أكد مسؤولون وشهود عيان عراقيون أن الطيران الأميركي استهدف ولأول مرة إحدى أهم نقاط التماس بين تنظيم «داعش» والقوات العراقية في منطقة صدر اليوسفية جنوب غربي بغداد.
وقال قائد عسكري عراقي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من منطقة العمليات هناك، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه وهويته، إن «المعركة في منطقة صدر اليوسفية مستمرة منذ يومين، وعلى أمل أن تنتهي في غضون ساعات، لا سيما بعد أن أدت الغارة التي نفذها الطيران الأميركي إلى الإخلال بالتوازن لصالح القوات العراقية»، مشيرا إلى أن «هناك كثافة في الطيران؛ إذ يشترك الطيران العراقي مع الأميركي في قصف أهداف منتخبة، وهو ما جعل (داعش) يتقهقر باتجاه الضفة الثانية لنهر الفرات». وأكد القائد العسكري أن «هذه المعركة التي نخوضها الآن في تلك المنطقة وبمشاركة الطيران الأميركي ستبعد (داعش) إلى أبعد نقطة عن بغداد، وبذلك تتمكن القطعات العراقية من الانفتاح أكثر في مناطق واسعة».
وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى في بيان أن «القوات العسكرية الأميركية تواصل مهاجمة إرهابيي تنظيم (داعش) في العراق، وشنت غارتين يومي الأحد والاثنين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غربي بغداد». وتابع البيان أن «الغارة جنوب غربي بغداد كانت الضربة الجوية الأولى ضمن توسيع نطاق الحملة بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الإنسانية، بل تشمل ضرب مواقع (داعش) مع انتقال القوات العراقية إلى الهجوم وعملا بما نص عليه خطاب الرئيس (باراك أوباما) الأربعاء الماضي». وأدت الغارتان إلى تدمير 6 عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار، بالإضافة إلى موقع قتالي جنوب غربي بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية.
وأضاف البيان أن «جميع المقاتلات عادت إلى مواقعها سالمة بعد شن الغارتين». وتابع، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الغارتين نفذتا لحماية عاملين ومنشآت للولايات المتحدة ودعم الجهود الإنسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها على تنظيم الدولة الإسلامية». وبذلك يرتفع عدد الغارات الأميركية في مختلف أنحاء العراق إلى 162 غارة.
وتأتي الضربة الأميركية الأولى جنوب بغداد غداة مطالبة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الحكومة العراقية بعدم الاستعانة بـ«المحتل» بـ«حجة» محاربة «داعش». ودعا الصدر الحكومة إلى «عدم الاستعانة بالمحتل أيا كان، ولو بحجة «داعش».. فلا وجود له إلا في المخيلة، بل هو صنيعة الأميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية».
من جانبه، أكد الناطق السابق باسم وزارة الداخلية والخبير الأمني، اللواء عبد الكريم خلف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الرافضين للتدخل الأميركي للعراق يرفضون التدخل البري مثلما هو واضح من سياق تصريحاتهم وبياناتهم، وبما أنه لا يوجد تدخل بري أصلا طبقا لما يعلنه الأميركيون، فإن كل هذا الكلام لا ينطبق على ما يجري حاليا على أرض الواقع». وأضاف اللواء خلف أن «كل هذه الضربات تستند إلى خارطة استخبارات قوية تسهل مهمة القوات العراقية في المناطق التي تخوض فيها معارك ومنها معركة صدر اليوسفية، حيث إن الضربة الجوية أدت إلى تحديد أهداف (داعش) في أقصى نقطة تماس باتجاه شمال بابل، بالإضافة إلى أنها من جانب آخر هي أقرب نقطة نحو حزام بغداد»، لافتا إلى أن «الطرفين (داعش والقوات العراقية) خاضا طوال الفترة الماضية معارك كر وفر في هذه المنطقة، وخسرا فيها موارد بشرية ومادية كثيرة، غير أن الغارات الأميركية ستقلب موازين المواجهة حتما».
8:17 دقيقة
أول غارة أميركية على أهداف لـ«داعش» جنوب غربي بغداد
https://aawsat.com/home/article/183221
أول غارة أميركية على أهداف لـ«داعش» جنوب غربي بغداد
قائد عسكري عراقي: الضربة قلبت الموازين لصالحنا
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
أول غارة أميركية على أهداف لـ«داعش» جنوب غربي بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة