«سوذبيز» تعرض خريطة نادرة بخط يد لورانس العرب للبيع في لندن

خبير دار المزاد يطلع الـ {الشرق الأوسط} على الوثيقة التي تسجل اللحظات الحاسمة للثورة العربية

خريطة بعنوان «سكة حديد الحجاز إلى وادي سرحان» رسمها لورانس مع الشرح بخط يده على الجانب وتفصل رحلته من 19 إلى 24 مايو 1917  -  تي إي لورانس بالزي العربي
خريطة بعنوان «سكة حديد الحجاز إلى وادي سرحان» رسمها لورانس مع الشرح بخط يده على الجانب وتفصل رحلته من 19 إلى 24 مايو 1917 - تي إي لورانس بالزي العربي
TT

«سوذبيز» تعرض خريطة نادرة بخط يد لورانس العرب للبيع في لندن

خريطة بعنوان «سكة حديد الحجاز إلى وادي سرحان» رسمها لورانس مع الشرح بخط يده على الجانب وتفصل رحلته من 19 إلى 24 مايو 1917  -  تي إي لورانس بالزي العربي
خريطة بعنوان «سكة حديد الحجاز إلى وادي سرحان» رسمها لورانس مع الشرح بخط يده على الجانب وتفصل رحلته من 19 إلى 24 مايو 1917 - تي إي لورانس بالزي العربي

دائما ما تقبع مفاجأة في مزادات الخرائط وكتب الرحلات، قد تكون صورة أو خريطة أو كتاب اختفى عن الأنظار وظهر فجأة، ولكن قياسا بحجم المفاجآت وملائمة وقت عرضها للمرحلة التاريخية المعاصرة هي معادلة لا تتحقق دائما. ولكن هناك دائما ما يغير المعادلة وهو في هذه الحالة خريطة تاريخية تلقي بظلالها على الأحداث التاريخية التي تدور في العالم العربي حاليا.
بحماسة يعرض لنا خيبر «سوذبيز» ريتشارد فاتوريني المفاجأة التي أعدتها الدار لزبائنها هذا الموسم، وهناك تحت إطار زجاجي نرى خارطة قديمة مرسومة بخط اليد، دقيقة التفاصيل. هي خريطة رسمها «تي إي لورانس»، (لورانس العرب) بخط يده ووثق فيها خط رحلته التي استغرقت خمسة أيام في شهر مايو (أيار) من عام 1917 وعبر فيها من صحراء النفود بشمال الجزيرة العربية إلى مدينة العقبة على البحر الأحمر في أوج الثورة العربية ضد الحكم العثماني.
الخريطة رسمها لورانس في عام 1918 ويشير فاتوريني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها مهمة على عدد من المستويات، أبرزها يكمن في أنها الخريطة الوحيدة بخط يد لورانس العرب التي توضح منطقة شمال الجزيرة العربية، والخط الذي تبعه لورانس في رحلته نحو العقبة. وتبقى للخريطة مكانتها الخاصة رغم أن لورانس قام برسم عدد من الخرائط المصغرة في دفاتر ملاحظاته التي كان يحملها معه، فيقول فاتوريني: «كونها (الخريطة) مرسومة بخط يد لورانس نفسه ووجود الملاحظات التي خطها على اليمين تؤكد ذلك. نقرأ الملاحظات التي خطها لورانس بكتابة دقيقة ويوجه فيها من تصله المخطوطة: «هذه هي النسخة الوحيدة المرسومة، رجاء عدم فقدانها». يوضح أيضا في ملحوظاته أيضا أنه أخطأ في تحديد جهة الشمال على الخارطة ويصحح ذلك برسم خط ينتهي بسهم نحو الشمال.
الخريطة توضح تفاصيل الطريق التي اتخذه لورانس خلال الأيام التي سبقت الحدث الذي يعتبر انتصارا حاسما للانتفاضة العربية، وهو الاستيلاء على ميناء العقبة المطل على البحر الأحمر لاحقا من العام نفسه. وتوضح سكة حديد الحجاز ووادي سرحان في الشمال. يقول فاتوريني: «المعروف أن لورانس كان يحمل معه دائما دفترا لتدوين ملاحظاته وكان يرسم خرائط مصغرة ويدون معلومات حول الناس الذين يقابلهم في رحلاته والتضاريس والمواقع الهامة حوله. نعرف هذا لأن المكتبة البريطانية تحتفظ الآن بكل الدفاتر التي تخص لورانس». وحول السبب الذي دفع لورانس لرسم هذه الخريطة تحديدا يقول: «نعرف أيضا أن دوغلاس كوراثرز، وهو راسم خرائط شهير وكان يعمل في ذلك الوقت على مشروع تابع للحكومة البريطانية على تحسين وتلقيح الخرائط الموجودة للجزيرة العربية، أدرك أن لورانس لديه معلومات جديدة وتفاصيل لا توجد في الخرائط الموجودة لدى الخارجية البريطانية، فطلب من لورانس إمداده بخريطة توضح معالم رحلته إلى العقبة خصوصا أنه لم يكن هناك في ذلك الوقت خريطة مفصلة لتلك المنطقة». الوثيقة الناتجة والتي اعتمد فيها لورانس على مدوناته واستعان أيضا بخريطة للمنطقة من الجمعية الملكية الجغرافية، تعد «فريدة من نوعها»، حسب تعبير فاتوريني. يلاحظ في الخريطة أيضا حرص لورانس على توضيح مكان سكة حديد الحجاز في العقبة التي قام بتدميرها مع الأمير فيصل بن الحسين في ذلك الوقت لقطع الطريق أمام الإمدادات العسكرية العثمانية.
توقيت بيع الخريطة أيضا يبدو مناسبا للظروف التاريخية في العالم العربي هذه الأيام التي يدور فيها الكثير من الحديث حول الحدود بين الدول العربية واتفاقية «سايكس بيكو» التي رسمت المنطقة كما نعرفها الآن. يعلق فاتوريني: «تماما، تحمل الخريطة أهمية خاصة هذه الأيام إلى جانب أنها الخريطة الوحيدة بخط يده تعرض للبيع في مزاد عام»، وهي من مقتنيات الجمعية الملكية للشؤون الآسيوية منذ أن تبرع بها دوغلاس كوراثرز للجمعية في عام 1962 وحتى اليوم. أما عن السعر المتوقع لهذه الوثيقة التاريخية يقول فاتوريني: «إنه أمر صعب جدا، فلم نعرض وثيقة مثلها من قبل للبيع، قمنا ببيع نسخ من كتابه (أعمدة الحكمة السبعة) ونسخ من رسائله من قبل، وفي هذا المزاد نعرض عددا آخر من متعلقاته (منها نسخة أولى لكتابه الشهير)، ولكننا لم نعرض أبدا خريطة بخط يده».
المبلغ المقدر للخريطة يتراوح ما بين 70 إلى 100 ألف جنيه إسترليني ولكن ذلك قد يتغير بسهولة إذا ما لاقت الخريطة اهتماما من المشترين، وهو ما يؤكده قائلا: «هناك دائما اهتمام باقتناء الخرائط لهذه المنطقة ولمن يهمه الأمر هذه هي الخريطة التي يجب أن تقتنى».
الخريطة تحمل تفاصيل حول الكثبان والوديان وأماكن الآبار على شكل دوائر صغيرة وخطوط متعرجة، وتوفر ملاحظات لورانس المكتوبة بخط يده عن البعثة ضمن كتاب «أعمدة الحكمة السبعة»، استحضارا ووصفا دقيقا لرحلته وقساوة ظروفها عبر صحراء مقفرة وقاحلة، والتي شكلت تحديا كبيرا حتى بالنسبة لمغامر محنك مثل لورانس، حيث وصف حرارة الصحراء القاسية: «يتدفق الهواء مثل الدخان الكثيف الممزوج بالغبار ووميض الشمس في الغسق». ووصف المسطحات الطينية: «تنعكس أشعة الشمس على المسطحات الطينية مثل المرآة بوهج أصفر اللون يعمي - العيون والأبصار مثل قطع زجاج حارقة على الجفون المغلقة، رؤوسنا تغلي من الحرارة حتى وإن غطيناها نسير بجانب الجمال وتهب الحرارة في موجات متتالية تعمي العيون».
وسبق أن عرضت الوثيقة في معرض «لورانس العرب - الحياة والأسطورة» في عام 2005 بمتحف الحرب الإمبراطوري في لندن، وكذلك في متحف الحرب الأسترالي في كانبيرا.

* مزاد «سوذبيز» للسفر والخرائط والتاريخ الطبيعي في لندن يقام يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) .



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.