عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

الهلال والنصر «حراج العصر»!

صراع الهلال والنصر خارج الملعب يتحول أحيانا إلى ما يشبه «الحراج»، من تداخل ومزايدات وزعيق وكذب. في مدينة جدة كان هناك حراج للخردوات اسمه «حراج العصر»، لم يعد الحراج موجودا، بيد أن متعصبي الهلال والنصر يتكفلون مع الأسف بحراج العصر.
مزايدات تدخل كرة القدم السعودية في دوامة لانهاية لها، وهي في النهاية لا تصب في مصلحة أي ناد. وما يقال عن الهلال والنصر ينسحب على المنافسات التقليدية الأخرى، ذلك أن التعصب متغلغل هنا وهناك، لكن التعصب في منافسات الأندية الكبيرة كالهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب أكبر وأشرس.
بعض الهلاليين اهتموا بجملة لوبيز في حديثه عن حارس مرمى النصر عبد الله العنزي لأسباب لا أظن أنها تخفى على المتابع، وسبقهم بعض النصراويين في إثارة والاعتراض على الطلب الهلالي بعدم سفر لاعبي الفريق مع المنتخب لمواجهة أستراليا.
وما يحز في النفس هو صمت المعنيين والمسؤولين وصناع القرار، ليس في مسألة العنزي والطلب الهلالي، إنما في الكثير من المعضلات والمستجدات والمشاكل الطارئة.
قد يكون الصمت في بعض الحالات عن خبث، وربما عن سذاجة أو لامبالاة وإهمال. وفي كل الأحوال تدفع كرة القدم السعودية الثمن غاليا.
ما يزعج المتابع ويستفزه تدخل غير المختص أو المتخصص وصمت من يملك حق الكلام. يتدخل الرؤساء والإداريون في الشأن الفني على نحو مضحك، ويتوارى المدربون. وفي القضايا الإدارية والمالية ينزوي ويتهرب الإداريون. ليت الرؤساء يتركون الملعب للفنيين ويهتمون بما هو خارج حدود الملعب ويقتدون بمالكي ورؤساء الأندية الأوروبية.
لا يشاهد المتابع الإسباني بيريز إلا وهو جالس في المنصة، وكذلك الحال بالنسبة لأبراموفيتش وكل رؤساء الأندية الذين يهتمون بالدعم وتسيير أمور النادي دون التدخل في الشأن الفني أثناء المباريات.
يبدأ الموسم وينتهي ويغادر عدد كبير من المدربين الأجانب دون أن نستمع إليهم، ويتساءل المرء: هل هناك من يمنع مشاركاتهم؟!
لا شك أن رأي غروس الفني أهم من رأي رئيس الأهلي، ورأي ريجيكامب أهم من رأي رئيس الهلال، ورأي كانيدا أهم من رأي رئيس النصر، ورأي عمرو أنور أهم من رأي رئيس الاتحاد.
تنتهي المباراة الإنجليزية، ثم تشاهد أمامك المدرب الشهير مورينهو متحدثا عن الشأن الفني.. وفي المقابل شاهدوا من يتحدث قبل وبعد مباريات الأندية السعودية!!
أعود لـ«الحراج» الكروي، مؤكدا أن مشاكل التحكيم ستظل في المقدمة وهي ذروة الإثارة والحرب الكلامية والمزايدات والقيل والقال. لا نزال ندفن الرؤوس في الرمال لأن اتحاد الكرة السعودي سمح لكل ناد باستقطاب خمسة طواقم تحكيمية، على أن يكون الطلب قبل المباراة بـ15 يوما مع الشيك المصدق من قبل النادي. شخصيا أنا من أشد مؤيدي الاستعانة بالتحكيم الأجنبي، لكنني لست مع هذا الصمت والتجاهل والإهمال وعدم الاهتمام بالأسباب:
لماذا نجد «الحيادية» عند الحكم الأجنبي؟!
[email protected]