؤ

تصاميم أيقونية خضعت لتجديدات زادتها تألقاً (ديور)
تصاميم أيقونية خضعت لتجديدات زادتها تألقاً (ديور)
TT

«ديور» تحتفل بالعيد... بالذهب واللؤلؤ

تصاميم أيقونية خضعت لتجديدات زادتها تألقاً (ديور)
تصاميم أيقونية خضعت لتجديدات زادتها تألقاً (ديور)

الألوان لعبة الموضة. كل دار أزياء تلعب عليها حسب الحاجة والطلب، ودار «ديور» واحدة منها.

لم تترك لوناً لم تُبدع فيه بحسب كتاب صدر عن دار النشر «ريزولي». الأبيض والفضي والبيج والوردي والأرجواني والأزرق والأخضر والأصفر والذهبي والرمادي والأسود والأحمر، اثنا عشر لوناً تناولها كتاب «ديور: فن الألوان» (Dior: The Art of Color) ويؤكد كيف أثرت هذه الألوان عليها طوال المراحل المختلفة التي مرت بها وفي الوقت ذاته أثرت علينا وعلى أذواقنا من خلال مستحضرات التجميل والأزياء والإكسسوارات. من هذه اللوحة اللونية، تم اختيار اللون الذهبي للاحتفال مع زبونات الشرق الأوسط بالشهر الفضيل والعيد على حد سواء.

قدمت اقتراحات شهية يمكن أن تكون أيضاً هدايا قيمة. فمثلما الذهب، من الألوان الأيقونية التي تعود إليها الدار في كل موسم تقريباً، هو أيضاً من الألوان المفضلة في المنطقة لما يوحيه من وجاهة وأناقة وأيضاً لما يُضفيه على البشرة السمراء من إشراق وألق.

لم ترَ «ديور» أفضل من الذهب لتحتفل مع زبونتها في الشرق الأوسط بالعيد (ديور)

تشرح الدار أنه رمز من رموز «ديور» التي تعود إليها «ماريا غراتسيا كيوري» في كل موسم تقريباً، لكن المجموعة التي تحمل اسم «ديور أور» Dior Or كانت بمثابة هدية لكل من تريد التألق في مناسبة العيد. فهي مكونة من قطع تشمل حقائب يد وأحذية وإيشاربات وقبعات وغيرها. كلها تتلألأ بخيوط من الذهب أو أحجار من اللؤلؤ. بينما تتنوع أسماؤها وأشكالها، يبقى الذهبي القاسم المشترك بينها، مثل حقيبة «ديور بوك توت» Dior Book Tote، التي جاءت لتُجسّد مفهوم الأناقة الفرنسية في شكل جديد مُزيّن بنمط «كاناج» المضرّب. تتوفر في إصدار مُصغّر «ميني» إلى جانب الحجم الكبير والمعتاد.

ألوان الذهب والرمال الذهبية طبعت العديد من الحقائب الأيقونية (ديور)

نمط الكاناج بخطوطه المميزة، يرتقي أيضاً بحقيبة «بانييه شابو» Panier Chapeau، وحقيبة «ليدي دي-لايت» Lady D-Lite . أضيفت إليها أحجار الراين لتزيدها إشعاعاً.

حضر لون اللؤلؤ أيضاً مرفوقاً بلمسات ذهبية (ديور)

من بين الاقتراحات التي تقدمها الدار، تبرز أيضاً حقيبة «ميس ديور» Miss Dior، أكثر زينة ترصعها أحجار وتطريزات مبتكرة. بحجمها المُصغّر «ميني» تضمّ سلسلة وتأتي بحبك الجاكار الذي يكشف عن ماسات متقزّحة.

الأحذية هي الأخرى تلونت بالذهبي (ديور)

الأحذية أيضاً تلوّنت بالذهبي، من حذاء البامب الكلاسيكيّ «جاديور» J'Adior إلى «سي ديور» C'est Dior و«30 مونتان» 30 Montaigne المفتوح من الخلف.


مصممات أزياء مصريات يتنافسن على «كوليكشن رمضان»

عمل من تصميم عزة فاضل (صفحة المصممة على «فيسبوك»)
عمل من تصميم عزة فاضل (صفحة المصممة على «فيسبوك»)
TT

مصممات أزياء مصريات يتنافسن على «كوليكشن رمضان»

عمل من تصميم عزة فاضل (صفحة المصممة على «فيسبوك»)
عمل من تصميم عزة فاضل (صفحة المصممة على «فيسبوك»)

اتجه عدد من بيوت الأزياء المصرية منذ سنوات عدة إلى طرح مجموعات جديدة من الملابس النسائية في الشهر الكريم؛ حيث باتت تلك البيوت تخصّص مجموعة حصرية للاحتفال بهذا الشهر، وذلك تحت عنوان «كوليكشن رمضان»، التي يغلب عليها الخطوط المحتشمة والزخارف والعناصر المستلهمة من التراث، فهل بات رمضان موسماً للسباق والتنافس بين المصممين؟

المصممة نيها حته تعلق على ذلك قائلة: «بالفعل أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار، ونسبة كبيرة من العلامات المصرية أصبحت تعتمد فكرة أن رمضان ينبغي أن تكون له تصاميم خاصة به، وتم تلخيصها في مفهوم القفطان والعباءة والكيمونو». وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الفكرة في حد ذاتها جيدة للغاية، فمن الرائع ظهور المرأة بإطلالة تمثل الثقافة العربية الإسلامية، لكن المشكلة أن تطورها بدأ يتخذ مساراً غير إيجابي؛ لأن البعض خرج من نطاق رمضان بوقاره وعباداته وهدوئه الروحاني إلى الاستعراض والاستهلاك والتنافس المبالغ فيه سواء من جانب أصحاب العلامات أو السيدات أنفسهن».

تصميم لنيها حته بعنوان «البشت أصله مصري» من كوليكشن رمضان (الشرق الأوسط)

وحول مجموعتها لأزياء رمضان 2024 تقول حته إنها استوحتها من الفلكلور والموروث الشعبي المصري، خصوصاً جنوب الصعيد، وذلك تحت عنوان (حدوتة مصرية)، تقول: «اعتمدت فكرة المجموعة على الاستلهام من الثقافة النوبية وموروثاتها الشعبية من أزياء وأكسسوارات وخامات، وجاء لون الطين في سريانه مع نهر النيل من الجنوب للشمال سمةً مميزةً لها».

وقدمت الفنانة الجلابية «الألجة الصعيدي» التي يرتديها رجال الصعيد، ولكن بمفهوم أنثوي رقيق، فقد أضافت قطعاً من لوحات لعازفين نوبيين يحملون البشرة السمراء نفسها من روح النوبة، ولبعض راقصات الفلكلور النوبي، وغيرها بروح نوبية صريحة. كما قدمت البشت من الكتان الطبيعي، الذي كان يرتديه الكهنة من آلاف السنين وفق حته، فضلاً عن بعض من القفاطين المستلهمة من قفاطين العمدة وشيخ الخفر في الريف المصري، ولا تخلو أكسسوارات المجموعة من الحلقان المخروطة والطارة والفضة والكردان الصعيدي وغيرها.

ملابس تراثية بنكهة عصرية ضمن مجموعة المصممة ناهد أمين الرمضانية (الشرق الأوسط)

من جهتها، قالت المصممة ناهد أمين لـ«الشرق الأوسط»: «أحرص على تقديم تشكيلة رمضانية كل عام؛ لترافق الأناقةُ المرأةَ في العزائم والخروجات كلها، وأؤيد للغاية هذه الفكرة، التي لا تقتصر على العلامات المصرية وحدها»، لافتة: «دخلت هذا السباق بيوت الأزياء العالمية أيضاً؛ مما يؤكد شغف المرأة العربية بأناقة ذات طابع خاص خلال الشهر الفضيل».

وتتابع: «أرى أن هذا الاتجاه الذي يحتفي بالحشمة والعصرية معاً إنما يمثل خوض المرأة لتجربة روحانية في إطار احتفالية رمضانية متميزة بالأناقة والجمال».

تصميم من كوليكشن رمضان للمصممة ناهد أمين (الشرق الأوسط)

اللافت في مجموعة ناهد أمين صاحبة علامة «مرح هاند ميد» هو دمجها التراث بلمسات عصرية في قطع منقوشة ومزدانة بموتيفات تقليدية ورسوم وأشكال فلكورية مستلهمة من البيئة، كما تميزت التشكيلة بقصّات حديثة وتطريزات يدوية، غلبت عليها الألوان الفاتحة والحيادية؛ لإبراز العمل اليدوي بشكل أكثر وضوحاً، مع لمسات بسيطة من ألوان أخرى. كما مزجت في بعض القطع أكثر من نوع قماش معاً لإكساب مَن ترتديها طلة جديدة.

قفطان من تصميم عزة فاضل يتميز بموضة الأكمام المنتفخة (صفحة المصممة على «فيسبوك»)

وتلبيةً لرغبة المرأة إمداد خزانة ملابسها بأزياء رمضانية تتماشى مع أجواء الشهر الكريم تمزج بين التراث والعصرية، طرحت المصممة عزة فاضل صاحبة العلامة التجارية «FAZZALI» مجموعتها لرمضان 2024 واختارت أناقة اللونين الأسود والأبيض؛ لتغلب على التشكيلة، مستخدمة خامات ثرية من التول والدانتيل والساتان مع تطريز بعض القطع، وشملت المجموعة القفطان المقصوص بشكل أنيق.

وحرصت على إبراز موضة الأكمام المنتفخة من خلال تصاميم مميزة، حيث تعد من الاتجاهات الرائجة، التي لا تنتهي، ومن اللافت أن التصاميم تناسب المرأة ذات الشخصية الانتقائية التي تحرص على الإطلالة الراقية الهادئة، والحريصة على تحقيق التوازن ما بين الجاذبية والاحتشام، حيث تحافظ كل قطعة من المجموعة على الحشمة التي هي الغاية من العباية أو القفطان، ولكنها في الوقت ذاته تتمتع بتصميم غير تقليدي لتبرز غنى الشرق بالسحر والجمال.


كارولينا هيريرا تبعث رسالة حب بخلاصات شرقية

كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)
كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)
TT

كارولينا هيريرا تبعث رسالة حب بخلاصات شرقية

كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)
كاورلينا أدريانا هيريرا في إحدى رحلاتها إلى منطقة الشرق الأوسط (كارولينا هيريرا)

قبل أن تُؤجِج المجموعات الرمضانية الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط في شهر رمضان الفضيل وتجعل صناع الموضة يتنافسون على طرح أزياء وإكسسوارات خاصة وحصرية، كانت العطور أول ما جذبهم إلى المنطقة. العود تحديداً أثار فضولهم وقريحتهم على حد سواء.

عندما وصلت رائحته إليهم منذ أكثر من عقد من الزمن، لم يستسيغوها. كانت نفاذة وقوية مقارنة بما تعودوا عليه من عطور بخلاصات الورد والفواكه. لكنه فرض نفسه عليهم بقوته. فأهمية سوق الشرق الأوسط وما تُحققه لهم من أرباح في مجال العطور تحديداً لا تُقدر بثمن.

لم تنجح محاولاتهم الأولى في التعامل معه، إلا أن «التكرار يُعلم الشطار» كما يقال. مع الوقت تطورت العلاقة بينهم. كانت وصفتهم الناجحة مزجه بخلاصات أخرى جعلته مقبولاً على المستويين العربي والعالمي. لكن كما تقول كارولينا أدريانا هيريرا، ابنة مؤسسة دار الأزياء الشهيرة، والمديرة الإبداعية لقسم الجمال والعطور في الدار، العملية لم تقتصر على إتقان فنون مزجه بمكونات وخلاصات مترفة، بل كان عليهم أن يفهموا ثقافته ويفكوا الرموز التي تجعله جزءاً من تاريخ وثقافة تدخل في صميم الروتين اليومي للعائلات الشرقية. وهذا ما قامت به.

أدركت بحسها أنها لكي تنال رضا سوق الشرق الأوسط فعليها أن تنغمس في كل تقاليده (كارولينا هيريرا)

كانت ذكية. أدركت بحسها أنها لكي تنال رضا سوق الشرق الأوسط، فعليها أن تنغمس في تقاليده وتتعمّق في طقوسه. قامت برحلات كثيرة إلى الخليج العربي برفقة والدتها، وخلال هذه الرحلات اكتشفت كما تقول «الدور الجوهري الذي تلعبه العطور في الثقافة العربية». تتذكر كيف زارت الأسواق التقليدية واندمجت في العالم الفريد للعطور والزيوت قبل أن تطلق في 2017 مجموعة «الكنوز الشرقية» وهي عبارة عن أربعة عطور مستوحاة من أجواء الشرق: عطر غولد إينسينس، وبلاتينيوم ليذر، وبرونز تونكا، وغولد مير أبسولوت. أضافت إليها هذا العام عطر ترو عود. عطر ليس ككل العطور. يعانق الشرق بدفء ويلتحم به. تقول إنها استوحته «من أحدث تجاربي في الشرق الأوسط، ومما صادفته من روائح مميزة وما تعلمته عن طقوس الاحتفالات المحلية والمناسبات العائلية، التي لا تكتمل من دون بخور أو رشات من عطر العود».

العملية لم تقتصر على إتقان فنون مزجه بل أيضاً على ضرورة فهمه بوصفه جزءاً من ثقافة تدخل في صميم الروتين اليومي للعائلات الشرقية (كارولينا هيريرا)

وتتابع: «قبل زياراتي، سمعت كثيراً عن العادات العربية، ولما حضرت لمستها بنفسي، مثل تعطير أثاث المنزل قبل استقبال الضيوف تعبيراً عن مكانته في نفوس أهل البيت، وضرورة أن تبقى المبخرة مشتعلة في منتصف الطاولة بين الحضور. مشاهدة هذه الطقوس شخصياً جعلتني أدرك أن الدور الذي تلعبه العطور يتعدى حسن الضيافة، وأن الموضوع يرتبط بالهوية والتقاليد المتوارثة». فمع بدء التبخير، تنطلق عادة جلسات ما بعد الظهيرة مصحوبة بالتمر وأكواب الشاي والقهوة ودخان العود وهو يتبخر ببطء ليصبح جزءاً لا يتجزأ من الأجواء والحكايات المرويّة.

مع بدء التبخير تنطلق الجلسات مصحوبةً بالتمر وأكواب الشاي والقهوة ودخان العود وهو يتبخر ببطء (كارولينا هيريرا)

تقول إن من بين ما شدّها في هذه الجلسات كيف «أن الكل وبدلاً من التقاط صور لتسجيل اللحظة كما نفعل في الغرب، يفضّل تذكّرها بشكل إنساني معطر برائحة العود».

لم يكن الحصول على العود عملية سهلة كما تقول، فمن بين مائة شجرة عود، لا ينتج إلا عددٌ قليل منها الراتنج العطري الذي يحتاج إلى ما يصل إلى خمسين عاماً ليتكوّن طبيعياً. ولهذا السبب يُشبَّه زيته العطري بالذهب السائل. تتذكر كارولينا هيريرا أنها انبهرت كيف يفرق حتى الإنسان العادي بين العود الجيد وغير العادي. منهم تعلمت فحص جودة العود باستخدام كأس ماء «لم تطفُ قطع العود في المياه، ما يدل على جودتها العالية».

اختزلت في العطر الجديد طقوس الاحتفالات المحلية والمناسبات العائلية التي لا تكتمل من دون بخور أوعود (كارولينا هيريرا)

من هذا الوعي والتجارب الشخصية وُلد «ترو عود» العطر الخامس في مجموعة الكنوز الشرقية. أوكلت مهمة إبداعه للعطار جوردي فيرنانديز الذي قضى أكثر من 20 عاماً في دراسة تقاليد الشرق الأوسط، ويملك قاعدة واسعة من المعلومات عن المنطقة وتقاليد سكانها. كانت تعليماتها له واضحة: أن يأتي مناسباً للرجال والنساء، وأن يرتكز على العود الطبيعي، ويبتعد عن الكليشيهات التجارية حتى يبقى مخلصاً لهويته. وهكذا تجنّب فيرنانديز المكونات المستمدة من التوابل أو بعض الحيوانات، وركّز على باقة من الأزهار، مثل الباتشولي والياسمين المصري، بينما جعل قاعدتها نفحات خشبية مترفة. كان مهماً بالنسبة له أيضاً أن يستورد العود من تايلاند، لما يتميز به من كثافة وعمق، إضافة إلى أنه حاصل على ترخيص من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض.

من بين مائة شجرة عود لا ينتج إلا عددٌ قليل منها الراتنج العطري الذي يحتاج إلى ما يصل إلى خمسين عاماً ليتكوّن طبيعياً (كارولينا هيريرا)

يشرح جوردي فيرنانديز عملية ابتكاره والخطوات التي أخذها بعين الاعتبار قائلاً: «هذا العطر خاصة صُمم لكي يرتبط على نحو وثيق بالذكريات والأوقات الممتعة مع العائلة والأصدقاء في المنطقة العربية، لهذا كان مهماً أن يأتي برائحة أقوى من الزيت العطري. كما حرصنا فيه على استخدام عود يمكن إنتاجه بطريقة مستدامة، كي نضمن ألا يفقد العطر كثافته ونقاوته مع الزمن».

تتكون قاعدة العطر من زيت خشب الصندل وخلاصات الباتشولي مع لمسات من خشب الأكيجالا والمسك والعنبر. بينما يغلب على القاعدة الوسطى نفحات من العود يخفف من قوته زهر الياسمين المصري. أما النفحات العليا، فيعود الفضل في انتعاشها إلى زهر الأوسمانثوس الصيني الذي تشبه رائحته رائحة المشمش ونفحات من الزيتون بنغمات الزعفران والفريزيا.


دريز فان نوتن ينسحب من عالم الموضة وهو في القمة

دريز فان نوتن يُحيّي ضيوفه في نهاية عرضه لربيع وصيف 2024 (رويترز)
دريز فان نوتن يُحيّي ضيوفه في نهاية عرضه لربيع وصيف 2024 (رويترز)
TT

دريز فان نوتن ينسحب من عالم الموضة وهو في القمة

دريز فان نوتن يُحيّي ضيوفه في نهاية عرضه لربيع وصيف 2024 (رويترز)
دريز فان نوتن يُحيّي ضيوفه في نهاية عرضه لربيع وصيف 2024 (رويترز)

الأسبوع الماضي، فوجئ عالم الموضة بإعلان المصمم دريز فان نوتن نيته الانسحاب من ساحة الموضة والتخلي عن الإدارة الفنية لعلامته. تشكيلته الرجالية لربيع وصيف 2025 في شهر يونيو (حزيران) المقبل ستكون مسك ختام لمسيرة حافلة، على أن تكون التشكيلة النسائية القادمة من إبداع فريق الاستوديو. فإلى الآن لم يتم الإعلان عن اسم مَن سيخلفه رغم التأكيدات أن البحث جارٍ على قدم وساق.

المصمم دريز فان نوتن (أ.ب)

في رسالة بعثها صباح اليوم نفسه الذي أُعلن فيه الخبر، إلى مجموعة من صناع الموضة، منهم زملاء مهنة ومحررو أزياء، قال إن القرار قد يكون مفاجئاً لهم، لكنه فكَّر فيه طويلاً ومنذ فترة وهو يُحضر نفسه لهذه اللحظة: «الآن أشعر بأنه آن الأوان لكي أتخذ هذه الخطوة وأُفسح المجال لجيل جديد من المواهب الشابة يضيفون رؤيتهم ولمساتهم على الدار». وتابع: «أريد التركيز حالياً على الأشياء التي لم يكن لديَّ الوقت لأقوم بها... أنا حزين لكني أيضاً سعيد». المصمم الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، أسَّس علامته منذ 4 عقود تقريباً وأصبح مع الوقت اسماً عالمياً لامعاً ووجهاً مألوفاً في عروض باريس. قدرته العجيبة على المزج بين القديم بمعنى الفينتاج والحديث كانت دائماً تثير الدهشة وتستقطب له معجبين وزبائن جدد.

تَخرّج فان نوتن في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في بلجيكا عام 1981. منذ أول تشكيلة قدمها بعد خمس سنوات من تخرجه، لفت الأنظار إليه من خلال أسلوب يعتمد على الألوان المتوهجة والنقشات المتضاربة والتفاصيل الغريبة لكن من دون إحداث الصدمة. كان من الطبيعي أن يفوز بعدة جوائز عالمية وأن ينظَّم له معرض خاص. كان ذلك في عام 2014 في متحف «الفنون الزخرفية» بباريس، حيث تم استكشاف تأثره بثقافة البوب وشتى الفنون وكيف انعكس هذا التأثير على أعماله. بيد أن المؤكد أنه سيدخل تاريخ الموضة ليس بوصفه مصمماً عالمياً من أصل بلجيكي فقط، بل بصفته قائداً فتح أبواب العالمية للمصممين البلجيكيين ككل. فهو الذي ترأس مجموعة «أنتوورب» الشهيرة، المكوَّنة من 6 مصممين من أبناء جيله تخرجوا كلهم في «أنتوورب» ويتمتعون بأسلوب خاص بهم خض ساحة الموضة التقليدية.

لعبه على الألوان والتفصيل جعله من أهم المصممين البلجيكيين في الساحة العالمية (خاص)

عام 2018 باع حصة من داره لشركة «بوش» الإسبانية وأعلن حينها أنه سيبقى مديراً فنياً ومشرفاً عليها من الناحية الفنية لمدة خمس سنوات، وفق ما نشر موقع «ويمنز وير دايلي». وكما حاز الاحترام منذ دخوله ساحة الموضة، ها هو يحوز الاحترام بخروجه من داره. فهو ينسحب وهو في عز نجاحه التجاري وعطائه الفني. ففي عام 2023 أعلنت شركة «بوش» التي تضم أيضاً «كارولينا هيريرا» و«جون بول غوتييه» و«نينا ريتشي» و«رابان» أن علامة «دريز فان نوتن» هي الأكثر نمواً من بين العلامات الصغيرة.


هدية من القلب من «شوبارد» لمنطقة الشرق الأوسط

يعدُّ القلب من رموز الدار التي تظهر في العديد من تصاميمها (شوبارد)
يعدُّ القلب من رموز الدار التي تظهر في العديد من تصاميمها (شوبارد)
TT

هدية من القلب من «شوبارد» لمنطقة الشرق الأوسط

يعدُّ القلب من رموز الدار التي تظهر في العديد من تصاميمها (شوبارد)
يعدُّ القلب من رموز الدار التي تظهر في العديد من تصاميمها (شوبارد)

القلب هو أيقونة شوبارد ورمزها الذي تعتز به. في مجوهراتها الرفيعة كما في ساعاتها الفاخرة وباقي إبداعاتها، يبدو راقصاً ورافضاً أن يبقى جامداً في محله. يفضل دائماً أن يتحرك وكل ما فيه من تفاصيل تنبض بالجمال والديناميكية. لهذا عندما فكرت «شوبارد» إهداء زبونتها في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في الإمارات العربية المتحدة، قطعا تُعبِر عنها وتتضمن رمزية خاصة بها، لم تجد أفضل منه هدية. صاغته بحب وأطلقت عليه في هذه المجموعة اسم (Happy Hearts). تشمل المجموعة طوقين تزينهما قلوب ناعمة مصنوعة من الذهب «الأخلاقي» عيار 18 قيراطاً مع الألماسات المتراقصة.

عندما فكرت «شوبارد» في هدية لم تجد أنسب من القلب لتعبر به عن حبها لامرأة الشرق الأوسط (شوبارد)

صيغت كل قطعة بدقة تواكب توجهات الموضة العصرية لكن بلمسة كلاسيكية تجعلها مناسبة لكل مكان وزمان. يمكن ارتداء كل طوق لوحده أو تنسيقه مع الطوق الثاني لخلق ازدواجية مثيرة أو لفه حول المعصم كسلسلة من الأسورة. بل يمكن أيضاً تنسيق الطوقين مع إكسسوارات أخرى. تشرح الدار أن «حجمهما الناعم يشفع لهما هذه الازدواجية التي يكتسبانها عندما يتجاوران».

يمكن أيضاً ارتداء الطوق كسوار يلتف حول المعصم (شوبارد)

وأضافت أنها عندما فكرت في هذه الهدية، وضعت نصب عينيها أن تُوفر حلاً سهلاً للحصول على أناقة بسيطة وراقية في الوقت ذاته. فهذه ليست قطعاً للحفلات الكبيرة بقدر ما هي قطع لكل المناسبات يمكن تطويعها وتنسيقها بقطع مجوهرات أخرى بسهولة. والأهم من هذا هي قطع ستُهديها المرأة لنفسها عوض انتظار تلقيها من شخص آخر.


«ماروشيكا» اسم جديد يولد في الشرق الأوسط

قدمت 25 قطعة مستوحاة من التراث الهندي طوعت كل واحدة منها بأسلوب عصري (خاص)
قدمت 25 قطعة مستوحاة من التراث الهندي طوعت كل واحدة منها بأسلوب عصري (خاص)
TT

«ماروشيكا» اسم جديد يولد في الشرق الأوسط

قدمت 25 قطعة مستوحاة من التراث الهندي طوعت كل واحدة منها بأسلوب عصري (خاص)
قدمت 25 قطعة مستوحاة من التراث الهندي طوعت كل واحدة منها بأسلوب عصري (خاص)

«ماروشيكا» اسم جديد في ساحة الموضة. وُلد مؤخراً في الشرق الأوسط، وتحديداً في دبي، على يد أمانيشا فيرما، المؤسسة والمديرة الإبداعية. من الهند حملت مخزوناً من الصور والخيالات التي أثراها شغفها بالفن، وفي منطقة الشرق الأوسط وجدت المكان الذي يمكنها فيه التنفيس عن أحلامها وذكرياتها.

تؤكد مانيشا فيرما أن تصاميمها تعبر عن المشاعر والجوانب الروحية (خاص)

استقرت في دبي منذ عام 2020، ونجحت سريعاً في أن تحفر لها مكاناً في المنطقة. سلاحها كان منذ البداية أسلوب هو مزيج من الفن الشعبي المستمد من أنماط ومنسوجات تقليدية في بلدها الأم، وخطوط غربية معاصرة تناسب امرأة تريد التميز والاختلاف.

تقول إنها تحرص على أن تُحاكي كل تصاميمها اللوحات الفنية. تتنفس حكايات التراث الثقافي الشعبي وتسلط الضوء على الحرفية العالية وجمال المنسوجات التقليدية. «فهي مزيج بين الثقافة والفن»، حسب قولها.

لا تجاري تصاميمها الاتجاهات السائدة بل تسعى إلى تحديها وتقديم منظور جديد لها (خاص)

أطلقت على تشكيلتها الأولى عنوان «إيدايا». وصرحت أنها استوحتها من فن مادوباني التراثي، الذي يُعدُّ فناً تصويرياً مرئياً يجمع بين الجوانب الاجتماعية والثقافية، ويستخدم الألوان والرموز لتصوير التقاليد بطريقة مبتكرة وملهمة.

تضمّنت المجموعة 25 قطعة صممت بعناية لتجسد جوانب متعددة من ثقافة هذا الفن وأبعاده الاجتماعية من خلال التركيز على اللوحات التي ترسمها نساء القرى على جدران منازلهن للتعبير عن أفكارهن وتطلعاتهن وأحلامهن.

بتوظيف التراث تسعى إلى تمكين المرأة وإبراز دورها في المجتمع (خاص)

من هذا المنظور، يمكن القول إن هذه المجموعة هي نوع من أدوات تمكين المرأة من خلال فتح حوارات بين الأجيال المختلفة حول دورها في المجتمع.


بيير باولو بيتشيولي يغادر دار «فالنتينو» بعد 25 عاماً

بييرباولو بيتشيولي (رويترز)
بييرباولو بيتشيولي (رويترز)
TT

بيير باولو بيتشيولي يغادر دار «فالنتينو» بعد 25 عاماً

بييرباولو بيتشيولي (رويترز)
بييرباولو بيتشيولي (رويترز)

في الأسبوع الماضي استمرت سلسلة التغييرات في ساحة الموضة. كان آخرها الإعلان عن مغادرة بيير باولو بيتشولي، مصمم دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» بعد 25 عاماً. السؤال الذي يطرح نفسه ما إذا كان يعرف أنه سيتركها بعد فترة قصيرة من عرضه الأخير لربيع وصيف 2024 في باريس أم كان القرار مفاجئاً بالنسبة له هو الآخر؟ قد تكون العملية فنية بحتة، لكن إعلان خبر مغادرته، شجع على إعادة النظر في تشكيلته وما إذا كانت تخبر عن هذا الفراق. كانت كلها ملونة بالأسود، وهو الذي يعشق الألوان المتوهجة.

لون كل تشكيلته الأخيرة باللون الأسود على عكس ما عوَدنا (فالنتينو)

صرحت دار «فالنتينو» مؤخراً أنها اتفقت مع بيتشولي على إنهاء تعاونهما ودياً، وأنه سيتم الإعلان عن «تنظيم إبداعي» جديد قريباً. وتأتي موجة التغييرات الأخيرة في ساحة الموضة في الوقت الذي تتكيف فيه صناعة المنتجات الفاخرة مع انخفاض النمو في أعقاب فورة الإنفاق بعد الجائحة، وما تلاها من حروب وتضخم، جعلت الجيل الشاب يكبح جموحه للشراء.

بيير باولو بيتشيولي (فالنتينو)

بهذا القرار، ينضم بيتشيولي إلى مصممين حققوا نجاحات كبيرة مثل أليساندرو ميشال، مصمم «غوتشي» السابق وسارة بيرتون، المديرة الإبداعية لدار «ألكسندر ماكوين» كمصممين من دون بيت أزياء في الوقت الحالي، في وقت تبحث فيه كل من «جيفنشي» و«لانفان» و«دريز فان نوتن» عن مصممين.

اللافت في حالة بيير باولو بيتشولي أنه يخرج وهو واحد من أهم المصممين المبدعين في الساحة. بينما يمكن تفهم أن خروج أليساندرو ميشال من دار «غوتشي» يعود إلى كونه استنفد أسلوب الماكسيماليزم الذي تبناه وأصاب شريحة مهمة من زبائن الدار الإيطالية بالتخمة، فإن بيتشولي وحتى آخر عرض قدمه، أكد أنه لا يزال قادراً على تحريك العواطف واللعب بالألوان، وإن كانت لوناً واحداً وقاتماً مثل الأسود. عروضه تنجح دائماً في جعل الناظر يحلم بها. بل وتنتزع الدموع من أعين الحضور، كما حصل مع المغنية سيلين ديون عندما حضرت عرضه من خط الـ«هوت كوتور» في يناير (كانون الثاني) من عام 2019.

قدراته على اللعب بالأحجام بشاعرية مشهود له بها (فالنتينو)

هذا التأثير والقوة يجعلان القرار الأخير مفاجئاً، لا سيما وأن بيتشولي أصبح جزءاً من الدار. بدأ مشواره فيها منذ 1999 مع رفيقة دربه ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» الحالية. سبق وعمل معها في دار «فندي»، وبعد مغادرتها في عام 2016، تولى دور المدير الإبداعي الوحيد.

بيتشيولي فسر الأمر بفلسفية قائلاً: «ليست لكل القصص بداية أو نهاية، فبعضها يعيش حاضراً أبدياً يشع لدرجة أنه لا ينتج عنه أي ظلال». وأضاف أنه قضى في هذه الشركة 25 عاماً، عاش فيها مع «أشخاص نسج معهم قصة مثيرة». كان يقصد صديقه الرئيس التنفيذي جاكوبو فانتوريني وأيضاً الحرفيين الذين عمل معهم. وعقّب رشيد محمد رشيد، رئيس مجلس إدارة «فالنتينو»، إن «مساهمته على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية ستترك بصمة لا تمحى».

كانت عروضه وتصاميمه دائماً تثير الحلم (فالنتينو)

وكانت مجموعة كيرينج الفرنسية للمنتجات الفاخرة قد اشترت 30 في المائة من «فالنتينو» العام الماضي من صندوق الاستثمار القطري مايهولا مع إمكانية شراء الباقي بحلول 2028. وتقوم المجموعة الفرنسية الضخمة منذ مدة بعمليات تغيير وتجديد شاملة، بدأتها بالاستغناء عن أليساندرو ميشال وتعيين ساباتو دي سارنو في دار «غوتشي» محله. كما استغنت مؤخراً عن سارة بيرتون المديرة الفنية لدار «ألكسندر ماكوين».


«نون باي نور» تقدم درساً في الطبقات لإطلالة رمضانية

الأزياء عموماً تراعي البيئة وتعتمد الراحة والعملية مما يجعلها مناسبة لكل الأوقات (خاص)
الأزياء عموماً تراعي البيئة وتعتمد الراحة والعملية مما يجعلها مناسبة لكل الأوقات (خاص)
TT

«نون باي نور» تقدم درساً في الطبقات لإطلالة رمضانية

الأزياء عموماً تراعي البيئة وتعتمد الراحة والعملية مما يجعلها مناسبة لكل الأوقات (خاص)
الأزياء عموماً تراعي البيئة وتعتمد الراحة والعملية مما يجعلها مناسبة لكل الأوقات (خاص)

أسوة بالمصممين العالميين، لم يتأخر المصممون العرب على طرح مجموعات رمضانية هذا العام. الجميل فيها أنها كشفت عن مدى ثقتهم في التعامل مع ملابس هذا الشهر الفضيل. فهم يفهمون الحساسيات وثقافة المجتمع بشكل أعمق. ورغم أنهم يُدركون تماماً أن المرأة الشرقية تحتاج إلى أزياء محتشمة وأنيقة، فإنهم أيضاً يدركون أن هناك فئة من الفتيات يرغبن في بدائل للعباءة والقفطان. فليست كل الدعوات تتطلبها. علامة «نون باي نور» لصاحبتيها الشيخة نور آل خليفة والشيخة هيا آل خليفة، واحدة من العلامات التي لبَت رغبة هذه الفئة.

أسلوب الطبقات المتعددة طريقة سهلة للحصول على إطلالة رمضانية (خاص)

كشفت مؤخراً عن كبسولة رمضان 2024 بنتها كلها على الطبقات المتعددة، وقطع متوفرة في خزانة كل امرأة عصرية، بدءاً من الفساتين إلى القمصان والبنطلونات والتنورات وغيرها. كل ما تحتاجه أن يتم تنسيقها فوق بعضها بأسلوب أنيق يراعي الألوان والقصات للحصول على إطلالة رمضانية أنيقة.

المهم بالنسبة للمصممتين أن تكون الأزياء مبتكرة ومميزة (خاص)

تؤكد كل من الشيخة نور آل خليفة والشيخة هيا آل خليفة على سهولة تنسيق القطع، حيث تقولان: «الفكرة التي انطلقنا منها أن تكون هذه القطع مرنة يمكن تنسيقها مع بعضها بسهولة لتحقيق عنصر الحشمة التي ترغب فيها كل امرأة من دون أن تتنازل عن أناقتها». المهم بالنسبة لهما أن تتمتع كل قطعة بالحرفية والتصاميم المبتكرة.

قميص طويل مع بنطلون رسمي و«كاب» خفيف فوق الأكتاف يضمن إطلالة رمضانية أنيقة (خاص)

على سبيل المثال، تضم الكبسولة قميصاً طويلاً ناعماً، تم تنسيقه مع بنطلون رسمي. «وطبعاً عند إضافة (كاب) خفيف بقَصّة فضفاضة فوق الأكتاف ستحصل على إطلالة رمضانية في رمشة عين» وفق قولهما. هناك أيضاً مجموعة من الفساتين التي يمكن أن تناسب كل المواسم والمناسبات، لأنها بالأساس مبنية على الحشمة وموجهة لامرأة شرقية.

لم تقتصر على ألوان الصحراء والذهب وركزت على ألوان الشعاب المرجانية كما تشمل الأخضر الغامق، والأحمر، والكحلي، والبنفسجي.


«البروش» يأخذ موقفاً رجولياً ويستقوي بروح الجماعة

الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)
الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)
TT

«البروش» يأخذ موقفاً رجولياً ويستقوي بروح الجماعة

الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)
الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)

في حفلي توزيع جوائز «الأوسكار» هذا العام، و«فانيتي فير»، الأخيرين، رفع النجوم راية التمرد على الأدوار الثانوية. أجمعوا على المطالبة بأدوار بطولة مشتركة مع النجمات على السجاد الأحمر. دور المرافق المساند لم يعد يُرضيهم. سلاحهم هذه المرة لم يكن بدلات مفصلة، أو سترات توكسيدو في غاية الأناقة؛ بل قطعة مجوهرات تفاوتت حجماً ولوناً، لكنها كلها رُصِعت بالماس والأحجار الكريمة. هذه القطعة؛ أو «البروش» مكنهم من الحصول على نسبة لا يستهان بها من البريق هذا العام، مع أن الحقيقة التي لا بأس من الاعتراف بها أن الأمر لم يكن صعباً.

اختار دونالد جلوفر بروش من «بوشرون»... (أ.ب)

فأزياء النجمات هذا العام لم تكن مثيرة أو ملهمة بأي شكل من الأشكال، باستثناء إطلالات قليلة جداً. عدد قليل منها كان عادياً بكلاسيكيته وقصاته التقليدية في أحسن الأحوال، والأغلبية أقل من عادية، لا سيما من ناحية التنفيذ واللمسات النهائية؛ الأمر الذي أثار حفيظة بعض المتابعين على السوشيال ميديا، الذين لم يروا فرقاً بينها وبين ما تطرحه محلات «زارا». ما زاد من سوء الأمر أنها بتوقيع بيوت أزياء عالمية مثل «لوي فويتون» وبأسعار تقدر بآلاف الدولارات، مما جعل المقارنة قاسية وفي الوقت ذاته يصعب تفنيدها.

لحسن الحظ أن ما افتقدناه من إثارة في العرض النسائي، إذا أخذنا في الحسبان أن حفلي «الأوسكار» و«فانيتي فير» يعدّان، ومنذ سنوات، من أهم عروض الأزياء العالمية التي يتابعها ملايين المشاهدين حول العالم، عوضه لنا النجوم الرجال... لأول مرة تقريباً، تابعنا اهتماماً أكبر بتفاصيل أناقتهم يتعدى البدلات الرسمية وربطات «البابيون» ومنديل الجيب. كانت هناك ألوان وخامات جديدة، إضافة إلى تصاميم مبتكرة أضاف إليها كل منهم لمساته الخاصة. حتى طريقتهم في الوقوف أمام عدسات الكاميرات هذه المرة كان فيها بعض المنافسة. لكن أكثر ما لفت الانتباه في هذه الصورة، إلى جانب أنها أنيقة ومنمقة، كمّ المجوهرات التي استعرضوها لنا؛ من الساعات الفاخرة، ودبابيس الربطات التقليدية، وطبعاً البروشات. هذه الأخيرة تحديداً كانت فنية ويحمل بعضها رسائل ورموزاً شخصية. وطبعاً كلها بأسعار باهظة تُبرِرها أحجارها الكريمة.

الممثل كيليان ميرفي ببروش صمم له خصيصاً من دار «سوفرين»... (أ.ف.ب)

وقد أخذت في كثير من الإطلالات محل منديل الجيب، فأضفت على مظهرهم فخامة. كيليان مورفي؛ الفائز بـ«جائزة أحسن ممثل» عن دوره في فيلم «أوبنهايمر»، مثلاً، ارتدى بروشاً ذهبياً من علامة «سوفرين (Sauvreign)» على شكل دائري محاطاً بما يشبه أشعة الشمس. قيل إن العلامة صممته خصيصاً له واختارت رمزاً فيزيائياً وفلكياً تماشياً مع دوره في الفيلم.

الممثل ماثيو ماكونوهي برفقة زوجته... ويبدو بروش من سيندي تشاو على ياقة السترة (إ.ب.أ)

الممثل ماثيو ماكونوهي ظهر بساعة من «جاكوب آند كو» وبروش على شكل شريط من المصممة سيندي تشاو، رُصِع بالماس الأصفر النادر، و886 حجر ياقوت، إلى جانب زمرد من 3 قراريط. من جهته؛ اختار الممثل سيميو ليو بروشاً من شركة «دي بيرز» لم يضعه على كتفه كما هو معتاد، بل شبك به السترة عند الخصر؛ الأمر الذي زاد من تميزه.

تيو وو وبروش من «كارتييه» على شكل سلحفاة (أ.ف.ب)

أما الممثل تيو وو، فظهر ببروش على شكل سلحفاة من دار «كارتييه»، يقال إنه اختاره خصيصاً لتكريم سلحفاته الأليفة «مومو» التي ماتت العام الماضي. جون كراسينسكي ظهر ببدلة باللون الأبيض السكري وبروش من الذهب الأصفر المرصع بالألماس من تصميم جان شلمبرجيه لدار «تيفاني آند كو». علماً بأن زوجته إيميلي بلانت هي الأخرى ظهرت بمجموعة مجوهرات من الدار نفسها في هذه المناسبة؛ فهي سفيرة الدار.

الممثل جون كراسينكي مع زوجته إميلي بلانت ببروش من «تيفاني أند كو» (أ.ب)

هذا الإجماع على استعمال بروشات هذه السنة، يخلف الانطباع كما لو أن بينهم اتفاقاً للخروج بها إلى الأضواء في المناسبات الكبيرة. فهم هنا يدخلون في منافسة مباشرة مع النجمات اللاتي كنّ إلى حد الآن البطلات اللاتي تُركّز عليهن الكاميرات والأنظار عندما يتعلق الأمر بالموضة والأناقة. وأيضاً تُركز عليهن دور المجوهرات.

وبما أن هذه الأخيرة لا تتوقف عن قراءة أحوال السوق وتواكبه بتفانٍ، فإنها انتبهت إلى أن المؤشرات تُبشر بأن سوق المجوهرات العالمية ستسجل نمواً متزايداً بمعدل سنوي مركب قدره 4.6 في المائة من عام 2023 إلى عام 2030. وطبعاً ستكون للرجل يد في هذا الانتعاش.

جاستين تمبرلايك وبروش على شكل وردة مرصعة باللؤلؤ وإلى جانبه زوجنه الممثلة جيسيكا بيل (إ.ب.أ)

وفقاً لشركة «يورومونيتور إنترناشيونال»، فإن الاهتمام بالمجوهرات الرجالية فيما بين عامي 2022 و2023 تجاوز النمو السنوي المتوقع. كما أفاد صناع المجوهرات بازدياد الطلب على الإكسسوارات المُكملة للبدلات الرسمية لإضفاء العصرية والفخامة عليها. هذا الاهتمام المتنامي أثبتته أيضاً دار «سوذبيز» للمزادات بتنظيمها أول معرض بيع مخصص للمجوهرات الرجالية في نيويورك. ما صرحت به الشركة حينها أن الدافع لتنظيم هذا المزاد هو توق الرجل ورغبته في الارتقاء ببدلته الرسمية وضخها بتألق كان محروماً منه لسنوات بسبب التقاليد والمحاذير. الآن أصبحت الموضة ميداناً مفتوحاً أمامه، والاقتراحات كثيرة... كل ما عليه هو أن يختار منها ما يشاء، ويلعب عليها بأسلوب يعكس ذوقه وشخصيته وميوله.

الممثل نوتي غاتوا ببشروش من البلاتين مرصعة بحجر تانزنيت من «تيفاني آند كو»... (رويترز)

فرغم أن صناع الموضة اجتهدوا لإرضائه بإخضاع البدلة الرسمية لعمليات تجديد وتنحيف، فإنها ظلت بالنسبة إليهم تفتقد لمسة بريق لم يستطع منديل الجيب أن يعوضها. فهو مثل باقي الإكسسوارات التي ورثها عن الآباء والأجداد، ولم تغب تماماً في المناسبات المهمة، إلا إنها تبقى في ذهن رجل شاب من مخلفات الماضي وتقاليده التي يريد أن يتحرر منها، أو على الأقل يجددها. احتفظ مثلاً بأزرار الأكمام مكملاً أساسياً لبدلة بقميص رسمي، وظلت ساعة اليد مطلبه الأول، خصوصاً إذا كانت فخمة بتعقيدات ووظائف كثيرة. لكنها في مناسبات السجاد الأحمر، لا تُقارن ببروش يعلقه كوسام على كتفه؛ لأنها لا تبرز بالشكل الكافي من تحت الأكمام.

اختار باري كيوغان بروش «Rose» من البلاتين والذهب والمينا الأحمر مرصّعاً بالماس من «بوشرون»

* تجدر الإشارة إلى أن البروش بدأ يتسلل إلى مناسبات السجاد الأحمر منذ عام 2019... ظهر به عدد من نجوم «هوليوود» في مهرجانات سينمائية، مثل مهرجان «كان»، وغيرها. لكن الأمر ظل محاولات فردية ومتفرقة... هذه المرة استقوت بروح الجماعة؛ إذ كان هناك ما يشبه الإجماع عليها؛ الأمر الذي منحها زخماً وبريقاً لا يمكن تجاهل تأثيره.