أطلق وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف جولته الاوروبية أمس باجتماع مع هيرمان فان رومبي رئيس المجلس الاوروبي، وكاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي قبل الاجتماع بمسؤولين بلجيكيين في بروكسل. و اجرى ظريف المحادثات بشأن البرنامج النووي الايراني بمرافقة نائباه عباس عراقجي وماجد تخت روانشي كبيرا المفاوضين الايرانيين في المحادثات النووية مع القوى العظمى.
وقال المتحدث باسم اشتون مايكل مان لـ"الشرق الاوسط" في اتصال هاتفي أمس: "الاجتماع كان حول إطار المحادثات النووية، وهو جزء طبيعي من المفاوضات. وخططت اشتون مع ظريف ما سيحدث خلال المفاوضات المقبلة". واضاف مان: "كان الاجتماع عن موقف الجانبين في الوقت الحالي، وكيف سنكون قادرون على التقدم".
وعلق مان بشان انتهاء فترة اشتون في منصبها كمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي: "نحن نامل ان نتمكن من التوصل الى اتفاق قبل 30 اكتوبر(تشرين الاول) ، وستقوم اشتون بمواصلة المتابعة للملف الايراني".
وتقوم أشتون بالتنسيق بين القوى العالمية الست التي تتفاوض مع ايران. ولم تتوصل القوى الست مع ايران قبل موعد نهائي كان مقررا يوم 20 يوليو (تموز) الماضي الى اتفاق شامل تقوم ايران بموجبه بتقليص نشاطها النووي في مقابل تخفيف عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.
وسيتوجه ظريف اليوم الى ايطاليا للقاء نظيرته الايطالية فديريكا موغريني التي عينت السبت الماضي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي خلفا لكاثرين اشتون.
ومن المقرر ان تستأنف ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) المفاوضات في منتصف سبتمبر(ايلول) على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقد ابرم الجانبان اتفاقا مرحليا نوويا لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد، بدأ تطبيقه في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي يوليو(تموز) مددوا المهلة لاربعة اشهر اضافية، حتى 24 نوفمبر(تشرين الثاني) ، للتوصل الى اتفاق نهائي يفترض ان يسمح بضمان الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع كل العقوبات التي يفرضها الغربيون والامم المتحدة والتي خنقت الاقتصاد الايراني لعدة سنوات.
وتشتبه الدول الكبرى بسعي ايران من خلال برنامجها النووي الى اقتناء القنبلة الذرية فيما تؤكد طهران من ناحيتها ان برنامجها النووي مدني محض.
ويختلف الجانبان حول حجم برنامج تخصيب اليورانيوم والجدول الزمني لرفع العقوبات الدولية.
وقد نددت ايران بفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على اكثر من 25 كيانا ومؤسسة وكذلك افرادا متهمين بتشجيع البرنامج النووي الايراني المثير للجدل وبدعم الارهاب.
وامتنعت السفارة الايرانية في بروكسل عن التعليق على اسئلة "الشرق الأوسط" حول زيارة ظريف والاستياء الايراني من العقوبات الاميركية.
لكن احد كبيري المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي رفض فكرة الوصول الى طريق مسدود في المفاوضات.
وقال عراقجي ان" الحديث عن طريق مسدود ليس صحيحا. هناك عقدة وان نجحنا في فك هذه العقدة ستكون الطريق مفتوحة للتوصل الى اتفاق نهائي".
وتابع: "ان مختلف الاطراف (ايران ومجموعة 5+1) متفقون على اننا احرزنا تقدما جيدا وان قمنا بعمل اضافي من الممكن التوصل الى اتفاق. نأمل في التوصل الى تفاهم مشترك في 3 اشهر (24 نوفمبر)".
كما اوضح عراقجي ان ايران تطالب بان يوافق مجلس الامن الدولي على اي اتفاق بشكل قرار يسمح برفع العقوبات الدولية.
واضاف: "نسعى الى حل معقول لضمان مطالب الطرفين. وان كان هناك مطالب مفرطة مخالفة لقوانيننا فاننا لن نقبلها. وبالنتيجة فان لم نتوصل الى اتفاق في المهلة المحددة لن تكون نهاية العالم. فلدينا القدرة على الصمود امام العقوبات".