علي سالم
كاتب ومسرحي مصري. تشمل أعماله 15 كتابا و27 مسرحية أغلبيتها روايات ومسرحيات كوميدية وهجائية، كما نشر تعليقات وآراء سياسية خاصةً بشأن السياسة المصرية والعلاقات بين العالم العربي وإسرائيل
TT

بلبلي يا بلابل

على وزير خارجية أميركا جون كيري أن يتنبه إلى أنه في هذه الأيام يغير أقواله ومواقفه بين كل جريدة وأخرى.. سامعني يا أبو طارق؟
قال: نعم أسمعك جيدا وإن كنت أعرف مقدما ماذا ستنتهي إليه كلماتك هذه المرة.. تكلم يا صديقي. ستلاحظ هذه المرة في زيارته الأخيرة لمصر، حدث أن ضبطته جريدة المصري اليوم وهو «يحاول إقناع مصر بمحاربة داعش» بينما ذكرت جريدة اليوم السابع أنه قال «مصر على الخط الأمامي لمواجهة الإرهاب» ترى هل المقصود بالإرهاب هو جماعة الإخوان فقط، أم يقصد داعش وغيرها، هذا أمر مهم للغاية.. لأن مش كل إرهاب يتاكل لحمه.. أما جريدة الأهرام، ذلك المعلم الكبير الذي تعلم عبر عشرات السنين على أن يتكلم كثيرا دون أن يقول شيئا، فقد قالت أشياء كثيرة عن لقاءات جون كيري أنا عاجز عن تلخيصها بالعربية الفصحى، لذلك سألجأ للعامية المصرية «مصر وأميركا سمن على عسل.. وطول عمرها كانت مائة فل وعشرة، وحتى عندما كانت تحدث بيننا متاعب، فقد كانت العلاقات مائة فل وتسعة، أو مائة فل وثمانية.. الإرهاب؟ دي مصر دي لها تاريخ في محاربة الإرهاب من أيام الملك أحمس.. للأسف فاتنا أن نشترك معها في الحرب ضد الهكسوس، وذلك لأمر خارج عن إرادتنا وهو أن أميركا لم تكن قد وجدت بعد.. أما حكاية الطائرات الأباتشي التي لم تسلم لمصر، فقد حدث ذلك لأمر خارج عن إرادة الطرفين.. اسمع ياسيدي اللي حصل».. أكمل أنت يا أبو طارق فأنا عاجز عن تكملة المشهد. تحمس أبو طارق وقال: قبل تسليم الطائرات بأيام جاءت بعثة من الطيارين المصريين للكشف على الطائرات ومعاينتها ومطابقتها على مواصفات التعاقد، وقبل توقيع القرار باستلام الطائرات بدقائق، صاح أحد الطيارين: استنى يا باشا ما تمضيش.. الطيارات دي مافيهاش فتيس غرز.. يعني هي عاجزة عن الخروج من أي مطب هوائي بسهولة. وهذا عيب خطير جدا في طائرة مقاتلة..
على الفور أعدنا الطائرات إلى المصانع حيث يقومون الآن بتركيب فتيس غرز لكل طائرة.
سألته بلهفة: هل هذا هو ما حدث فعلا؟ أما أنك تؤلف مشهدا فكاهيا؟
قال: لا أحد يعرف ما حدث وعطل تسليم هذه الطائرات لمصر، ولا أحد في أميركا أو في مصر تطوع بأن يذكر لنا أسباب هذه «اللكاعة الجوية» ولذلك فكل الأسباب واردة بما فيها حكاية فتيس الغرز هذه.
قلت: ولكن ذلك قد يحدث بلبلة في عقول الناس في الشارع..
صاح محتجا: تقول بلبلة وهل هذا شيء سيئ؟ صحافتنا لم تعد تتكلم بل هي تغرد.. تبلبل.. عدد كبير من العاملين فيها، يغردون ويبلبلون.. وعلينا نحن أن نشجعها على مواصلة ذلك، وربما يجب علينا أن نقوم بحملة شعارها «بلبلي يا بلابل» حملة تشترك فيها الأغنية، والفيلم وبرامج التوك شو.
قلت: نعم.. أكاد أقرأ أسماء الأفلام.. بلبلتني يا حبيبي، ناولني الفوطة.. وأكاد أسمع أغنية بلبلتني يا خاين.. مسيري أبلبلك.. الهؤه يا نؤه..
[email protected]