عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

المخرب!!

إذا كان القائد الرسمي مفيدا وضروريا، وإذا كان القائد الحركي له أهميته الفنية، فإن قائدا من نوع آخر قد يكون مزعجا بل مدمرا للفريق.
إنه «كابتن» أو قائد النفوذ الذي ينتزع الصلاحيات على نحو غير رسمي، وينتزع سلطة يشكل من خلالها خطورة بالغة على مصالح الفريق.
يطالب أسطورة أياكس وبرشلونة ومنتخب هولندا كرويف باستئصال وطرد اللاعب الذي يتمرد، مؤكدا أنه عندما يوجد لاعب أو لاعبون من فئة المزعجين فمن الأفضل أن تستغني عنهم على الفور.
هي إشارة من خبير كروي كان في يوم من الأيام أحد أفضل ثلاثة نجوم في عالم كرة القدم، بوجود من يثير المشكلات والصخب في كل فريق. الحل الوحيد في نظره هو الإبعاد ولا شيء غير ذلك. يبدو واضحا أن كرويف قد عانى من نوعية قائد النفوذ المزعج الأناني الذي لا يهتم بمصلحة الفريق، وربما مر عليه مثل هذا القائد أثناء تدريبه لبرشلونة.
في النادي السعودي الكبير لا يستطيع أحد النجوم المعروفين إكمال برنامجه اليومي دون أن يمارس عادة قبيحة من عادات المخربين. يجتمع في شقته مع ثلاثة أو أربعة من زملائه اللاعبين، ثم يتمحور الحديث حول المستجدات وكيفية إيقاف أحد الزملاء ممن يحبهم المدرب عند حده. يلجأ للتخطيط من أجل الإطاحة بهذا اللاعب الذي لا يرضخ لهم ولا يسير على هواهم، ولا مانع من أن يعرج على موقف المدرب وأسلوبه وتعامله. لقد نجح من قبل في الإطاحة بأحد المدربين الذين يهتمون جدا بالتدريب الصباحي. لم يتحمسوا ولم يقاتلوا ولعبوا بلا مبالاة إلى أن رحل المدرب.
هو شخص واحد فقط، أي قائد نفوذ واحد، بيد أن الخوف يتمثل في انتشار العدوى، وتغلغل هذا المخرب، الذي يملك قدرة عالية على الإقناع. يسيطر على ثلاثة من المتميزين داخل الملعب من خلال الاتصال داخل وخارج الملعب. ويبدو أن هذا النافذ لا يستطيع أن يتنفس دون أن يخرب بالترهيب أو الشائعات أو التمرد. ولا شك أن التمرد هو أقصى مرحلة من مراحل تخريب صفوف الفريق والتأثير على تجانسه. إن لم يعجبه أحد لاعبي الفريق يتفق مع يقعون تحت سيطرته ونفوذه على إقصائه وتجميده.
قائد النفوذ «سوسة» تنخر في جسد الفريق، ومن هنا تأتي مسؤولية المدرب «الصاحي» والإدارة اليقظة لإيقاف هذا المخرب. اللافت للنظر أن هواية المخرب تنكشف وتصبح أكثر وضوحا عند كبار السن من اللاعبين، ومن يعجزون عن التطور وتقديم العطاء الذي يكفل لهم الاستمرار في الملاعب.
في مرحلة الاحتراف بات قائد النفوذ أكثر خطورة، لأن اللعبة ارتبطت بالمال ووكيل الأعمال.
الإدارة الناجحة التي تثق في نفسها تستطيع أن تتخذ القرار الجريء، وتوقف المخرب عند حده، حتى لو أدى ذلك إلى البتر، وإبعاده بصفة نهائية ببيع عقده ومنحه حرية الانتقال أو مطالبته بالاعتزال.
[email protected]