نيكولاس كريستوف
TT

ناقد من معجبي أوباما

لعلني من الأميركيين القلائل الذين بقي لديهم شيء من التعاطف لسياسة الرئيس أوباما الخارجية ولكن عليّ مع ذلك الاعتراف بأن سياسته بشأن سوريا كانت فوضوية. وتحول «خطه الأحمر» الخاص بالأسلحة الكيماوية إلى ما يشبه الاقتراحات المكتوبة بالقلم الرصاص. وأدى رفضه لمقترح هيلاري كلينتون وديفيد بترايوس بتسليح أجنحة المعارضة السورية المعتدلة إلى تمكين «داعش» في كل من العراق وسوريا. وكان وصف أوباما لـ«داعش» «بلاعبي الاحتياط» سخيفا - وفاقم من ذلك محاولات البيت الأبيض إنكار قول أوباما لذلك. واستقال سفير أوباما لدى سوريا روبرت فورد هذا العام لأنه وجد أن من المستحيل الدفاع عن سياسة حكومتنا.
ليست المأساة في سوريا هي غلطة أوباما بل غلطة السوريين، ولكن مع ذلك ظل الرئيس سلبيا بشكل مؤلم تجاه ما تكشف: مقتل نحو 200 ألف سوري وزعزعة الدول المجاورة بنحو 3 ملايين لاجئ، واقتراب العراق من حالة الانهيار وذبح صحافيين أميركيين والفظائع الجماعية ضد الأقليات الدينية للإيزيديين والمسيحيين. نعم ذلك حكم أحد المعجبين بأوباما.
والرئيس يحاول وضع استراتيجية جديدة في سوريا. وأعلن أوباما في خطابه ليلة الأربعاء «ستقود أميركا تحالفا عريضا لدحر هذا التهديد الإرهابي»، ووصف الأمر بالحملة المضادة للإرهاب التي ستضعف «داعش» وتدمره في النهاية. هناك شيء من التناقض هنا. إن مكافحة الإرهاب هي المنظور الصحيح للتعامل مع هذا الوضع بدلا عن الحرب الشاملة، ولكن من غير المحتمل أن يدمر «داعش» بأي شكل أكثر من تدميرها لطالبان أو المسلحين في اليمن.
قال الرئيس بالفعل في خطابه إن استراتيجيته في سوريا «هي استراتيجية اتبعناها بنجاح في اليمن والصومال لسنوات». تلك مقارنة معقولة ولكن أوباما هو الشخص الوحيد في العالم الذي يعتبر أن الوضع في اليمن والصومال اللذين مزقهما النزاع انتصار.
من رأيي أن أوباما محق في توسيع العمل العسكري ضد «داعش» في سوريا إن نفذ ذلك بشكل حكيم وأهداف متواضعة باحتواء وإضعاف الجماعة الإرهابية.
«داعش» هدف صحيح بقتله الأميركيين وتمزيق العراق ومحاولة إبادة الأقليات مثل الإيزيديين.
قالت فتاة إيزيدية في السابعة عشرة من عمرها لصحيفة «لا ريببلكا» الإيطالية في مكالمة هاتفية إن «داعش» يحتجزها مع الكثير من الفتيات غيرها كرقيق للجنس. وحصلت الصحيفة على رقم هاتفها الجوال من والديها في مخيم للاجئين.
كما أن داعش قد يشكل تهديدا إرهابيا داخل أميركا أيضا. فقد سافر مائة على الأقل وربما أكثر من الأميركيين إلى سوريا وقد يعود بعضهم للقيام بهجمات. ومن هنا ففي ضرب «داعش» في سوريا شيء من المنطق، ولكن علينا أيضا أن ندرك أن الضربات الجوية سيكون لها فائدة محدودة ولها مخاطر حقيقية كذلك.
يقول الأستاذ جوشوا لانديس المختص في الشأن السوري في جامعة أوكلاهوما «نحن ماضون إلى الحرب لأنه أثير فزعنا، لكن إن نفذنا ذلك بطريقة خاطئة فلنتأكد أن العنف سينتشر».
أحد الأخطار أنه إن قتلت قنابلنا أبرياء فستستغل «داعش» ذلك مستخدمة أشرطة الفيديو لحشد العالم الإسلامي السني والقول إن الأميركيين يذبحون أطفال المسلمين السنة ويجب عقابهم. ولذلك من الضروري أن يكون هناك شركاء من السنة.
لا يزال دعم المعارضة السورية يستحق المحاولة وقال مسؤول كبير في الإدارة إن البيت الأبيض سيحاول توسيع الدعم. لكن هناك خطر ألا يؤدي المزيد من الأسلحة إلى تدمير «داعش» بل إلى خلق صومال آخر. ولذلك فلنتحرك وعيوننا مفتوحة جيدا. لقد رأينا أخطار تراخي أوباما فلنتجنب الآن أخطار الإجراء الزائد.
* خدمة «نيويورك تايمز»