ميغان ماك أردل
TT

القومية تأخذ قسطا من الراحة

سألت أصدقائي على «فيسبوك» مؤخرا، عما إذا كان هناك حقا أي فرصة لإمكانية ترك أسكوتلندا للمملكة المتحدة. فمهما كانت سلبيات الاتحاد، فإن اسكوتلندا ليست جنوب السودان. كنت أتوقع أن ينظر الناخبون في نهاية المطاف إلى جميع التداعيات التي قد تنجم عن المغادرة، وبالتالي يقررون البقاء.
ولكن استطلاعات الرأي الأخيرة فاجأتني (وعلى ما يبدو، الحكومة البريطانية)؛ فقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي تقدم من سيصوتون لصالح الاستقلال، رغم أن استطلاعات أخرى أظهرت أنه غير متقدم. إنني ما زلت سأعطي صوتي لصالح معسكر «البقاء». ولكن يبدو جليا أنه من الممكن أن يأتي يوم 18 سبتمبر (أيلول) ويشهد العالم اسكوتلندا مستقلة للمرة الأولى منذ قرون.
ويقوم موقفي الأساسي في مثل هذا النوع من الأمور بناء على أنه إذا كانت هناك أماكن تريد أن تصبح مستقلة، فيجب أن تكون مستقلة، إلا إذا كان السبب وراء السعي للاستقلال هو أن يتمكنوا من الحصول على مزيد من الحرية لقمع الأقليات السكانية. تتلقى اسكوتلندا تحويلات من الحكومة البريطانية، وربما يتطلب استقلالها اتخاذ بعض التدابير التقشفية. سوف تكون عملية فصل جميع المؤسسات المتشابكة من القطاع المصرفي إلى قطاع التعليم عملية شاقة.
ولأولئك الذين لا يزالون في حيرة، فإن جوناثان هايدت له مقولة طيبة لهم، وهي أن الناس مجموعات، إذ كان أول تقدم كبير للجنس البشري هو تشكيل مجموعات صغيرة واجتماعية وتعاونية. كان لتلك المجموعات الكثير من المزايا في عملية البقاء على قيد الحياة، ولكن إحدى خصائص تلك المجموعات التي تساعدهم على البقاء أنها حساسة للغاية تجاه الفرق بين «نحن» و«هم»، أي أنهم أكثر قلقا حيال التهديدات التي يمثلها الغرباء أكثر من المقربين، وهو ما يعد أمرا غير عقلاني في كثير من الأحيان. بعض الناس سيتسببون لأنفسهم في أضرار بالغة من أجل معاقبة الآخرين الذي يعتقدون أنهم أساءوا إليهم.
وليس من المستغرب أن غرائز المجموعات تلك قد تكون أكثر إقناعا من التفاصيل التافهة حول كيفية التعامل مع إعادة تقييم الحسابات المصرفية الاسكوتلندية إذا وجدت الدولة الوليدة أنه من الضروري تطوير عملتها الخاصة.
هناك طريقة واحدة سهلة لتجاوزهم؛ تهديد خارجي من مجموعة دخيلة أكبر منها. يجري التغاضي عن الفروق الصغيرة بسهولة عندما يكون هناك بعض الناس الأجانب يطرقون الأبواب. ولكن العالم الثري أصبح الآن سلميا إلى حد كبير، مما يعطي الناس مزيدا من الوقت حتى يقلقوا بشأن الهزات التي تحدث في الجوار. وأتساءل عما إذا كان من قبيل المصادفة أنه مع تراجع الحرب الباردة في الذاكرة البعيدة، تحقق النوازع الانفصالية مزيدا من النجاحات في أماكن مثل اسكوتلندا وبلجيكا.
ما زلت أفترض أن اسكوتلندا ستختار البقاء في نهاية المطاف. ولكن حتى وإن اختارت البقاء، فستفعل ذلك وهي تعلم أن نسبة تقترب من أغلبية الناخبين يريدون أن يكونوا مواطنين اسكوتلنديين، وليس أن يكونوا تابعين للمملكة المتحدة. في الحقيقة فإن القومية لم تمت، إنها تأخذ قسطا من الراحة فحسب.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»