علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

عفوا معالي الوزير

استمعت وبإنصات شديد نهاية الأسبوع الماضي لمعالي وزير الإسكان السعودي، وكنت أتوقع أن يستعرض عدد الوحدات المنجزة في المدن السعودية والجاهزة للتسليم للمواطنين، أو قُل أمتع ناظري بمعالي الوزير وهو يسلم عدداً من مفاتيح المساكن لمواطنين أو مواطنات يستحقون السكن المدعوم ووفق تعبير معالي الوزير.
المفاجأة أنني بدلاً من أن أسمع إنجازات الوزارة السكنية سمعت عن إنجازات وضع الضوابط للمستحقين، وهذه الضوابط أخرجت نصف القائمة من الاستحقاق، مع تكرار معالي الوزير أن من أخرجوا يمكنهم أن يعودوا مرة أخرى للتقديم وسيقبلون متى انطبقت عليهم الشروط، المهم في الأمر أن كل من تقدموا لهم حق في السكن سواء عن طريق وزارة الإسكان أو أن يلحقوا بصندوق التنمية العقاري الذي كان يقبل وحسب الأولوية، المؤسف في الأمر أن وزارة الإسكان تستبعد العزاب من القبول للسكن، بينما العزاب يشترطون على أنفسهم تأمين عش الزوجية قبل الزواج، فلماذا لا يستبعد هذا الشرط يا معالي الوزير؟
وفي السابق كان صندوق التنمية لا يشترط هذا الشرط والأنظمة توضع لمصلحة المواطن لا العكس، ونحن بفضل الله دولة ساعدت جيرانها في قضايا الإسكان وهذا ليس من باب المنّة، ولكنه من باب التذكير أن المواطنين أيضا يستحقون ذلك ودون مَنّ.
معالي الوزير لم يذكر من إنجازات الوزارة سوى ما سلم في جازان، وهذا له وضع خاص مرتبط بالشكل الأمني، وتدخلت فيه وزارات أمنية ومصلحة عليا فرضت على الجميع إنجازه، وزارة الإسكان كانت قبل ذلك هيئة، ورغم هذه المدة الزمنية لم نسمع سوى إنجاز ضوابط القبول، فمتى سنسمع عن تسليم البيت الحُلم، أم أن جيراننا في الشمال يبنون المستعمرات أسرع منا ودمتم.