قدم رئيس الوزراء التركي الجديد أحمد داود أوغلو سريعا تشكيلته الحكومية لرئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، والتي أتت بمثابة «التعديل الوزاري» للحكومة السابقة التي كان يرأسها إردوغان وكان داود أوغلو وزيرا للخارجية فيها، فيما بدا أن الرئيس السابق عبد الله غل يحضر نفسه لمرحلة جديدة سيخوض فيها غمار السياسة، ويضغط على إردوغان للعودة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وبعد مصادقة إردوغان السريعة على التشكيلة، دعا رئيس البرلمان التركي، جميل تشيشك، أعضاء البرلمان التركي لاجتماع استثنائي الاثنين، من أجل الاستماع لبرنامج الحكومة الجديدة. وستعرض الحكومة برنامجها أمام أعضاء البرلمان، وبعد يومين سيتم عقد جلسة جديدة لمناقشة البرنامج، وبعد انتهاء المناقشات بيوم واحد، سيتم التصويت على منح الثقة.
وفور تسليمه مقاليد الرئاسة إلى خلفه، غادر الرئيس السابق عبد الله غل أنقرة، متجها إلى مقر إقامته الجديد في إسطنبول، معلنا أنه «سلم سلطة البلاد بشرف، وأنا فخور بما قدمته لتركيا على مدار 7 سنوات كنت فيها رئيسا». وكان في انتظار غل عدد من مناصريه يحملون الأعلام التركية، وهم يرددون هتافات منها: «شرف الدول فخر الأمة»، و«هذه الأمة مدينة لك بالكثير»، و«أنت وردة تركيا» - في إشارة إلى اسم عائلته الذي يعني وردة باللغة التركية. وفي رد على سؤال متعلق بنيته القادمة بخصوص العمل السياسي، قال غل: «بالطبع ستتابعون كل جديد هنا في إسطنبول، فنحن ودعنا أنقرة وسنقيم هنا».
وقبل أن يغادر أنقرة نشر الرئيس التركي غل تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، قال فيها: «لقد نقلت السلطة التي قمت بأدائها على أكمل وجه، وبأمانة وشرف على مدار 7 سنوات، والآن أنا أغادر أنقرة، وسلامي ومحبتي للجميع».
وشملت تشكيلة الحكومة الجديدة لداود أوغلو، تغييرات في ثلاث حقائب وزارية، وتعيين نائبين جديدين لرئيس الوزراء. وضمت 4 وزراء جدد فقط، هم مساعد إردوغان السابق النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، يالتشين أكدوغان، ونائب رئيس العدالة والتنمية، نعمان قورتولموش كنائبين لرئيس الوزراء الجديد. واختير مولود تشاوش أوغلو وزيرًا للخارجية، خلفًا لداود أوغلو، وعيِّن فولكان بوزكير وزيرًا للاتحاد الأوروبي خلفًا لتشاوش.
وأتت التشكيلة لتؤكد استمرار نفوذ إردوغان القوي داخل الحكومة، خصوصا أن النائبين الجديدين لرئيس الحكومة هما مساعد سابق لإردوغان، هو أكدوغان، ونعمان قورتولموش الذي أتى به إردوغان من حزب السعادة المعروف بانتمائه لحركة «الفكر القومي» التي تزعمها الراحل نجم الدين أربكان، إلى الحزب الحاكم، وكان من المرشحين لخلافة إردوغان في الحزب ورئاسة الحكومة.
وتولى كورتولموش رئاسة حزب السعادة عام 2008، وفي عام 2010 انشق عن الحزب، لخلاف وقع بينه وبين زعيم الحركة نجم الدين أربكان، وسرعان ما قام بتأسيس حزب جديد باسم «صوت الشعب»، الذي ضم أطيافا كثيرة بين أعضائه، وعرف عنه أثناء قيادته للحزب انتقاداته اللاذعة لحكومة إردوغان، ولم يمض عامان على تأسيس الحزب حتى قام بحله، وانضم إلى العدالة والتنمية في عام 2012 بناء على دعوة من إردوغان.
وكورتولموش هو الاسم الثالث، الذي يدخل في التشكيلة الوزارية من خارج البرلمان، في جميع حكومات حزب العدالة والتنمية، الذي تسلم السلطة منذ 2002، بعد كل من داود أوغلو وإفكان آلا، وهو الوحيد ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة الـ62 من خارج البرلمان.
وبذلك يكون قد خرج من الحكومة السابقة كل من بشير أتالاي نائب الحزب عن مدينة كيريك قلعة، وحياتي يازجي أوغلو نائب مدينة ريزة، وأمر الله إيشلر نائب أنقرة ونائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة.
وبهذه التشكيلة جمع داود أوغلو بين المخضرمين وغير المخضرمين داخل الحزب الحاكم، فلم يتخل عن بولنت أرينتش، أحد مؤسسي الحزب منذ بزوغ نجمه، واختاره مجددًا لتولي منصب نائب رئيس الوزراء. ومن المتوقع أن يبقى بولنت آرينتش، الذي تولى منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة السابقة برئاسة رجب طيب إردوغان في موقعه، فيما رجحت مصادر تركية أن يتولى المنصب أكدوغان وهو أحد الأسماء الشابة داخل صفوف حزب العدالة والتنمية.
7:57 دقيقة
حكومة داود أوغلو: تشكيلة وزارية معدلة لحكومة إردوغان
https://aawsat.com/home/article/170531
حكومة داود أوغلو: تشكيلة وزارية معدلة لحكومة إردوغان
غل ينتقل إلى إسطنبول مؤكدا استمراره في العمل السياسي
- أنقرة: «الشرق الأوسط»
- بيروت: ثائر عباس
- أنقرة: «الشرق الأوسط»
- بيروت: ثائر عباس
حكومة داود أوغلو: تشكيلة وزارية معدلة لحكومة إردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة