عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

القائمة السعودية وغياب الهلاليين!

مع أن تشكيلة لوبيز كارو مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم التي أعلنها مؤخرا استعدادا لمواجهة ودية مع المنتخب الأسترالي في الثامن من سبتمبر (أيلول) جاءت في ظني منطقية مقنعة إلا أن الاختيار لم يعجب البعض على غير العادة في اختيارات لوبيز السابقة وهو عرف بالاعتماد على العطاء وأداء اللاعب بعيدا عن الشهرة أو السمعة. طاله انتقاد لعدم اختياره أسماء يرى منتقدوه أنها جديرة بالالتحاق للقائمة. بحثت ولم أجد إلا أسماء لا تزيد على أصابع اليد الواحدة مثل المقهوي ونواف العابد وأحمد عطيف، ومع ذلك لست مع الاعتراض لأن من يطرح علامة استفهام كبيرة في مثل هذه الحالات حتى على المستوى الدولي ينطلق من تجاوز اسم مهم جدا لا غنى عنه في مركزه، ومع الاحترام والتقدير لمن لم ينضموا لم أجد ذلك الاسم الذي يندم المتابع المهتم على عدم وجوده. قد يكون اسما جيدا بيد أن من يستحق الضجة هو «السوبر ستار» الذي لا يختلف عليه اثنان. عموما هؤلاء هم الأفضل وعليه أقول إن توقيت المباراة على عكس بعض الآراء المعترضة مناسب لأننا في بداية الموسم ثم إن الفريق السعودي تنتظره مناسبتان الثانية فيهما هي الأهم.. أقصد نهائيات بطولة آسيا وهي أهم بمراحل من دورة الخليج التي تقام في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. أتفق على توقيت المباراة ولا أتفق على المدة الطويلة للمعسكر، وأرى أن خمسة أيام أفضل من عشرة لتفادي إرباك الدوري المحلي ثم إن المعسكر الطويل لم يعد مجديا.
أستنتج من القراءة السريعة للقائمة التي فضلها المدرب لوبيز أن الأهلي تصدر عناصريا بـ8 لاعبين، وكثافة العناصر وإن كانت ليست دليل تفوق ميداني بالنتائج ولا تضمن البطولات إلا أنها تعكس تفوقا عناصريا وهي مؤشر على قوة الفريق. الأهلي جاء أولا يليه الهلال وتساوى الشباب والنصر بأربعة عناصر وأخيرا الاتحاد بثلاثة لاعبين بعد أن كان يأتي في الصدارة مع الهلال في السنوات الماضية. والملاحظ أن عناصر الأهلي تركزت في الدفاع والوسط ولا أحد في الهجوم ولذلك لم أستغرب عندما استعان الأهلي بثلاثة مهاجمين أجانب. ويقترب النصر كثيرا بل إن التشابه كبير حيث تتركز القوة في الدفاع والوسط ولذلك جاء التدعيم النصراوي هذا الموسم في خط الهجوم أيضا. ويتميز الهلال بالتوازن وتفوق شبابي في الدفاع وحراسة اتحادية وتراجع في الخطوط الأخرى بدليل عدم استدعاء لاعبين سبق أن اختيروا مثل لاعب الوسط الموهوب عبد الفتاح عسيري الذي تراجع مستواه كثيرا.
ثمة لاعبون منحهم الله موهبة عالية إلا أن تخلفهم في مثل هذه المناسبات يعود لعدم الجدية وقلة العطاء أمثال نواف العابد وعبد الفتاح عسيري ومحمد أبو سبعان وأحمد الفريدي وعبد الرحيم الجيزاوي وراشد الرهيب وغيرهم.
وأختم بالقول إن اختيار أستراليا كان موفقا في حين أن فترة المعسكر طويلة مع الإشارة إلى تأكيدي بأن استثناء لاعبي الهلال من مرافقة المنتخب بسبب مواجهة العين يجب الالتفات إليه وتقديره إن كان مدعوما ومعززا برأي فني مقنع من الجانبين. ومن هنا كنت أكثر من طالب بضرورة أن يجري التعامل مع مدرب المنتخب على أنه رئيس المدربين الحريص على مصلحة الأندية مثل حرصه على مصلحة المنتخب على ألا نهمل ونغيب آراء الخبراء والمتخصصين في الإعداد البدني. تواصل جاد عملي بين مدرب المنتخب ومدرب الهلال أو أي فريق مثل وضع الهلال يزيل كل العقبات.
[email protected]